ابو وليد البحيرى
06-06-2015, 01:29 PM
الغابة الاستوائية
مجلة المعرفة
كمية الضوء التي تخترق غطاء الغابة ضئيلة جدًّا، والأرض مُغطاة بطبقة كثيفة من الأوراق التي تسقط باستمرار على مدار السنة، ورغم ذلك، فإن أية فرجة تحدث في غطاء الغابة - بسبب حريق، أو سقوط شجرة كبيرة، أو بفعل الإنسان، وتسمح بنفاذ حرارة وضوء الشمس - تؤدي بسرعة إلى تكوين كتلة متشابكة من النباتات فوق سطح الأرض، وتنتهز أعداد من النباتات لا حصر لها الفرصة؛ لكي تنمو وتتصارع صاعدة إلى أعلى، مكوِّنة ما يسمى بالغابة الثانوية، التي تحتِّم على الإنسان أن يقتطع طريقة ببطء محدثًا فيها طريقًا ضيِّقًا مُلتويًا.
وإذا كانت هذه الجروح في الغابة الاستوائية صغيرة، فإنها تندمل في عشر سنين، أو ما يقرب من ذلك، أما إذا كانت المساحة كبيرة، فإن الغابة تستغرق ما لا يقل عن مائة عام؛ لكي تستعيد رسوخها. والإنسان أعدى أعداء الغابة، فهو يقطع أشجارها؛ كي يزرع مكانها المحاصيل الاستوائية كالموز، والذرة، والأرز، وبتعرُّض التربة لحرارة الشمس، والمطر الجارف - يتلف الدبال Humus، وتُكتَسح العناصر المخصبة من التربة، وإذا لم يُعْنَ الإنسان بتسميد وري المساحات التي اقتطَع أشجارها، فإن هذه المساحات سَرعان ما تتحول إلى صحراء.
الحدائق المعلقة:
يزدان غطاء الغابة بكثير من الأزهار الجميلة، وكثيرًا ما تُغطَّى هامة الشجرة الكبيرة كلها بالأزهار، وجميع الأزهار التي تتدلَّى عاليةً فوق أرض الغابة - دون استثناء - من نتائج الأشجار.
ويستغل كثير من النباتات الدعامات التي تتكون من الأشجار عند صعودها إلى أعلى بحثًا عن الضوء، نذكر في المرتبة الأولى منها النباتات الزاحفة أو المتسلقة الضخمة، التي قد يصل طول ساقها الخشبية السميكة إلى 150 أو 180 مترًا، وهي تتسلق بين الأغصان في هذا الاتجاه أو ذاك.
وهناك أيضًا من بين أزهار غطاء الغابة، أزهار النباتات المعلقة التي تعيش منغرزة في شقوق في الأغصان، وتشمل هذه الأراكد، ونباتات زهرية أخرى، والسراخس، والحزازيات Mosses، والأشنات Lichens، وهي تجمع بجذورها الأتربة وقِطَعًا من قلف النبات العائل، وتصنع منها تربتها الخاصة، وبعضها له جذور هوائية مدلاة تمتص الرطوبة من الهواء، ومما تجدر ملاحظته، عدم الخلط بين النباتات المعلقة والمتطفلة، كنبات الدبق Mistletoe، الذي تخترق جذوره النبات العائل، وتعيش على عصارته.
مكانس الغابة:
ترى ما الذي يحافظ على نظافة الغابة، ويتخلص من أوراق الأشجار الميتة، والأغصان المتساقطة، وجذوع الأشجار البالية؟ نذكر أن من أهم القائمين بهذا العمل الكائنات الدقيقة التي لا حصر لها، والديدان، والحشرات، ويَرَقاتها، وخاصة النمل الأبيض، الذي يُمكنه أن يتغذى على الخشب الميت ويَهضمه.
ولا تقل الفطريات Fungi أهميةً عن ذلك، وهي نباتات منخفضة الرتبة تعيش على أرض الغابة الرطبة الدافئة، وتتغلغل خيوطها الغزل الفطري في كل قطعة نباتية متحللة، فتُذيبها وتتغذَّى عليها.
منتجات الغابة:
نحصل على بعض المنتجات الاستوائية الهامة من الأشجار المتوطِّنة في الغابات، والتي تُستزرَع الآن بكثرة وفيرة، من هذه النباتات شجرة المطاط Hevea Brasiliensis، ونخيل الزيت The Oil Palm، والبن Coffee، والكاكاو Cocoa، ولقد كان المطاط حتى أوائل هذا القرن، يُجمع من الأشجار البرية الموجودة في أمريكا الجنوبية، وما زال الخشب الثمين يُستخرج من الغابات الطبيعية؛ مثل: أخشاب التك teak، والماهوجني Mahogany، والأبنوس Ebony، والراطان Rattan الذي يُستخدم في صُنع الكراسي، عبارة عن خشب نبات متسلق يجمع بوساطة الأهالي الأصليين لغابات الملايو وإندونيسيا.
