محمود سلامة الهايشة
22-11-2013, 04:50 PM
أهالي وزوار المنصورة ضحايا لسائقي التاكسي والميكروباص
كتب: محمود سلامة الهايشة – المنصورة:
كانت المنصورة عاصمة الدقهلية عروس الدلتا، وكانت من المدن الجميلة الهادئة والتي كان يعشقها كل من زارها ولو لساعة واحدة، فما بالنا بسكانها، كان أهالي المنصورة يتضايقون من السفر للقاهرة من زحامها، وكان سكان القاهرة الكبرى يحسدون المنصورة وأهالها بالهدوء والجمال الذي تتمتع بهم ا لمنصورة، ولكن مع مرور السنين انقلب الوضع وتغير الحال، وتبدلت الأدوار، فالقاهرة الكبرى وبرغم الزيادة السكانية المطردة والمتسارعة، وبرغم وجود جامعات (القاهرة، عين شمس، حلوان، الأزهر، الأمريكية، بنها....الخ)، ووجود كافة دواوين الوزارات بها، إلا أن الدولة كانت تضيف لوسائل النقل والمواصلات بها بشكل دائم ومستمر، فقد بدأ مشروع مترو الإنفاق بخط واحد على عدة مراحل، حتى وصل المترو إلى ثلاثة خطوط، مما أدى أن تغطية المترو إلى الكثير من مناطق القاهرة الكبرى، أي ثلاثة محافظات لا يوجد بينها فاصل جغرافي وهي القاهرة والجيزة والقليوبية، بينما المنصورة مدينة واحدة لعاصمة أكبر محافظة إقليمية في عدد السكان، وبها أكبر جامعة إقليمية "جامعة المنصورة"، وبها مدينة طبية سواء من المراكز والمستشفيات الجامعية أو التابعة لوزارة الصحة.
أصبحت المنصورة عبارة عن مجموعة من الكتل البشرية، كتلة بشرية بجامعة المنصورة، كتلة بشرية في المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة، سواء أكانوا مرضى أو ذويهم، كتل بشرية في مجمع مدارس ابتدائي إعدادي ثانوي بنين وبنات ومشتركة عام وفني، كشارعي الثانوية والجلاء، فبهم بجانب كل ما سبق كليتي الآداب وسياحة وفنادق، فتلك المنطقة تحتاج بجانب وسائل النقل والمواصلات إلى قسم شرطة خاص بهم لحماية تلك المنشات والأفراد، فكان في الماضي القريب، هناك ما يشبه مركز الشرطة ممثل في قيادة حرس جامعة المنصورة، ومتفرع منه نقط شرطية موجودة داخل كل كلية بها ضابط قاد لحرس الكلية ومجموعة من أفراد الشرطة ما بين أمناء شرطة وصف ضباط وعساكر، والآن لا يوجد شيء من ذلك.
وأني لا ألقي باللوم على الجامعة المنصورة أو وزارة الصحة، فمن حقهم بناء ما يشاءون من مستشفيات على الأراضي التي يملكوها خاصة أنه لم يعد هناك متر مربع واحد داخل مدينتي المنصورة وطلخا ملك للدولة، وطالما أن تلك المنشآت الطبية تصب في صالح وخدمة المواطن الدقهلوي بشكل خاص وفي خدمة جميع المواطنين القاطنين للمحافظات المجاورة للدقهلية خاصة محافظات الدلتا والقناة.
فكما أن جامعة المنصورة جزء من مشكلة الزحام البشري إلا أنها جزء لا يتجزأ من الحل، بها كليات وأقسام علمية تقدم الحلول والمقترحات والخطط لتطوير كافة نواحي الحياة في المنصورة وكافة ربوع المحافظة من أبحاث ودراسات ورسائل ماجستير ودكتوراه، إلا أنها حبيسة الأدراج والأرفف. فالجامعة نائب لشئون البيئة وخدمة المجتمع وكذلك بكل كلية من كليتها وكيلا لذت الأمر، وهناك مشاريع ومخطط هندسية متكاملة لدى أساتذة كلية الهندسة، ولكن هي والعدم سواء طالما لا تدخل حيث التنفيذ، فالجهات التنفيذية في وادي والجامعة والعلماء في وادي آخر أو قل في دولة أخرى، تستعيد بهم دول مجاورة لحل مشكلتها وديوان المحافظة والأحياء والمدن بنفس المحافظة لا تعرف عنهم سوء المكان والأسماء والألقاب!!!!
