مشاهدة النسخة كاملة : اختيار المفتى واستقالة البابا !


abomokhtar
13-02-2013, 07:02 AM
حدثان مهمان جدًا، ولهما دلالتهما أحدهما فى مصر يخص المفتى، والآخر فى الفاتيكان يخص البابا.
كان للحدثين وقع طيب على النفس، وفيهما نقلة نوعية للمناصب الدينية التى تتعرض للتغيير والتبديل، وتعطينا أن أى منصب مهما كانت قداسته لا يعنى أن صاحبه يجلس فيه مخلدًا إلى أن يخرج "السر الإلهى" من جسده..
الأول اختيار هيئة كبار العلماء بالأزهر لمفتى الديار المصرية الشيخ الدكتور شوقى عبد الكريم، وانتبهوا أقول اختيار وأعتقد أن مثل هذا الأمر يحدث لأول مرة أن يقوم العلماء بعملية اقتراع حر على منصب المفتى لاختياره ومن ثم رفعه لرئيس الجمهورية لإصدار القرار الجمهورى بشأنه، فى سابقة جديدة على دار الإفتاء وعلى الأزهر كله وعلى مصر كلها.
وهى ترجمة فعلية لديمقراطية حقيقية تمارسها المؤسسة الدينية المصرية بشأن ثانى أكبر منصب إسلامى فى البلاد منصب "مفتى الديار المصرية" بعد أن كانت الرئاسة هى التى تبت فى الأمر دون رغبة الأزهر ولا علماء الأزهر، ولا حتى الجمهور الذى سيتولى المفتى أمور فتواهم التى يتعلق معظمها بالموافقة على إعدام المخطئين منهم.
والثانى كان تصريح بابا الفاتيكان "بنيدكت السادس عشر" مسببًا الاستقالة بأنها بسبب المرض والعجز عن أداء الخدمة هو يقول نصًا: "تركتنى القوة فى الأشهر الأخيرة إلى الحد أن على الاعتراف بعجزى عن الاستمرار فى الخدمة التى كلفت بها.. لذلك، ومع الإدراك التام لقرارى وبحرية كاملة، أبلغكم بالتخلى عن أداء الخدمة...".
الاستقالة كانت مفاجئة، لأنها تعتبر الأولى من نوعها منذ 600 عام ولولا أن البابا نفسه صرح بها فى قداسه الشهير وعلى الملأ لنطق الناس كلهم جميعًا إن هذه "إشاعة مغرضة".
وبغض النظر عن الأقوال المتفاوتة من مسيحى العالم الأوروبى كله عن الموافقة على الاستقالة أو رفضها أو "تسبيبها"- أى إرجاع أسبابها- للمرض أو لأشياء أخرى تلوكها الألسنة كثيرًا، إلا أن مسحة الديمقراطية التى بدت على الرجل وهو يعلن تخليه عن منصب يهتز لها فرائص البشر وتسيل له لعاب من فى الشرق والغرب، ولا يتركه صاحبه إلا بالموت، فهذا يعنى أن الصدق كان حليف الرجل فى قراره الجريء، وأنه كسر القاعدة المقدسة التى تولى صاحب هذا المنصب الجلوس على الكرسى إلى آخر نفس فى حياته أو الجلوس عليه حتى بعد آخر نفس فى حياته، أى إجلاسه ميتًا عليه فترة حتى تكتمل مراسم التوديع والتشييع كما حدث مع البابا شنودة بعد وفاته.
ولعل ما فعله الإمام الكبير الحسن بن على بن أبى طالب - رضى الله عنهما - بتنازله عن أهم وأخطر منصب، وهو منصب الخلافة الذى كانت تهتز له إمبراطوريات الشرق والغرب فى العالم لمن رأى فيه الصلاح والنفع للمجتمع والأمة لمعاوية بن أبى سفيان، وحقن الله بهذا دماء الناس وأموال الناس وأعراض الناس واستقرت الدولة وعم السلام الجميع..
إن المناصب الدينية- إسلامية ومسيحية – التى كان مكتوبًا عليها " لا مساس" فى عصر الحرية بدأت تتنسم نسائم الحرية الحقيقية، ومن حق أى صاحب منصب مهما علا ومهما كان إسلاميًا أو مسيحيًا أن يسخر منصبه فيما يخدم شعبه ورعيته فإن رأى أنه لن يقوم برسالته المجتمعية فليكن صادقًا وليتنازل عنه للغير، وهى قمة الوضوح والصدق مع النفس، هى ترجمة حقيقية لمعنى احترام الإنسان لإنسانيته قبل احترامه لمنصبه.

