الريحانه
29-04-2008, 06:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. و الصلاة والسلام على خاتم النبيين .. وعلى آله وصحابته والتابعين .. ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ..
بعد ان كثر كلام الأقزام ... من الروافض اللئام .. الحمقى الخرافيين
الذين لو كانوا من الطير لكانوا رخما ، ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا ..
أحمق الناس وأشدهم غباءا ... وأكذب الخلق واكثرهم نفاقا ..
بعد ان تطاول هؤلاء الاقزام على عمالقة الإسلام ..
فإنه لابد لنا نحن المسلمين أحفاد الأنصار والمهاجرين ... و اتباع سيد المرسلين ..
أن نذود في الدفاع عن صحابة رسول الله الذين رضي عنهم وأثنى عليهم وتاب ..
ووعدهم بالجنة ونعيمها الذي لا تعقله العقول و الألباب ..
لذلك فإني أخص موضوعي هذا للدفاع عن أحد عمالقة الأسلام .. أمير المؤمنين .. وأحد الخلفاء الراشدين .. وأحد العشرة المبشرين ..
عثمان بن عفان ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين، وصاحب الجود والحياء، حب رسول الله وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم، وعديم النظير في هذا الشرف الذي لم ينله الأولون ولا الآخرون في أمة من الأمم، وعديل علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين، وأول مهاجر بعد خليل الله عليه السلام، الذي حمل راية الإسلام وأداها إلى آفاق لم تبلغ إليها من قبل، وفتح على المسلمين مدناً جديدة وبلاداً واسعة شاسعة، وأمد المسلمين من جيبه الخاص بإمدادات كثيرة، واشترى لهم بئر رومة حينما لم يكن لهم بئر يسقون منها الماء بعد هجرتهم إلى طيبة التي طيبها الله بقدوم صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، كما اشترى لهم أرضاً يبنون عليها المسجد الذي هو آخر مساجد الأنبياء.
من هو عثمان بن عفان :-
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن امية بن عبدشمس بن عبدمناف فهو يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبدمناف و امه أروى بنت كريز بن ربيعه وجدته أم حكيم بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم .
لقب بذي النورين لأنه تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية و ام كلثوم .
كنيته أبو عبدالله و ابو عمرو .. اسلم قديما على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهاجر الى الحبشة ثم الى المدينة .
أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهم .
والذي عليه أهل السنة أن من قدم عليا على ابي بكر وعمر فهو ضال مبتدع ومن قدم عليا على عثمان فهو مخطأ ولا يضللونه ولا يبدعونه لكن وكما ذكر الإمام أحمد رحمه الله بأن من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار ..
فضله رضي الله عنه و ارضاه :-
عن عبدالرحمن بن سمرة قال : جاء عثمان بن عفان الى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة قال فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها وهو يقول :
(( ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم )
يردد ذلك مرارا ..( أخرجه أحمد و حسنه الألباني ) .
و عن أنس رضي الله عنه قال : صعد صلى الله عليه وسلم احدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال
(( أسكن احد فليس عليك الا نبي وصديق وشهيدان ))
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال
(( رأيت آنفا كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما المقاليد فهي المفاتيح فوضعت في كفة ووضعت امتي في كفه فرجحت بهم ث جيء بأبي بكر فرجح بهم ثم جيء بعمر فرجح بهم ثم جيء بعثمان فرجح بهم ثمرفعت فقال له رجل : فأين نحن قال : أنتم حيث جعلتم انفسكم ))
رواه أحمد وصححه أحمد شاكر
وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة و أحد الستة الذين جعل عمر الامر شورى بينهم و أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو عنهم راض ٍ . و أحد الخمسة الذين اسلموا على يد ابي بكر الصديق وأول من هاجر الى الحبشة مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و اول من شيد المسجد و اول من خط المفصل و اول من ختم القرآن في ركعة .
زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية فلما ماتت زوجه اختها أم كلثوم فلما ماتت تأسف على مصاهرته فقال :
( لو كان عندي ثالثة لزوجتها لعثمان ))
( الطبقات الكبرى لابن سعد )
وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر قال :
(( كنّا نفاضل على عهد رسول الله : أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان )). وفي لفظ : (( ثم ندع أصحاب النبي لا نفاضل بينهم )) .
و عند الطبراني أن ذلك كان يبلغ النبي فلا ينكره ( وصحح اسناد الألباني )
فهذا إخبار عمّا كان عليه الصحابة على عهد النبي من تفضيل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان. .
وعثمان هو الرجل الذي تستحي منه الملائكة ... كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان في العبادة واحدا من أفذاذها المعدودين .. وبطلا من ابطالها المبرزين يصوم النهار و يقوم الليل ويديم النظر في المصحف الشريف .
حتى قتل وهو مكبا على المصحف رضي الله عنه و أرضاه .
كان أوها أوابا خاشعا ضارعا تقيا نقيا طاهرا عفيفا دائم الصلة بربه موصول القلب بمولاه . وكان يحدث بنعمة الله عليه
( ما زنيت ولا سرقت لا في جاهلية ولا في اسلام )
وكان من من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ويحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ..
وكان ابن عباس رضي الله عنه اذا قرأ قوله تعالى
(( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ))
يقول : ذاك عثمان ..
وكان هديه و حياته ومعاشه ومطعمه ومشربه بعد تولي الخلافة هو نفسه قبل توليها . ولما سئل الحسن البصري رحمه الله عن القائلين في المسجد قال
( رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة ويقوم وأثر الحصى بجنبه فنقول : هذا أمير المؤمنين هذا أمير المؤمنين )
و قال ( رأيت عثمان نائما في المسجد ورداؤه تحت رأسه فيجيء الرجل فيجلس اليه ثم يجيء الرجل فيجلس اليه كأنه احدهم )
لقد كان عهد عثمان مليئا بالفتوحات واستمرت لمدة عشر سنوات وكانت من أجل السنوات وتم خلال هذه السنوات نشر بساط الدولة الإسلامية ففيها غزا معاوية قبرص و فتحت أذربيجان و ارمينية وكابل وسجستان وغيرها كثير و في خلافته كانت الغزوة العظيمة ذات الصواري .
وقام عثمان بتوسعة المسجد النبوي والمسجد الحرام و أكبر توسع للإسلام في عهد الخلافة الراشدة كان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .
وفضائله أكثر من ان نحصيها ونكتفي بما ذكر من فضائله ..
بيعته رضي الله عنه :-
ذكر البخاري قصة طويلة في مقتل رضي الله عنه حتى وصل الى أنه قيل لعمر رضي الله عنه أوص ِ يا أمير المؤمنين ..
قال : ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ٍ فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبدالرحمن بن عوف .
وقال :
( يشهدكم عبدالله بن عمر وليس له من الأمر شيء فإن أصابت الغمرة سعدا فهو ذاك والا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم اعزله عن عجز ولا خيانة )
عند ذلك اجتمعوا رضي الله عنهم و أرضاهم فقال عبدالرحمن اجعلوا أمركم الى ثلاثة منكم .
فقال الزبير : جعلت أمري الى علي .
وقال طلحة : جعلت أمري الى عثمان .
وقال سعد : جعلت امري الى عبدالرحمن بن عوف .
وهكذا تنازل ثلاثة : تنازل طلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص .
وبقي الثلاثة : عثمان و علي و عبدالرحمن .
فقال عبدالرحمن : أيكما تبرأ من هذا الامر فنجعله اليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان .
فقال عبدالرحمن بن عوف : أفتجعلونه اليّ والله عَليَّ أن لا آلو عن فضلكما .
قالا : نعم .
قال : فأخذ بيد أحدهما فقال :
لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم في الإسلام ما قد علمت .. فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن .. ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن .
ثم خلا بالآخر وهو عثمان فقال له مثلك ذلك .
