abomokhtar
31-12-2013, 08:15 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أود شكركم على هذه الموقع الرائع.
أنا فتاة أحب التفكر في مخلوقات الله كثيرا، وأهتم كثيرا بالإعجاز العلمي للقرآن، فقد كنت من الغافلين الذين لا يعرفون سبب وجودهم على الأرض، ولكن -لله الحمد- منذ بدأت طريقي إلى الله أحسست بأني ولدت من جديد.
القصة هي أنني أحب العلم كثيرا، وفي نظري كل علم على وجه الأرض يرشدني أن لا إله إلا الله، ولكن هناك ما عكر علي صفو تفكري، وهو أنني أسمع داخل نفسي وساوس مقرفة تتردد وهي كلمة: صدفة وغيرها، وبحثت على شبكة الإنترنت، وعرفت أن دقة هذه الكون خلقها خالق عظيم، وأنني لن أخاف ما دمت أسير في معجزات الله وأتقرب إليه، وأعتبر أن أفكار الملحدين لن تعدو سوى أنها مقرفة، ولكن سماع أفكارهم داخل رأسي أو ترددها بات يزعجني، فهل هذا يدل على ضعف إيمان مني؟ وكيف أتخلص منه؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزةَ- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والتوفيق، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
مما لا شك فيه -أيتها البنت الكريمة- أن النظر في مخلوقات الله تعالى والتفكر في مصنوعاته مما يقوي إيمان الإنسان ويزيد بصيرته بربه، فإن هذه المخلوقات تدل على وجود خالقها، وعلى علمه وقدرته وحكمته، وأنه واحد سبحانه وتعالى لا شريك له، كما قال القائل:
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحدٌ
وقد دعانا الله تعالى إلى التفكر في هذه المخلوقات في أكثر من موضع من كتابه العزيز، ومدح سبحانه وتعالى أولوا الألباب الذين يتفكرون في هذه المخلوقات، حيث قال سبحانه: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}.
وقد أصبتِ حين قررت التفكر في هذه المخلوقات والاستفادة مما قرره العلماء في الإعجاز العلمي في القرآن، فإن هذا النوع من العلم يقوي الإنسان في إيمانه ويثبته عليه، وننصحك بالاستفادة ممن عُرفوا بالتحقيق في هذا العلم، ومن أمثلهم فيما عرفنا فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني -حفظه الله ورعاه- والشيخ زغلول النجار، وأمثالهما مما عُرفوا بالتحقيق، وعدم الإكثار، والاستزادة، وتحميل النصوص ما لا تحتمله.
ومع هذا فإنا ندعوك أيضًا إلى التفكر في آيات الله المتلوة، فإن لله تعالى كتابين في هذا الوجود، كتاب متلو وكتاب منظور، فالكتاب المتلو هو القرآن العزيز وما فيه من هداية، وقال الله تعالى: {يا أيهَا الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة} ففيه الهدى والرحمة العافية والشفاء لأمراض القلوب وإزالة الشك والريب، فننصحك بأن تأخذي حظك منه تلاوة وتدبرًا وقراءة.
كما ننصحك كذلك بالإكثار من العمل الصالح، والاستزادة من نوافل الأعمال، وملء الأوقات بها، فإن هذا مما يقربك إلى الله تعالى زُلفى.
أما ما تجدينه وتشعرين به من خواطر تتردد فيها شبهات الملحدين:
فإن هذا من كيد الشطيان ومكره، يحاول أن ينغص عليك عيشك، ويفتِّر همتك، ويُكدِّر عليك صفاءك، فلا تلتفتي إليه، فإنه أحقر من أن يقدر على ردك عن دينك ما دمت واثقة بالله، معتمدة عليه، آخذة بالأسباب التي تقربك إليه، ولن يخذلك الله تعالى، فإنه سبحانه وتعالى يدافع عن الذين آمنوا، وكما قال سبحانه وتعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدىً وآتاهم تقواهم}.
فنحن على ثقة من أن الله تعالى سيزيدك هداية إلى هدايتك، وتوفيقًا إلى ما أنت عليه، فأحسني ظنك بالله، واشتغلي بما يُرضيه عنك، واستعيذي بالله تعالى من شر الشيطان إذا داهمك ببعض الخواطر، واصرفي ذهنك عنها، ولن تضرك بإذنِ الله، فإن كيد الشيطان كان ضعيفًا، كما قال الله في كتابه الكريم.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتولى عونك، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أود شكركم على هذه الموقع الرائع.
