abomokhtar
17-04-2015, 08:37 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، قبل سنتين لم أكن مواظبة على الصلاة، ولكنني عندما أدعو بدعاء (التعار) من الليل، كانت دعواتي تستجاب -الحمد لله-، فكنت أدعو الله بأمور الدنيا والآخرة، واليوم بعد أن هداني الله أصبحت مواظبة على الصلاة، وعلى قراءة القران.
أما الآن إذا دعوت لا أجد استجابة لدعائي، فهل هناك أشياء أفعلها لكي تتم استجابة دعائي بسرعة، كالنوم على وضوء، أو تقديم صدقة، أو نذر؟ وهل يجب علي تفادي أشياء معينة تأخر استجابة الدعاء؟ وما مدى صحة هذا الدعاء؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لميس حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك اهتمامك بتعلُّم أمور دينك، وما ينفعك في آخرتك، وهذا دليلٌ -إن شاء الله تعالى- على رجاحة في عقلك، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يزيدك هُدىً وصلاحًا.
ونحن نُهنئك أولاً بما مَنَّ الله تعالى به عليك من الهداية، والمواظبة على الصلوات وقراءة القرآن، ونأمل -إن شاء الله تعالى- أن تثبتي على هذا الطريق، وأن يرزقك الله تعالى حُب الطاعات.
وما هُديتِ له -أيتهَا البنت الكريمة- من الدعاء في الليل عند الاستيقاظ، عملٌ بسنَّة شريفة وردتْ بها الأحاديث كما علمت، حديث (من تعارَّ بالليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ قُبلتْ صلاته) فهذا حديث صحيح، والدعاء مستجاب كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن ينبغي للمسلم أن يفهم معنى استجابة الدعاء، فاستجابة الدعاء لها صور، وليست مقتصرة على إعطائه ما سأل، فالله -عز وجل- يستجيب دعاء الداعين، كما قال سبحانه: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ}.
وهذه الإجابة قد تكون في صورة من صورٍ ثلاث: إما أن يُعطي الله تعالى الإنسان نفس الشيء الذي سأله، وإما أن يصرف الله تعالى عنه من البلاء والمكروه بقدر ما دعا، وإما أن يدِّخرها له إلى الآخرة ليُثيبه عليها، وكل ذلك حسن، والله -سبحانه وتعالى- يفعل بالعبد ما هو خيرٌ له وأنفع، فله -سبحانه وتعالى- الحكمة البالغة، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فنصيحتنا لك: أن تستمري على الدعاء، وألا تستعجلي الإجابة، فإن الله تعالى يستجيب للعبد ما لم يستعجل، وقد فسَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الاستعجال بأنه يقول: (دعوتُ، دعوتُ، فلم أر أن يُستجاب لي، فيستحسر ويدع الدعاء) فاحذري من هذه الصفة، وخذي بالأسباب التي تجعل الدعاء أرجى للإجابة.
ومن ذلك: اختيار أو الاهتمام بالأزمنة الفاضلة التي يعظم فيها رجاء الإجابة، وإلا فالدعاء مستجاب في الوقت كله، إلا أن ثمَّت أوقات الرجاء فيها أعظم، كالدعاء بين الأذان والإقامة، وفي السجود، وفي ثلث الليل الأخير، وفي الساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وخذي بالأسباب التي تجعل الإنسان محلًّا لرحمة الله تعالى، كالدعاء باضطرار، واستعطاف الله تعالى، وإحضار المسكنة والذل بين يديه، ورفع اليدين، واستقبال القبلة، وتجنبي الأسباب المانعة من إجابة الدعاء، ومن أعظم ذلك: أكل الحرام، والكِبر، والاختيال.
فإذا أخذت بجملة تلك الأسباب فأحسني الظن بالله -سبحانه وتعالى- أنه لا يُضيِّع دعوتكِ، ولا حاجة لأن تُقدِّمي نذرًا، فإن النذر لا يُقدِّم شيئًا ولا يؤخر، وننصحك بأن لا تفعلي، فإنه إنما يُستخرج به من البخيل، وقد يُلزم الإنسان نفسه بشيءٍ كان في عافية من لُزومه له، ولكن الصدقة المستحبة ينبغي أن تُكثري منها ما استطعتِ، وقد تكون سببًا لقبول الدعاء، فإن الله تعالى يُحب المحسنين، وأخبر -سبحانه وتعالى- بأنه مع المحسنين، فكلما أكثرت من الإحسان كان الله سبحانه وتعالى معك.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يتولاك، وأن ييسِّر لك كل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، قبل سنتين لم أكن مواظبة على الصلاة، ولكنني عندما أدعو بدعاء (التعار) من الليل، كانت دعواتي تستجاب -الحمد لله-، فكنت أدعو الله بأمور الدنيا والآخرة، واليوم بعد أن هداني الله أصبحت مواظبة على الصلاة، وعلى قراءة القران.
