محمد حسن ضبعون
12-12-2008, 03:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
" الضرب " وسيلة المعلم الفاشل
رغماً من منع الضرب للطلاب في المدارس إلاأننا لازلنا نسمع ونشاهد ممارسات لامسؤولة ضد الطلاب داخل أسوارالمدارس. ونقرأفي الصحف من يكتب مدافعاً ومشجعاً لعودة الضرب في المدرسة. سنعرض لبعض آراء أنصار الضرب وحججهم من أجل بقائه قائماً في التعليم وسنناقشها بموضوعية:
الرأي الأول/ أن الضرب يثيرانتباه الطلاب،ويجعلهم على أهبة الاستعداد لأداء الواجبات واستيعاب المعلومات وحفظها.
الحقيقة أن الدراسات النفسية أثبتت أن الثواب أقوى وأبقى أثراً من العقاب في عملية التعليم، وأن الضرب يترك أثراً على جسم الطفل ونفسيته بل ورغبته في الدراسة والتعلم، والقول بأنه يحقق ألانتباه وأداء الواجب وحفظ الدرس، نقول: إن الغاية الجيدة لاتبرر الوسيلة السيئة، وهذه النتائج الطيبة ستتوقف بمجرد انتهاء وزوال التهديد والخوف، لأن السلوك في حالة التهديد يتسم بالآلية الميكانيكية) إذ يتم تحريكه من الخارج، فالدافعية للتعلم لتنبعث من دخيلة المتعلم. والتعليم الإكراه لايمس صميم السلوك بل القشرة الخارجية منه، ويبقى اللب يتأثر بالإقناع والحوار.
والمدرسة لاتقدم المعرفة التي توصل اليها العلماء والتي يحتاجها الإنسان في حياته وبالتالي تجبرالطالب في الوقوف عليها ولو بالضرب، وإنما تقدم لها الأدوات الكفيلة بالتعلم الاكتشافي وحب المعرفة، والمعلم الذي يعي الأهداف الاستراتيجية للتعليم يعمل على هندسة البيئة التعليمية المنتجة، وغرس بذور المعرفة ورعايتها لتنمو مع الحياة وتثمرالعلم والمعارف.
الرأي الثاني/ الضرب مفيد في قمع السلوك،ويمنع ظهورالتصرفات السيئة في الفصل. والمدرسة جزء من المجتمع الذي لايستغني عن العقاب في القضاء على السلوك الفاسد
وإيقاف الخارجين على الأخلاق.
أن المدرسة حقيقة قطعة من المجتمع لكنّ مجتمع المدرسة مجتمع تربوي خلق من أجل تغيرنفسيات الطلاب، وإنما يحققه الضرب من قمع السلوك الناشز وإشاعة النظام وضبط الصف إلاأنه لايقضي على نوازع الشر لأنه يقمع السلوك الظاهر فقط. والمدرسة لاتحاول إخفاء السلوك الردىء بمقدار استئصاله ومعالجة اعوجاجه بتعديل الدوافع المخبوءة التحتية المستخفية، والمعلم الذي يشعر أن الضرب قضى على السلوك المعوج ويفرح بذلك إنما هو كالطبيب الذي يفرح بمسكنات المرض بينما تتدهور حالة المريض.
الرأي الثالث/ أن من يقرر خطأ استخدام الضرب في المدارس هم من لايعمل في التعليم، لعلهم لو عانوا من مضايقات الطلاب لكان له مرأي اًآخر، فالضرب يقضي مضايقات الطلاب، ولو لا الضرب لمااستطاع المعلم أن يصمد في الميدان التربوي حيث سيتعرض للانهيار العصبي. (وكأن الضرب عامل تنفيس للمعلم!) .
نقول للمعلم عليه أن يتصف بالحلم والأعصاب الهادئة والضبط الانفعالي وثمة مجموعة كبيرة من المعلمين من لايستخدمون الضرب على الإطلاق ويحظون بحب كبير واحترام من الطلاب، لكن لاحترام القائم على الخوف ليس باحترام. والمعلم المتمتع بشخصية قوية تفرض نفسها واحترامها ليس بحاجة إلى إيقاع العقوبات البدنية على الطفل والمراهق ،ولعجز بعض المعلمين عن فرض السيطرة النفسية على الطالب وتقديم المناسب من الخبرة والمعرفة يلجأ للعوقبات البدنية ،أن قدرة المعلم على السيطرة وإمساكه بزمام الموقف التعليمي يغنيه عن الضرب الذي يعد وسيلة رديئة سواء في تعديل السلوك الأخلاقي أو التحصيلي.
وصفوة القول قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يعطي على الرفق مالايعطي على العنف) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ماكان الرفق في شئ إلا زانه ولاكان العنف ف يشئ إلا شانه) .
