مشاهدة النسخة كاملة : ░░☼░░الغايات الكبرى░░☼░░


simsim elmasry
17-05-2013, 11:49 AM
جريدة الفتح (https://www.facebook.com/fath.news)


الغايات الكبرى

الحاجة لمعرفة الله، وإقامة شرعه، والدعوة إليه، وهداية الناس، أهم الواجبات وأبلغ الغايات، والمتابعة العمياء وراء الفكرة الزاعمة بأن الشعب يريد لقمة العيش والمسكن وباقى الحاجات الاستهلاكية، سقوط فى فخ منصوب للإسلاميين الذين يعلمون حق الرسالة التى بعث الله الرسل لأجلها، ويعلمون ويؤمنون أن الحاجة للهداية وتيسير سبلها أهم وأولى من الحاجة للطعام والشراب.

تفتحت عيوننا أول ما تفتحت، وطرق أسماعنا أول ما سمعنا مقولة ربعى بن عامر حين عرض عليه رستم أن يرجع المسلمون إلى الجزيرة محملين بالطعام إن كان أخرجهم منها الجوع، فرد عليه بقوله:" إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله, ومن ضيق الدنيا إلى سعتها, ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"، هذا ما علمناه، وعلمنا أن دعوتنا ما قامت إلا لتحقيقه، وتعلمنا حديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : "ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم"، وتعلمنا أن عهد الله هو قوله عز وجل: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) (يس)، فإقامة العبودية هى عهد الله والغاية من بعث الرسل، وإقامة الدين والدعوة إليه وصيانته وسياسة الدنيا به هى المسئولية الأولى لخلفاء الرسل من الدعاة والولاة والرؤساء.

الغايات الكبرى هى التى تصنع الأمم وتبنى أمجادها، واللهاث خلف ما ضمنه الله من الرزق للفرد والشعب بأسره، واستمراء الذل فى هذا اللهاث، واستسهال التبعية، والتعود على المداهنات والمساومات لا تبنى مجدا ولا تؤسس لعودة خلافة ولا حتى إمارة.

لم نقل يوما بترك التصنيع والتعدين والزراعة والبحث العلمى، ولكنها جميعا وسائل لتحصيل المجد وليس غاية المجد ذاته، ولابد أن تتم جميعها فى ضوء من الفهم العام للسبب الوجودى لهذه الأمة من إقامة العبودية ودعوة الأمم إليها والجهاد بكل أشكاله لنشر الدين، فتحقيق الاكتفاء من الغذاء والدواء والسلاح فرض شرعى لازم على الإمام والأمة، ولكنه ليس الفرض الأكبر وليس الغاية العظمى.

لنا فى أصحاب الديانات الباطلة أسوة، فهاهى إسرائيل تنادى بدولة اليهود، وتستحضر روح الخلافة الإسلامية والوحدة الإسلامية حين تعلن أن اليهودى فى كل مكان مواطن إسرائيلى له لحق الحماية من الدولة الإسرائيلية ولو لم يطأ أرضها أصلا، والولايات المتحدة نصبت نفسها نبية للديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان فى العالم أجمع، وتزعم أنها تحرك جيوشها وأساطيلها ويموت أبناؤها انتصارا لهذه الحقوق، ولنقل البشرية من الطغيان والتجبر السلطوى إلى عصر الإنسان الحر الكريم.

حين تغيب الغايات الكبرى تنحدر الأمة إلى النزاع السياسى السقيم العقيم الأجوف، وإلى المنافسة المهلكة، والسفسطة والمساجلات والمهاترات التى تضيع فيها الطاقات وتشتت فيها الجهود، وتسود الحزبية الأنانية الضيقة، والكل يتسربل كاذبا برداء الدعوة للوحدة والاتحاد، ولو علم الله فيهم خيرا لجمعهم ولرزقهم البصيرة بحقيقة الموقف المستترة خلف سحب التنازع والشقاق.... وحسبنا الله ونعم الوكيل.
http://profile.ak.fbcdn.net/hprofile-ak-ash4/c136.55.688.688/s160x160/294994_312187495522777_764341113_n.jpg

جريدة الفتح – عدد84 – الجمعة 17/5/2013https://www.facebook.com/fath.news/timeline