مشاهدة النسخة كاملة : صحافة العرب المطبوعة .. سيناريوهات المستقبل


simsim elmasry
07-02-2013, 01:29 AM
http://image.arabseyes.com/files/thumbs/59efbdf4f.gifصحافة العرب المطبوعة .. سيناريوهات المستقبل
هالة عبدالحافظ/ إشراق أحمد - دار الإعلام العربية
«التكيف– البحث عن مستقبل جديد من خلال الاندماج مع كيانات أكبر- التوزيع المجاني- اتباع أسلوب الصحافة الاستقصائية- التوازن بين المحلية والقومية والعالمية- تغيير الشكل المقدم».. لم تكن هذه العناصر سوى بعض الرؤى والمقترحات لمستقبل آمن للصحافة المطبوعة العربية، وهي محور الحلقة الرابعة والأخيرة في هذه السلسلة التي تناولنا في الحلقة الأولى منها واقع الإعلام العربي المطبوع في الألفية الثالثة وتحدياته، بينما رصدت الحلقة الثانية الدور الذي تمارسه الصحافة العربية في الوقت الحالي الذي صار الاعتماد أكثر على الميديا الحديثة في الوصول إلى المعلومة والتفاعل معها، وأثر ذلك في الصحافة المطبوعة.. وتعرّضت الحلقة الثالثة للاستثمار في الصحافة المطبوعة، وفي هذه الحلقة نتابع رؤى مختلفة حول مستقبل الصحافة العربية المطبوعة بما يتناغم مع روح العصر والمستقبل. http://www.alwaei.com/site/files/7013/5309/4748/hewaars_opt.jpeg
سيناريوهات المستقبل
تناولت العديد من الدراسات والمناقشات التحدي الذي يواجه الصحافة المطبوعة ومستقبلها وانتهت إلى ثلاثة سيناريوهات ذكرها سامي السعيد النجار تحت عنوان «رؤية الخبراء للعوامل المؤثرة على مستقبل قارئي الصحف المطبوعة في مصر»، حيث يتمثل السيناريو الأول في أن تصبح الصحف الإلكترونية بديلًا عن الصحف المطبوعة، ويدللون على ذلك بتوقف واختفاء الكثير من المطبوعات الورقية في السنوات الأخيرة، وتراجع أرقام توزيع الصحف، وتراجع عائداتها الإعلانية لصالح الوسائل الإلكترونية المستحدثة، ومن ثم تتمكن الصحيفة الإلكترونية من تقديم نطاق واسع من الخدمات التي لا تستطيع الصحف المطبوعة أن تقدمها، بينما يؤكد الاتجاه الثاني على أن الصحافة الإلكترونية لن تصبح أبدًا بديلًا عن الصحافة المطبوعة، انطلاقًا من أن تاريخ وسائل الإعلام التقليدية لم يشر إلى ذلك، ومن ثم من المتوقع أن تسير صناعة الصحافة المطبوعة مع الصحافة الإلكترونية على شبكة الإنترنت بشكل متوازٍ مع تزايد في الاتجاه لاستفادة الصحافة المطبوعة من شبكة الإنترنت، وأخيرًا يرى السيناريو الثالث أنه لا يمكن الحكم على مستقبل الصحافة المطبوعة أو حتى الصحافة الإلكترونية الآن، لكن من المؤكد أن هناك تأثيرات عدة سوف تطرأ على الصحافة المطبوعة وأهمها الاتجاه إلى المحلية وإلى التخصصية.
التكيف
«لابد أن نعلم جيدًا أن الصحافة شيء إنساني إن وجد فيه الإنسان وجدت الحاجة إلى الأخبار والإعلان، ووجدت متغيرات جديدة تكيفت معها».. بهذه الكلمات عبر أيمن الصياد، رئيس تحرير مجلة «وجهات نظر»، عن مستقبل الإعلام المطبوع، مؤكدًا أنه ممن يميلون إلى وضع خطوط فاصلة حادة بين ما يسمى بالإعلام التقليدي والجديد، وهذا لا يعني التقسيم، لكن كل ما في الأمر أن المحيط والواقع يتغير، فالإعلام مثله مثل أي كائن حي لابد أن يتكيف مع واقع جديد ومعطيات العصر كي يعيش، مشيرًا إلى أن صحيفة الأهرام قبل ثلاثين عامًا كان فيها خطاط يكتب لها المانشتات، وقبل عشرين عامًا انتهى هذا الخطاط، فما حدث هو تكيف مع معطيات الواقع الجديد وتدخل قوي للتقنيات.
