فجأة ..

تتلعثم وتتعثر

وتسقط في هوةٍ غريبةٍ عليك بعمقها ..فلم تتعرض في حياتك كلها لمثل هذه الهوة

وأنت تهوي فيها .. تهوي معك كل الآمال وكل الأحلام وكل الحياة

وتستقر في قعرها فتتذكر وأنت في غياهب الجبّ سيدك يوسف عليه السلام

وقوله تعالى ((وكذلك مكنّا ليوسف في الأرض))

تهدأ نفسك قليلاً

ربما هذه الهوة هي التي تمهدك للتمكين

**********

تتنفس الصعداء ..وأنت تخرج من هذه الهوة تخرج وقدمك تدمي وأنت تتعلق بالصخور

وأكمام القميص قد تمزقت بفعل الحواف الحادة وتتعجب

كم بقي لك من الوقت وأنت تتسلق ..ثم تسقط ..ثم تعاود الصعود

وأي قوة قذفت في روحك كانت تحثك على استمرار المحاولة

وتحمد الله على هذه القوة التي لم تكن إلا بكلمة واحدة كنت تقولها بقلبك دون أن ينطقها لسانك

كلمة ((يا الله))

***********

تنظر إلى الهوة من الأعلى وتحمد الله الذي نجاك منها وتتذكر

أن هناك من سيقولها في الآخرة وهو يخرج من جهنم

يثني على الله بعد خروجه بقوله الحمد لله الذي نجاني منك

تربط بين الموقفين لن ينجيك من الثانية إلا ما أنجاك من الأولى

فلن تنجيك إلا ((يا الله))

***********

قرارك الجديد أن تعتمدها زاداً في سفرك، وتعيد ترتيب حقيبتك التي ما زالت مكانها بعد سقوطك

وتقول في نفسك سبحان الذي حفظني باسمه بكل ما يتعلق بي، تفرغ الحقيبة وتعيد النظر

هناك زاد مهم يجب أن يأخذ مساحة أكبر في حقيبة السفر

قرار ..

إعطاء ((يا الله)) المرتبة الأولى بين كل العتاد

*******

استعدت قوتك بتمرات ..وتأهبت للوصول تمشي خطوتين للأمام

وما تلبث أن تلتفت إلى مكان الهوة كيف وقعت فيها ..وهذه الصحراء بسعتها أمامك..

أين كان بصرك فلم تبصرها إلا بقعة داكنة من تراب، وما كان شغل بالك وأنت تهوي فيها بقوة

تحمد الله تعالى على الإنابة وتحمده تعالى على همة العلياء التي زرعها فيك

فما وقعت إلا لثقل الحمل على كاهلك فأنت تحمل تاريخ أمة ..على ظهرك الذي لم يشتد لصغر سنك

وبصرك شغل بمناظر الإخوة المستضعفين في أنحاء الملكوت والتي أنارت لك البصيرة .. فقررت السفر لعلك تجد حلاوة تركزيك كان مع أمة تنوعت فيها البليات والاختبارات

واشتد بها التمحيص ليعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين

فسقطت في هوة كان يجب أن تسقط فيها

لتخرج منها وأنت أخفّ روحاً ..وأشدّ تعلقاً بالله

أيّاً كانت هذه الهوة إخواني وأخواتي .. فقدان حبيب .. أو غياب صديق

مرضٌ شديدٌ ..أو فقرٌ مقيتٌ.. نكاية وتنديد .. أو تجاهل من القريب

أيّاً اختلف عمقها لامرأةٍ طلقت.. أو فتاةٍ يتمت .. أو طفل فقد رجله اليمنى وهو يتقافز على لغمٍ مغيب عن الناظرين ...... أيّاً كانت

فهي زادٌٌ لك ..وما هي إلا تمحيص فالمرحلة المقبلة

تحتاج إلى عتاد من نوع خاص وهذا العتاد لا يحصل عليه إلا من يخرج من هوة الدنيا

بكلمة واحدة فقط بـ .. يا الله

فيا صاحبي ..

دع عنك كسر المحزونين .. ورمِّم ما في قلبك من حطام ..

فما خلقنا لنعذب بل خلقنا لنعبد وما خلقنا لنتعب ..بل خلقنا لنمهد ..

فتوكل على العزيز الرحيم وكن في الليل من الساجدين

وفي النهار من السائحين وفي الإشراق من المسبحين

وفي الآصال من المستغفرين لتجد

كل وصلة بك تنطق ب يا الله

فتقفز من الهوة ..

كخيلٍ عربيٍّ أصيل

يا صاحب الخلق الجميل

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــول

فلن تنجيك إلا ((يا الله)
ياااااااااااااااااااا الله


جزاكى الله كل خيرررررررر

شكرا ليكي يا كوكو

شكرا على الموضوع الرائع لولو:)

ثانكس لردك يا حنان