" الضرب " وسيلة المعلم الفاشل
رغماً من منع الضرب للطلاب في المدارس إلاأننا لازلنا نسمع ونشاهد ممارسات لامسؤولة ضد الطلاب داخل أسوارالمدارس. ونقرأفي الصحف من يكتب مدافعاً ومشجعاً لعودة الضرب في المدرسة. سنعرض لبعض آراء أنصار الضرب وحججهم من أجل بقائه قائماً في التعليم وسنناقشها بموضوعية:
الرأي الأول/ أن الضرب يثيرانتباه الطلاب،ويجعلهم على أهبة الاستعداد لأداء الواجبات واستيعاب المعلومات وحفظها.
الحقيقة أن الدراسات النفسية أثبتت أن الثواب أقوى وأبقى أثراً من العقاب في عملية التعليم، وأن الضرب يترك أثراً على جسم الطفل ونفسيته بل ورغبته في الدراسة والتعلم، والقول بأنه يحقق ألانتباه وأداء الواجب وحفظ الدرس، نقول: إن الغاية الجيدة لاتبرر الوسيلة السيئة، وهذه النتائج الطيبة ستتوقف بمجرد انتهاء وزوال التهديد والخوف، لأن السلوك في حالة التهديد يتسم بالآلية الميكانيكية) إذ يتم تحريكه من الخارج، فالدافعية للتعلم لتنبعث من دخيلة المتعلم. والتعليم الإكراه لايمس صميم السلوك بل القشرة الخارجية منه، ويبقى اللب يتأثر بالإقناع والحوار.
والمدرسة لاتقدم المعرفة التي توصل اليها العلماء والتي يحتاجها الإنسان في حياته وبالتالي تجبرالطالب في الوقوف عليها ولو بالضرب، وإنما تقدم لها الأدوات الكفيلة بالتعلم الاكتشافي وحب المعرفة، والمعلم الذي يعي الأهداف الاستراتيجية للتعليم يعمل على هندسة البيئة التعليمية المنتجة، وغرس بذور المعرفة ورعايتها لتنمو مع الحياة وتثمرالعلم والمعارف.
الرأي الثاني/ الضرب مفيد في قمع السلوك،ويمنع ظهورالتصرفات السيئة في الفصل. والمدرسة جزء من المجتمع الذي لايستغني عن العقاب في القضاء على السلوك الفاسد
وإيقاف الخارجين على الأخلاق.
أن المدرسة حقيقة قطعة من المجتمع لكنّ مجتمع المدرسة مجتمع تربوي خلق من أجل تغيرنفسيات الطلاب، وإنما يحققه الضرب من قمع السلوك الناشز وإشاعة النظام وضبط الصف إلاأنه لايقضي على نوازع الشر لأنه يقمع السلوك الظاهر فقط. والمدرسة لاتحاول إخفاء السلوك الردىء بمقدار استئصاله ومعالجة اعوجاجه بتعديل الدوافع المخبوءة التحتية المستخفية، والمعلم الذي يشعر أن الضرب قضى على السلوك المعوج ويفرح بذلك إنما هو كالطبيب الذي يفرح بمسكنات المرض بينما تتدهور حالة المريض.
الرأي الثالث/ أن من يقرر خطأ استخدام الضرب في المدارس هم من لايعمل في التعليم، لعلهم لو عانوا من مضايقات الطلاب لكان له مرأي اًآخر، فالضرب يقضي مضايقات الطلاب، ولو لا الضرب لمااستطاع المعلم أن يصمد في الميدان التربوي حيث سيتعرض للانهيار العصبي. (وكأن الضرب عامل تنفيس للمعلم!) .
نقول للمعلم عليه أن يتصف بالحلم والأعصاب الهادئة والضبط الانفعالي وثمة مجموعة كبيرة من المعلمين من لايستخدمون الضرب على الإطلاق ويحظون بحب كبير واحترام من الطلاب، لكن لاحترام القائم على الخوف ليس باحترام. والمعلم المتمتع بشخصية قوية تفرض نفسها واحترامها ليس بحاجة إلى إيقاع العقوبات البدنية على الطفل والمراهق ،ولعجز بعض المعلمين عن فرض السيطرة النفسية على الطالب وتقديم المناسب من الخبرة والمعرفة يلجأ للعوقبات البدنية ،أن قدرة المعلم على السيطرة وإمساكه بزمام الموقف التعليمي يغنيه عن الضرب الذي يعد وسيلة رديئة سواء في تعديل السلوك الأخلاقي أو التحصيلي.
وصفوة القول قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يعطي على الرفق مالايعطي على العنف) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ماكان الرفق في شئ إلا زانه ولاكان العنف ف يشئ إلا شانه) .