abomokhtar
26-10-2013, 09:53 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمت أن المسلمين مأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن هذا من أسباب خيرية هذه الأمة، فما ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وهل يجوز لأي شخص أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mido mido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أيها الابن الكريم - ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك هذا السؤال الرائع الذي يُذكرنا بسر شرف هذه الأمة {كنتم خير أمة أخرجت للناس} هل لأموالنا؟ هل لأجسادنا؟ لأشكالنا؟ لا والله، ولكن لشرف المهمة {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} والآية تشير إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليه وبه قوام الدين، وبه قوام هذه الملة، وهو رسالة الأنبياء - عليهم صلاة الله وسلامه - والأمر به من بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - موجّه لكل أفراد الأمة (من رأى منكم منكرًا) الذي يرى المنكر قد يكون رجلاً، قد تكون امرأة، قد يكون كذا، (فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه) وزاد في رواية: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).
إذًا هي الفريضة الضائعة، الفريضة التي ما هانت الأمة إلا لمَّا قصَّرت فيها، وهي فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولذلك نحب أن نؤكد أن هذه الفريضة العظيمة التي قام بها الرسل، وقام بها أتباع الرسل فيها النجاة والفلاح لأي أمة من الأمم، لا يمكن لأمة أن تسعد إلا بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضًا له ضوابط وله قواعد، فالإنسان إذا أمر بالمعروف، فليكن أمره بالمعروف، لا ينبغي أن يترتب على الأمر بالمعروف معصية أكبر، ينبغي أن يتحرى الحكمة، وأن يختار الوسيلة المناسبة، والوقت المناسب، أن يعرف المنكر، يعرف أساليب تغيير المنكر.
ولذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجب على كل أحد، ومن العلماء من يرى أنه واجب على الخواص؛ لأنه يحتاج إلى علم، نحن نقول المنكرات الواضحة، المنكرات المعروفة، أو في حالة رؤية الإنسان للمنكر وحده فإن عليه أن يُنكر بأي صورة من الصور التي ذكرناها، بيده إذا كان (واليًا، مسؤولاً، والدًا، معلمًا، مديرًا)، فإن لم يستطع فبلسانه (يعظ، يُذكر، ينصح، يُرشد) فإن لم يستطع فبقلبه (يُعلن هجرانه للمنكر وكراهيته للمنكر ونفوره من المنكر وهجرانه لمجلس المنكر، يُشهد الله على قلبه بكراهية المنكر).
ولذلك نحن نقول: حتى التغيير بالقلب هو تغيير إيجابي، لأنه عمل واضح في هذه الشروط التي أشرنا إليها.
ويمكن للإنسان أن يغيّر المنكر بطريقة غير مباشرة، بأن يرفع الأمر للمسؤول، يرفع الأمر إلى مدير المدرسة، يرفع الأمر إلى الشرطة الذي بيدهم وازع السلطان حتى يستطيعوا أن يغيروا المنكر ويصححوا الأوضاع.
وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد أن ينتقي الكلمات ويختار الوقت المناسب ويكون حكيمًا ويعرف المداخل للنفوس.
وإذا كان عاجزًا عن هذا فعليه أن يُخبر أهل العلم بالمنكرات كما يحصل كثير من العلماء يتصل بهم الناس ويقولوا هناك منكر في المكان الفلاني، فيقوم العالم بإنكاره بلسانه أو بالتوجه إلى السلطان لغيّر المنكر بقرار إداري أو بقرار رسمي من الدولة.
إذًا هذه المهمة العظيمة - التي هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - رسالة أمة، ولا نجاة للأمة إلا بها، فإن الأمة إذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تُودِّع منها، (لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم).
ولذلك لا بد أن نتذكر هذه المهمة، لأن نجاح الأمة ليس في الصلاح، ولكن لا بد من بعد الصلاح أن نكون مُصلحين، صالحين في أنفسنا مصلحين لغيرنا {وما كان ربك مُهلك القرى بظلم} لم يقل وأهلها صالحون، وإنما قال: {وأهلها مُصلحون}، فلذلك لا بد من قائم بهذه الفريضة - فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - والحديث في هذا الباب يطول.