إذا أردت ركوب سيارة تاكسي أجرة داخل مدينة المنصورة، تحتاج أولا إلى وساطة لكي يقف إليك السائق، فينظر لك السائق نظرة ثاقبة من فوق لتحت، هذا إذا ما نظر إليك أصلا، ثم إذا لقدر الله هدأ من سرعته بعد أن أشاراتك بيديك وتنادي بأعلى صوتك، ولابد أن تقول بسرعة خاطفة إلى أين أنت ذاهب؟، فإذا توقف نادرا جدا يتركك تركب بدون ما يتفق معك على الأجرة، وهناك من لا يقف إليك أبدا ولا يتركك تركب إلا إذا قلت له خذ ما تريده. هذا في حالة ما إذا كان الواقف على الأرض راكب واحد، فهناك عدة مستويات لسائقي التاكسي، يفضل الواحد عن الاثنين والاثنين عن الثلاثة، فمن مستوى ثلاثة ويستحيل أو ينعدم فرصهم لوقف التاكسي، وهناك طبعا فرق بين الرجال والنساء، وبين الشباب والآنسات والبنات، وطبعا حدث ولا حرج إذا كانوا أسرة مكونة من أب وأم وأبناء فهؤلاء شريحة أخرى، وقد أصبحت أقل تعريفة للتاكسي بالمنصورة خمسة جنيهات هذا في حالة المشاوير القصيرة أو شبة القصيرة أم إذا زادت عن ذلك فتكون الأجرة عشرة جنيهات من غير ولا كلمة واحدة من الراكب وإلا سمع ما لذ وطاب.
أصبحت مدينتي المنصورة وطلخا تشبه مدينتي القاهرة والجيزة، يفصلهما فقط نهر النيل، وعليه كوبري للقطارات وآخر للسيارات والمشاة، وفي السنوات الأخيرة أضيف كوبري المنصورة العلوي والذي كان أحد روافد الطريق السريع، الذي تحول إلى طريق دائري ثم إلى طريق وسط البلد بعد أن زحفت البنايات والعمران عليه من جميع النواحي من سندوب والمجزر وحي الجامعة وقرية ميت خميس (بطنية المنصورة حاليا!!) وموقف طلخا ومدينة طلخا، وفي القريب إن شاء الله سوف يدخل الخدمة أكبر خسر للسيارة في محافظة الدقهلية وهو كوبري طلخا العلوي الذي يربط عدة طرق رئيسية كبرى بالدقهلية ببعضها ويربط شرق المحافظة بغربها في دقائق معدودة بالسيارة، فهو يربط طريق المنصورة دمياط الشرقي بالغربي بطريق ورافد جمصة الذي يصب على الطريق الدولي الساحلي، مما يعني تخفيف الضغط على مدينتي المنصورة وطلخا.
# ظاهرة الملاكي الأجرة:
زادت أعداد السيارات الملاكي بالمنصورة بشكل يوازي الزيادة السكانية، مما أدى إلى شلل مروري شبه كامل في كافة شوارعها وميادينها الرئيسية، وهذا يرجع لأسباب لا تعد ولا تحصى، منها سوء سلوك من قادها، فساد الأحياء (حي غرب وشرق) بإعطاء التراخيص للعمارات الجديدة بدون تخصيص جراجات أسفلها لسيارات سُكانها.
وهناك نسبة كبيرة جدا من شباب المنصورة والمراكز المجاورة لها يمتلكون سيارات ملاكي ولا يعملون في شيء، سوى الجلوس على المقاهي، فتغيرت مفاهيمهم عن العمل ونسوى العادات والتقاليد، وبسبب صعوبة الحصول على رخصة سيارة تاكسي أجرة بسبب غلوها غير العادي الذي قد يصل فيه ثمن الرخصة ما يعادل ثمن سيارة جديدة، فقام عدد من هؤلاء الشباب في الشهور الأخيرة بترك كراسيهم الدائمة على المقهى أو الكافي شوب إلى الجلوس على كرسي عجلة قيادة سيارتهم الملاكي، يسيرون وراء سيارات التاكسي الأجرة التي ترفض تركيب الناس، ويكسبون قوت يومهم وتغطية مصاريفهم الشخصية من مأكل وملبس وبنزين للسيارة.
