مشاهدة النسخة كاملة : تفسير: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة)


abomokhtar
15-09-2016, 11:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة 132]

اللغة:
لولا - حرف تحضيض، وهو الطلب بحثٍّ وإزعاج، النفر - من معانيه الإسراع إلى الشيء، التفقه – التفهم. الدين - وضع إلهي يسوق العقلاء إلى الأمور المحمودة باختيارهم، والمراد به في الآية دين الإسلام.
*
الإنذار – الإعلام مع التحذير والتخويف، الحذر- معناه الاستعداد والتأهب.
*
المعنى:
لما أراد الله أن ينفر المسلمون جميعاً إلى الجهاد والحرب ولا يتخلف منهم متخلف، وعاتب المتخلفين منهم وعابهم في الآية بقوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ﴾ [التوبة: 120]، أرشدنا سبحانه وتعالى إلى جهاد آخر غير جهاد الحرب، وغير جهاد الطعن والضرب، وهو الجهاد العلمي، ذلك الجهاد الذي ينير الفكر، ويوقد الذهن، ويجلو العقل، وهذا الجهاد أشد وأقوى من ضرب السيف وطعن الرمح.
ولربما طعن الفتى أقرانه ♦♦♦ بالرأي قبل تطاعن الشجعان
*
دعانا سبحانه وتعالى إلى جهاد التعلم والطلب، جهاد التعليم والإرشاد، جهاد التحذير والإنذار، جهاد الحذر والتأهب والاستعداد، دعا سبحانه وتعالى إلى الجهاد العلمي بلهجة شديدة قوية، فأتى بصيغة التحضيض الدالة على الطلب بحث وإزعاج، وجاء بصيغة "النفر" الدالة على الإسراع إلى الشيء لأهمية هذا المقام، ودفعاً للناس للاعتناء بهذه المهمة؛ وقد علل سبحانه النفر بالتفقه في الدين، وعلل التفقه بالإنذار وعلل الإنذار بالحذر لتستنتج من هذه الآية ثلاثة أمور:
1- وجوب الإسراع لتخصيص طائفة للتفقه في الدين.
2- وجوب إنذار المتفقهين في الدين للناس.
3- إطاعة الناس للمنذرين، وهم الفقهاء، وعملهم بما يقولون وينذرونهم به، وتأهبهم واستعدادهم لذلك.
*
وبيان ذلك أن الله سبحانه وتعالى أتى بصيغة التعليل مرتين وهما: ليتفقهوا ولينذروا. وإذا قلت لصاحبك احضر لأجل الدرس كان السبب - وهو الحضور - والمسبب - وهو الدرس - كلاهما قد توجه عليهما الطلب، فكأنك قلت له: "احضر وادرس" فهكذا الآية يكون معناها: لينفر من كل فرقة طائفة، وليتفقهوا في الدين ولينذروا إذا تفقهوا من لم يتفقه، وأما وجوب الحذر فإليك بيانه؛ "لعل" معناها في اللغة الترجي، وهو مستحيل في خطاب الله تعالى، فيحمل في خطابه تعالى على لازم الترجي، وهو الطلب، فيصير معنى: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ احذروا.
♦♦♦