**************************************
◄◄كبسولات حكيمة
◄ الأزواج هم أعقل الناس، فهم لا يفكرون أبدًا فى الزواج.(ألكسندر دوما "الأب")
◄الوهم يحقق وجودنَا يتركنا ننعم بقليل من هدوء الأمس ويضع مرهمه السحرى على أوجاعنا فتبرد أوجاعنا. ( عبده خال).
◄قم يوميًا بعمل ما لشخص ما دون مقابل. ( ألبرت شفايتزر).
◄الدعاية هى البديل العصرى للنقاش، ووظيفتها أن تجعل الأسوأ يبدو وكأنه الأفضل. (جورج سانتايانا).
◄عقول الرجال على أسنة أقلامهم وليس على أسنة رماحهم (خالد بن الوليد).
دمتم بحب
محمد خضر الشريف (http://www.almesryoon.com/search.php?q=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%AE%D8% B6%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81)

abomokhtar
13-02-2013, 07:04 AM
اعتبر أزهريون وخبراء سياسيون مصريون اليوم الثلاثاء أن عملية انتخاب المفتي، عبر الاقتراع السري المباشر للمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث، بعثت برسالة واضحة لقوى السلطة والمعارضة بشأن كيفية إجراء انتخابات حرة ومستقلة ذات مصداقية.
وكانت هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر قد انتخبت أمس الاثنين شوقي عبد الكريم علام، رئيس قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الأزهر فرع طنطا (شمال القاهرة)، وهو وسطي بلا انتماءات سياسية، لشغل منصب المفتي، خلفا للشيخ علي جمعة، الذي تنتهي فترة عمله في مارس المقبل، وتم رفع اسم المفتي المنتخب إلى الرئيس محمد مرسي للتصديق على انتخابه.
وقبل ثورة 25 يناير كان يتم تعيين كل من شيخ الأزهر والمفتي بقرار مباشر من رئيس الجمهورية، فيما ينص الدستور الجديد على اختيار هيئة كبار العلماء لمرشح يصدق الرئيس على تعيينه.
وقال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن "الأزهر قدم نموذجا فريدا للقوى السياسية المتناحرة على الساحة المصرية، من سلطة ومعارضة".
ورأى أنه "لا بد لهذه القوى أن تستفيد من هذه التجربة، التي تؤسس لأسلوب مفتقد في المشهد السياسي، في ظل أداء متخبط وحالة استقطاب حادة بين تلك القوى المتناحرة".
ومضى صادق قائلا إن "عملية انتخاب المفتي تمت دون اتهام ولا استقطاب ولا مناكفة، وفي حالة من الشفافية، أثمرت نتيجة دعمت مصداقية مؤسسة الأزهر والإفتاء، بعيدا عن مصالح القوى الحاكمة في البلاد".
وأرجع "عدم ظهور تدخل للسلطة في انتخابات الأزهر" إلى "قوة المؤسسة الدينية".
محمد عبد السلام، المستشار القانوني لشيخ الأزهر، رأى هو الآخر أن "عملية انتخاب المفتي قدمت تطبيقا عمليا لكيفية إجراء الانتخابات، حيث المعايير الموضوعية في اختيار المرشحين دون وساطة، وإجراء اقتراع مباشر وفقا لآلية ديمقراطية حققت الشفافية".
وأضاف عبد السلام في تصريح لـ"الأناضول" أن "المعايير أهلت من تتوفر فيه الصلاحية لشغل منصب المفتي، في عملية تحققت لها الشفافية، فحظيت بقبول كافة الأطراف".
بدوره، قال محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، إن "المؤسسة الدينية (الأزهر) قدمت بهذه الانتخابات رؤيتها في كيفية إجراء انتخابات لشغل المناصب القيادية، ومنها المفتي".
وأضاف أن "ما قام به الأزهر يعد، بكل المقاييس، نموذجا حيا لكيفية الاختيار الحر، ويقدم رسالة لقوى السلطة والمعارضة.. وهي عملية انتخابية ينبغي أن يحتذى بها على كافة المستويات في مصر".
وشدد الجندي في تصريحات لمراسل "الأناضول" على أن "عملية انتخاب المفتي أعطت رسالة بأن الإسلام يعتمد الشفافية والانتخاب الحر، وأنه ينبغي الابتعاد عن المحسوبية، وجمع معلومات دقيقة ومسبقة عن المرشحين، وأن تتم عملية الانتخاب بطريقة ديمقراطية تعتمد على الشورى".

السيد المرشدى
13-02-2013, 07:21 AM
شكر الله لك يا أبا مختار
(( وأرجع "عدم ظهور تدخل للسلطة في انتخابات الأزهر" إلى "قوة المؤسسة الدينية".))
أعتقد أن السبب يرجع إلى إيمان السلطة بعدم أحقيتها فى التدخل .. السلطة تؤسس لحكم رشيد.