مشاهدة النسخة كاملة : أجمل قصائد الشاعر المصري الراحل "صلاح عبد الصبور" متجدد


رحييق
17-01-2012, 10:00 AM
أحلام الفارس القديم
.................
لو أننا كنّا كغُصنيْ شجره
الشمسُ أرضعتْ عروقَنا معا
والفجرُ روّانا ندىً معا
ثم اصطبغنا خضرةً مزدهره
حين استطلنا فاعتنقنا أذرُعا
وفي الربيع نكتسي ثيابَنا الملوّنه
وفي الخريف، نخلعُ الثيابَ، نعرى بدَنَا
ونستحمُّ في الشتا، يدفئنا حُنوُّنا!
لو أننا كنا بشطّ البحر موجتينْ
صُفِّيتا من الرمال والمحارْ
تُوّجتا سبيكةً من النهار والزبدْ
أَسلمتا العِنانَ للتيّارْ
يدفعُنا من مهدنا للحْدِنا معا
في مشيةٍ راقصةٍ مدندنه
تشربُنا سحابةٌ رقيقه
تذوب تحت ثغر شمسٍ حلوة رفيقه
ثم نعودُ موجتين توأمينْ
أسلمتا العنان للتيّارْ
في دورة إلى الأبدْ
من البحار للسماءْ
من السماء للبحارْ !
لو أننا كنا بخَيْمتين جارتينْ
من شرفةٍ واحدةٍ مطلعُنا
في غيمةٍ واحدةٍ مضجعُنا
نضيء للعشّاق وحدهم وللمسافرينْ
نحو ديارِ العشقِ والمحبّه
وللحزانى الساهرين الحافظين مَوثقَ
الأحبّه
وحين يأفلُ الزمانُ يا حبيبتي
يدركُنا الأفولْ
وينطفي غرامُنا الطويل بانطفائنا
يبعثنا الإلهُ في مسارب الجِنان دُرّتينْ
بين حصىً كثيرْ
وقد يرانا مَلَكٌ إذ يعبر السبيلْ
فينحني، حين نشدّ عينَهُ إلى صفائنا
يلقطنا، يمسحنا في ريشه، يعجبُه بريقُنا
يرشقنا في المفرق الطهورْ !
لو أننا كنّا جناحيْ نورسٍ رقيقْ
وناعمٍ، لا يبرحُ المضيقْ
مُحلّقٍ على ذؤابات السُّفنْ
يبشّر الملاحَ بالوصولْ
ويوقظ الحنينَ للأحباب والوطنْ
منقاره يقتاتُ بالنسيمْ
ويرتوي من عَرَقِ الغيومْ
وحينما يُجنّ ليلُ البحرِ يطوينا معاً.. معا
ثم ينام فوق قِلْعِ مركبٍ قديمْ
يؤانس البحّارةَ الذين أُرهقوا بغربة الديارْ
ويؤنسون خوفَهُ وحيرتهْ
بالشدوِ والأشعارْ
والنفخ في المزمارْ !

لو أننا
لو أننا
لو أننا، وآهِ من قسوةِ «لو»
يا فتنتي، إذا افتتحنا بالـمُنى كلامَنا
لكنّنا..
وآهِ من قسوتها «لكننا»!
لأنها تقول في حروفها الملفوفةِ المشتبكه
بأننا نُنكرُ ما خلّفتِ الأيامُ في نفوسنا
نودُّ لو نخلعهُ
نودُّ لو ننساه
نودّ لو نُعيده لرحمِ الحياه
لكنني يا فتنتي مُجرِّبٌ قعيدْ
على رصيف عالمٍ يموج بالتخليطِ والقِمامه
كونٍ خلا من الوَسامه
أكسبني التعتيمَ والجهامه
حين سقطتُ فوقه في مطلع الصِّبا