وهذه الآية الكريمة غاية في الحث على طلب العلم وعلى التعلم والتعليم والإرشاد والإنذار، لأن تقدم الأمم وتأخرها منوط بهذه المسألة المهمة، فإذا وجد في الأمة المتعلمون المخلصون، فعلموا أفراد الأمة وأنذروهم من الوقوع في المهالك، وحذروهم المسالك الوعرة، وفقهوهم أمور دينهم، وفهموهم أسرار الشريعة ومقاصدها، فحينئذ تتوقى الأمة الوقوع في المهالك والأخطار، وإذا فقدت الأمة الفقهاء والحكماء والمرشدين، تسلط عليها سفهاؤها، فسلكوا بها المسالك المهلكة، فهلكوا وأهلكوا، وضلوا وأضلوا، ومن كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (فمن سوده قومه على الفقه كان فلاحاً له ولهم، ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكاً له ولهم)، ولقد تهامل بعض الفقهاء في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعليم والإرشاد، وتقاعس الجهلاء عن طلب العلم وعن التفقه في الدين، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم قائماً "فحمد الله وأثنى عليه، وذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيراً ثم قال من حديث قدسي[1]: "ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم، ولا يفطنونهم، ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟؟!. وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده، ليعلمن قوم جيرانهم وليفقهنهم وليفطنهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا"، ثم نـزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم: من يعني بهذا الكلام إلا الأشعريين، إنهم فقهاء علماء ولهم جيران من أهل المياه جفاة جهلة، فاجتمع جماعة من الأشعريين فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد ذكرت طوائف من المسلمين بخير وذكرتنا بشر، فما بالنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتعلمن جيرانكم ولتفقهنَّهم ولتأمرنهم ولتنهونَّهم أو لأعاجلنكم بالعقوبة في دار الدنيا"، فقالوا يا رسول الله أما إذن فأمهلنا سنة، ففي سنة نعلمهم ما يتعلمون، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79]. فأنت ترى هذه اللهجة القوية في قول النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الإنذار والتعليم والإرشاد من الفقهاء والعلماء، وفي طلب التعلم والتفقه من بقية الناس، ثم انظر كيف توعد كل الطرفين المقصرين، وتهددهم بإنـزال العقوبة الصارمة بهم.
*
كان النصح والإرشاد والتعليم والتعلم هو السر الوحيد في تقدم المسلمين ونهوضهم في عصور الإسلام الذهبية، فكان العلماء حريصين على التعليم، وكان طلبة العلم لا يقلون عنهم حرصاً على التعلم، فكانوا يرحلون إلى البلاد البعيدة، والأصقاع النائية لطلب حديث أو تعلم مسألة أو استفادة كلمة، كل ذلك عملاً بقوله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ... ﴾ [التوبة: 122].

[1] رواه أبو القاسم العساكري في تبيين كذب المفترى.


محمد أحمد دهمان

abomokhtar
15-09-2016, 11:10 AM
أثر آية
﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ﴾
في النفوس

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 132].

أتينا في العدد الماضي على دراسة هذه الآية الكريمة وتحليلها، ونريد هنا أن نأتي على أثر هذه الآية في نفوس المسلمين وما نشأ عنها من آثار الثقافة العلمية والتمدن الإسلامي:
كان من أثر هذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث في الحث على طلب العلم والتفقه والتفهم أن الدين والعلم سارا جنباً إلى جنب لم ينفك أحدهما عن الآخر يوماً من الأيام.

يقول الإمام الزهري أحد أجلاء التابعين: كان من مضى من علمائنا – وما علماء ذلك العصر إلا الصحابة والتابعون - يقول: نعش العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله فنرى من قول الزهري هذا أن الفكرة السائدة في عصر الصحابة والتابعين هو أن الحصن الوحيد لحماية الدين والدنيا هو العلم، وإن ذهاب العلم يكون خسارة على الأمة في الدين والدنيا معاً. وإن الباحث لو رجع إلى كتب التاريخ والتراجم ودرس تاريخ الحياة العلمية في عصور الإسلام كلها - حاشا عصرنا الذي أضعنا فيه العلم فخسرنا الدين والدنيا - لرأى أن رجال العلم هم رجال الدين وأن رجال الدين هم رجال العلم لا تراهما ينفكان عن بعضهما.

وقد كانت المساجد هي النوادي المهمة لإلقاء الدروس العالية ومحاضراتها موجود إلى جانبها الكتاتيب (المدارس الابتدائية) ثم نشأ في نصف العصر الأموي نوع آخر يسهل مهمة العلم على الطالبين ويقوى وثاق الرابطة العلمية ويرمي إلى توحيدها في جميع الأقطار الإسلامية وهذا النوع قد دعي بـ (دار الضيافة) فقد أنشئت في كل بلدة إسلامية دار الضيافة ينـزل فيها العلماء والفضلاء والأدباء واللغويون والشعراء وأضرابهم وتقوم دار الضيافة بتأمين جميع لوازم الضيوف من نوم وأكل وشرب وتنظيف ثياب فكان كل ضيف من العلماء يفيد البلدة التي ينـزل فيها ما تفقده تلك البلدة من علم أو فن أو رواية كتاب أو حديث، ويستفيد منها ما ينقصه من علم ورواية لم تكن موجودة في بلاده (وحبذا لو تعاد إنشاء هذه الدور في البلاد الإسلامية ونحن في عهد طلائع نهضة جديدة إذن لتوحدت الثقافة العالية في البلاد الإسلامية بمدة وجيزة ولتعممت فيها) ودامت دور الضيافة تقوم بوظيفتها حتى خلفها نوع آخر وهي (الخوانق ثم المدارس) ومن أقدم ما أنشئ منها خانقاه الإمام الكبير محمد بن حبان البستي الشافعي صاحب الصحيح الشهير بصحيح ابن حبان بناها بنيسابور في حدود سنة (350هـ).

