مشاهدة النسخة كاملة : لحظات تأمل (قصيدة)


abomokhtar
02-01-2018, 06:50 AM
باسمِكَ اللهمَّ أَحيا وأَموتْ
أَرِني يا ربِّ سرَّ المَلكوتْ
أنتَ ربِّي أنتَ عوني أنتَ لي
قوةٌ عظمى أمامَ الرَّهبوتْ
إنَّ مَنْ يحيا بوهمٍ زائلٍ
كانَ مُغترًّا بحبلِ العنكبوتْ
فاقصدِ الخالقَ والزمْ بابَهُ
فببابِ اللهِ تكميلُ النُّعوتْ
وافهمِ الكونَ وما في نُطقهِ
رُبَّ نطقٍ بالغٍ تحتَ السُّكوتْ
نظرةٌ واحدةٌ في كُنههِ
غطَّتِ القلبَ بأمواجِ الخُفوتْ
مَنْ يكن يدري وقد أُلقِيَ في ال
بحرِ "ذو النون" حَماهُ ثَمَّ "حُوتْ"!
مَنْ تُرى آنسهُ في بطنهِ
أيُّ شيءٍ كان للجائع قوتْ؟
جبروتُ اللهِ لا يُعجزُهُ
أيُّ شيءٍ، فاعتصمْ بالجبروتْ
ورأيتُ الروحَ في محرابِها
سجدتْ للهِ يعروها القُنوتْ
تَبْعثُ التسبيحَ لحنًا خالدًا
وسِواها في هوى الدنيا يَصوتْ
بكَ يا ربِّي عُروجي، بكَ يا
ربِّ أحيا، بكَ يا ربِّ أَموتْ
(في بيوتٍ أَذِنَ اللهُ لَها)
كنتُ مذ كنتُ، ويا نِعمَ البُيوتْ
فالتفتْ يا قلبُ للهِ ولا
تأسَ إمَّا فاتَ شيءٌ أو يَفوتْ
رُبَّما أُقصِيَ حرٌّ ناصحٌ
ودنا في غشهِ خبٌّ قَتوتْ
ولعمري هكذا الدنيا وفي
آخرِ الأمرِ فقد يعلو التُّحوتْ
هكذا كانتْ وما زالتْ وهل
كان فيها الحالُ يومًا ذا ثبوتْ؟
والورى بين مطيعٍ شاكرٍ
يَذكرُ اللهَ وإنسانٍ عَنوتْ
ولهذا بعضُهم تحضنُهُ
جنةُ الخُلد وبعضٌ برَهوتْ
أنتَ إنْ فكرتَ فيها أولًا
وأخيرًا ستراها في أُمُوتْ
فانتفضْ واعملْ وثابرْ واجتهدْ
أيُّ خيرٍ تترجى في السُّبوتْ؟
واخزنِ القولَ وكُنْ ذا حكمةٍ
إنما الحكمةُ في قلبِ الصَّموتْ

د. عبدالحكيم الأنيس