seryo
24-01-2014, 01:27 AM
غضبة مضرية وهياج كبير انتاب ملاك ومديري القنوات الفضائية المصرية الخاصة أمس ، استدعى اجتماعا عاجلا من حوالي عشرة قنوات للنظر في "الكارثة" التي وقعت وطريقة الرد عليها ، بما يعني أن هناك شعورا بالخطر الكبير ، وتهديدات أطلقت وحديث خرافي عن أن الأمن القومي المصري مهدد في صميمه ، فما الموضوع ؟ ، الموضوع والحكاية أن مؤسسة "ابسوس" للأبحاث والدراسات أعلنت عن انهيار في نسب مشاهدة تلك القنوات بصورة غير مسبوقة ، وأن قنوات عربية أخرى مثل الجزيرة أصبحت تتفوق عليها بشكل كبير ، ومؤسسة "ابسوس" مختصة بدراسات تتعلق بالإعلام بمختلف صوره وأشكاله ، بما فيه الإعلام المرئي ، وهي تصدر تقريرا سنويا يحدد نسب المشاهدة والمتابعة لكل قناة وبالتالي مدى انتشارها وتأثيرها في الرأي العام ، وجميع القنوات الفضائية الخاصة المصرية والعربية بلا استثناء تقريبا مشتركة في هذه المؤسسة التي بدأ فرعها الإقليمي نشاطه منذ حوالي ثماني سنوات منطلقة من "دبي" ، التقرير الجديد الذي صدر كشف عن انهيار في مستوى جماهيرية تلك القنوات ، وانصراف المشاهدين عنها في الأشهر الأخيرة ، وذلك بطبيعة الحال يعود إل
منذ حوالي ثماني سنوات منطلقة من "دبي" ، التقرير الجديد الذي صدر كشف عن انهيار في مستوى جماهيرية تلك القنوات ، وانصراف المشاهدين عنها في الأشهر الأخيرة ، وذلك بطبيعة الحال يعود إلى أخطاء مهنية فادحة في إدارة العمل وفي الرسالة الإعلامية ومستوى المهنية فيها ، وتدني مستوى مقدمي البرامج حتى تحول بعضهم إلى ما يشبه مقدمي الأفراح الشعبية ، ولأن المشاهد يتابع القنوات وفق مستوى من الجاذبية والمصداقية وكفاءة مقدم البرنامج وحيوية فريق الإعداد وتوقع المفاجأة ، وهو ما غاب عن الإعلام المصري الخاص خلال المرحلة السابقة ، لأنه تحول إلى رأي واحد ولغة واحدة وانتماء سياسي واحد ، فضلا عن التدني في أسلوب التعبير عن الرأي ، ومن يتابع الإعلام الخاص حاليا ـ إلا قليلا ـ سيجده نسخة من إعلام أنس الفقي قبل سقوط مبارك ، بل إن لغة ماسبيرو الإقصائية والموجهة كانت تحتفظ بمسحة ولو متواضعة من المهنية والاحترام غابت عن القنوات الخاصة ، وبالتالي أصبح المواطن العادي الذي يبحث عن الحقيقة والمصداقية أو يريد أن يعرف ما الذي يحدث يتوجه إلى قنوات فضائية أخرى ، خارج السيطرة ، فيرى هناك شاشة ووقائع وأحداث ورؤى سياسية ومستوى مهني في التقديم والإعداد لا يجدها نهائيا في الإعلام الخاص "الحر" في داخل البلاد ، وبالتالي انصرف إليها ، وحرص على متابعتها ، في الوقت الذي انصرف فيه عن الأخرى "المعقمة والمخصية" في الداخل ، والمؤسسة البحثية الدولية المتخصصة كل خطئها أنها لم تتمكن من تزوير الحقيقة أو تزوير الأرقام العلمية التي وصلت إليها ، فأعلنتها ، فهاج ملاك قنوات الرأي الواحد والصوت الواحد والمستوى المهني المتدني ، وأرغوا أزبدوا وهددوا بالويل والثبور وعظائم الأمور ضد هذه المؤسسة ، وقرروا أن يلغوا تعاقداتهم معها ، كما قرروا رفع دعوى قضائية ضدها باعتبارها تهدد حصتهم الإعلانية في السوق المصري والعربي ، و"ابسوس" من جهتها قررت مقاضاة هذه القنوات بتهمة التشهير بمصداقيتها . الأسوأ والأكثر هزلية في هذه الفضيحة أن تلك القنوات قالت في بيانها الهائج الطائش أن ما أعلنته المؤسسة البحثية يمثل تهديدا للأمن القومي المصري ، وهي عبارة توقفت عندها طويلا محاولا فهمها فعجزت ، هل يقصدون أنها باعتبارها قنوات يشرف عليها الأمن القومي وأجهزته مثلا ، أنا لا أدري كيف يكون فشل القناة في عملها وانصراف المشاهدين عنها وزهد المعلنين في النشر عبر شاشاتها ، كيف يكون ذلك تهديدا للأمن القومي ، هو أي كلام في رغيف ، على كل حال ، واضح أن التقرير العلمي الذي نشرته المؤسسة المتخصصة كان بمثابة لطمة مفاجئة أذهلتهم وأخرجتهم عن العقل والشعور ، وليتهم يتعاملون بعقل وواقعية مع التقرير ليعيدوا النظر في السياسات الجاهلة والغشيمة والمفتقرة للمهنية التي أسقطتهم ووضعتهم في ذيل الإعلام العربي .