ومن الخطأ أن نظن أن الخانقاه هي دور الكسالى كما يظن بعض الباحثين في عصرنا لما يشاهد من حالة سكانها المؤسفة من الجهل والخمول والكسل فإن من الظلم أن نقيس ماضينا المجيد على حاضرنا المظلم. وابن حبان هذا هو أحد أوعية العلم وعقلاء الرجال في عصره وكان إماماً حجة في الفقه والحديث واللغة والطب والكلام رحل في طلب العلم إلى خراسان والشام والعراق ومصر والجزيرة الفراتية وتنقل في بلدان هذه الأقطار فأخذ العلم عن علمائها وأساطينها، وأسند إليه قضاء سمرقند ثم نسا. ثم ذهب إلى نيسابور وكانت إحدى مراكز العلم المهمة في العالم في ذلك الوقت فبنى بها خانقاة خدمة للعلم وتسهيلاً إلى طلابه ثم رجع إلى بلدته بست يفيد الطالبين وتقصده رواد العلم من النواحي البعيدة لرواية مؤلفاته عنه حتى توفي سنة (352) فمن الخطل أن يظن بشخصية مثل شخصية ابن حبان وعقلية مثل عقليته أنها تبني داراً للكسالى.

وأول ما بني من هذا النوع في دمشق (الخانقاة السميساطية) التي أنشأها أبو القاسم علي بن محمد السميساطي[1] أحد أكابر أعيان دمشق وعلمائها وكان محدثاً عالماً فاضلاً بارعاً في العلوم الرياضية من حساب وهندسة وفلك توفي سنة (453) وللسيمساطية هذه قانون دقيق لمن يريد النـزول فيها فإن الإمام الغزالي على جلالة قدره أراد النـزول فيها لما قدم دمشق فلم يتمكن من ذلك فنـزل في المأذنة الغربية في الجامع الأموي وكانت تحتوي على غرف حتى إذا ظهر علمه واشتهر صيته طلب إليه النـزول فيها فأبى. تتابع بعد ذلك بناء المدارس فكان في دمشق وحدها ما يزيد على مائتي مدرسة عالية وكانت هذه المدارس مقسمة على طريقة التخصص فللغة العربية مدارس ولعلوم القرآن مثلها وللحديث والفقه الشافعي والحنفي والحنبلي والمالكي لكل صنف مدارس خاصة به وأنشئ في القرن السابع ثلاثة مدارس لعلم الطب عدا ما كان يلقى في المستشفيات وفي المدارس والمساجد ولم يكن هذا مختصاً بدمشق فقد كان في كل من بغداد ومصر والموصل وخراسان ونيسابور والحجاز واليمن وبلاد المغرب وطرابلس وتونس والجزائر وصقلية والقيروان وبلاد الأندلس على تعدد بلادها مثل ما كان بدمشق وكان في بقية بلدان سوريا أيضاً مثل حلب وحمص وحماة والمعرة والقدس والرملة ونابلس وطرابلس وبعلبك والزبداني حتى إقليم حوران مثل بصرى وصرخد مثل ما كان بدمشق من مدارس عالية تقل وتكثر حسب سعة البلد وضيقها.

كانت كل بلدة من بلاد المسلمين لا تخلو عن عدة مدارس عالية يتخرج منها من يكونون قادة للأمة في الفكر والعقل فاستلموا زمام الحكم في البلاد وقاموا في تدبير شؤونها خير قيام، وذادوا عن حياضها أحسن ذود، فمن هذه المدارس القديمة التي لا نحفل بها اليوم الآيلة إلى الخراب - تخرج ملوك الإسلام ووزراؤهم ورجال دولتهم ومنها تخرج رجال القضاء والتشريع؛ ومنها تخرج القواد ورجال الجيش والفقهاء واللغويون والمحدثون، ومنها تخرج الرياضيون والأطباء والمهندسون والفنانون والمخترعون.