فلما أخذ الميثاق قال :
ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه
.( رواه البخاري )
وهناك تفصيلات أخرى في الصحيح أن عبدالرحمن بن عوف جلس ثلاثة أيام يسأل المهاجرين والانصار حتى قال رضي الله عنه :
والله ما تركت بيتا من بيوت المهاجرين والأنصار الا وسألتهم فما رأيتهم يعدلون بعثمان أحدا .
( صحيح البخاري )
أي أن هذا الأمر لم يكن مباشرة في البيعة وانما جلس بعد أن اخذ العهد عليهما ثلاثة أيام بعد ذلك اختار عثمان .
وللأسف أن نجد من بعض الناس أنهم يعرضون عن هذه الوراية الصحيحة من البخاري رحمه الله ويأخذون البرويات الباطلة لابي مخنف الرافضي الكذاب ..
فأجتمع الناس على بيعة عثمان وبايعوه .. وهو أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر وعمر لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال :
ما كنا نعدل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان .. ثم نترك بقية اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم .
(صحيح البخاري )
وفي رواية الطبراني أنه قال :
وكان رسول الله يسمعنا ولا ينكره .
( معجم الطبراني وقال الألباني اسناده صحيح )
قال عبدالله بن مسعود عن بيعة عثمان :
ولينا اعلاها ذا فوق .
(السنة للخلال )
ولذلك قال الإمام أيوب بن أبي تميمة السخيتياني و الإمام أحمد والدارقطني :
من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بيتل من بيوت المهاجرين والانصار .. وذلك لأن عبدالرحمن بن عوف قال : ما تركت بيتا من بيوت المهاجرين والأنصار الا طرقته فما رأيت أحدا يعدل بعثمان شيئا كلهم يفضلون عثمان رضي الله عنه و ارضاه .
وبويع عثمان رضي الله عنه بالخلافة بيعة عامة .
قال الإمام أحمد بن حنبل :
ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم
( السنة للخلال )
وكلهم بايع عثمان بلا رغبة بذلها ولا رهبة ؛ فإنه لم يعط أحداً على ولايته لا مالا ولا ولاية.
وعبد الرحمن الذي بايعه لم يولّه ولم يعطه مالا.
وكان عبد الرحمن من أبعد الناس عن الأغراض، مع أن عبد الرحمن شاور جميع الناس،
ولم يكن لبني أمية شوكة، ولا كان في الشورى منهم أحد غير عثمان.
مع أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا كما وصفهم الله عز وجل : ( يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَومَةَ لاَئم).
وقد بايعوا النبي على أن يقولوا الحق حيثما كانوا، لا يخافون في الله لومة لائم، ولم ينكر أحد منهم ولاية عثمان،
بل كان في الذين بايعوه عمّار بن ياسر وصهيب وأبو ذر وخبّاب والمقداد بن الأسود وابن مسعود.
وقال ابن مسعود : ولّينا أعلانا ذا فوق ولم نألُ.
وفيهم العباس بن عبد المطلب، وفيهم من النقباء مثل عبادة بن الصامت وأمثاله، وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري وأمثاله.
فلولا علم القوم أن عثمان أحقهم بالولاية لما ولّوه. وهذا أمر كلما تدبّره الخبير ازداد به خبرة وعلما، ولا يشك فيه إلا من لم يتدبره من أهل العلم بالاستدلال، أو من هو جاهل بالواقع أو بطريق النظر والاستدلال.
ولهذا لم يتولّ بعد عثمان خير منه ولا أحسن سيرة، كما أنه لم يتولّى بعد عليّ خير منه، ولا تولّى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية رضي الله عنه، كما ذكر الناس سيرته وفضائله
وقد حكم عثمان رضي الله عنه بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثنتي عشرة سنة ..
وكان عمره سبعين سنة عندما تولى الخلافة وقتل في الثانية والثمانين من عمره رضي الله عنه و أرضاه .