# مواقف المنصورة على أطرافها:
المنصورة وطلخا كتلة واحدة، ومواقف السيارات العمومية أصبحت في منطقة الدراسات والأتوبيس الجديد وسندوب وموقف طلخا الجديد بعدما كان وسط مدينة طلخا، مما يعني جشع من سائقي التاكسي، وخاصة في أوقات الذروة والتي كانت في الماضي لا تتجاوز ساعتين وهم وقت خروج الموظفين من المقرات الحكومية مع خروج المدارس والجامعات، الآن أصبحت المنصورة وطلخا منذ الظهر وحتى بعد العشاء بساعة أو ساعتين في وقت ذروة بسبب وجود المدارس التي تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية وكثرة عدد كليات جامعة المنصورة وأعداد الطلاب الملتحقين بها، افتتاح برنامج التعليمي المفتوح لم يرغب في تكمله تعليمية الجامعي بجامعة المنصورة، مما زاد الأحمال على المنصورة، زيادة المراكز الطبية بالجامعة زاد من أعداد الداخلين والخارجين للمنصورة بسبب الزيارات اليومية للمرضي، السماح لمئات قل لآلاف الأطباء بفتح عيادات ومراكز طبية خاصة في شوارع بعينها مما شكل مدينة طبية موازية للمدينة الطبية الحكومية، وتتمثل تلك المدينة في شوارع السكة الجديدة والسكة القديمة وبورسعيد وبنك مصر وحسين بك وميت حدر، مما شجع سُكان الشقق والعمارات في تلك المناطق بتركها وتأجيرها بآلاف الجنيهات شهريا والذهاب لمناطق أخرى بالمنصورة أو طلخا واستأجر شقق بسعر أقل والاستفادة من الفرق بين ما يملكونه وبين ما يستأجرونه بالإضافة إلى هدوء المنطقة الجديدة عن مناطق التكدس والزحام الشديدين.
# السيرفيس أو الميكروباص:
حدث ولا حرج، شباب متهور يمتلك رخصة قيادة مهنية، يسيرون داخل المدينة كأنهم في حرب شوارع مع المواطنين المترجلين سيرا على الأقدام، ومع السيارات الأخرى غيرهم، التسجيل ركب له سماعات ذات كفاءة عالية وتركيب مشغل اسطوانات وفلاشات، وذلك لخرق طبلة الأذن للركاب بأغاني لم ولن تسمعها سوى داخل الميكروباص، السيجارة لا تترك يد هذا المتهور، ومعروف أن أجرة السيرفيس داخل مدينة المنصورة وطلخا في أي خط سير هي خمسون قرشا (نصف جنيه)، إلا أن هناك خطوط سير لابد وان يدفع فيها الراكب (جنيه كامل)، أو يتم تجزأت المسافة، فيقول السائق أو التباع من هنا إلى هناك بنصف جنيه وبعد ذلك إلى آخر الخط بجنيه كامل، هذا إذا كان سوف يصل أصلا إلى آخر الخط.
فأصبح الآن هناك صفات مشتركة بين سائقي الميكروباصات وبين سائقي التكاتك، من الصوت العالي، وقلة الأدب والسفالة، وشرب ملفوف البانجو والحشيش، والتسجيل العالي جداً، وسب وقذف الركاب...الخ، بل وقلة الضمير فإذا سأل راكب يقف على الأرض عن مكان ما فيقول له أركب هذا المكان في طريقي، فيركب هذا المسكين معه فينزل في مكان بعيد جدا عن المكان الذي يريده، فيضطر الراكب الغريب على المدينة أما أن يمشي مسافة أكبر من التي ركبها داخل الميكروباص أو يركب سيرفيس آخر لإيصاله للمكان المستهدف!!!
أصبح الركاب الآن يخافون بطش هؤلاء السائقين، فأصبح الراكب يصعد وينزل من السيارة مسرعان قبل ما يسمع وصلة من الردح وطول اللسان.
كان في الماضي القريب ينزل المواطن بالمنصورة أو طلخا للذهاب لمشوار ما في أي مكان بهما قبل الموعد بربع إلى ثلث ساعة، أما الآن وهو نفس المكان والمسافة يأخذ ما بين ثلاثة أرباع الساعة وقد يصل الأمر إلى ساعة وساعة وربع أو نصف، على حسب الوقت من اليوم، واليوم نفسه، يعني سبت أم خميس أم جمعة، وبعد الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات التي تشهدها مصر عامة منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن.
فحديث طويل جدا عن مشكلة النقل والمواصلات بالمنصورة وطلخا وتحتاج لمجلدات لحصرها وشرحها ووضع الحلول والمقترحات للخروج من تلك الأزمة الطاحنة للمواطن والتي تقابله بشكل يوميا وعلى مدار الساعة.