فكان في جميع بلاد الإسلام علم وفقه، وحضارة وثقافة وعقل وتفكير، وصناعة وتجارة، وكان الغرب يرهب جانب الشرق لعلمه وقوته، ويشتري منه ما يحتاج إليه من صناعة وغيرها حتى إذا أضاع المسلمون هذه المدارس وأعرضوا عنها تهدمت فتهدموا، وخربت فخربوا.

انتقلت العلوم الكونية والمادية من هذه المدارس الخربة إلى البلاد الأوربية فتلقتها الأمم الأوربية بالترحيب وشادت لها معاهد كمعاهدها السابقة وأخذت حكوماتها تمد يد المساعدة لهذه المؤسسات العلمية حتى صار المسلمون اليوم عالة على هذه المدارس الأوربية بعد أن كان منبعها الشرق.

لم يكتف الذين في يدهم شؤون المسلمين بجريمتهم الأولى في تفريطهم بالعلوم المادية حتى ارتكبوا في عصرنا جريمة ثانية في تفريطهم بالعلوم القومية من لغة وأخلاق وتاريخ وتشريع. وقد أخذت الحكومات الأوربية تفسح المجال لهذه العلوم في جامعاتها وأخذ علماء الفرنجة يدرسون هذه العلوم من لغة وأدب وتاريخ وقرآن وتفسير وحديث وتجويد وفلسفة وكلام وتوحيد وعقائد الخ وأخذوا ينشرون كتب المسلمين القديمة ويبعثونها من مرقدها ويفخر أحدهم بنسبة نشر إحدى الكتب العربية إليه. أما عندنا في بلاد الشرق فولاة الأمور يرون العمل في مثل هذا ضرباً من السخافة، ونوعاً من الرجعية وصار المعني بذلك يرمى بخطل الرأي، وجمود الفكر، وكساد العقل.

والأغرب من ذلك كله أن تقوم الجامعة العبرية الصهيونية اليهودية في فلسطين فتنشئ فرعاً للعلوم الإسلامية من لغة وأدب وتاريخ وقرآن وحديث وتفسير وما إلى ذلك وقد أخذت في نشر الكتب العربية وأنجزت منها كتاب "أنساب الأشراف للبلاذري" كل ذلك على نهج الجامعات الأوربية والمسلمون نائمون منهمكون بالأحلام والخيالات - إلا من شاء ربك - قد استولى على دوائر معارفهم ومؤسسات أوقافهم الجهلاء الهدامون الذين يرون في دراسة هذه النواحي المتقدمة حمقاً وسخفاً ورجعية.

حتى إذا تلاشت هذه العلوم من بلادنا حينئذ تندم الأمة ولات ساعة مندم، ويصير في علومها القومية ما صار بها في علومها الكونية وقد بدأت طلائع هذا الأمر فها هي البعثات العلمية تذهب كل سنة من بعض البلاد العربية لتتعلم اللغة العربية وآدابها في باريس وبعثة أخرى لتدرس التاريخ الإسلامي والعربي وإذا دام الحال لذلك فغداً سنسمع بأن بعثة ذهبت إلى أوروبا لتتعلم القرآن وعلومه، وأخرى لتتخصص بالفقه الإسلامي، وقد يضطرنا الأمر لإرسال بعثات للجامعة الصهيونية لقربها إلينا. فلتراقب الله والوجدان في أعمالها حكام المسلمين وملوكهم وأمراؤهم ورؤساء ومؤسسات المعارف والأوقاف فهم المسؤولون عن أمور المسلمين وشؤونهم، وبأيديهم رقاب الأمة وأموالها مؤسساتها وأوقافها ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

[1] نسبة إلى سميساط بلدة وقلعة على ضفة الفرات.


محمد أحمد دهمان

يا الله.
20-09-2016, 04:28 PM
جزاك الله كل خير

يا الله.
20-09-2016, 04:34 PM
جزاك الله كل خير