مشاهدة النسخة كاملة : شَهْرٌ تَلأْلأَ بِالْخَيْرَاتِ


ابو وليد البحيرى
27-05-2015, 10:45 PM
شَهْرٌ تَلأْلأَ بِالْخَيْرَاتِ
عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل





أَقْبَلْتَ تَزْهُوْ وَنُـوْرُ الْوَجْهِ وَضَّـاءُ *** فَمَا ارْتَأَتْ فِيْ رُبَاكُـمْ قَطُّ ظَلْمَاءُ

أَهْلاً بِشَهْرٍ حَلِيْفِ الْجُوْدِ مُذْ بَزَغَتْ ***شَمْسٌ وَصَافَحَ زَهْرَ الرَّوْضَةِ الْمَاءُ

شَهْـرٌ تَلأْلأَ بِالْخَيْـرَاتِ فَانْهَزَمَتْ *** أَمَـامَ سَاحَتِـهِ الشَّمَّـاءِ ضَـرَّاءُ

فِيْهِ اسْتَقَالَتْ فُلُوْلُ الشَّـرِّ مِنْ خُدَعٍ *** وَكُبِّلَتْ فَسَرَتْ فِي النَّاسِ سَـرَّاءُ

تِلْكَ الْمَسَاجِـدُ بِالتَّسْبِيْـحِ آهِلَـةٌ *** كَأَنَّهَا بِالْهُـدَى فَجْـرٌ وَأَضْـوَاءُ

وَالصَّالِحُـوْنَ وَمَنْ يَقْفُوْ مَآثِرَهُـمْ *** بَدَتْ عَلَـى وَجْهِهِمْ بُشْرَى وَلأْلآءُ

وَالْكُلُّ فِيْ طَـرَبٍ يَشْدُو بِمَقْدَمِـهِ *** كَأَنَّهُ مِنْ جَمَالِ الـرُّوْحِ حَسْنَـاءُ

يَا أُمَّتِي اسْتَقْبِلُوا شَهْـرًا بِرُوْحِ تُقًى *** وَتَوْبَـةِ الصِّدْقِ فَالتَّأْخِيْـرُ إِغْوَاءُ

تُوْبُوْا إِلَى رَبِّكُـمْ فَالذَّنْبُ دَاهِيَـةٌ *** ذَلَّتْ بِـهِ أُمَـمٌ وَاحْتَلَّهَـا الـدَّاءُ

أَلَمْ نَجِدْ مِنْ عُدَاةِ الدِّيْـنِ كُلَّ أَذًى *** وَالْقُدْسُ مُغْتَصَبٌ فَاشْتَـدَّ بَلْـوَاءُ

والْحَـرْبُ تَطْحَـنُ أَكْبَادًا وَتَعْجِنُهَا *** وَنَحْـنُ لَمْ نَرَهَـا فَالْعَيْنُ عَمْيَاءُ

أَلَـمْ يُحَلِّقْ بِنَـا جَـدْبٌ فَزَلْزَلَنَـا *** وَكَمْ أَحَـاطَ بِنَـا ضُـرٌّ وَلأْوَاءُ

وَكَمْ أَتَتْ عِبَرٌ وَالْقَـوْمُ فِيْ هَـزَلٍ *** إِعْصَارُ قُوْنُو كَفَى كَمْ مَـاتَ أَبْنَاءُ

أَمَّا تَسُوْنَـامُ فِيْـهِ كُـلُّ فَاجِعَـةٍ *** وَكَمْ وَكَمْ عِـظَةٍ والأُذْنُ صَمَّـاءُ

رَبَّـاهُ عَفْـوًا وَتَوْفِيْقًـا وَمَغْفِـرَةً *** وَجُدْ بِنَصْـرٍ فَإِنَّ النَّصْـرَ عَلْيَـاءُ

وَصَلِّ رَبِّ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ *** مَا غَرَّدَتْ فَوْقَ غُصْنِ الْبَانِ وَرْقَاءُ

وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالأَتْبَـاعِ قَاطِبَـةً *** مَا لاحَ بَـرْقٌ تَلا رَعْدٌ وَأَصْـدَاة