يتبع ان شاء الله
الحمد لله رب العالمين .. و الصلاة والسلام على خاتم النبيين .. وعلى آله وصحابته والتابعين .. ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ..
بعد ان كثر كلام الأقزام ... من الروافض اللئام .. الحمقى الخرافيين
الذين لو كانوا من الطير لكانوا رخما ، ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا ..
أحمق الناس وأشدهم غباءا ... وأكذب الخلق واكثرهم نفاقا ..
بعد ان تطاول هؤلاء الاقزام على عمالقة الإسلام ..
فإنه لابد لنا نحن المسلمين أحفاد الأنصار والمهاجرين ... و اتباع سيد المرسلين ..
أن نذود في الدفاع عن صحابة رسول الله الذين رضي عنهم وأثنى عليهم وتاب ..
ووعدهم بالجنة ونعيمها الذي لا تعقله العقول و الألباب ..
لذلك فإني أخص موضوعي هذا للدفاع عن أحد عمالقة الأسلام .. أمير المؤمنين .. وأحد الخلفاء الراشدين .. وأحد العشرة المبشرين ..
عثمان بن عفان ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين، وصاحب الجود والحياء، حب رسول الله وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم، وعديم النظير في هذا الشرف الذي لم ينله الأولون ولا الآخرون في أمة من الأمم، وعديل علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين، وأول مهاجر بعد خليل الله عليه السلام، الذي حمل راية الإسلام وأداها إلى آفاق لم تبلغ إليها من قبل، وفتح على المسلمين مدناً جديدة وبلاداً واسعة شاسعة، وأمد المسلمين من جيبه الخاص بإمدادات كثيرة، واشترى لهم بئر رومة حينما لم يكن لهم بئر يسقون منها الماء بعد هجرتهم إلى طيبة التي طيبها الله بقدوم صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، كما اشترى لهم أرضاً يبنون عليها المسجد الذي هو آخر مساجد الأنبياء.
من هو عثمان بن عفان :-
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن امية بن عبدشمس بن عبدمناف فهو يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبدمناف و امه أروى بنت كريز بن ربيعه وجدته أم حكيم بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم .
لقب بذي النورين لأنه تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية و ام كلثوم .
كنيته أبو عبدالله و ابو عمرو .. اسلم قديما على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهاجر الى الحبشة ثم الى المدينة .
أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهم .
والذي عليه أهل السنة أن من قدم عليا على ابي بكر وعمر فهو ضال مبتدع ومن قدم عليا على عثمان فهو مخطأ ولا يضللونه ولا يبدعونه لكن وكما ذكر الإمام أحمد رحمه الله بأن من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار ..
فضله رضي الله عنه و ارضاه :-
عن عبدالرحمن بن سمرة قال : جاء عثمان بن عفان الى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة قال فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها وهو يقول :
(( ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم )
يردد ذلك مرارا ..( أخرجه أحمد و حسنه الألباني ) .
و عن أنس رضي الله عنه قال : صعد صلى الله عليه وسلم احدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال
(( أسكن احد فليس عليك الا نبي وصديق وشهيدان ))
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال
(( رأيت آنفا كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما المقاليد فهي المفاتيح فوضعت في كفة ووضعت امتي في كفه فرجحت بهم ث جيء بأبي بكر فرجح بهم ثم جيء بعمر فرجح بهم ثم جيء بعثمان فرجح بهم ثمرفعت فقال له رجل : فأين نحن قال : أنتم حيث جعلتم انفسكم ))
رواه أحمد وصححه أحمد شاكر
وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة و أحد الستة الذين جعل عمر الامر شورى بينهم و أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو عنهم راض ٍ . و أحد الخمسة الذين اسلموا على يد ابي بكر الصديق وأول من هاجر الى الحبشة مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و اول من شيد المسجد و اول من خط المفصل و اول من ختم القرآن في ركعة .
زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية فلما ماتت زوجه اختها أم كلثوم فلما ماتت تأسف على مصاهرته فقال :
( لو كان عندي ثالثة لزوجتها لعثمان ))
( الطبقات الكبرى لابن سعد )
وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر قال :
(( كنّا نفاضل على عهد رسول الله : أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان )). وفي لفظ : (( ثم ندع أصحاب النبي لا نفاضل بينهم )) .
و عند الطبراني أن ذلك كان يبلغ النبي فلا ينكره ( وصحح اسناد الألباني )
فهذا إخبار عمّا كان عليه الصحابة على عهد النبي من تفضيل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان. .
وعثمان هو الرجل الذي تستحي منه الملائكة ... كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان في العبادة واحدا من أفذاذها المعدودين .. وبطلا من ابطالها المبرزين يصوم النهار و يقوم الليل ويديم النظر في المصحف الشريف .
حتى قتل وهو مكبا على المصحف رضي الله عنه و أرضاه .
كان أوها أوابا خاشعا ضارعا تقيا نقيا طاهرا عفيفا دائم الصلة بربه موصول القلب بمولاه . وكان يحدث بنعمة الله عليه
( ما زنيت ولا سرقت لا في جاهلية ولا في اسلام )
وكان من من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ويحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ..
وكان ابن عباس رضي الله عنه اذا قرأ قوله تعالى
(( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ))
يقول : ذاك عثمان ..
وكان هديه و حياته ومعاشه ومطعمه ومشربه بعد تولي الخلافة هو نفسه قبل توليها . ولما سئل الحسن البصري رحمه الله عن القائلين في المسجد قال
( رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة ويقوم وأثر الحصى بجنبه فنقول : هذا أمير المؤمنين هذا أمير المؤمنين )
و قال ( رأيت عثمان نائما في المسجد ورداؤه تحت رأسه فيجيء الرجل فيجلس اليه ثم يجيء الرجل فيجلس اليه كأنه احدهم )
لقد كان عهد عثمان مليئا بالفتوحات واستمرت لمدة عشر سنوات وكانت من أجل السنوات وتم خلال هذه السنوات نشر بساط الدولة الإسلامية ففيها غزا معاوية قبرص و فتحت أذربيجان و ارمينية وكابل وسجستان وغيرها كثير و في خلافته كانت الغزوة العظيمة ذات الصواري .
وقام عثمان بتوسعة المسجد النبوي والمسجد الحرام و أكبر توسع للإسلام في عهد الخلافة الراشدة كان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .
وفضائله أكثر من ان نحصيها ونكتفي بما ذكر من فضائله ..
بيعته رضي الله عنه :-
ذكر البخاري قصة طويلة في مقتل رضي الله عنه حتى وصل الى أنه قيل لعمر رضي الله عنه أوص ِ يا أمير المؤمنين ..
قال : ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ٍ فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبدالرحمن بن عوف .
وقال :
( يشهدكم عبدالله بن عمر وليس له من الأمر شيء فإن أصابت الغمرة سعدا فهو ذاك والا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم اعزله عن عجز ولا خيانة )
عند ذلك اجتمعوا رضي الله عنهم و أرضاهم فقال عبدالرحمن اجعلوا أمركم الى ثلاثة منكم .
فقال الزبير : جعلت أمري الى علي .
وقال طلحة : جعلت أمري الى عثمان .
وقال سعد : جعلت امري الى عبدالرحمن بن عوف .
وهكذا تنازل ثلاثة : تنازل طلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص .
وبقي الثلاثة : عثمان و علي و عبدالرحمن .
فقال عبدالرحمن : أيكما تبرأ من هذا الامر فنجعله اليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان .
فقال عبدالرحمن بن عوف : أفتجعلونه اليّ والله عَليَّ أن لا آلو عن فضلكما .
قالا : نعم .
قال : فأخذ بيد أحدهما فقال :
لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم في الإسلام ما قد علمت .. فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن .. ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن .
ثم خلا بالآخر وهو عثمان فقال له مثلك ذلك .
