محمود فؤاد
29-03-2013, 01:33 AM
جمع القران و تدوينه
كان العدد الكثير من الصحابه يحفظون القران الكريم كما سمعوه من النبي (صلي الله عليه و سلم) ، و كان القران مكتوبا في الرقاع و غيرها في حياته (صلي الله عليه و سلم) ، لكنه كان مفرقا غير مجموع في مصحف واحد ، و لامكان واحد ، حتي لحق عليه الصلاة و السلام بالرفيق الأعلي.
و لقد جمع في خلافة أبي بكر الصديق و ذلك أن عمر رضي الله عنه قال لأبي بكر رضي الله عنه :
ان أصحاب رسول الله يتهافتون علي القتال تهافت الفراش علي النار ، و أخشي ألا يشهدوا مواطن الا فعلوا ذلك حتي ي***وا – و هم حملة القران – فيضيع و ينسي فهلا جمعتهم ؟ فنفر أبو بكر رضي الله عنه و قال : أفعل مالم يفعل رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) ؟ فتراجعا في ذلك ، أرسل أبو بكر الي " زيد بن ثابت " – و هو من كتاب الوحي-- و من الحفظه المستيقنين ، و عرض عليه قول عمر ، و عمر ساكت ، فنفر زيد كما نفر أبو بكر ، و قال : تفعل مالم يفعل رسول الله ( صلي الله عليه و سلم ) ؟ فقال عمر : و ما عليكما ، لو فعلتما انه و الله خير. و مازال بهما حتي وافقاه ، فجمع أبو بكر الحفظة المشهود لهم بالاتقان ، و منهم زيد بن ثابت ، و أخذوا يوالون الاجتماع ، و أحضروا كل ما كتبوه باملاء النبي ( صلي الله عليه و سلم ) ، ثم أخذوا يقرءون و يقابلون علي ما كتب ، حتي و صلوا الي قوله تعالي : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (128) فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه و هو رب العرش العظيم (129) ) . سوره التوبه..
و هو اخر سورة التوبة فلم يجدوه مكتوبا ، مع انه محفوظ ، فما زالوا يبحثون عنه حتي وجدوه مكتوبا عند أبي خزيمة بن أوس الأنصاري ، و كذلك اية : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) . سورة الأحزاب ايه 23..
فانهم وجدوها عند خزيمه بن ثاب ، فكتبوا القران . اياته و سوره علي الترتيب و الضبط اللذين تلقوهما عن رسول الله ( صلي الله عليه و سلم ) ، ووضع عند أبي بكر،فلما توفي كان عند عمر رضي الله عنه ، و بعده وضع عند أم المؤمنين حفصه بنت عمر رضي الله عنها.
و قد انتهج زيد بن ثابت رضي الله عنه في تدوين القران طريقه دقيقة محكمة ، و ضعها له أبو بكر و عمر، فيها صمان لحياطة كتاب الله بما يليق به من تثبت بالغ ، و حذر دقيق ، و تحريات شامله .
فلم يكتف زيد بما حفظ في قلبه ، و لا بما كتب بيده ، و لا بما سمع بأذنه ، جعل يتتبع ، و يستقصي ، اخذ علي نفسه انه يعتمد في جمع القران علي مصدرين اثنين أحدهما : ما كتب بين يدي رسول الله ( صلي الله عليه و سلم) ، و الثاني : ما كان محفوظا في صدور الرجال .
و بلغ من شده حيطته و حذره انه لم يقبل شيئا من المكتوب حتي يشهد شاهدان عدلان انه كتب بين يدي الرسول ( صلي الله عليه و سلم ) ، فلم يعتمد زيد علي الحفظ وحده بل جمع بين الحفظ و الكتابه زياده في التوثق ، و مبالغه في الاحتياط .
و علي هذا الدستور الرشيد تم جمع القران باشراف أبي بكر و عمر و أكابر الصحابه رضوان الله عليهم ، و اجماع الأمه عليه دون نكير.
و كان ذلك منقبة خالدة لا يزال التاريخ يذكرها بالجميل لأبي بكر في الاشراف و لعمر في الاقتراح ، و زيد في التنفيذ ، و الصحابه في المعاونه و الاقرار .
