hamedtoti
31-01-2013, 03:33 PM
هذا تحليل بسيط للقصة القصيرة كنا ثلاثة أيتام للكاتب الكبير يحى حقى عسى تنفع طلا بنا
file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image001.giffile:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image002.gif
أقصوصة رائعة استطاع فيها كاتبنا " يحيى حقى"أن يبلور تلك العلاقات الإنسانية بين الأسر البسيطة والتى تسعى للستر وتحتمى بالشرف والعفة وترى فى ابن الحلال غاية الأمانى .... فكرة جميلة تنمومعنا و نتوارثها جيلاَ بعد جيِلِ ... ابن الحلال صار أملا بعيد المنال والكلّ يسعى إليه ـ حديثا وقديما ـ وقبل أن تطغى المادة على السلوكيات بل والعادات وبعد أن تغيرت الثقافات وأخترعت الألاعيب التى تلعب برءوس الشباب فتياناَ وفتيات كى يقضوا وطرهم بعيدا عن قيم الدين والعادات الموروثة ....لم تزل كل أم بل وكل أب يبحثان لابنتهما فى عيون الناس عن ابن الحلال ويسعيان للتنقيب عنه كمن ينقب عن درة ثمينة فى ركام من أنقاض الحياة.... ..شِباك تنصب , فخاخ تدبر , خطط تحاك بإحكام .والغريب أنها أحيانا تؤتى ثمارها المنشودة وأحيانا تخيب الآمال ويعود الصياد بخفى حنين لا يجنى سوى الفشل ولا يبوء إلا بجهد طويل وعمل ممل وأمل تسرب مع ذرات الرياح ..... ترى أين هو ما نصبو إليه؟ ـ ابن الحلال ـ أهو فى الأرض ؟ أم يحتاج إلى معجزة تتأتى من السماء ؟
قصص كثيرة أبتكرتها عقول العامة والدهماء ، أمّ تضطر للجوء لدجل الدجالين والأخرى تصغى لقارئة الكفّ وثالثة تنتظر ما سيفصح عنه فنجانها الذى يستدير بين يدى القارئة والنبض يتعالى مع كلماتها المسجوعة وكأنها تقرأ فى كتاب الغيب .. أشياء وأشياء تقع فيها النساء.
وأمُ أخرى تتجه مباشرة لتزين ابنتها فتضع هنا مسحة من كحل والرمش لابد أن يصوب فى حدة ليكون سهما ي*** بلا دمّ والخد يحتاج أن تختفى من عليه بعض الندب كى يبدو أحلى والثوب يضيق كصدر المدخن فى صوم رمضان ولتظهر بعض المفاتن فتصير البنت كوردة رائعة تجذب بعطرها الحشرات والتى لا تعلم أنها ستقع فريسة فى حبيلة تلك الوردة الجميلة والمفترسة أيضا َ ...
الحياة كلها صيد , حيوانات تلتهم , شِراك تنصب , عيون لو غفلت سقطت ,عقول لو شردت صارت صيدا سهلا فى حبائل الصيادين , ترى ما العمل ؟!
قصتنا تتناول ذلك الأب الذى حداه الأمل أن يكوّن أسرة ويجعل له ذكرا ، عسى الأبناء يطيلون ذكره ويكونون امتدادا لاسمه على الأرض فيبقى اسمه يتردد بعد موته ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فلقد كانت المولودة الأولى بنتا فيتلقاها الأب بالرضا ويقول نعمة بل هى نعمات وكانت كالعجينة الطرية فى يده يشم فيها رائحة الخير ويراها طعمة طيبة من الله وعندما جئ له بالثانية خاب أمله وتقبلها بالتسليم.. تسليم من ليس له حيلة أمام قضاء الله , وسماها عطيات وصارت تتلوى فى يده كحشرة وهو يمسكها فى تأفف كما يمسك حشرة تعافها نفسه ـ لكم هو تصوير مريع ـ وعندما جاءه الوليد الذكر الذى كان يشتهيه أشرقت الدنيا فى وجهه ولكنها لم تشرق طويلا فالدنيا إن حلت أوحلت وإن كست أوكست وإن أعطت أخذت وإن جادت أوجدت ( أصابت الوجد فى عزيز) فلقد مات الرجل دونما أن يرى وجه ابنه الذى طالما حلم برؤياه .وهكذا تضحك الأقدار , طرف غريبة , أناس يولدون وآخرون يموتون دونما أن يلتقوا وكأنهم على موعد مع لعبة القدر.