مجلة المعرفة
كمية الضوء التي تخترق غطاء الغابة ضئيلة جدًّا، والأرض مُغطاة بطبقة كثيفة من الأوراق التي تسقط باستمرار على مدار السنة، ورغم ذلك، فإن أية فرجة تحدث في غطاء الغابة - بسبب حريق، أو سقوط شجرة كبيرة، أو بفعل الإنسان، وتسمح بنفاذ حرارة وضوء الشمس - تؤدي بسرعة إلى تكوين كتلة متشابكة من النباتات فوق سطح الأرض، وتنتهز أعداد من النباتات لا حصر لها الفرصة؛ لكي تنمو وتتصارع صاعدة إلى أعلى، مكوِّنة ما يسمى بالغابة الثانوية، التي تحتِّم على الإنسان أن يقتطع طريقة ببطء محدثًا فيها طريقًا ضيِّقًا مُلتويًا.
وإذا كانت هذه الجروح في الغابة الاستوائية صغيرة، فإنها تندمل في عشر سنين، أو ما يقرب من ذلك، أما إذا كانت المساحة كبيرة، فإن الغابة تستغرق ما لا يقل عن مائة عام؛ لكي تستعيد رسوخها. والإنسان أعدى أعداء الغابة، فهو يقطع أشجارها؛ كي يزرع مكانها المحاصيل الاستوائية كالموز، والذرة، والأرز، وبتعرُّض التربة لحرارة الشمس، والمطر الجارف - يتلف الدبال Humus، وتُكتَسح العناصر المخصبة من التربة، وإذا لم يُعْنَ الإنسان بتسميد وري المساحات التي اقتطَع أشجارها، فإن هذه المساحات سَرعان ما تتحول إلى صحراء.
الحدائق المعلقة:
يزدان غطاء الغابة بكثير من الأزهار الجميلة، وكثيرًا ما تُغطَّى هامة الشجرة الكبيرة كلها بالأزهار، وجميع الأزهار التي تتدلَّى عاليةً فوق أرض الغابة - دون استثناء - من نتائج الأشجار.
ويستغل كثير من النباتات الدعامات التي تتكون من الأشجار عند صعودها إلى أعلى بحثًا عن الضوء، نذكر في المرتبة الأولى منها النباتات الزاحفة أو المتسلقة الضخمة، التي قد يصل طول ساقها الخشبية السميكة إلى 150 أو 180 مترًا، وهي تتسلق بين الأغصان في هذا الاتجاه أو ذاك.
وهناك أيضًا من بين أزهار غطاء الغابة، أزهار النباتات المعلقة التي تعيش منغرزة في شقوق في الأغصان، وتشمل هذه الأراكد، ونباتات زهرية أخرى، والسراخس، والحزازيات Mosses، والأشنات Lichens، وهي تجمع بجذورها الأتربة وقِطَعًا من قلف النبات العائل، وتصنع منها تربتها الخاصة، وبعضها له جذور هوائية مدلاة تمتص الرطوبة من الهواء، ومما تجدر ملاحظته، عدم الخلط بين النباتات المعلقة والمتطفلة، كنبات الدبق Mistletoe، الذي تخترق جذوره النبات العائل، وتعيش على عصارته.
مكانس الغابة:
ترى ما الذي يحافظ على نظافة الغابة، ويتخلص من أوراق الأشجار الميتة، والأغصان المتساقطة، وجذوع الأشجار البالية؟ نذكر أن من أهم القائمين بهذا العمل الكائنات الدقيقة التي لا حصر لها، والديدان، والحشرات، ويَرَقاتها، وخاصة النمل الأبيض، الذي يُمكنه أن يتغذى على الخشب الميت ويَهضمه.
ولا تقل الفطريات Fungi أهميةً عن ذلك، وهي نباتات منخفضة الرتبة تعيش على أرض الغابة الرطبة الدافئة، وتتغلغل خيوطها الغزل الفطري في كل قطعة نباتية متحللة، فتُذيبها وتتغذَّى عليها.
منتجات الغابة:
نحصل على بعض المنتجات الاستوائية الهامة من الأشجار المتوطِّنة في الغابات، والتي تُستزرَع الآن بكثرة وفيرة، من هذه النباتات شجرة المطاط Hevea Brasiliensis، ونخيل الزيت The Oil Palm، والبن Coffee، والكاكاو Cocoa، ولقد كان المطاط حتى أوائل هذا القرن، يُجمع من الأشجار البرية الموجودة في أمريكا الجنوبية، وما زال الخشب الثمين يُستخرج من الغابات الطبيعية؛ مثل: أخشاب التك teak، والماهوجني Mahogany، والأبنوس Ebony، والراطان Rattan الذي يُستخدم في صُنع الكراسي، عبارة عن خشب نبات متسلق يجمع بوساطة الأهالي الأصليين لغابات الملايو وإندونيسيا.