abomokhtar
11-02-2012, 11:53 PM
بقلم محبك د. ناجح إبراهيم
يا سيدي يا رسول الله نتعلم منك في يوم مولدك وسطية الإسلام ونعاهدك على الحفاظ عليها, فلا غلو ولا تقصير, ولا إفراط ولا تفريط, لا تقديس للعقل على حساب النص, ولا تغييب للعقل تماما ً حتى لو كان في فهم النص, ولا صدام بين الدين والعلم, فالعلم خادم للدين, والدين حاث على العلم.
ولا تضارب بين الدنيا والآخرة, فالدنيا هي مزرعة الآخرة, ولا خلاف بين الأصالة والمعاصرة , فكل منهما يخدم الإسلام والأوطان مادامت المعاصرة لا تتعارض مع ثوابت الإسلام.
ولا تناقض بين قوامة الرجل وحق المرأة وكرامتها, فقوامة الرجل هي تكليف ومسئولية وقيادة إدارية مجردة , أما حق المرأة وكرامتها فقد حفظها الإسلام ورعتها الشريعة الغراء , ولا تضاد بين الاثنين , فليس هناك مكان على الأرض إلا وله قائد, ولا تعني القيادة اضطهاد الرعية أو ظلمها .
فكل هذه التناقضات المزعومة يا سيدي يا رسول الله هي من تأليف وإخراج وإنتاج وصياغة بعض العلمانيين الذين يردون دائما ً للعقل أن يكون مصادما ً للنص , وأن يظل العلم ضد الدين , ويصورون للجميع أن الدين ضد الحضارة والتقدم والرقي في الدنيا , وأن حقوق المرأة مصادمة لقوامة الرجل .
لقد كذبوا عليك وعلى الإسلام وعلى الناس يا سيدي يا رسول الله , فقد جئت بالحنيفية السمحة التي لا اعوجاج فيها ولا التواء , جئت لتقيم الوزن بالقسط , بحيث لا نطغى في الميزان, ولا نخسره في الوقت نفسه , فلا طغيان ولا خسران , ولكن عدل وقسطاس.
" أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ* وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ", فالطغيان في الميزان هو الإفراط والغلو المذموم, وخسران الميزان هو التقصير والتفريط وهو مذموم أيضا ً, لقد بعثك الله بالقسط بينهما لتعلمنا يا سيدي أن نكون وسطا وعدلا ً, فلا نكون من الخوارج الذين يكفرون المسلمين بالمعصية وينظرون إلي الناس من علٍ, ولا المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب أو يقولون " إن فرعون موسى مؤمن" .
لقد علمتنا أن نكون وسطا وعدلا ً فلا نشابه اليهود الذين التصقوا بالمادة والدنيا وأهملوا صلاح القلب والروح حتى قتلوا الأنبياء وقدسوا الأموال وباعوا دينهم بدنياهم, أو غيرهم الذين ابتدعوا الرهبانية وتركوا إصلاح الدنيا وتعميرها.
" وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا " أي أن الله لم يكتب عليهم الرهبانية ولكنهم ابتدعوها من عند أنفسهم, ولكن الذي كتبه الله عليهم هو ابتغاء رضوان الله.
وأن نكون وسطا ً بين الذين غالوا في عيسى حتى جعلوه إلها ً أو ابنا ًللإله , وبين تفريط اليهود الذين حاولوا قتلوه ورموا أمه الطاهرة بأشنع وأبشع الأوصاف.
فعدل الإسلام بين الفريقين , فأنصف سيدنا عيسى وأقر بأنه رسول من أولى العزم من الرسل, وأقر لأمه البتول بالطهارة والعفة والصديقية والتقوى والصلاح.
وعلينا أن نكون وسطاً وعدلاً بين الشيعة الذين غالوا في على رضي الله عنه فجعله فريق منهم أنه أفضل من أبي بكر وعمر والصحابة أجمعين, ونصبه فريق آخر في منزلة الأنبياء.
وبين الخوارج الذين فرطوا في حقه ورموه بما ليس فيه ولم يعرفوا قدره ومكانته وبخسوه حقه وفضله.