file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image003.gif ويولد ذلك البطل اليتيم ليجد نفسه صغيرا كبيرا , طفلا تعوله أمه وهو أصغر أخواته .... وعندما وظف لم تمهله الحياة ليبتسم بل سرعان ما أدلهمت الدنيا فلقد أخذت منه الدنيا أمه وأرزأته فيها وأبدلته بها مسئولية كبرى تنوء بها الجبال فلقد صار بين عشية وضحاها مسئولا عن أختيه الكبريين, وحمل العبء..... أختين بلغتا مبلغ النساء نحتتهما يد الحياة على أجمل ما يكون وصار سعيدا بهما ومعهما لأول الأمر, ولكن سرعان ما أحس ّ بقسوة المسئولية عندما أرشده بعض الأقارب أن أختيه لابد أن يتزوجا . . زادت مسئولياته وصار حتما عليه أن يبحث لأختيه عن ابنى الحلال, ولكن كيف سيصل لهذا الأمر وهو غير ذى خبرة بتلك الأمور ولم تعركه الحياة وتبدا العقدة فى التصاعد, شاب يبحث عن الطريق الأمثل ليصل إلى زوجين يسعدان أختيه ويظهر الحل .بصيص من الأمل ولابد من التعلق به , والحل يأتى فى تغيير تلك الشقة الفقيرة والتى تختبئ فى دهاليز الحياة وتخفى معها الأختين ومصيرهما , تلك الشقة التى لا تدخلها شمس ولن يدخلها عريس أبدا .... تغيير المكان قد يكون الحل . العقدة فى تلك القصة قد تكون فى ابنى الحلال والحل قد يظهر فى تغيير الشقة إلى أخرى فى حى راقِ ترى الشمس ويدخلها العرسان.. يدقون بابها أو حتى يمرّون من أمامها فلا بد للصياد أن ينصب شباكه فى طريق الصيد كى يمر ويسقط في حبائله ولكن الغريب أن من ذهب ليصطاد يقع هو فريسة سهلة فى شرك قد نصب من زمن وأعد بإحكام من رجل كبير متقاعد حنكته يد الدهر وعجنته الحياة وعركته فجعلته أكثر خبرة يلقى الطعم ويصبر حتى يحوز ما ينشد فأيهما سيوقع بالآخر الشاب النزق الذى بلا خبرة أم ذلك العجوز ذو الخبرة والذى اكتفى بأقل طعم لي*** الفريسة الجائعة ويسحبها إلى حتفها دون أن تدرى . وهكذا يقع الصياد الجديد فى شباك ذلك الصياد الخبير.
وتأتى ابتسامته العريضة والتى لا يفهمها إلا هوومعها شريط طويل من الذكريات يمّر أما م عينيه وهو يجلس أمام المأذون ليعُقَدله على ابنة ذلك الجار والتى سحرته بجمالها بعدما صوبت له سهما أجّج النيران فى قلبه وأنساه مهمته وأيقظ فيه جوعه الذى طالما لم يشعر به فوجد نفسه مساقا بلا حيلة إلى ذلك الشرك الذى قد نصب له .وصار يضحك ويتذكر تلك المقولة ( تيجى تصيده يصيدك )
يحيى حقى : كاتب عبقرى لطالما أسعدنا بكتاباته والتى تعتمد على المفارقات المنطقية بين ما يجب أن يكون وما يكون بالفعل وهو كاتب قادر على أن يحوك ما ياتى به فى أسلوب رصين بعيد عن وحشى القول وشوارد الكلام .