كتب: محمود سلامة الهايشة – المنصورة:
كانت المنصورة عاصمة الدقهلية عروس الدلتا، وكانت من المدن الجميلة الهادئة والتي كان يعشقها كل من زارها ولو لساعة واحدة، فما بالنا بسكانها، كان أهالي المنصورة يتضايقون من السفر للقاهرة من زحامها، وكان سكان القاهرة الكبرى يحسدون المنصورة وأهالها بالهدوء والجمال الذي تتمتع بهم ا لمنصورة، ولكن مع مرور السنين انقلب الوضع وتغير الحال، وتبدلت الأدوار، فالقاهرة الكبرى وبرغم الزيادة السكانية المطردة والمتسارعة، وبرغم وجود جامعات (القاهرة، عين شمس، حلوان، الأزهر، الأمريكية، بنها....الخ)، ووجود كافة دواوين الوزارات بها، إلا أن الدولة كانت تضيف لوسائل النقل والمواصلات بها بشكل دائم ومستمر، فقد بدأ مشروع مترو الإنفاق بخط واحد على عدة مراحل، حتى وصل المترو إلى ثلاثة خطوط، مما أدى أن تغطية المترو إلى الكثير من مناطق القاهرة الكبرى، أي ثلاثة محافظات لا يوجد بينها فاصل جغرافي وهي القاهرة والجيزة والقليوبية، بينما المنصورة مدينة واحدة لعاصمة أكبر محافظة إقليمية في عدد السكان، وبها أكبر جامعة إقليمية "جامعة المنصورة"، وبها مدينة طبية سواء من المراكز والمستشفيات الجامعية أو التابعة لوزارة الصحة.
أصبحت المنصورة عبارة عن مجموعة من الكتل البشرية، كتلة بشرية بجامعة المنصورة، كتلة بشرية في المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة، سواء أكانوا مرضى أو ذويهم، كتل بشرية في مجمع مدارس ابتدائي إعدادي ثانوي بنين وبنات ومشتركة عام وفني، كشارعي الثانوية والجلاء، فبهم بجانب كل ما سبق كليتي الآداب وسياحة وفنادق، فتلك المنطقة تحتاج بجانب وسائل النقل والمواصلات إلى قسم شرطة خاص بهم لحماية تلك المنشات والأفراد، فكان في الماضي القريب، هناك ما يشبه مركز الشرطة ممثل في قيادة حرس جامعة المنصورة، ومتفرع منه نقط شرطية موجودة داخل كل كلية بها ضابط قاد لحرس الكلية ومجموعة من أفراد الشرطة ما بين أمناء شرطة وصف ضباط وعساكر، والآن لا يوجد شيء من ذلك.
وأني لا ألقي باللوم على الجامعة المنصورة أو وزارة الصحة، فمن حقهم بناء ما يشاءون من مستشفيات على الأراضي التي يملكوها خاصة أنه لم يعد هناك متر مربع واحد داخل مدينتي المنصورة وطلخا ملك للدولة، وطالما أن تلك المنشآت الطبية تصب في صالح وخدمة المواطن الدقهلوي بشكل خاص وفي خدمة جميع المواطنين القاطنين للمحافظات المجاورة للدقهلية خاصة محافظات الدلتا والقناة.
فكما أن جامعة المنصورة جزء من مشكلة الزحام البشري إلا أنها جزء لا يتجزأ من الحل، بها كليات وأقسام علمية تقدم الحلول والمقترحات والخطط لتطوير كافة نواحي الحياة في المنصورة وكافة ربوع المحافظة من أبحاث ودراسات ورسائل ماجستير ودكتوراه، إلا أنها حبيسة الأدراج والأرفف. فالجامعة نائب لشئون البيئة وخدمة المجتمع وكذلك بكل كلية من كليتها وكيلا لذت الأمر، وهناك مشاريع ومخطط هندسية متكاملة لدى أساتذة كلية الهندسة، ولكن هي والعدم سواء طالما لا تدخل حيث التنفيذ، فالجهات التنفيذية في وادي والجامعة والعلماء في وادي آخر أو قل في دولة أخرى، تستعيد بهم دول مجاورة لحل مشكلتها وديوان المحافظة والأحياء والمدن بنفس المحافظة لا تعرف عنهم سوء المكان والأسماء والألقاب!!!!