وأن نكون وسطا ًبين بعض العلمانيين الذين يقدسون العقل ويقدمونه على النقل الصحيح إن كان ثمة تعارض شكلي بينهما, ويقولن إن العقل حكم على النص, وحكم على كل شيء, وهو المرجعية العليا للبشر أجمعين.
وبين بعض الإسلاميين الذين لا يرون للعقل دورا ً على الإطلاق, ويريدون تغييبه حتى ولو كان ذلك الدور هو فهم النص وشرحه أو بيان ما غمض منه أو الوقوف على حكمه الخفية وأسراره ومقاصده.
فالإسلام لم يأت بتقديس العقول من دون الله, ولم يأت أيضا ً بإلغائها ليعيش العباد في ضلالات الجهالة والغي.
فالإسلام أعطى للعقل دورا ً محدداً, فالعقل البشري مهما كانت قدرته ومهما علا شأنه فهو قاصر بنفسه ويحتاج دوماً إلى نور الوحي وهدايته.
والعقل البشري مهما علا لا يستقل بالتشريع ابتداءً, ولا يعلو أبداً على وحي السماء مهما كان, وإلا ضل وأضل , وفسد وأفسد.
فالعقل البشري يعمل في كل ساحات تعمير الكون باتساعها ورحابتها التي لا يحددها نص محدد أو التي لا نص فيها, وهي أوسع وأشمل وأكبر من كل المساحات الأخرى.
وعلينا أن نكون وسطاً بين الذين يرفضون الحضارة الغربية بكليتها, وبين الذين يأخذونها بخيرها وشرها دون تمييز .
فالإسلام دين ديناميكي لا يخشى الانفتاح على الآخرين, ولا يتوجس خيفة من التفاعل معهم .
فقد تفاعل من قبل مع كل الحضارات, وذهب إلى أقاصي الدنيا ليس بجيوشه فحسب ولكن بدعاته وعلمائه وتجاره الذين أدخلوا الإسلام إلي كل مكان في أقصى الأرض.
لقد تفاعلت الحضارة الإسلامية مع الحضارة الفارسية والرومانية واقتبست منها بعض أنماط الإدارة ونظم الحكم وترتيب الجيوش وإقامة الدواوين (أي إنشاء الوزارات), وتركت ما تعارض منها مع عقيدة الإسلام وثوابته.
إن موقفنا من الحضارات جميعاً ومنها الحضارة الغريبة هو موقف الاصطفاء والانتقاء, نأخذ منها النافع لديننا ودنيانا, ونرفض الضار لهما أو الذي يصطدم مع شريعتنا وهويتنا.
"فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها".
إن الإسلام لم يمنعنا من الاستفادة من الآخرين ولكنة منعنا من أن نكون مجرد تابعيين لهم, أو أن نتشبه بهم فيما هو من شعائر دينهم أو خصائص عقيدتهم.
أما ما سوى ذلك من تقدم علمي وعسكري وتكنولوجي وإداري وسياسي وتعليمي فلا حرج أن نأخذ منهم ونستفيد منهم, ونتعلم على أيديهم لتطوير بلادنا وأمتنا وأنفسنا.
وأن نكون وسطاً بين دعاة الثبات والانغلاق حتى لو كان ذلك في الآليات والوسائل, وبين دعاة التغيير حتى لو كان في مبادئ الإسلام وغاياته العظمى وأركانه الأساسية.
فعلينا أن نكون ثابتين فيما هو ثابت , ومتغيرين فيما يقبل التغيير والتطور , حتى يكون الإسلام مناسباً بل ومصلحاً لكل الأزمان والبلاد والحضارات والشعوب.
علينا أن نكون وسطا ً فلا نكون من الذين يستغرقهم العمل السياسي حتى النخاع فيتحول عندهم من وسيلة إلي غاية , أو تختلط أدواء السياسيين وآفات السياسة الغربية بهم فيستحلون الغيبة والكذب والمكر والغدر , وينسون ما تربوا عليه من الأمانة والصدق والوفاء بالعهد
ولا نريد كذلك الذين يهملون السياسة بالكلية وينعزلون في المساجد ولا يعرفون أن الإسلام شامل ومصلح لكل أنواع الحياة , وأن السياسة جزء من الدين , وبها تقوم أحكام الإسلام في واقع الناس, وبها يحكم الناس حكما ً عادلا ً , متوافقا ً مع ثوابت الإسلام .