تأتى الصور موحية ومعبرة ومنها ( لها رائحة العجين وطراوتة ) وتلك بالطبع تعبر عن الانطباع الأول عن البنت الأولى فهى فيها الخير المرجوّ , أما الثانية ( تتلوى فى يده كالحشرة ) صورة تعبر عن عدم الرضا بها وتبرز التأفف منها فليس هناك أبشع من حشرة تتلوى فى اليد ,( هل هذه العيون جاثعة ؟ ) نظراته المسترقة لعيون أختيه ليبحث فيها عن الجوع والظمأ . . . هل هذه العيون ظامئة للزواج ام أنها تبدى غير ما تخفى , صورة رقيقة وغريبة صورة شاب يفاجأ أنه صار مسئولا عن توفير كل المتطلبات المباحة شرعا لأختيه . ها هو قد صار مسئولا عن توفير ابن الحلال.... وأين ذلك الأمل ؟ وصار يتقلب كلّ ليلة يفكر فى هذا الأمر, ويتعكر صفو حياته ويبحث طويلا عن الحل حتى يجده فى تغيير تلك الشقة كى يعرض بضاعته فى مكان راقِ ومحل أرقى كى يأتى لبضاعته أفضل المشترين ولكن هل تلك البضاعة تناسب هذا المحل وهؤلاء المارّة ؟! لا إنه اكتشف فجأة أن بضاعته تحتاج للكثير من التحسينات حتى تنافس ما يعرض فى تلك السوق .
file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image004.gif وها هو ذا البائع يفاجأ بسلعة عرضت أمامه للحظات فخلبت لبّه وأطاحت بوقاره وداهمت اتزانه وعلمته كيف يكون فن العرض وكيف يقع المشترون , وقع بلا إشارة ولا لفتة فى حبيلتها ؛ فهى أفصحت عن نفسها دونما إفصاح وعبرت بغير كلام وقد يكون الصمت أبلغ من الكلام , جمال يعبر عن ذاته , ملابس تحيط وتدير جورب يخطف العيون وتفجر الأنوثة لتشعل فى قلب الصياد الغريرحبا يولد ليسيطر عليه ويشغله عن مهمته فيطيح بوقاره ويفتك باتزانه ويوقظ الجوع المكبوت فى نفسه فلا يهدأ إلا بعد أن يجد نفسه يضع يده فى يد صياده ويسلمه رقبته ـ وتل له الجبين ـ ويضحك من الأقدارـ
file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image005.giffile:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image006.gif
file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image001.giffile:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image002.gif
أقصوصة رائعة استطاع فيها كاتبنا " يحيى حقى"أن يبلور تلك العلاقات الإنسانية بين الأسر البسيطة والتى تسعى للستر وتحتمى بالشرف والعفة وترى فى ابن الحلال غاية الأمانى .... فكرة جميلة تنمومعنا و نتوارثها جيلاَ بعد جيِلِ ... ابن الحلال صار أملا بعيد المنال والكلّ يسعى إليه ـ حديثا وقديما ـ وقبل أن تطغى المادة على السلوكيات بل والعادات وبعد أن تغيرت الثقافات وأخترعت الألاعيب التى تلعب برءوس الشباب فتياناَ وفتيات كى يقضوا وطرهم بعيدا عن قيم الدين والعادات الموروثة ....لم تزل كل أم بل وكل أب يبحثان لابنتهما فى عيون الناس عن ابن الحلال ويسعيان للتنقيب عنه كمن ينقب عن درة ثمينة فى ركام من أنقاض الحياة.... ..شِباك تنصب , فخاخ تدبر , خطط تحاك بإحكام .والغريب أنها أحيانا تؤتى ثمارها المنشودة وأحيانا تخيب الآمال ويعود الصياد بخفى حنين لا يجنى سوى الفشل ولا يبوء إلا بجهد طويل وعمل ممل وأمل تسرب مع ذرات الرياح ..... ترى أين هو ما نصبو إليه؟ ـ ابن الحلال ـ أهو فى الأرض ؟ أم يحتاج إلى معجزة تتأتى من السماء ؟
قصص كثيرة أبتكرتها عقول العامة والدهماء ، أمّ تضطر للجوء لدجل الدجالين والأخرى تصغى لقارئة الكفّ وثالثة تنتظر ما سيفصح عنه فنجانها الذى يستدير بين يدى القارئة والنبض يتعالى مع كلماتها المسجوعة وكأنها تقرأ فى كتاب الغيب .. أشياء وأشياء تقع فيها النساء.
