مشاهدة النسخة كاملة : كل بني آدم خطّاء, وخير الخطّائين التوابون


أبو إسراء A
28-05-2015, 09:12 PM
كل بني آدم خطّاء, وخير الخطّائين التوابون
محمد بن علي الشيخي



كل بني آدم خطّاء , وكل منا فيه عيوب ولديه ذنوب، كثيرا ما يقع فيها, لكن متى كان الذنب صغيراً فإن التخلص منه سهل في الغالب.


نعم, لابد أولاً من اجتناب الكبائر والتوبة منها, لكنني أريد هنا معالجة الأخطاء التي كثيراً ما تعرض للمسلم, وتوافق هوى في نفسه, فلإلفِه لها قد يستصغرها, وهنا مكمن الخطر. والواجب المبادرة بالتخلص من الذنوب التي يكثر الوقوع فيها؛ حتى تكون لديه دُربة على الامتناع عن الذنب, وقوة على مدافعة الهوى والشيطان, فيكون بينه وبين غشيان الذنوب حاجز من تقوى الله.


إن مشكلتنا إنما هي مع الذنوب التي نتهاون بها، وهي في نظري أخطر من الكبائر، لأن للكبائر وحشة شديدة، ووقعُ زاجرها أكبر, وقلّ ما تقع من المسلم. لكن البلاء في التهاون بما دون ذلك.


فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إيّـاكـم ومحـقّرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، كمثل قوم نزلوا أرض فلاة, فحضر صنيع القوم - أي: طعامهم- فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعُود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سواداً, فأججوا ناراً..".(أحمد والطبراني وصححه الألباني).


واستصغار الإنسان لذنوبه يجعله لا يلقي لها بالاً فينساها, وقد لا يستغفر أو يتوب منها، وهنا الخطورة أيضاً حيث تتراكم عليه فتهلكه, من حيث لا يشعر.


وليس المراد هنا التوبة والاستغفار فحسب، فهذا أمر مؤكد ولابد منه. ولكن المطلوب أن تكون لدى المسلم البصيرة بمداخل الشيطان وشهوة النفس التي توقعه في بعض الذنوب باستمرار. فإن أكثر ما يقع فيه المسلم من الذنوب ما تميل إليه نفسه.


فمثلا التاجر غالبا يقع في الحلف, والغش في البيع. وطالب العلم, والملتزم, كثيراً ما يقع منه العجب والرياء.


وكذلك يأتي الخطر أيضا من جهة ما تعود عليه المرءُ من خُلقٍ سيئٍ كآفات اللسان، والنظر المحرم, وكفران المرأة للعشير, ونحو ذلك.


والإنسان بصير بذنوبه وما يكثر وقــوعــه فيـــه,{بـل الإنسان على نفسـه بصيـرة}, فهو طبيب نفسه , فإن أراد لها السلامة فلن يعجزه الظفر بها متى استعان بربه تعالى, وصدق في توبته.

ابو وليد البحيرى
29-05-2015, 05:22 AM
جزاكم الله خيرا وغفر لكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

أبو إسراء A
29-05-2015, 02:38 PM
جزاكم الله خيرا وغفر لكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال



و إياكم ، و بارك الله فيك .