تقديم/ هشام النجار
أروع ما في القصيدة قصتها.. وأروع ما في القصة إنسانيتها وقد برع الشاعر هنا في نقل المشهد.. والأجمل براعته في تجسيد معاناة المرأة العجوز الوحيدة.. التي تتخذ من الرصيف بيتاً.. ومن القطط صُحبة وعوناً ومواساة.
هذا هو الشعر وهذا هو الشاعر.. وتلك مهمته وهذا دوره.. ليس فقط نقل المشاعر وتجسيد المشاهد وبراعة التصوير الفني.. إنما أيضاً تحفيز الإنسانية لسماع نداء الإنسان فيها.. وإعادتها لما كانت عليه من دفء ومواساة ومودة وتزاور وتكافل.
إنها دعوة للتواصل والتفاعل وللتضامن مع تلك المرأة.. فما أجمل المشهد وأروعه عندما تكون مُحاطة مع قطتيها بالناس والشباب والفتيات.. هذا يرعاها وذاك يواسيها وهذه تعطيها وأخرى تأخذ بيدها إلى مأوى يليق بها وبقطتيها.
القصيدة رائعة بلا شك.. وأروع ما فيها رسالتها الإنسانية المؤثرة.. تعالوا نقرأ القصة ونعاين المشهد:
يا عمر بين قوسين.. لهشام فتحي:
تعليقا على صورة العجوز والقطتين
نقسم رغيفنا
والجراح هيه الجراح
يمكن يكون الخير
هو اللي باقي م اللي راح
عمري اللي راح ......
ما انا عشت عمري في الشقى
طول السنين
مريت على طعم الأسى
صوت الأنين
مديت ايديا كتبت بيها كلمتين
ولا عمري شلت المنقلة
ولا حتى عارفه من الحروف حرفين
وكتبت كان الحبر من دمع العنين
فين الولاد؟!!
فين الونس
وانا أروح لمين!!!!!!!!!
فين اللي كانوا ف دنيتي
ولا كنت حاسة غربتي
مالين عليا البيت وهمّه صغيرين
فين السعادة
لما عدّا من العمر تمانين
يمكن يزيدوا
ما انا اصل عايشه من زمان
تمانين سنة تسعين!!!
يمكن وجودي في الزمن
زي الحروف
محبوسة بين قوسين
دانا شفت حاجة ما تتحكي
سجن الشقى
دانا عايشه فيه عمرين
دلوقت جنب السور
وبرد الليل بياكل جتتي
تشهد سنان متكسرة
متعلقه ب فكين
مريت لقيت الجوع
بي*** جنب مني
يا زمن (قُطّين(
نفس الملامح
لما كان الجوع بيخطف
من ضلوعي اتنين
طلعت كسرة خبز
كانت وجبتي
في الصبح بكرة
لحد يوم الاتنين
والناس تعدي تقول
عجب
وانا أقول يا رب الستر
يمكن لقمتي تشفع لي
يوم الدين

تسلم الأيادى

كلمات مؤثرة جدا ذات بعد اجتماعى انسانى وهو انعكاس لمشكلة خطيرة لعلنا نجد لها حلا لتلك الفئة التى لا تجد الفتات ليقتاتون عليه

جزاك الله خيرا