abomokhtar
03-06-2013, 10:36 PM
السؤال
السلام عليكم
كنت أتدرب فترة في مستشفى، فحصل أن إحدى صديقاتي تغيرت علي بسبب حرصي عليها، وخوفي من أن تقع بدرب الضياع، ولقد نصحتها كثيرا فلم تستجب، وأصبح أمرها يخيفني، لأنها تعطي اهتماما لكل شاب، كما أنها جريئة أكثر من اللازم، وغير ملتزمة بالحجاب، وهي ليست صغيرة لأوجهها، ولكنها اعتبرت نصحي لها تقييدا لتصرفاتها وحركاتها.
أخبرت أختها الكبيرة أن توقفها، أو تخيفها بدون أن تعلم أني من أخبرها بتصرفاتها الخاطئة، فهل أخطأت عندما قمت بهذه الخطوة؟ هل تسرعت؟
للعلم: أنها منذ أن علمت بأنني من أخبرت أختها، أصبح بيننا توتر وبغض؟ فهل أكمل نصحي أم ابتعد عنها لتفعل ما تريد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا بداية نشكر لك الحرص على النصح لهذه الصديقة، وهكذا ينبغي أن تكون الصداقة، ولا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين، والنصح واجب من المسلم لأخيه؛ لأن الإنسان لا يريد لأخيه ولا لأخته أن تسقط في هاوية الضياع، ولكن هذا النصح لابد أن نتحرى فيه الأسلوب المناسب، والوقت المناسب، والمدخل المناسب، وأن نحرص على أن نكون بعيدين عن الناس حتى نفرق بين التوبيخ والتشهير وبين النصح، كما قال الشافعي رحمه الله:
تعاهدني بنصح في انفرادٍ *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس لون *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تجزع إذا لم تُعط طاعة
والإنسان في نصحه يتدرج ليرى الأسلوب الأمثل والطريقة المثلى، فإذا كانت صديقة: فمن المصلحة أن تكون البداية بالنصيحة المباشرة، والتنبيه المباشر، ولا ننتقل للخطوة التي بعدها إلا إذا تفاهمنا وأدركنا أننا بحاجة لتلك الخطوة، ويفضل أن يكون ذلك أيضًا سرًّا، خاصة إذا كانت ستعرف اليوم أو غدا بأنك أوصلت إلى شقيقتها أو إلى من هي أكبر منها من أجل أن تقوم بنصحها، وما ينبغي أن ندخل الآخرين إلا إذا تأكدنا من أهمية وجودهم، وأهمية مشاركتهم، وتيقنا أنهم حكماء أو أنها حكيمة وعاقلة وقادرة على أن تُوصل النصيحة بطريقة صحيحة، وقادرة على أن يكون لها نضج ووعي في النصح، فقد نُخبر الأخت أو نخبر الأب أو الأم، ولكن هذا الأب قد يكون قاسيًا جدًا، والأخت قد تكون قاسية جدًّا، وهذا لا يعطي النتيجة المطلوبة.
أو قد نخبرهم، ويكونون على العكس متساهلين متهاونين، وهذا بداية الضياع الكبير للفتاة، فنحن لا نستطيع أن نُخبر ونطلب المساعدة إلا ممن نتيقن منه النضج والوعي والتأثير، وإلا إذا لم يكن عنده نضج ووعي وفقه وتأثير، فإن هذا قد يعتبر من الغيبة المحرمة، ومن إشاعة الفاحشة، ومن سوء السمعة.
وكم تمنينا لو أن هذه الخطوة تأخرت، ومع ذلك فإننا ندعوك إلى الاستمرار في النصح، والاستمرار في الملاطفة، وتصحيح الوضع.
بيّني لها أن الذي حملك على ذلك هو الخوف عليها، والحب لها، والحرص على مصلحتها، فإنها عند ذلك ستدرك أنك صادقة، وأنك لها ناصحة، وأنك تكلمت بما فيه مصلحة لها، فعليها أن تنظر إلى قصدك الجميل، لا إلى عملك الذي أساء إليها.
ولم يتضح لنا ماذا كانت ردة فعل الأخت؟ وكيف تعاملت معها؟ وماذا قالت لها؟ ولستُ أدري هل هذه الأشياء كانت معروفة أو متوقعة على الأقل بالنسبة لك؟
على كل حال: نحن نشكر لك هذه المشاعر، وكم تمنينا لو أن الكتابة إلينا كانت قبل النصح، حتى نتعاون جميعًا في هذا الأمر، والإنسان قد يحتاج أن ينصح بنفسه، وأحيانًا قد يستعين بآخرين الذين يجد فيهم أنهم الأنسب والأقدر على إبلاغ النصيحة، وكل ذلك مطلب شرعي، ووظيفة مهمة، فواظبي على ما أنت عليه من الخير، واجتهدي في إفهامها وجهة نظرك، ولا تقطعي شعرة العلاقة، ولا توقفي النصح لها، ولكن بأساليب تراعي فيها الحكمة، وتراعي فيها الرفق واللين.