قد كنتُ في ما فات من أيّامْ
يا فتنتي محارباً صلباً، وفارساً هُمامْ
من قبل أن تدوس في فؤاديَ الأقدامْ
من قبل أن تجلدني الشموسُ والصقيعْ
لكي تُذلَّ كبريائيَ الرفيعْ
كنتُ أعيش في ربيع خالدٍ، أيَّ ربيعْ
وكنتُ إنْ بكيتُ هزّني البكاءْ
وكنتُ عندما أحسُّ بالرثاءْ
للبؤساء الضعفاءْ
أودُّ لو أطعمتُهم من قلبيَ الوجيعْ
وكنتُ عندما أرى المحيَّرين الضائعينْ
التائهينَ في الظلامْ
أودُّ لو يُحرقني ضياعُهم، أودُّ لو أُضيءْ
وكنتُ إنْ ضحكتُ صافياً، كأنني غديرْ
يفترُّ عن ظلّ النجومِ وجههُ الوضيءْ
ماذا جرى للفارس الهمامْ؟
انخلع القلبُ، وولَّى هارباً بلا زِمامْ
وانكسرتْ قوادمُ الأحلامْ
يا من يدلُّ خطوتي على طريقِ الدمعةِ البريئه!
يا من يدلُّ خطوتي على طريقِ الضحكةِ البريئه!
لكَ السلامْ
لكَ السلامْ
أُعطيكَ ما أعطتنيَ الدنيا من التجريب والمهاره
لقاءَ يومٍ واحدٍ من البكاره
لا، ليس غيرَ «أنتِ» من يُعيدُني للفارسِ القديمْ
دونَ ثمنْ
دون حسابِ الربحِ والخساره
صافيةً أراكِ يا حبيبتي كأنما كبرتِ خارجَ الزمنْ
وحينما التقينا يا حبيبتي أيقنتُ أننا
مفترقانْ
وأنني سوف أظلُّ واقفاً بلا مكانْ
لو لم يُعدني حبُّكِ الرقيقُ للطهاره
فنعرفُ الحبَّ كغصنيْ شجره
كنجمتين جارتينْ
كموجتين توأمينْ
مثل جناحَيْ نورسٍ رقيقْ
عندئذٍ لا نفترقْ
يضمُّنا معاً طريقْ
يضمّنا معاً طريقْ

Mr.Hani
17-01-2012, 11:17 AM
رحم الله هذا الرجل
شاعرا عملاقا
شكرا لك

رحييق
21-01-2012, 07:43 AM
رحم الله هذا الرجل
شاعرا عملاقا
شكرا لك

الشكر لحضرتك مستر هاني على المرور الطيب
تحياتي

رحييق
21-01-2012, 07:54 AM
الحب فى هذا الزمان


تَسْأَلُنِي رَفِيْقَتِي : مَا آخِرِالطَّرِيْقْ
وَهَلْ عَرَفْتُ أَوَّلَهْ
نَحْنُ دُمًى شَاخصَهْ
فَوْقَ سِتَارٍ مُسْدَلَهْ
خُطًى تَشَابَكَتْ بِلاَ ..
قَصْدٍ عَلِى دَرْبٍ قَصِيْرٍ ضَيَقِ
اللهُ وَحْدَهُ الذِي يَعْلَمُ مَا غَايَةُ هَذَا الْوَلَهِ المُؤرِّقِ
يَعْلَمُ هَلْ تُدْرِكُنَا السَّعَادَهْ
أَمْ الشَّقَاءُ وَالنَّدَمْ ؟
وَكَيْفَ تُضَعُ النَّهَايَةُ المُعَادَهْ
المَوْتُ ... أَوْ نَوَازِعُ السَّأَمْ ؟
يُسَلِّمُونَ فِي فُتُورْ ...
يُدِّعُونَ فِي فُتُورْ ...
.....

الحُبْ يَا رَفِيْقَتِي ، قَدْ كَانْ
فِي أَوَّلِ الزَّمَانْ
يَخْضَعُ للتَرْتِيْبِ وَالحُسْبَانْ
" نَظْرَةٌ ، فَابْتِسَامَةٌ ، فَسَلاَمٌ
فَكَلاَمٌ ، فَمَوْعِدٌ ، فَلِقَاءُ "
اليَوْمَ .. يَا عَجَائبَ الزَّمَانْ !
قَدْ يَلْتَقِي فِي الحُبِّ عَاشِقَانْ
مِنْ قَبْلِ أَنْيَبْتَسِمَا
ذَكَرْتِ أَنَّنَا كَعَاشِقَيْنْ عَصْرِيَّيْنِ ، يَا رَفِيْقَتِي
ذُقْنَا الذِي ذُقْنَاهْ
مِنْقَبْلِ أَنْ نَشْتَهِيْهْ
وَرَغْمِ عِلْمِنَا
بِأَنَّ مَا نَنْسِجَهُ مُلاءَةً لِفَرْشِنَا
تَنْقُضُهُ أَنَامِلُ الصَّبَاحْ
وَأَنَّ مَا نَهْمِسُهُ ، نُنْعِشُ أَعْصَابَنَا
يَقْتُلُهُ البُواحْ
فَقَدْ نَسْجْنَاهُ
وَقَدْ هَمَسْنَاهُ
.....