فلما أخذ الميثاق قال :
ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه
.( رواه البخاري )
وهناك تفصيلات أخرى في الصحيح أن عبدالرحمن بن عوف جلس ثلاثة أيام يسأل المهاجرين والانصار حتى قال رضي الله عنه :
والله ما تركت بيتا من بيوت المهاجرين والأنصار الا وسألتهم فما رأيتهم يعدلون بعثمان أحدا .
( صحيح البخاري )
أي أن هذا الأمر لم يكن مباشرة في البيعة وانما جلس بعد أن اخذ العهد عليهما ثلاثة أيام بعد ذلك اختار عثمان .
وللأسف أن نجد من بعض الناس أنهم يعرضون عن هذه الوراية الصحيحة من البخاري رحمه الله ويأخذون البرويات الباطلة لابي مخنف الرافضي الكذاب ..
فأجتمع الناس على بيعة عثمان وبايعوه .. وهو أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر وعمر لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال :
ما كنا نعدل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان .. ثم نترك بقية اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم .
(صحيح البخاري )
وفي رواية الطبراني أنه قال :
وكان رسول الله يسمعنا ولا ينكره .
( معجم الطبراني وقال الألباني اسناده صحيح )
قال عبدالله بن مسعود عن بيعة عثمان :
ولينا اعلاها ذا فوق .
(السنة للخلال )
ولذلك قال الإمام أيوب بن أبي تميمة السخيتياني و الإمام أحمد والدارقطني :
من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بيتل من بيوت المهاجرين والانصار .. وذلك لأن عبدالرحمن بن عوف قال : ما تركت بيتا من بيوت المهاجرين والأنصار الا طرقته فما رأيت أحدا يعدل بعثمان شيئا كلهم يفضلون عثمان رضي الله عنه و ارضاه .
وبويع عثمان رضي الله عنه بالخلافة بيعة عامة .
قال الإمام أحمد بن حنبل :
ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم
( السنة للخلال )
وكلهم بايع عثمان بلا رغبة بذلها ولا رهبة ؛ فإنه لم يعط أحداً على ولايته لا مالا ولا ولاية.
وعبد الرحمن الذي بايعه لم يولّه ولم يعطه مالا.
وكان عبد الرحمن من أبعد الناس عن الأغراض، مع أن عبد الرحمن شاور جميع الناس،
ولم يكن لبني أمية شوكة، ولا كان في الشورى منهم أحد غير عثمان.
مع أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا كما وصفهم الله عز وجل : ( يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَومَةَ لاَئم).
وقد بايعوا النبي على أن يقولوا الحق حيثما كانوا، لا يخافون في الله لومة لائم، ولم ينكر أحد منهم ولاية عثمان،
بل كان في الذين بايعوه عمّار بن ياسر وصهيب وأبو ذر وخبّاب والمقداد بن الأسود وابن مسعود.
وقال ابن مسعود : ولّينا أعلانا ذا فوق ولم نألُ.
وفيهم العباس بن عبد المطلب، وفيهم من النقباء مثل عبادة بن الصامت وأمثاله، وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري وأمثاله.
فلولا علم القوم أن عثمان أحقهم بالولاية لما ولّوه. وهذا أمر كلما تدبّره الخبير ازداد به خبرة وعلما، ولا يشك فيه إلا من لم يتدبره من أهل العلم بالاستدلال، أو من هو جاهل بالواقع أو بطريق النظر والاستدلال.
ولهذا لم يتولّ بعد عثمان خير منه ولا أحسن سيرة، كما أنه لم يتولّى بعد عليّ خير منه، ولا تولّى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية رضي الله عنه، كما ذكر الناس سيرته وفضائله
وقد حكم عثمان رضي الله عنه بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثنتي عشرة سنة ..
وكان عمره سبعين سنة عندما تولى الخلافة وقتل في الثانية والثمانين من عمره رضي الله عنه و أرضاه .
يتبع ان شاء الله