ونفى الصياد فكرة انقراض المطبوعات الورقية إلا إذا لم تتكيف مع الواقع الجديد، وحدّد عددًا من الصيغ التي لابد أن تتغير في المطبوعات وفقًا لمتغيرات العصر، وتتمثل في أن تلعب المطبوعات الورقية وظيفتها الأساسية، وتركز في منافستها مع الإعلام الجديد على أكثر ما تتميز فيه، فعلى سبيل المثال الأخبار لا تتناسب مع المطبوعات الورقية؛ لأنها تحتاج إلى سرعة؛ لذلك لابد من النظر للأمور نظرة متعمقة ومتفحصة، تعمل على التحليل والتفسير وتقديم الآراء.. ولابد أن نعلم أن الإعلام محتوى ووسيلة، فالمحتوى لابد أن يترك الخبر ويبحث فيما وراءه ويحلله ويفسّره بعمق ويقدم للقراء آراء، أما الوسيلة فهي في تطور تدريجي فكان هناك تلغراف وفاكس حتى توصلنا إلى الإيميل وكل الوسائل الموجودة التي تتناسب مع معطيات العصر.
وتابع: هناك في الإعلام ما يسمى بالوسيلة التكاملية، فاليوم كل الوسائل تخدم الخبر، فعندما تستضيف إعلامية شهيرة سياسيًا بارزًا نجد الخبر في رسائل الـ«إس إم إس»، ونجد الحوار على المواقع الإلكترونية، وفي الوقت ذاته نجده على يوتيوب وتويتر وفيسبوك، فهنا حدث تداخل وتكامل.. ما يعني أن فكرة الإعلام قائمة اليوم على علاقات شبكية وليست مركزية؛ فلا يوجد شخص واحد دائمًا هو المرسل للرسالة، ولا يوجد شخص واحد مستقبل لهذه الرسالة، وهكذا يكون الاتصال شبكيًا وهذا هو التكيف.
واختتم الصياد مؤكدًا أن المستقبل ليس محصورًا في ما هو موجود الآن؛ لأن هناك مساحة واسعة لا يمكن التنبؤ بها، ذاكرًا مقولة «باروين»: «لو لم ينمُ الإنسان ويتطور مع واقعه لانقرض».
تغيير جذري
بينما أكد أحمد أبو القاسم، سكرتير عام نقابة الصحفيين الإلكترونيين المصرية، أن الصراع على البقاء بين الصحافة الإلكترونية والورقية سيصبح جزءًا من التاريخ أو التراث، متوقعًا أن تتغير الصحافة المطبوعة خلال السنوات القادمة تغيرًا جذريًا عن السنوات الماضية، وربما تم توزيع طباعاتها مجانًا كما تفعل معظم دول أوروبا، وسيكون هناك سعي لإصدار صحف متخصصة كالفن، والرياضة، والاقتصاد، وأيضًا دوريات علمية.
وقال إنه من الصعب اليوم أن يدفع القارئ ثمن وجبة تقدّمها له المطبوعات، دون أن يختارها، في حين أن هناك مواقع تقدم الوجبات التي يريدها القارئ وعلى أعلى مستوى، وكاملة الأركان، فاليوم المطبوع متحكم في القارئ، بسياسته وتوجهاته، وآرائه، في حين أن القارئ هو المتحكم في الإلكترونيات، وهو السيد- على حد قوله.
وتابع: الصحافة الإلكترونية قلبت الموازيين، وتوصلت إلى Ipad لقراءة الوسائط والكتب، وتتفنن في طرق عرض الصحافة إلكترونيًا، فاليوم هناك المواقع التي تُبث مباشرة من قلب الأحداث بالصوت والصورة، وتجلى ذلك في الكثير من الصحف والمواقع في أميركا وأوروبا، فعندما تنشر المظاهرات مباشرة، ستكون أكثر تأثيرًا وانتشارًا في حين إن المطبوعة سيكون تأثيرها محدودًا.