يا سيدي يا رسول الله نتعلم منك في يوم مولدك وسطية الإسلام ونعاهدك على الحفاظ عليها, فلا غلو ولا تقصير, ولا إفراط ولا تفريط, لا تقديس للعقل على حساب النص, ولا تغييب للعقل تماما ً حتى لو كان في فهم النص, ولا صدام بين الدين والعلم, فالعلم خادم للدين, والدين حاث على العلم.
ولا تضارب بين الدنيا والآخرة, فالدنيا هي مزرعة الآخرة, ولا خلاف بين الأصالة والمعاصرة , فكل منهما يخدم الإسلام والأوطان مادامت المعاصرة لا تتعارض مع ثوابت الإسلام.
ولا تناقض بين قوامة الرجل وحق المرأة وكرامتها, فقوامة الرجل هي تكليف ومسئولية وقيادة إدارية مجردة , أما حق المرأة وكرامتها فقد حفظها الإسلام ورعتها الشريعة الغراء , ولا تضاد بين الاثنين , فليس هناك مكان على الأرض إلا وله قائد, ولا تعني القيادة اضطهاد الرعية أو ظلمها .
فكل هذه التناقضات المزعومة يا سيدي يا رسول الله هي من تأليف وإخراج وإنتاج وصياغة بعض العلمانيين الذين يردون دائما ً للعقل أن يكون مصادما ً للنص , وأن يظل العلم ضد الدين , ويصورون للجميع أن الدين ضد الحضارة والتقدم والرقي في الدنيا , وأن حقوق المرأة مصادمة لقوامة الرجل .
لقد كذبوا عليك وعلى الإسلام وعلى الناس يا سيدي يا رسول الله , فقد جئت بالحنيفية السمحة التي لا اعوجاج فيها ولا التواء , جئت لتقيم الوزن بالقسط , بحيث لا نطغى في الميزان, ولا نخسره في الوقت نفسه , فلا طغيان ولا خسران , ولكن عدل وقسطاس.
" أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ* وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ", فالطغيان في الميزان هو الإفراط والغلو المذموم, وخسران الميزان هو التقصير والتفريط وهو مذموم أيضا ً, لقد بعثك الله بالقسط بينهما لتعلمنا يا سيدي أن نكون وسطا وعدلا ً, فلا نكون من الخوارج الذين يكفرون المسلمين بالمعصية وينظرون إلي الناس من علٍ, ولا المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب أو يقولون " إن فرعون موسى مؤمن" .
لقد علمتنا أن نكون وسطا وعدلا ً فلا نشابه اليهود الذين التصقوا بالمادة والدنيا وأهملوا صلاح القلب والروح حتى قتلوا الأنبياء وقدسوا الأموال وباعوا دينهم بدنياهم, أو غيرهم الذين ابتدعوا الرهبانية وتركوا إصلاح الدنيا وتعميرها.
" وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا " أي أن الله لم يكتب عليهم الرهبانية ولكنهم ابتدعوها من عند أنفسهم, ولكن الذي كتبه الله عليهم هو ابتغاء رضوان الله.
وأن نكون وسطا ً بين الذين غالوا في عيسى حتى جعلوه إلها ً أو ابنا ًللإله , وبين تفريط اليهود الذين حاولوا قتلوه ورموا أمه الطاهرة بأشنع وأبشع الأوصاف.
فعدل الإسلام بين الفريقين , فأنصف سيدنا عيسى وأقر بأنه رسول من أولى العزم من الرسل, وأقر لأمه البتول بالطهارة والعفة والصديقية والتقوى والصلاح.
وعلينا أن نكون وسطاً وعدلاً بين الشيعة الذين غالوا في على رضي الله عنه فجعله فريق منهم أنه أفضل من أبي بكر وعمر والصحابة أجمعين, ونصبه فريق آخر في منزلة الأنبياء.
وبين الخوارج الذين فرطوا في حقه ورموه بما ليس فيه ولم يعرفوا قدره ومكانته وبخسوه حقه وفضله.
وأن نكون وسطا ًبين بعض العلمانيين الذين يقدسون العقل ويقدمونه على النقل الصحيح إن كان ثمة تعارض شكلي بينهما, ويقولن إن العقل حكم على النص, وحكم على كل شيء, وهو المرجعية العليا للبشر أجمعين.