وأمُ أخرى تتجه مباشرة لتزين ابنتها فتضع هنا مسحة من كحل والرمش لابد أن يصوب فى حدة ليكون سهما ي*** بلا دمّ والخد يحتاج أن تختفى من عليه بعض الندب كى يبدو أحلى والثوب يضيق كصدر المدخن فى صوم رمضان ولتظهر بعض المفاتن فتصير البنت كوردة رائعة تجذب بعطرها الحشرات والتى لا تعلم أنها ستقع فريسة فى حبيلة تلك الوردة الجميلة والمفترسة أيضا َ ...
الحياة كلها صيد , حيوانات تلتهم , شِراك تنصب , عيون لو غفلت سقطت ,عقول لو شردت صارت صيدا سهلا فى حبائل الصيادين , ترى ما العمل ؟!
قصتنا تتناول ذلك الأب الذى حداه الأمل أن يكوّن أسرة ويجعل له ذكرا ، عسى الأبناء يطيلون ذكره ويكونون امتدادا لاسمه على الأرض فيبقى اسمه يتردد بعد موته ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فلقد كانت المولودة الأولى بنتا فيتلقاها الأب بالرضا ويقول نعمة بل هى نعمات وكانت كالعجينة الطرية فى يده يشم فيها رائحة الخير ويراها طعمة طيبة من الله وعندما جئ له بالثانية خاب أمله وتقبلها بالتسليم.. تسليم من ليس له حيلة أمام قضاء الله , وسماها عطيات وصارت تتلوى فى يده كحشرة وهو يمسكها فى تأفف كما يمسك حشرة تعافها نفسه ـ لكم هو تصوير مريع ـ وعندما جاءه الوليد الذكر الذى كان يشتهيه أشرقت الدنيا فى وجهه ولكنها لم تشرق طويلا فالدنيا إن حلت أوحلت وإن كست أوكست وإن أعطت أخذت وإن جادت أوجدت ( أصابت الوجد فى عزيز) فلقد مات الرجل دونما أن يرى وجه ابنه الذى طالما حلم برؤياه .وهكذا تضحك الأقدار , طرف غريبة , أناس يولدون وآخرون يموتون دونما أن يلتقوا وكأنهم على موعد مع لعبة القدر.
file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image003.gif ويولد ذلك البطل اليتيم ليجد نفسه صغيرا كبيرا , طفلا تعوله أمه وهو أصغر أخواته .... وعندما وظف لم تمهله الحياة ليبتسم بل سرعان ما أدلهمت الدنيا فلقد أخذت منه الدنيا أمه وأرزأته فيها وأبدلته بها مسئولية كبرى تنوء بها الجبال فلقد صار بين عشية وضحاها مسئولا عن أختيه الكبريين, وحمل العبء..... أختين بلغتا مبلغ النساء نحتتهما يد الحياة على أجمل ما يكون وصار سعيدا بهما ومعهما لأول الأمر, ولكن سرعان ما أحس ّ بقسوة المسئولية عندما أرشده بعض الأقارب أن أختيه لابد أن يتزوجا . . زادت مسئولياته وصار حتما عليه أن يبحث لأختيه عن ابنى الحلال, ولكن كيف سيصل لهذا الأمر وهو غير ذى خبرة بتلك الأمور ولم تعركه الحياة وتبدا العقدة فى التصاعد, شاب يبحث عن الطريق الأمثل ليصل إلى زوجين يسعدان أختيه ويظهر الحل .بصيص من الأمل ولابد من التعلق به , والحل يأتى فى تغيير تلك الشقة الفقيرة والتى تختبئ فى دهاليز الحياة وتخفى معها الأختين ومصيرهما , تلك الشقة التى لا تدخلها شمس ولن يدخلها عريس أبدا .... تغيير المكان قد يكون الحل . العقدة فى تلك القصة قد تكون فى ابنى الحلال والحل قد يظهر فى تغيير الشقة إلى أخرى فى حى راقِ ترى الشمس ويدخلها العرسان.. يدقون بابها أو حتى يمرّون من أمامها فلا بد للصياد أن ينصب شباكه فى طريق الصيد كى يمر ويسقط في حبائله ولكن الغريب أن من ذهب ليصطاد يقع هو فريسة سهلة فى شرك قد نصب من زمن وأعد بإحكام من رجل كبير متقاعد حنكته يد الدهر وعجنته الحياة وعركته فجعلته أكثر خبرة يلقى الطعم ويصبر حتى يحوز ما ينشد فأيهما سيوقع بالآخر الشاب النزق الذى بلا خبرة أم ذلك العجوز ذو الخبرة والذى اكتفى بأقل طعم لي*** الفريسة الجائعة ويسحبها إلى حتفها دون أن تدرى . وهكذا يقع الصياد الجديد فى شباك ذلك الصياد الخبير.