قال علي كرم الله و جهه : ( أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر . رحمة الله علي أبو بكر هو أول من جمع كتاب الله )
كان العدد الكثير من الصحابه يحفظون القران الكريم كما سمعوه من النبي (صلي الله عليه و سلم) ، و كان القران مكتوبا في الرقاع و غيرها في حياته (صلي الله عليه و سلم) ، لكنه كان مفرقا غير مجموع في مصحف واحد ، و لامكان واحد ، حتي لحق عليه الصلاة و السلام بالرفيق الأعلي.
و لقد جمع في خلافة أبي بكر الصديق و ذلك أن عمر رضي الله عنه قال لأبي بكر رضي الله عنه :
ان أصحاب رسول الله يتهافتون علي القتال تهافت الفراش علي النار ، و أخشي ألا يشهدوا مواطن الا فعلوا ذلك حتي ي***وا – و هم حملة القران – فيضيع و ينسي فهلا جمعتهم ؟ فنفر أبو بكر رضي الله عنه و قال : أفعل مالم يفعل رسول الله (صلي الله عليه و سلم ) ؟ فتراجعا في ذلك ، أرسل أبو بكر الي " زيد بن ثابت " – و هو من كتاب الوحي-- و من الحفظه المستيقنين ، و عرض عليه قول عمر ، و عمر ساكت ، فنفر زيد كما نفر أبو بكر ، و قال : تفعل مالم يفعل رسول الله ( صلي الله عليه و سلم ) ؟ فقال عمر : و ما عليكما ، لو فعلتما انه و الله خير. و مازال بهما حتي وافقاه ، فجمع أبو بكر الحفظة المشهود لهم بالاتقان ، و منهم زيد بن ثابت ، و أخذوا يوالون الاجتماع ، و أحضروا كل ما كتبوه باملاء النبي ( صلي الله عليه و سلم ) ، ثم أخذوا يقرءون و يقابلون علي ما كتب ، حتي و صلوا الي قوله تعالي : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (128) فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه و هو رب العرش العظيم (129) ) . سوره التوبه..
و هو اخر سورة التوبة فلم يجدوه مكتوبا ، مع انه محفوظ ، فما زالوا يبحثون عنه حتي وجدوه مكتوبا عند أبي خزيمة بن أوس الأنصاري ، و كذلك اية : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) . سورة الأحزاب ايه 23..
فانهم وجدوها عند خزيمه بن ثاب ، فكتبوا القران . اياته و سوره علي الترتيب و الضبط اللذين تلقوهما عن رسول الله ( صلي الله عليه و سلم ) ، ووضع عند أبي بكر،فلما توفي كان عند عمر رضي الله عنه ، و بعده وضع عند أم المؤمنين حفصه بنت عمر رضي الله عنها.
و قد انتهج زيد بن ثابت رضي الله عنه في تدوين القران طريقه دقيقة محكمة ، و ضعها له أبو بكر و عمر، فيها صمان لحياطة كتاب الله بما يليق به من تثبت بالغ ، و حذر دقيق ، و تحريات شامله .
فلم يكتف زيد بما حفظ في قلبه ، و لا بما كتب بيده ، و لا بما سمع بأذنه ، جعل يتتبع ، و يستقصي ، اخذ علي نفسه انه يعتمد في جمع القران علي مصدرين اثنين أحدهما : ما كتب بين يدي رسول الله ( صلي الله عليه و سلم) ، و الثاني : ما كان محفوظا في صدور الرجال .
و بلغ من شده حيطته و حذره انه لم يقبل شيئا من المكتوب حتي يشهد شاهدان عدلان انه كتب بين يدي الرسول ( صلي الله عليه و سلم ) ، فلم يعتمد زيد علي الحفظ وحده بل جمع بين الحفظ و الكتابه زياده في التوثق ، و مبالغه في الاحتياط .
و علي هذا الدستور الرشيد تم جمع القران باشراف أبي بكر و عمر و أكابر الصحابه رضوان الله عليهم ، و اجماع الأمه عليه دون نكير.
و كان ذلك منقبة خالدة لا يزال التاريخ يذكرها بالجميل لأبي بكر في الاشراف و لعمر في الاقتراح ، و زيد في التنفيذ ، و الصحابه في المعاونه و الاقرار .
قال علي كرم الله و جهه : ( أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر . رحمة الله علي أبو بكر هو أول من جمع كتاب الله )