إذا أردت ركوب سيارة تاكسي أجرة داخل مدينة المنصورة، تحتاج أولا إلى وساطة لكي يقف إليك السائق، فينظر لك السائق نظرة ثاقبة من فوق لتحت، هذا إذا ما نظر إليك أصلا، ثم إذا لقدر الله هدأ من سرعته بعد أن أشاراتك بيديك وتنادي بأعلى صوتك، ولابد أن تقول بسرعة خاطفة إلى أين أنت ذاهب؟، فإذا توقف نادرا جدا يتركك تركب بدون ما يتفق معك على الأجرة، وهناك من لا يقف إليك أبدا ولا يتركك تركب إلا إذا قلت له خذ ما تريده. هذا في حالة ما إذا كان الواقف على الأرض راكب واحد، فهناك عدة مستويات لسائقي التاكسي، يفضل الواحد عن الاثنين والاثنين عن الثلاثة، فمن مستوى ثلاثة ويستحيل أو ينعدم فرصهم لوقف التاكسي، وهناك طبعا فرق بين الرجال والنساء، وبين الشباب والآنسات والبنات، وطبعا حدث ولا حرج إذا كانوا أسرة مكونة من أب وأم وأبناء فهؤلاء شريحة أخرى، وقد أصبحت أقل تعريفة للتاكسي بالمنصورة خمسة جنيهات هذا في حالة المشاوير القصيرة أو شبة القصيرة أم إذا زادت عن ذلك فتكون الأجرة عشرة جنيهات من غير ولا كلمة واحدة من الراكب وإلا سمع ما لذ وطاب.
أصبحت مدينتي المنصورة وطلخا تشبه مدينتي القاهرة والجيزة، يفصلهما فقط نهر النيل، وعليه كوبري للقطارات وآخر للسيارات والمشاة، وفي السنوات الأخيرة أضيف كوبري المنصورة العلوي والذي كان أحد روافد الطريق السريع، الذي تحول إلى طريق دائري ثم إلى طريق وسط البلد بعد أن زحفت البنايات والعمران عليه من جميع النواحي من سندوب والمجزر وحي الجامعة وقرية ميت خميس (بطنية المنصورة حاليا!!) وموقف طلخا ومدينة طلخا، وفي القريب إن شاء الله سوف يدخل الخدمة أكبر خسر للسيارة في محافظة الدقهلية وهو كوبري طلخا العلوي الذي يربط عدة طرق رئيسية كبرى بالدقهلية ببعضها ويربط شرق المحافظة بغربها في دقائق معدودة بالسيارة، فهو يربط طريق المنصورة دمياط الشرقي بالغربي بطريق ورافد جمصة الذي يصب على الطريق الدولي الساحلي، مما يعني تخفيف الضغط على مدينتي المنصورة وطلخا.
# ظاهرة الملاكي الأجرة:
زادت أعداد السيارات الملاكي بالمنصورة بشكل يوازي الزيادة السكانية، مما أدى إلى شلل مروري شبه كامل في كافة شوارعها وميادينها الرئيسية، وهذا يرجع لأسباب لا تعد ولا تحصى، منها سوء سلوك من قادها، فساد الأحياء (حي غرب وشرق) بإعطاء التراخيص للعمارات الجديدة بدون تخصيص جراجات أسفلها لسيارات سُكانها.
وهناك نسبة كبيرة جدا من شباب المنصورة والمراكز المجاورة لها يمتلكون سيارات ملاكي ولا يعملون في شيء، سوى الجلوس على المقاهي، فتغيرت مفاهيمهم عن العمل ونسوى العادات والتقاليد، وبسبب صعوبة الحصول على رخصة سيارة تاكسي أجرة بسبب غلوها غير العادي الذي قد يصل فيه ثمن الرخصة ما يعادل ثمن سيارة جديدة، فقام عدد من هؤلاء الشباب في الشهور الأخيرة بترك كراسيهم الدائمة على المقهى أو الكافي شوب إلى الجلوس على كرسي عجلة قيادة سيارتهم الملاكي، يسيرون وراء سيارات التاكسي الأجرة التي ترفض تركيب الناس، ويكسبون قوت يومهم وتغطية مصاريفهم الشخصية من مأكل وملبس وبنزين للسيارة.