وتأتى ابتسامته العريضة والتى لا يفهمها إلا هوومعها شريط طويل من الذكريات يمّر أما م عينيه وهو يجلس أمام المأذون ليعُقَدله على ابنة ذلك الجار والتى سحرته بجمالها بعدما صوبت له سهما أجّج النيران فى قلبه وأنساه مهمته وأيقظ فيه جوعه الذى طالما لم يشعر به فوجد نفسه مساقا بلا حيلة إلى ذلك الشرك الذى قد نصب له .وصار يضحك ويتذكر تلك المقولة ( تيجى تصيده يصيدك )
يحيى حقى : كاتب عبقرى لطالما أسعدنا بكتاباته والتى تعتمد على المفارقات المنطقية بين ما يجب أن يكون وما يكون بالفعل وهو كاتب قادر على أن يحوك ما ياتى به فى أسلوب رصين بعيد عن وحشى القول وشوارد الكلام .
تأتى الصور موحية ومعبرة ومنها ( لها رائحة العجين وطراوتة ) وتلك بالطبع تعبر عن الانطباع الأول عن البنت الأولى فهى فيها الخير المرجوّ , أما الثانية ( تتلوى فى يده كالحشرة ) صورة تعبر عن عدم الرضا بها وتبرز التأفف منها فليس هناك أبشع من حشرة تتلوى فى اليد ,( هل هذه العيون جاثعة ؟ ) نظراته المسترقة لعيون أختيه ليبحث فيها عن الجوع والظمأ . . . هل هذه العيون ظامئة للزواج ام أنها تبدى غير ما تخفى , صورة رقيقة وغريبة صورة شاب يفاجأ أنه صار مسئولا عن توفير كل المتطلبات المباحة شرعا لأختيه . ها هو قد صار مسئولا عن توفير ابن الحلال.... وأين ذلك الأمل ؟ وصار يتقلب كلّ ليلة يفكر فى هذا الأمر, ويتعكر صفو حياته ويبحث طويلا عن الحل حتى يجده فى تغيير تلك الشقة كى يعرض بضاعته فى مكان راقِ ومحل أرقى كى يأتى لبضاعته أفضل المشترين ولكن هل تلك البضاعة تناسب هذا المحل وهؤلاء المارّة ؟! لا إنه اكتشف فجأة أن بضاعته تحتاج للكثير من التحسينات حتى تنافس ما يعرض فى تلك السوق .
file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image004.gif وها هو ذا البائع يفاجأ بسلعة عرضت أمامه للحظات فخلبت لبّه وأطاحت بوقاره وداهمت اتزانه وعلمته كيف يكون فن العرض وكيف يقع المشترون , وقع بلا إشارة ولا لفتة فى حبيلتها ؛ فهى أفصحت عن نفسها دونما إفصاح وعبرت بغير كلام وقد يكون الصمت أبلغ من الكلام , جمال يعبر عن ذاته , ملابس تحيط وتدير جورب يخطف العيون وتفجر الأنوثة لتشعل فى قلب الصياد الغريرحبا يولد ليسيطر عليه ويشغله عن مهمته فيطيح بوقاره ويفتك باتزانه ويوقظ الجوع المكبوت فى نفسه فلا يهدأ إلا بعد أن يجد نفسه يضع يده فى يد صياده ويسلمه رقبته ـ وتل له الجبين ـ ويضحك من الأقدارـ
file:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image005.giffile:///C:\Users\hamed\AppData\Local\Temp\msohtml1\01\clip _image006.gif