مشاهدة النسخة كاملة : الأصدار الثانى من سلسلة قصص الاسطورة


Mr. Muhammad Sobhy
22-01-2012, 12:09 PM
غلـــــــــــــــــــــــــــــــطة أب

http://up12.up-images.com/up/viewimages/581098eb7b.jpg
بسم الله نبدأ وبعون الله ننتهى
عندما يؤمن الانسان بفكرة , عندما يعتنق الانسان مذهبا معينا , عندما يسيطر عليه حلما معينا أملا لامعا مستقبل مشرقا حينئذ يصعب عليه التنازل عن احلامه بسهولة وان كانت هذه الافكار مجرد أحـــــــــــــــــــــــلام .

كانا الابوان يعيشان على امل وحيد ,حلم بسيط لايتجاوز حدود الطبيعة ولا يصل الى سحاب الخيال فهم لا يحلمون بكرسى فى البرلمان ولا بمنصب فى أحد الجماعات ولا بكنزا من السماء ولا بجنة من الازهار والورود الجمال بل كان الحلم هو الانجاب أنجاب احد الابناء باى شكل يكون وباى لون يكون ابيض أسمر ما تفرقش ولد بنت كلهم رزق والرازق هو الله .

على الرغم من محاولات الام المريرة باقناع الزوج بالزواج من زوجة اخرى الا انه رفض
أخذ لاب يدعو ربه والام تتضرع الى الله وفى احد الايام نام الزوجان وحلم الزوج بحلم غريب

حلم بأنه سيصلى وراء أحد الشيوخ وسيدعوا الشيخ فى الصلاة بأن يفرج الله كروب المسلمين
وعند عودته الى البيت سيجد زوجته مريضة فسيذهب بها للدكتور فبشره الدكتور بالخبر لسار وهو الانجاب , وستلد الام ولدا وستسميه أحمد وسيتفوق احمد فى الدراسة وسيدخل كلية الطب ولكنه سيموت فى حادثة عربية .

أستيقظ الاب من نومه ودهش لهذا الحلم الغريب ولكنه لم يعيره اهتماما ,ومضى عام وعام وفى أحد ليالى رمضان ذهب الاب ليصلى التراويح فى مسجده المعتاد ولكن احد اصدقائه أخبره بان احد الشيوخ الكبارالمفضلين للأب سيصلى بالناس التروايح اليوم فى مسجد القرية المجاورة لهم
فذهبا الصديقان للصلاة فى هذا المسجد ودعى الشيخ فى نهاية صلاته اللهم فرج كرب المسلمين وفك عقم المعقومين وانتهت الصلاة وعاد الاب الى منزله ومرت ايام ورجع الزوج من عمله ففوجئ بالأم تغانى الالام فأخذها الزوج الى احد المستشفيات قبشره الطبيب بالبشرة الموعودة
حمد الزوج ربه ولكنه تذكر حلمه فزاد المه وتضاعفت معانته ولكنه قرر ان يحتفظ بحلمه لنفسه .
جاءت لحظة الولادة وانجبت الزوجة ولدا باسما_ فتبارك الله أحسن الخالقين _ قرر الاب ان يسمة ولده اى اسم الا أحمد واقترح اسماء عديدة على الزوجة ولكنه قررت ان تسميه أحمد غضب الزوج وسأله عن السبب قالت له كان لى أخا اسمه أحمد ولكنه أستشهد فى ثورة 25 يناير , حينئذ لم يجد الاب مفر من تسمية ابنه أحمد .
شب أحمد مفعما بحنان الام وعف ورعاية الام فالاب يكد ويجنهد فى العمل من اجل اشباع حاجاته والام تسهر الليالى تخفف عنه معاناته 0.
تفوق الابن فى دراسته وأعجب اساتذته به وبمستواه وبجده فى الدراسة وكان تأثير الاستاذ هشام عليه كبير فقد كان لهذا الاستاذ ابنة تدعى ريهام وكان بينها وبين أحمد نوع شديد من التنافس العلمى الذى كان يصل بهما الى مضارعة ذكاء استاذهم نفسه ربى الاساتذ ابنائه على ضرورة السمو باحلامهم الى عنان السحاب والعمل من اجل الوصول الى تلك النجوم التى تظهر ليلا فى السماء .فجد التلاميذ واجتهدوا وكان لأحمد اليد العليا على ريهام فى أغلب الاوقات ونشات بينهم علاقة أعجاب شديد بالنظرات لا بالكلمات ولكن الحياة لا تعطى ثمارها للانسان الى بعد مشقة وعناء ,فقد أودى التنسيق بهما الى طب القاهرة .
أرسل الاستاذ هشام ابنته الى القاهرة لدراسة الطب , اما أحمد فقد تذكر ابوه حلمه فرفض الاب ارسال ابنه الى القاهرة وحاولت الام والابن مع الاب ولكنهما فشلا دون ابداء اسباب وكان عنيفا قاسيا بدرجة غير مسبوقة .