نكرر شكرنا لك على هذا السؤال، ونتمنى أن تتواصل مع الموقع، وأن تجتهد في أن تكون آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر وُفق الضوابط والقواعد الشرعية، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يرد الشاردين الغافلين العصاة إلى الله ردًّا جميلاً، هو ولي ذلك والقادر عليه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمت أن المسلمين مأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن هذا من أسباب خيرية هذه الأمة، فما ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وهل يجوز لأي شخص أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mido mido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أيها الابن الكريم - ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك هذا السؤال الرائع الذي يُذكرنا بسر شرف هذه الأمة {كنتم خير أمة أخرجت للناس} هل لأموالنا؟ هل لأجسادنا؟ لأشكالنا؟ لا والله، ولكن لشرف المهمة {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} والآية تشير إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليه وبه قوام الدين، وبه قوام هذه الملة، وهو رسالة الأنبياء - عليهم صلاة الله وسلامه - والأمر به من بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - موجّه لكل أفراد الأمة (من رأى منكم منكرًا) الذي يرى المنكر قد يكون رجلاً، قد تكون امرأة، قد يكون كذا، (فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه) وزاد في رواية: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).
إذًا هي الفريضة الضائعة، الفريضة التي ما هانت الأمة إلا لمَّا قصَّرت فيها، وهي فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولذلك نحب أن نؤكد أن هذه الفريضة العظيمة التي قام بها الرسل، وقام بها أتباع الرسل فيها النجاة والفلاح لأي أمة من الأمم، لا يمكن لأمة أن تسعد إلا بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضًا له ضوابط وله قواعد، فالإنسان إذا أمر بالمعروف، فليكن أمره بالمعروف، لا ينبغي أن يترتب على الأمر بالمعروف معصية أكبر، ينبغي أن يتحرى الحكمة، وأن يختار الوسيلة المناسبة، والوقت المناسب، أن يعرف المنكر، يعرف أساليب تغيير المنكر.
ولذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجب على كل أحد، ومن العلماء من يرى أنه واجب على الخواص؛ لأنه يحتاج إلى علم، نحن نقول المنكرات الواضحة، المنكرات المعروفة، أو في حالة رؤية الإنسان للمنكر وحده فإن عليه أن يُنكر بأي صورة من الصور التي ذكرناها، بيده إذا كان (واليًا، مسؤولاً، والدًا، معلمًا، مديرًا)، فإن لم يستطع فبلسانه (يعظ، يُذكر، ينصح، يُرشد) فإن لم يستطع فبقلبه (يُعلن هجرانه للمنكر وكراهيته للمنكر ونفوره من المنكر وهجرانه لمجلس المنكر، يُشهد الله على قلبه بكراهية المنكر).
ولذلك نحن نقول: حتى التغيير بالقلب هو تغيير إيجابي، لأنه عمل واضح في هذه الشروط التي أشرنا إليها.
ويمكن للإنسان أن يغيّر المنكر بطريقة غير مباشرة، بأن يرفع الأمر للمسؤول، يرفع الأمر إلى مدير المدرسة، يرفع الأمر إلى الشرطة الذي بيدهم وازع السلطان حتى يستطيعوا أن يغيروا المنكر ويصححوا الأوضاع.
وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد أن ينتقي الكلمات ويختار الوقت المناسب ويكون حكيمًا ويعرف المداخل للنفوس.
وإذا كان عاجزًا عن هذا فعليه أن يُخبر أهل العلم بالمنكرات كما يحصل كثير من العلماء يتصل بهم الناس ويقولوا هناك منكر في المكان الفلاني، فيقوم العالم بإنكاره بلسانه أو بالتوجه إلى السلطان لغيّر المنكر بقرار إداري أو بقرار رسمي من الدولة.
إذًا هذه المهمة العظيمة - التي هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - رسالة أمة، ولا نجاة للأمة إلا بها، فإن الأمة إذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تُودِّع منها، (لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم).
ولذلك لا بد أن نتذكر هذه المهمة، لأن نجاح الأمة ليس في الصلاح، ولكن لا بد من بعد الصلاح أن نكون مُصلحين، صالحين في أنفسنا مصلحين لغيرنا {وما كان ربك مُهلك القرى بظلم} لم يقل وأهلها صالحون، وإنما قال: {وأهلها مُصلحون}، فلذلك لا بد من قائم بهذه الفريضة - فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - والحديث في هذا الباب يطول.
نكرر شكرنا لك على هذا السؤال، ونتمنى أن تتواصل مع الموقع، وأن تجتهد في أن تكون آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر وُفق الضوابط والقواعد الشرعية، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يرد الشاردين الغافلين العصاة إلى الله ردًّا جميلاً، هو ولي ذلك والقادر عليه.