ورأى أن المستقبل ليس للصحافة المطبوعة على الإطلاق، وكان الجدال دائمًا بين هل العلاقة بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية تكاملية أم هي علاقة صراع بقاء، فهذا اليوم لم يعد هناك جدل على الإطلاق، مشيرًا إلى وجود هفوات للصحافة الإلكترونية مع مرور الوقت ستتلاشي، وهي عدم ثقة المعلن بها؛ لذلك يضطر إلى أن يدفع أكثر في الورقية فقط لثقته فيها، ففي الورقية يدفع مبالغ أكثر بنسبة من 30-40%، لكن مع مرور الوقت ستزداد الثقة لما فيها من مغريات، ونسبة التعرض لها أعلى من الورقية بكثير.
وتوقّع أبو القاسم أن تجدد الصحافة الورقية من نفسها ولكن دون جدوى؛ لأنه سيكون لها نهاية عاجلًا أم أجلًا، أما الصحافة الإلكترونية ستطور من نفسها، متوقعًا أن يكون الوضع في الوطن العربي خلال الفترة المقبلة كالوضع في الدول الأوروبية، بأن أجزاءً من الأخبار ستكون باشتراك مادي كواشنطن بوست، نيوز ويك، وسيتم تجديد الاشتراك بشكل أسبوعي، مع توصيل كابل لرؤية التليفزيون من خلال الإنترنت كـabc news، وسيتغير أسلوب عرض المادة، مع تزايد ملحوظ في نمو مواقع للصحف الإلكترونية ليس في مصر وحدها، بل في كل البلدان العربية.
لا بديل عن الصحافة المطبوعة
واختلف د.سليمان صالح، رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام– جامعة القاهرة، حول مستقبل الإعلام المطبوع، حيث طرح في كتابه «مستقبل الصحافة في ضوء ثورة الاتصال» مجموعة من العوامل التي رأى أن معها يستحيل أن تصبح الصحف الإلكترونية بديلًا للصحافة المطبوعة وأهمها نوعية المعرفة، حيث أشارت الكثير من الدراسات التي تناولت علاقة الجمهور بالإنترنت إلى أن جمهور الإنترنت لا يبحث عن المعرفة، إنما أكثر الأشكال استخدامًا للإنترنت هو إرسال الرسائل الإلكترونية، وأن نسبة الذين يستخدمون الإنترنت للحصول على الأخبار والمعلومات لا يزيد على 15% من عدد المستخدمين، وكذلك طبيعة المعلومات المتاحة المقدمة على شبكة الإنترنت، حيث يغلب عليها طابع التجزئة والتناثر، وهي سمات لا يمكن أن تشكل معرفة لها معنى، فالفرد يمكن أن يتنقل بسرعة عبر مجموعة من الروابط في القصة ليحصل على كثير من المعلومات، لكنه في النهاية لا يستطيع أن يحدد موقفه بوضوح من الحدث، لأنه بذلك يفقد السياق العام للقصة عبر الروابط وتشغله الصور والمعلومات المسلية والتفاصيل الكثيرة على حد قوله، وأخيرًا خصائص المعلومات على الإنترنت، حيث رأى أنه ينقصها الدقة والتوازن والموضوعية وأن نسبة كبيرة من الجمهور تشكك في مصداقية ما تحصل عليه من الإنترنت في مقابل الصحافة المطبوعة.
واقترح د.صالح مجموعة من الآليات تعتبر استراتيجية متكاملة يمكن للصحافة المطبوعة من خلال الالتزام بها المحافظة على بقائها وتتمثل في النقاط التالية:
- ضرورة إعادة النظر في الوظائف التي تقدمها الصحافة المطبوعة.
- ضرورة أن تعكس الصحافة المطبوعة تنوع المجتمع.
- ضرورة أن تقوم الصحافة المطبوعة بتبني نموذج جديد للمعرفة.