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/blog/11-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86/368643-%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D9%88%D9%84
منذ حوالي ثماني سنوات منطلقة من "دبي" ، التقرير الجديد الذي صدر كشف عن انهيار في مستوى جماهيرية تلك القنوات ، وانصراف المشاهدين عنها في الأشهر الأخيرة ، وذلك بطبيعة الحال يعود إلى أخطاء مهنية فادحة في إدارة العمل وفي الرسالة الإعلامية ومستوى المهنية فيها ، وتدني مستوى مقدمي البرامج حتى تحول بعضهم إلى ما يشبه مقدمي الأفراح الشعبية ، ولأن المشاهد يتابع القنوات وفق مستوى من الجاذبية والمصداقية وكفاءة مقدم البرنامج وحيوية فريق الإعداد وتوقع المفاجأة ، وهو ما غاب عن الإعلام المصري الخاص خلال المرحلة السابقة ، لأنه تحول إلى رأي واحد ولغة واحدة وانتماء سياسي واحد ، فضلا عن التدني في أسلوب التعبير عن الرأي ، ومن يتابع الإعلام الخاص حاليا ـ إلا قليلا ـ سيجده نسخة من إعلام أنس الفقي قبل سقوط مبارك ، بل إن لغة ماسبيرو الإقصائية والموجهة كانت تحتفظ بمسحة ولو متواضعة من المهنية والاحترام غابت عن القنوات الخاصة ، وبالتالي أصبح المواطن العادي الذي يبحث عن الحقيقة والمصداقية أو يريد أن يعرف ما الذي يحدث يتوجه إلى قنوات فضائية أخرى ، خارج السيطرة ، فيرى هناك شاشة ووقائع وأحداث ورؤى سياسية ومستوى مهني في التقديم والإعداد لا يجدها نهائيا في الإعلام الخاص "الحر" في داخل البلاد ، وبالتالي انصرف إليها ، وحرص على متابعتها ، في الوقت الذي انصرف فيه عن الأخرى "المعقمة والمخصية" في الداخل ، والمؤسسة البحثية الدولية المتخصصة كل خطئها أنها لم تتمكن من تزوير الحقيقة أو تزوير الأرقام العلمية التي وصلت إليها ، فأعلنتها ، فهاج ملاك قنوات الرأي الواحد والصوت الواحد والمستوى المهني المتدني ، وأرغوا أزبدوا وهددوا بالويل والثبور وعظائم الأمور ضد هذه المؤسسة ، وقرروا أن يلغوا تعاقداتهم معها ، كما قرروا رفع دعوى قضائية ضدها باعتبارها تهدد حصتهم الإعلانية في السوق المصري والعربي ، و"ابسوس" من جهتها قررت مقاضاة هذه القنوات بتهمة التشهير بمصداقيتها . الأسوأ والأكثر هزلية في هذه الفضيحة أن تلك القنوات قالت في بيانها الهائج الطائش أن ما أعلنته المؤسسة البحثية يمثل تهديدا للأمن القومي المصري ، وهي عبارة توقفت عندها طويلا محاولا فهمها فعجزت ، هل يقصدون أنها باعتبارها قنوات يشرف عليها الأمن القومي وأجهزته مثلا ، أنا لا أدري كيف يكون فشل القناة في عملها وانصراف المشاهدين عنها وزهد المعلنين في النشر عبر شاشاتها ، كيف يكون ذلك تهديدا للأمن القومي ، هو أي كلام في رغيف ، على كل حال ، واضح أن التقرير العلمي الذي نشرته المؤسسة المتخصصة كان بمثابة لطمة مفاجئة أذهلتهم وأخرجتهم عن العقل والشعور ، وليتهم يتعاملون بعقل وواقعية مع التقرير ليعيدوا النظر في السياسات الجاهلة والغشيمة والمفتقرة للمهنية التي أسقطتهم ووضعتهم في ذيل الإعلام العربي .
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/blog/11-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86/368643-%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D9%88%D9%84