مشاهدة النسخة كاملة : إحظر إنه النفاق


فارس الأحزان/ضياء الدين سعيد
06-09-2008, 04:16 AM
من صفات المنافق .... إذا خاصم فجر !
أخرج البخاري في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
أربع من كن فيه كان منافقا ، أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ؛ إذا حدث كذب ؛ وإذا وعد أخلف ؛ وإذا عاهد غدر ؛ وإذا خاصم فجر .

هذه هي بعض خصال النفاق التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها ، والذي يهمني في هذا المقال هو قوله عليه السلام :

( وإذا خاصم فجر )

الفجور هو الخروج عن الحق

قال المناوي في كتاب التعاريف : الفجور هيئة حاصلة للنفس ، بها يباشر الأمور على خلاف الشرع والمروءة

كذا قرره ابن الكمال ، وقال الراغب : الفجور شق الشيء شقا واسعا ، ومنه قيل للصبح فجرا لكونه فاجر الليل

والفجور شق ستر الديانة

وقال الحافظ في الفتح : والفجور الميل عن الحق والاحتيال في رده .

قلت : فالفجور يتناول كل مخالفة للشرع .

فمن خصال النفاق ، مخالفة الشر ع ، وتعدي حدوده ، وحدود المروءة ، مع الخصم حال الخصومة

ولكي يتضح المقال لا بد من المثال :

المرأة مع زوجها :

فهي إن أحسن لها الزوج الدهر ثم وجدت منه إساءة قالت : ما رأيت منك خيرا قط ، وهذا هو الذي أسماه النبي صلى الله عليه وسلم بـ ( كفران العشير ) كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب

وفي حديث الكسوف في الصحيح أيضا ، أنه عليه السلام قال في الخطبة : ( ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل أيكفرن بالله ؟؟!!

قال : بكفر العشير وبكفر الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط !! )

فهذا مما لا شك فيه أنه مخالفة الشرع والتعدي في الخصومة ، ولا يسلم منه إلا القليل من النساء .

الصديق مع صديقه :

وذلك أنك تجد اثنين متآخيين يلقى أحدهما الآخر فيهش ، ويبش كل منهما في وجه صاحبه ، ويأتمن أحدهما الآخر على سره ، ويطلعه على بعض أمور بيته ، بحكم الأخوة التي بينهما .

فما إن يختصما أو يختلفا في أمر إلا تجد هذا الخصم يسارع بإفشاء سر صاحبه الذي ائتمنه عليه .

فهذا لا يصدر إلا عن دناءة في المروءة

وقلة في الديانة ، مع نوع نفاق ، ومشابهة للنساء .

ثم هو ظلم لأخيه المسلم وصاحبه وصديقه ، وخيانة للأمانة التي استرعيها واتمن عليها .

وهو وصاحبه خصمان بين يدي الله تعالى ، وقد قيل :

أما والله إن الظلم لوم *** وما زال المسيء هو الظلوم

ستعلم في الحساب إذا التقينا *** غدا عند الإله من الملوم

والخصومة قد تكون في أمر دنيوي ،و قد تكون في أمر من أمور الدين ، فحفظ الأسرار واجب سواء كان في أمر دنيوي أو أمر ديني

لأن هذا حق للمسلم ، لا يجوز التعدي عليه أو التعرض له ، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن المبتدع إن كان مسرا ببدعته ، فإنه لا يتعرض له ، ولا يشهر به

فكيف بما هو دون البدعة .

بل كيف بأمر يظن صاحبه أنه فيه محق ، وهو ليس كذلك .

نسأل الله تعالى السلامة

ومن صور التعدي في الخصومة :

تحميل كلام المتكلم على غير قصده الذي أراده ، لا يدفعه لذلك سوى الخصومة ، فتجد الكلام له محمل حسن ، وكل من علم حال هذا المتكلم يعلم أنه أراد المعنى الحسن ، وذلك من خلال تتبع السيرة الفاضلة .

فيأتي هذا الطاعن ويحمل الكلام غير ما يحتمله أو يسيء في فهم هذا الكلام لأجل إيقاع التهمة بهذا المتكلم أو المتحدث

هذا وقد قال أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه : لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا، وأنت تجد لها من الخير محملا

وقال شيخ الاسلام في الرد على البكري ( الاستغاثة 2 / 621 ) في معرض ذمه له ، وتخبطه وأنه : ( يحمل كلامهم _ يعني المخالف له _ على المعنى الباطل ، لظنه أن اللفظ يحتمله ، مع أنهم قد صرحوا بنقيض ذلك المعنى بعبارة صريحة ، فيدع محكم كلامهم ، وتمسك بمتشابهه الذي هو متشابه في ظنه ، مبتغيا للفتنة بذلك ، وليس مقصده معرفة مراد المتكلم وتأويله ، بل غرضه ما يقوله الناس عنه من إرادة العلو في الأرض والفساد بالظلم

وقال في المجموع ( 31 / 114 ) : ومن أعظم التقصير نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس ثم يعتبر أحد الموضعين المتعارضين بالغلط دون الآخر .

وبعض الناس يظن أن الخلاف في الديانات يبيح التعدي على المخالف بأي أنوع التعدي ، إذا كان القصد من ذلك إزالة البدعة أو إزالة المنكر

وهذا هو عين الظلم ، فإن الله أمر بالعدل في والإحسان في كل شيء ، فالظلم أيا كان نوعه ، ومع من كان فهو محرم

وانظر إلى انصاف أبي حاتم ابن حبان رحمه الله إذ يقول في ترجمة القاضي أبي يوسف الحنفي في كتاب الثقات :

" لسنا ممن يوهم الرعاع مالا يستحله ، ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان وإن كان لنا مخالفا ، بل نعطى كل شيخ حظه مما كان فيه ، ونقول في كل إنسان ما كان يستحقه من العدالة والجرح

أدخلنا زفرا وأبا يوسف بين الثقات لما تبين عندنا من عدالتهما في الأخبار ، وأدخلنا من لا يشبههما في الضعفاء مما صح عندنا مما لا يجوز الاحتجاج به "

هذا والانصاف في الناس عزيز جدا جدا جدا

وقد قال ابن القيم رحمه الله :

وتعر من ثوبين من يلبسهما ** يلقى الردى بمذمة وهوان

ثوب من الجهل المركب فوقه ** ثوب التعصب بئست الثوبان

وتحل بالانصاف أفخر حلة ** زينت بها الأعطاف والكتفان



منقول

The shed teares
06-09-2008, 04:20 AM
مشكوور على الموضوع والمجهود
وبجد محتاجينه لان الدنيا كلها نفاق ورياء
جعله الله فى ميزان حسناتك

وتقبل مرورى