أما الآن إذا دعوت لا أجد استجابة لدعائي، فهل هناك أشياء أفعلها لكي تتم استجابة دعائي بسرعة، كالنوم على وضوء، أو تقديم صدقة، أو نذر؟ وهل يجب علي تفادي أشياء معينة تأخر استجابة الدعاء؟ وما مدى صحة هذا الدعاء؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لميس حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك اهتمامك بتعلُّم أمور دينك، وما ينفعك في آخرتك، وهذا دليلٌ -إن شاء الله تعالى- على رجاحة في عقلك، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يزيدك هُدىً وصلاحًا.
ونحن نُهنئك أولاً بما مَنَّ الله تعالى به عليك من الهداية، والمواظبة على الصلوات وقراءة القرآن، ونأمل -إن شاء الله تعالى- أن تثبتي على هذا الطريق، وأن يرزقك الله تعالى حُب الطاعات.
وما هُديتِ له -أيتهَا البنت الكريمة- من الدعاء في الليل عند الاستيقاظ، عملٌ بسنَّة شريفة وردتْ بها الأحاديث كما علمت، حديث (من تعارَّ بالليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ قُبلتْ صلاته) فهذا حديث صحيح، والدعاء مستجاب كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن ينبغي للمسلم أن يفهم معنى استجابة الدعاء، فاستجابة الدعاء لها صور، وليست مقتصرة على إعطائه ما سأل، فالله -عز وجل- يستجيب دعاء الداعين، كما قال سبحانه: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ}.
وهذه الإجابة قد تكون في صورة من صورٍ ثلاث: إما أن يُعطي الله تعالى الإنسان نفس الشيء الذي سأله، وإما أن يصرف الله تعالى عنه من البلاء والمكروه بقدر ما دعا، وإما أن يدِّخرها له إلى الآخرة ليُثيبه عليها، وكل ذلك حسن، والله -سبحانه وتعالى- يفعل بالعبد ما هو خيرٌ له وأنفع، فله -سبحانه وتعالى- الحكمة البالغة، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فنصيحتنا لك: أن تستمري على الدعاء، وألا تستعجلي الإجابة، فإن الله تعالى يستجيب للعبد ما لم يستعجل، وقد فسَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الاستعجال بأنه يقول: (دعوتُ، دعوتُ، فلم أر أن يُستجاب لي، فيستحسر ويدع الدعاء) فاحذري من هذه الصفة، وخذي بالأسباب التي تجعل الدعاء أرجى للإجابة.
ومن ذلك: اختيار أو الاهتمام بالأزمنة الفاضلة التي يعظم فيها رجاء الإجابة، وإلا فالدعاء مستجاب في الوقت كله، إلا أن ثمَّت أوقات الرجاء فيها أعظم، كالدعاء بين الأذان والإقامة، وفي السجود، وفي ثلث الليل الأخير، وفي الساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وخذي بالأسباب التي تجعل الإنسان محلًّا لرحمة الله تعالى، كالدعاء باضطرار، واستعطاف الله تعالى، وإحضار المسكنة والذل بين يديه، ورفع اليدين، واستقبال القبلة، وتجنبي الأسباب المانعة من إجابة الدعاء، ومن أعظم ذلك: أكل الحرام، والكِبر، والاختيال.
فإذا أخذت بجملة تلك الأسباب فأحسني الظن بالله -سبحانه وتعالى- أنه لا يُضيِّع دعوتكِ، ولا حاجة لأن تُقدِّمي نذرًا، فإن النذر لا يُقدِّم شيئًا ولا يؤخر، وننصحك بأن لا تفعلي، فإنه إنما يُستخرج به من البخيل، وقد يُلزم الإنسان نفسه بشيءٍ كان في عافية من لُزومه له، ولكن الصدقة المستحبة ينبغي أن تُكثري منها ما استطعتِ، وقد تكون سببًا لقبول الدعاء، فإن الله تعالى يُحب المحسنين، وأخبر -سبحانه وتعالى- بأنه مع المحسنين، فكلما أكثرت من الإحسان كان الله سبحانه وتعالى معك.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يتولاك، وأن ييسِّر لك كل خير.