وبين بعض الإسلاميين الذين لا يرون للعقل دورا ً على الإطلاق, ويريدون تغييبه حتى ولو كان ذلك الدور هو فهم النص وشرحه أو بيان ما غمض منه أو الوقوف على حكمه الخفية وأسراره ومقاصده.
فالإسلام لم يأت بتقديس العقول من دون الله, ولم يأت أيضا ً بإلغائها ليعيش العباد في ضلالات الجهالة والغي.
فالإسلام أعطى للعقل دورا ً محدداً, فالعقل البشري مهما كانت قدرته ومهما علا شأنه فهو قاصر بنفسه ويحتاج دوماً إلى نور الوحي وهدايته.
والعقل البشري مهما علا لا يستقل بالتشريع ابتداءً, ولا يعلو أبداً على وحي السماء مهما كان, وإلا ضل وأضل , وفسد وأفسد.
فالعقل البشري يعمل في كل ساحات تعمير الكون باتساعها ورحابتها التي لا يحددها نص محدد أو التي لا نص فيها, وهي أوسع وأشمل وأكبر من كل المساحات الأخرى.
وعلينا أن نكون وسطاً بين الذين يرفضون الحضارة الغربية بكليتها, وبين الذين يأخذونها بخيرها وشرها دون تمييز .
فالإسلام دين ديناميكي لا يخشى الانفتاح على الآخرين, ولا يتوجس خيفة من التفاعل معهم .
فقد تفاعل من قبل مع كل الحضارات, وذهب إلى أقاصي الدنيا ليس بجيوشه فحسب ولكن بدعاته وعلمائه وتجاره الذين أدخلوا الإسلام إلي كل مكان في أقصى الأرض.
لقد تفاعلت الحضارة الإسلامية مع الحضارة الفارسية والرومانية واقتبست منها بعض أنماط الإدارة ونظم الحكم وترتيب الجيوش وإقامة الدواوين (أي إنشاء الوزارات), وتركت ما تعارض منها مع عقيدة الإسلام وثوابته.
إن موقفنا من الحضارات جميعاً ومنها الحضارة الغريبة هو موقف الاصطفاء والانتقاء, نأخذ منها النافع لديننا ودنيانا, ونرفض الضار لهما أو الذي يصطدم مع شريعتنا وهويتنا.
"فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها".
إن الإسلام لم يمنعنا من الاستفادة من الآخرين ولكنة منعنا من أن نكون مجرد تابعيين لهم, أو أن نتشبه بهم فيما هو من شعائر دينهم أو خصائص عقيدتهم.
أما ما سوى ذلك من تقدم علمي وعسكري وتكنولوجي وإداري وسياسي وتعليمي فلا حرج أن نأخذ منهم ونستفيد منهم, ونتعلم على أيديهم لتطوير بلادنا وأمتنا وأنفسنا.
وأن نكون وسطاً بين دعاة الثبات والانغلاق حتى لو كان ذلك في الآليات والوسائل, وبين دعاة التغيير حتى لو كان في مبادئ الإسلام وغاياته العظمى وأركانه الأساسية.
فعلينا أن نكون ثابتين فيما هو ثابت , ومتغيرين فيما يقبل التغيير والتطور , حتى يكون الإسلام مناسباً بل ومصلحاً لكل الأزمان والبلاد والحضارات والشعوب.
علينا أن نكون وسطا ً فلا نكون من الذين يستغرقهم العمل السياسي حتى النخاع فيتحول عندهم من وسيلة إلي غاية , أو تختلط أدواء السياسيين وآفات السياسة الغربية بهم فيستحلون الغيبة والكذب والمكر والغدر , وينسون ما تربوا عليه من الأمانة والصدق والوفاء بالعهد
ولا نريد كذلك الذين يهملون السياسة بالكلية وينعزلون في المساجد ولا يعرفون أن الإسلام شامل ومصلح لكل أنواع الحياة , وأن السياسة جزء من الدين , وبها تقوم أحكام الإسلام في واقع الناس, وبها يحكم الناس حكما ً عادلا ً , متوافقا ً مع ثوابت الإسلام .