- تطوير المعايير المهنية والأخلاقية الحاكمة للعمل الصحفي.
- ضرورة العناية بإعادة تأهيل المحررين وتدريبهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم على تغطية الأحداث بأساليب جديدة.



تحقيق
أفكار شبابية لازدهار الصحافة المطبوعة
قام عدد من طلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم صحافة (تمهيدي ماجستير)، وهم (مهيرة عماد، مي سعيد، أحمد قطب، أحمد المهدي، منى عمر، شيماء سيد وغيرهم» بالتوصل إلى عدد من الأفكار لازدهار الصحافة المطبوعة في الوطن العربي، أهمها:
- تغيير علاقة الصحف الورقية بالجمهور، من خلال الاهتمام بالقواعد اللغوية والمهنية والإدراك التام لما يريد القارئ قراءته أو معرفته وتشكيل علاقات جيدة بين الصحيفة والجمهور.
- يعد عنصر الإخراج مهمًا جدًا للمحافظة على مكانة الصحيفة الورقية، والتميز على النسخة الإلكترونية، فلابد من الاهتمام به وتطوير الشكل الإخراجي للمطبوعة وتدريب المخرجين والصحفيين على نظم الإخراج الجديدة ومواكبة التطور الدائم لها.
- عدم الفصل بين المخرج والمنفذ.
- التكامل بين المطبوعة والموقع الإلكتروني، فمن الممكن أن تكتفي الصحيفة بوضع العناوين المهمة من خلال الموقع الإلكتروني لديها، وطلب الرجوع إلى النسخة المطبوعة لبقية الخبر أو المقال، ومن ثم سوف يزيد احتياج القارئ إلى المطبوعة.
- تنمية أصول الجريدة عن طريق شراء أجهزة تساعد على تطوير العمل الصحفي.
- الاهتمام بالجانب الإنساني للموضوعات، وببريد القراء مع تخصيص عدد من الصفحات له ليس فقط نصف صفحة.
- إضافة البريد الإلكتروني للموضوع بالجريدة للتواصل مع الصحفي لتحقيق التفاعلية.
- تدريب الصحفيين على أهمية السرعة لمواكبة الصحافة الإلكترونية.
- عمل اختبارات ودورات للصحفيين للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر.
- توجيه الصحفيين لمحاولة معرفة رغبات الجمهور.
- أن تعامل الجريدة الصحفي على أنه مبدع وليس موظفًا أو حكرًا عليها.
- تعديل قوانين الصحافة الخاصة بحرية إصدار الصحف والسماح بالتنوع.
- لابد من وجود توجه حقيقي من قبل الحكومة لمساندة الصحافة المطبوعة.
- عمل استطلاعات يومية للرأي في كل باب من أبواب الصحيفة المطبوعة حول المواضيع الأكثر جذبًا وإثارة للجدل وعمل استفتاءات شهرية حول أبرز الشخصيات في الشهر على سبيل المثال عن طريق اختيارات القراء.
- الاهتمام بالصحافة الخدمية وتقديم خدمات تجذب القارئ.
- الإعلان عن محتوى الجريدة مسبقًا على الموقع الإلكتروني.
- الإكثار من الإصدارات المتخصصة.
- على الصحافة المطبوعة التقليل من المقدمات الطويلة والدخول إلى النقاط المهمة دون إطالة، كما في النسخة الإلكترونية.
- محاولة الاستفادة من المدونات BLOGS والاستعانة بمعلومات منها ونشرها بالمطبوعة.
- تقديم كتّاب رأي جدد. فلطالما داوم القراء على شراء مطبوعة معينة من أجل كاتب مفضل.
__________________________________________________ ______
مجلة الوعى الاسلامى العدد568 ص 74,75,76

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQmlWNx6K-nOiyGiQ7RJBFmiQvzRmqx5AlErrbIpO22LeRemwNw&t=1

youssef darwish
07-02-2013, 01:36 AM
موضوع رائع
جزاكم الله خيراً

simsim elmasry
07-02-2013, 10:28 AM
موضوع رائع
جزاكم الله خيراً


مشكور على المرور
جزاكم الله خيراً