ونسأل الله أن يُكثّر من أمثالك، وأن ينفع بك البلاد والعباد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
السلام عليكم
كنت أتدرب فترة في مستشفى، فحصل أن إحدى صديقاتي تغيرت علي بسبب حرصي عليها، وخوفي من أن تقع بدرب الضياع، ولقد نصحتها كثيرا فلم تستجب، وأصبح أمرها يخيفني، لأنها تعطي اهتماما لكل شاب، كما أنها جريئة أكثر من اللازم، وغير ملتزمة بالحجاب، وهي ليست صغيرة لأوجهها، ولكنها اعتبرت نصحي لها تقييدا لتصرفاتها وحركاتها.
أخبرت أختها الكبيرة أن توقفها، أو تخيفها بدون أن تعلم أني من أخبرها بتصرفاتها الخاطئة، فهل أخطأت عندما قمت بهذه الخطوة؟ هل تسرعت؟
للعلم: أنها منذ أن علمت بأنني من أخبرت أختها، أصبح بيننا توتر وبغض؟ فهل أكمل نصحي أم ابتعد عنها لتفعل ما تريد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا بداية نشكر لك الحرص على النصح لهذه الصديقة، وهكذا ينبغي أن تكون الصداقة، ولا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين، والنصح واجب من المسلم لأخيه؛ لأن الإنسان لا يريد لأخيه ولا لأخته أن تسقط في هاوية الضياع، ولكن هذا النصح لابد أن نتحرى فيه الأسلوب المناسب، والوقت المناسب، والمدخل المناسب، وأن نحرص على أن نكون بعيدين عن الناس حتى نفرق بين التوبيخ والتشهير وبين النصح، كما قال الشافعي رحمه الله:
تعاهدني بنصح في انفرادٍ *** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس لون *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تجزع إذا لم تُعط طاعة
والإنسان في نصحه يتدرج ليرى الأسلوب الأمثل والطريقة المثلى، فإذا كانت صديقة: فمن المصلحة أن تكون البداية بالنصيحة المباشرة، والتنبيه المباشر، ولا ننتقل للخطوة التي بعدها إلا إذا تفاهمنا وأدركنا أننا بحاجة لتلك الخطوة، ويفضل أن يكون ذلك أيضًا سرًّا، خاصة إذا كانت ستعرف اليوم أو غدا بأنك أوصلت إلى شقيقتها أو إلى من هي أكبر منها من أجل أن تقوم بنصحها، وما ينبغي أن ندخل الآخرين إلا إذا تأكدنا من أهمية وجودهم، وأهمية مشاركتهم، وتيقنا أنهم حكماء أو أنها حكيمة وعاقلة وقادرة على أن تُوصل النصيحة بطريقة صحيحة، وقادرة على أن يكون لها نضج ووعي في النصح، فقد نُخبر الأخت أو نخبر الأب أو الأم، ولكن هذا الأب قد يكون قاسيًا جدًا، والأخت قد تكون قاسية جدًّا، وهذا لا يعطي النتيجة المطلوبة.
أو قد نخبرهم، ويكونون على العكس متساهلين متهاونين، وهذا بداية الضياع الكبير للفتاة، فنحن لا نستطيع أن نُخبر ونطلب المساعدة إلا ممن نتيقن منه النضج والوعي والتأثير، وإلا إذا لم يكن عنده نضج ووعي وفقه وتأثير، فإن هذا قد يعتبر من الغيبة المحرمة، ومن إشاعة الفاحشة، ومن سوء السمعة.
وكم تمنينا لو أن هذه الخطوة تأخرت، ومع ذلك فإننا ندعوك إلى الاستمرار في النصح، والاستمرار في الملاطفة، وتصحيح الوضع.
بيّني لها أن الذي حملك على ذلك هو الخوف عليها، والحب لها، والحرص على مصلحتها، فإنها عند ذلك ستدرك أنك صادقة، وأنك لها ناصحة، وأنك تكلمت بما فيه مصلحة لها، فعليها أن تنظر إلى قصدك الجميل، لا إلى عملك الذي أساء إليها.
ولم يتضح لنا ماذا كانت ردة فعل الأخت؟ وكيف تعاملت معها؟ وماذا قالت لها؟ ولستُ أدري هل هذه الأشياء كانت معروفة أو متوقعة على الأقل بالنسبة لك؟
على كل حال: نحن نشكر لك هذه المشاعر، وكم تمنينا لو أن الكتابة إلينا كانت قبل النصح، حتى نتعاون جميعًا في هذا الأمر، والإنسان قد يحتاج أن ينصح بنفسه، وأحيانًا قد يستعين بآخرين الذين يجد فيهم أنهم الأنسب والأقدر على إبلاغ النصيحة، وكل ذلك مطلب شرعي، ووظيفة مهمة، فواظبي على ما أنت عليه من الخير، واجتهدي في إفهامها وجهة نظرك، ولا تقطعي شعرة العلاقة، ولا توقفي النصح لها، ولكن بأساليب تراعي فيها الحكمة، وتراعي فيها الرفق واللين.
ونسأل الله أن يُكثّر من أمثالك، وأن ينفع بك البلاد والعباد، هو ولي ذلك والقادر عليه.