مشاهدة النسخة كاملة : مصر المحروسة: بين تدهور الاحتياطى ورضاعة الأطفال


Tornadoo1970
08-02-2013, 10:33 PM
محمد الخولي :مصر المحروسة: بين تدهور الاحتياطى ورضاعة الأطفال

3 (http://elbadil.com/opinion/2013/02/07/106190#)




http://elbadil.com/sites/default/files/styles/140x102_taxonomy_image/public/12/10/44/mhmd_lkhwly.jpg (http://elbadil.com/%D8%B1%D8%A3%D9%8A/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%84%D9%89)



محمد الخولى (http://elbadil.com/%D8%B1%D8%A3%D9%8A/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%84%D9%89)


الخميس 07 فبراير 2013 - 10:50 ص


ولكنه ضحك كالبكا
هذه الكلمات للشاعر المتنبى هى التى تصلح تعليقاً على آخر الأحوال فى مصر؟
أليس من المضحكات المبكيات – والعكس صحيح أيضاً أن تظل الحكومة تردد على مدار 48 ساعة (إبتداء من الثلاثاء 6/2) أن الإحتياطى الدولارى فى المصرف المركزى فى حال من التناقص المريع إلى حد النضوب الكارثى..؟
وفى نفس هذه الساعات الثمان والأربعين يطلع علينا السيد رئيس الحكومة.. نفس الحكومة إذا كنت سيادتك قد نسيت - بتصريحات بالغة الفصاحة شديدة اللوذعية.. حول الأساليب السوية.. لا لمعالجة تناقص الإحتياطى ولا لمواجهة كوارث الإقتصاد.. أو دواهى الأمن.. ولكن دولة رئيس المستوزرين طرح آراءه عن الطرائق المضبوطة فى.... رضاعة الأطفال(!)
وقد كان بودنا – نحن المواطنين المحروق دمنا إزاء مايتوالى على دماغ هذا الوطن المهيض من كوارث وبلايا- أن يسهب دَولَة الباشمهندز رئيس الحكومة فى هذا المضمار.. موضحاً- كتر الله خيره- كيف يلقم الطفل ثدى الوالدة وماهو.. والمدى الزمنى الذى يستغرقه امتصاص الألبان من ضروع الأمهات.. ولعله يزيدنا علماً عن الأسلوب الشرعى فى الإرضاع بعيداً عن أساليب اللبراليين والناصريين والعلمانيين والمدنيين ومن والاهم من الزنادقة والكفار الذين ابتعدوا عن الشريعة المطلوب تطبيقها بحسم وحزم فى كل الأمور إبتداء من دعاء دخول الحمّام وليس إنتهاء بمحاولة طرد الرئيس الإيرانى الزائر من ضريح السيدة زينب أو الإمام الحسين رضى الله عنهما.
الوطن يقترب من هاوية الإملاق إلى حد الإفلاس.. ورئيس الحكومة اللوذعى الفالح يقف أمام الميكرفون ليحدث مواطنيه عن أحدث ماتوصلت إليه الستات المرضعات.
ثم ماحكاية هذه الطنطنة.. المريبة كما نراها بإنهيار إحتياطى العملات الصعبة؟
• المفروض أولاً أن يظل الأمر بعيداً عن هذه النغمة العاجزة المكرورة التى ظلوا يداومون عليها على مدار الساعات الطوال وفى عويل سياسى أقرب إلى نائحات المياتم المحترفات.
ثم إن هذا العويل الذى ظل ينوح به علناً وزير التخطيط.. لم يواكبه أى فكرة – أى إجراء – أى بادرة لها قيمتها الموضوعية أو المسئولة التى ترسم طريقاً أو حتى بداية طريق لمواجهة هذا الموقف السوبر- خطير.. هذا الخراب المستعجل على حد التعبير المصراوى المتواتر.. وهو مستعجل حقاً حيث يتهدد الوطن بالخراب والعياذ بالله وفى غضون شهرين ليس إلا..