أنا فتاة أحب التفكر في مخلوقات الله كثيرا، وأهتم كثيرا بالإعجاز العلمي للقرآن، فقد كنت من الغافلين الذين لا يعرفون سبب وجودهم على الأرض، ولكن -لله الحمد- منذ بدأت طريقي إلى الله أحسست بأني ولدت من جديد.
القصة هي أنني أحب العلم كثيرا، وفي نظري كل علم على وجه الأرض يرشدني أن لا إله إلا الله، ولكن هناك ما عكر علي صفو تفكري، وهو أنني أسمع داخل نفسي وساوس مقرفة تتردد وهي كلمة: صدفة وغيرها، وبحثت على شبكة الإنترنت، وعرفت أن دقة هذه الكون خلقها خالق عظيم، وأنني لن أخاف ما دمت أسير في معجزات الله وأتقرب إليه، وأعتبر أن أفكار الملحدين لن تعدو سوى أنها مقرفة، ولكن سماع أفكارهم داخل رأسي أو ترددها بات يزعجني، فهل هذا يدل على ضعف إيمان مني؟ وكيف أتخلص منه؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزةَ- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والتوفيق، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
مما لا شك فيه -أيتها البنت الكريمة- أن النظر في مخلوقات الله تعالى والتفكر في مصنوعاته مما يقوي إيمان الإنسان ويزيد بصيرته بربه، فإن هذه المخلوقات تدل على وجود خالقها، وعلى علمه وقدرته وحكمته، وأنه واحد سبحانه وتعالى لا شريك له، كما قال القائل:
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحدٌ
وقد دعانا الله تعالى إلى التفكر في هذه المخلوقات في أكثر من موضع من كتابه العزيز، ومدح سبحانه وتعالى أولوا الألباب الذين يتفكرون في هذه المخلوقات، حيث قال سبحانه: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}.
وقد أصبتِ حين قررت التفكر في هذه المخلوقات والاستفادة مما قرره العلماء في الإعجاز العلمي في القرآن، فإن هذا النوع من العلم يقوي الإنسان في إيمانه ويثبته عليه، وننصحك بالاستفادة ممن عُرفوا بالتحقيق في هذا العلم، ومن أمثلهم فيما عرفنا فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني -حفظه الله ورعاه- والشيخ زغلول النجار، وأمثالهما مما عُرفوا بالتحقيق، وعدم الإكثار، والاستزادة، وتحميل النصوص ما لا تحتمله.
ومع هذا فإنا ندعوك أيضًا إلى التفكر في آيات الله المتلوة، فإن لله تعالى كتابين في هذا الوجود، كتاب متلو وكتاب منظور، فالكتاب المتلو هو القرآن العزيز وما فيه من هداية، وقال الله تعالى: {يا أيهَا الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة} ففيه الهدى والرحمة العافية والشفاء لأمراض القلوب وإزالة الشك والريب، فننصحك بأن تأخذي حظك منه تلاوة وتدبرًا وقراءة.
كما ننصحك كذلك بالإكثار من العمل الصالح، والاستزادة من نوافل الأعمال، وملء الأوقات بها، فإن هذا مما يقربك إلى الله تعالى زُلفى.
أما ما تجدينه وتشعرين به من خواطر تتردد فيها شبهات الملحدين:
فإن هذا من كيد الشطيان ومكره، يحاول أن ينغص عليك عيشك، ويفتِّر همتك، ويُكدِّر عليك صفاءك، فلا تلتفتي إليه، فإنه أحقر من أن يقدر على ردك عن دينك ما دمت واثقة بالله، معتمدة عليه، آخذة بالأسباب التي تقربك إليه، ولن يخذلك الله تعالى، فإنه سبحانه وتعالى يدافع عن الذين آمنوا، وكما قال سبحانه وتعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدىً وآتاهم تقواهم}.
فنحن على ثقة من أن الله تعالى سيزيدك هداية إلى هدايتك، وتوفيقًا إلى ما أنت عليه، فأحسني ظنك بالله، واشتغلي بما يُرضيه عنك، واستعيذي بالله تعالى من شر الشيطان إذا داهمك ببعض الخواطر، واصرفي ذهنك عنها، ولن تضرك بإذنِ الله، فإن كيد الشيطان كان ضعيفًا، كما قال الله في كتابه الكريم.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتولى عونك، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.