نام أحمد وتذكر حلمه ومحبوبته وسأل نفسه ما هو مصيره هل سيدخل كلية الصيدلة ارضاء لوالده واذا دخلها هل ستقبل ريهام الزواج منه وهو صيدلانى وهى دكتورة بل يمكن ان تكون استاذة دكتورة , هنا رفض أحمد قرار والده وقرر الهروب من البيت والسفر الى القاهرة وبالفعل نفذ محمد مخططته وهروب فى الليل ولمن حدث ما لم يكن فى الحسبان فقد أصطدم به أتوبس نقل عام فى احد شوارع القاهرة امام ورشة نجارة .
أتى الصباح وذهب عم حامد الى ورشته فوجد هذا الشاب ملقاة امامها فأسرع به الى المستشفى وبالفعل نجح الطبيب فى معالجته ولكنه فقد الذاكرة تبنى عم حامد أحمد وأخذه الى زوجته التى توفى أبنائها فى حادثة العبارة الشهيرة فحمدت الزوجة ربها على هذه المنحة وكأن الله أراد ان يعوضها عن ابنائها .
أخذ عم حامد أحمد الى الورشة فتعلم النجارة سريعا وأصبح نجارا ماهرا وتوفى عم حامد وكتب ورشته الى أحمد وأخذ احمد يعتنى بزوجة عم حامد حتى توفت حزن أحمد لوفاة الزوجان وتوسع فى عمله فأصبحت الورشة وكالة وتهافت عليها الناس من كل مكان وفى أحد الايام طلب صاحب الورشة المنافسة لورشة أحمد والذى كان على علاقة قوية به أن يذهب أحمد الى كلية الطب مع أبنه الذى التحق مؤخرا بكلية الطب لكى يحاول بلسانه الطيب وبأسلوبه الساحر ان يقنع الدكتورة بالعفو عن ابنه الذى أخطا فى حقها , ذهب أحمد مع الشاب وعندما لاحظ الدكتورة من بعيد تذكرها فأرتجف وأسرع الى منزله ولكنها لاحظته فنادت عليها فلم يجيبها
اسرع أحمد الى منزله يبكى ويندب حظه فهو الان نجارا ومحبوبته أستاذة دكتورة فى كلية الطب , خيم الحزن على هذا الشاب فأمتنع عن الطعام فوهنت صحته ولم يزور النوم بيته فأحمرت عينه وأهمل عمله وأخذ يسأل نفسه ما حال ابويه هل ماتا ام ماذا ؟ ألم يكن من الاجدى أن يسمع نصيحة والده ويدخل كلية الصيدلة وبينما هو يتذكر ذكرياته السعيدة الممتزجة بواقعه المرير أذا بالباب يطرق فأذا بريهام تدخل فأذا بأحمد يشتد فى البكاء فأستعربت ريهام الموقف بل وشاركته بكائه فدهش أحمد من بكائها فسألها عن سببه فقالت له بحثت عنك فى كل البلاد فلم أجد رفضت وزرتء وعمداء من اجلك وعندما أجدك تبكى قال لها لا تبكى على رجل خسر كل شئ ابيه امه مكانته الاجتماعية كل ما كان يحلم به أصبح هباءا منثورا فقالت وأين الامل السنا نحيا بالامل اليست الاحلام هى التى تتحول الى حقائق قال لها ده كله كلام يا دكتورة قالت له لأ ده فعل وقدمت له ورقه بصفته طالبا فى كلية الطب وقالت له أذهب الى أبيك وأمك فلقد عانوا كثير وسانتظر زيارة قريبة .
عاد أحمد الى منزله القديم فوجد ابه على كرسى فعندما رآه هب فرحا والدموع تنهمر من عينيه وأغشى على الام من هول المفاجأة , زار أحمد وابويه الاستاذ هشام وطلبوا يد ريهام ووافق الاب لما كان يعرفه عن أحمد ولرغبة أبنته فى الزواج منه .
أخذ أحمد أبويه الى شقته (شقة عم حامد ) فتولى أبوه أدارتها وأشترى محمد شقة عرسه وتزوج من ريهام وأخذ يجد فى دراسته وريهام تساعده ومرت سنوات وانجب أحمد ثلاث بنات وأصبح دكتورا فى الجامعة بفضل الله اولا ثم بفضل هذا الملاك الى حول سرابه الى حقائق وأحلامه الى واقع وبؤسه الى سعادته .