# مواقف المنصورة على أطرافها:
المنصورة وطلخا كتلة واحدة، ومواقف السيارات العمومية أصبحت في منطقة الدراسات والأتوبيس الجديد وسندوب وموقف طلخا الجديد بعدما كان وسط مدينة طلخا، مما يعني جشع من سائقي التاكسي، وخاصة في أوقات الذروة والتي كانت في الماضي لا تتجاوز ساعتين وهم وقت خروج الموظفين من المقرات الحكومية مع خروج المدارس والجامعات، الآن أصبحت المنصورة وطلخا منذ الظهر وحتى بعد العشاء بساعة أو ساعتين في وقت ذروة بسبب وجود المدارس التي تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية وكثرة عدد كليات جامعة المنصورة وأعداد الطلاب الملتحقين بها، افتتاح برنامج التعليمي المفتوح لم يرغب في تكمله تعليمية الجامعي بجامعة المنصورة، مما زاد الأحمال على المنصورة، زيادة المراكز الطبية بالجامعة زاد من أعداد الداخلين والخارجين للمنصورة بسبب الزيارات اليومية للمرضي، السماح لمئات قل لآلاف الأطباء بفتح عيادات ومراكز طبية خاصة في شوارع بعينها مما شكل مدينة طبية موازية للمدينة الطبية الحكومية، وتتمثل تلك المدينة في شوارع السكة الجديدة والسكة القديمة وبورسعيد وبنك مصر وحسين بك وميت حدر، مما شجع سُكان الشقق والعمارات في تلك المناطق بتركها وتأجيرها بآلاف الجنيهات شهريا والذهاب لمناطق أخرى بالمنصورة أو طلخا واستأجر شقق بسعر أقل والاستفادة من الفرق بين ما يملكونه وبين ما يستأجرونه بالإضافة إلى هدوء المنطقة الجديدة عن مناطق التكدس والزحام الشديدين.
# السيرفيس أو الميكروباص:
حدث ولا حرج، شباب متهور يمتلك رخصة قيادة مهنية، يسيرون داخل المدينة كأنهم في حرب شوارع مع المواطنين المترجلين سيرا على الأقدام، ومع السيارات الأخرى غيرهم، التسجيل ركب له سماعات ذات كفاءة عالية وتركيب مشغل اسطوانات وفلاشات، وذلك لخرق طبلة الأذن للركاب بأغاني لم ولن تسمعها سوى داخل الميكروباص، السيجارة لا تترك يد هذا المتهور، ومعروف أن أجرة السيرفيس داخل مدينة المنصورة وطلخا في أي خط سير هي خمسون قرشا (نصف جنيه)، إلا أن هناك خطوط سير لابد وان يدفع فيها الراكب (جنيه كامل)، أو يتم تجزأت المسافة، فيقول السائق أو التباع من هنا إلى هناك بنصف جنيه وبعد ذلك إلى آخر الخط بجنيه كامل، هذا إذا كان سوف يصل أصلا إلى آخر الخط.
فأصبح الآن هناك صفات مشتركة بين سائقي الميكروباصات وبين سائقي التكاتك، من الصوت العالي، وقلة الأدب والسفالة، وشرب ملفوف البانجو والحشيش، والتسجيل العالي جداً، وسب وقذف الركاب...الخ، بل وقلة الضمير فإذا سأل راكب يقف على الأرض عن مكان ما فيقول له أركب هذا المكان في طريقي، فيركب هذا المسكين معه فينزل في مكان بعيد جدا عن المكان الذي يريده، فيضطر الراكب الغريب على المدينة أما أن يمشي مسافة أكبر من التي ركبها داخل الميكروباص أو يركب سيرفيس آخر لإيصاله للمكان المستهدف!!!
أصبح الركاب الآن يخافون بطش هؤلاء السائقين، فأصبح الراكب يصعد وينزل من السيارة مسرعان قبل ما يسمع وصلة من الردح وطول اللسان.
كان في الماضي القريب ينزل المواطن بالمنصورة أو طلخا للذهاب لمشوار ما في أي مكان بهما قبل الموعد بربع إلى ثلث ساعة، أما الآن وهو نفس المكان والمسافة يأخذ ما بين ثلاثة أرباع الساعة وقد يصل الأمر إلى ساعة وساعة وربع أو نصف، على حسب الوقت من اليوم، واليوم نفسه، يعني سبت أم خميس أم جمعة، وبعد الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات التي تشهدها مصر عامة منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن.
فحديث طويل جدا عن مشكلة النقل والمواصلات بالمنصورة وطلخا وتحتاج لمجلدات لحصرها وشرحها ووضع الحلول والمقترحات للخروج من تلك الأزمة الطاحنة للمواطن والتي تقابله بشكل يوميا وعلى مدار الساعة.