أطفال الشـــــوارع


قالوا عنه إنه طفل من الشارع
لا ذنب له سوى أنه يتيم و ضائع
و هو مازال في ركنه المظلم .. الكئيب قابع
و هناك انضمّ إليه طفلٌ ثان ٍ و ثالث و رابع
فهذا بردان و هذا شريد و هذا جائع
حيث البرد ينخر العظام
و الجوع يزيد الآلام
و يصبح الهم دوماً هوية و طابع
و في عيونهم نظرات كالسهام
تشيب لهولها رأس الغلام
و فقط تذرفون عليهم المدامع
و حملت فم الطفل صرخة كالزلزال
و من ورائه الأطفال كالتوابع
و مازلتم تصمون عنهم المسامع
أنقذونا ... أغيثونا
خذونا إلى عالمكم الرائع
لا نحتاج إلى شفقتكم و لا لأموالكم
نحتاج إلى الأمان
نحتاج إلى البر
نحتاج بإن نشعر بأنا أطفالاً.. لا بضائع
فنحن صغاراً و لكنا مع الجوع و الخوف لازلنا نصارع
فهذا عامل و هذا بائع
ادخروا نقودكم و ابتساماتكم الزائفة
زينوا بها المجلات و الأغلفة
أصلحوا قلوبكم التالفة
فبيننا و بينكم ألف مانع و مانع
اتركونا و ابنوا لنا ألف شارع و شارع
و اتركوا طفلاً ذكياً و آخر رسام بارع
بأي قانون تحكمون بل و أية شرائع
أن تتركوا طفلا يعانى
أن تمسخوا كل المعاني
أفيقوا ..أغيثونا
فنحن الأطفال .. نحن المستقبل ..نحن الطلائع
[/center]