•• أهى بادرة لإبراء الذمة؟ .. وبس خلاص؟
•• أهى محاولة خائبة بكل مقياس لإلقاء اللوم على المظاهرات والإحتجاجات التى ماكانت تقوم أو يندلع أوارها لو كانت الحكومة.. أو كان النظام "المرساوى" الحاكم قد أنجز شيئاً له قيمته.. أى شئ لمصلحة الغالبية العظمى من فقراء الوطن الذين يكابدون، أو شباب الوطن الذين انسدت فى وجوههم مسالك الأمل، أو شابات الوطن اللائى أصبح وجودهم خارج البيت مغامرة لها عواقبها الوخيمة من حيث تردى الأمن ونذالة السلوك وانهيار منظومة الأخلاق؟
لا استطاع هذا النظام الخائر العاجز أن يقر الأمن، ولا أن يفتح أى بصيص للأمل، ولا أن يتخذ ولو خطوة واحدة على طريق إسمه التنمية الإقتصادية الإجتماعية ولصالح شعب ثار وأعطى وضحى واصطبر.. ولكن بلا جدوى.
• ولاتقل لى أرجوك.. أن حكاية إنصهار إحتياطى الوطن جاءت على سبيل المصارحة أو الشفافية على نحو مايدّعون..
حتى لو كان الأمر كذلك فهى مصارحة مدمرة بكل مقياس..
• معناها أن مصر العزيزة الطيبة أصبحت خرابة للأسف الشديد.. أو هى على وشك أن تكون..
• معناها أن كل مستثمر وكل ممول سيصرف النظر تماماً عن أى تفكير للإستثمار فى مصر..
• ومعناها أن كل سائح سيتحول إلى سائر أماكن الدنيا بعيداً عن بلد يدرك الكل مسبقاً أن نضوبه من حيث الإحتياطى مرادف موضوعياً لإزدهاره فى دنيا ال*** والخطف والجريمة.. والزائر فى غنى عن هذا كله بطبيعة الأحوال.
والدول مثل الأفراد لها صورة منطبعة على مستوى العالم الذى تعيش فيه .. وهذا العالم الذى نعيش فيه مابرح يرسم صورة منطبعة لمصر المحروسة التى لم تعد كذلك.. حيث لاينفعها منبريات السيد الرئيس فى مساجد الضواحى ولا رضاعيات السيد هشام قنديل فى نصائح التدبير المنزلى.
صورة مصر أصبحت مرادفة لسحل مواطن غلبان على مرأى ومسمع من الدنيا كلها..
صورة مصر أصبحت مرادفة لبلد يعانى من قلة القيمة مع كل صباح على يد دوائر التصنيف الإئتمانى الذى يكاد يصل بأوضاعها الإقتصادية إلى درك الحضيض.
صورة مصر أصبحت أقرب إلى صورة الرجل المريض – الوصف الذى كانوا يضفونه على الدولة العثمانية خلال أيام إحتضارها منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى تداعيها ومن ثم زوالها مع العقود الأولى من القرن العشرين..
• لانريد لمصر أن تصبح هى "الرجل المريض" .
نريد لها عافية ثورة يناير.. وإنجازات ثورة يوليه.. وحيوية عبور أكتوبر العظيم.. ولكن كيف لهذه العافية أن تتحقق.. ومصر مخطوفة أو مذهولة أو صودرت قدراتها الحيوية لحساب قوم يقولون مالايفعلون.. فإن فعلوا فهم يصدرون عن فكر متهافت وأفق بالغ الضيق وفكر مازال حبيساً فى كهوف الظلام والتخلف..
تلك أوضاع لاتصلح معها حكاية " أهلى وعشيرتى".. ولاتصريحات مؤسسة الرئاسة الممعنة فى التهافت بحيث لايلتفت إليها عاقل .. فما بال سيادتك بمواضيع الإنشاء التى يدبجها فضيلة المرشد فى سطور الصحف السيارة..
دعك – أعزك الله- عن نصائح رئيس الوزراء المفيدة حقاً.. ولكن للمشرفات على مستشفيات الولادة وعيادات المخاض وماإلى ذلك بسبيل.
http://elbadil.com/opinion/2013/02/07/106190