الحُبُ فِى هَذَا الزَّمَانِ يَا رَفِيْقَتِي ...
كَالحُزْنِ ، لاَ يَعِيْشُ إِلاَّ لَحْظَةَ البُكَاءْ
أَوْ لَحْظَةَ الشَّبَقْ
الحُبُ بَالْفطَانَةِ اخْتَنَقْ
إِذَا افْتَرَقْنَا ، يَا رَفِيْقِتِي ، فَلْنَلْقِ كُلَّ اللوْمْ
عَلَى زَمَانِنَا
وَلْنَنْفُض الأَيْدِي فِي التَّذْكَارِ وَالنَّدَمْ
وَلْنَمْسَحِ الظِّلاَلَ عَنْ عُيُونِنَا
وَلْنَبْتَسِمْ فِي ثِقَةٍ ، بِأَنَّ مَا حَدَثْ
كَانَ إِرَادَةَ القَدَرْ
وَأَنَّ آمِرًاأَمَرْ
وَأَنَّنَا قَدْ اسْتَجَبْنَا للذِي نُحِسُّهُ
حِيْنَ قَتَلْنَا حِسَّنَا
وَأَنَّ مَا مَضَى
أَهْوَنُ مِنْ أَنْ نَحْمُلُهُ كَأَمْسِنَا
مِنْ أَنْ يَمدَّ ظِلَّهُا لبَغِيْضْ
عَلَى شَبَابِنَا
وَلْنَنْطَلِقْ مُغَامِرِيْنَ ضَائِعِيْنَ فِي البِحَارِ العَكِرَهْ
نَمدُّ جِسْمَنَا الجَدِيْبَ ، وَالضُّلُوعَ المُقْفَرَهْ
فِي الغُرَفِ الجَدِيْدَةِ المُؤَجَّرَهْ
بَيْنَ صُدُورٍ أُخَرٍ مُعْتَصِرَهْ



.......

الاستاذة نجلاء علي
22-01-2012, 02:18 PM
اختياراتك رائعة جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
و رحم الله شاعرنا العملاق آمين يارب العالمين

رحييق
23-01-2012, 10:37 AM
اختياراتك رائعة جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
و رحم الله شاعرنا العملاق آمين يارب العالمين


جزاك الله الخير كله وبارك فيك ولك حبيبتي
لا عدمنا تشريفك لمتصفحنا دومـــــــــا
نبض من الجمال يتدفق بمروك الرائع
تحيـــــــــــــــاتي

رحييق
23-01-2012, 10:39 AM
أغنية للشتاء
.......

ينبئني شتاء هذاالعام
أنني أموت وحدي

ذاتَ شتاء مثله , ذات شتاء
يُنبئني هذاالمساء
أنني أموت وحدي
ذات مساء مثله ، ذات مساء
و أن أعوامي التي مضت كانت هباء
وأنني أقيم في العراء

.......

ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي
مرتجف بردا

و أن قلبي ميت منذ الخريف
قد ذوى حين ذوت
أولُ أوراق الشجر
ثم هوى حين هوت
أول قطرة من المطر
و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا
في باطن الحجر
و أن دفء الصيف إن أتى ليوقظه
فلن يمد من خلال الثلج أذرعه
حاملة وردا

.......

ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض
وأن أنفاسيَ شوك

و أن كل خطوة في وسطها مغامرة
وقد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا
في زحمة المدينة المنهمرة
أموت لا يعرفني أحد
أموت لا يبكي أحد
و قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة
مجلسه كان هنا , و قد عبر
فيمن عبر
يرحمُهُ الله

.......

ينبئني شتاء هذا العام
أن ما ظننته شفايَ كان سُمِّي

و أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني
ولستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت
لكنني من يومها ينزف رأسي
الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت
من أجلها خرجت
من أجلها صُلبت
و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة والرعدُ
ترجُّني خوفا
و حينما ناديته لم يستجب
عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت

.......

ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء
لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف وذكرياتهِ

دفئا
لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف
كل غلالي
كل حنطتي , وحَبِّي
كان جزائى أن يقول لي الشتاء أنني
ذات شتاء مثله

أموت وحدي

ذات شتاء مثله أموتُ وحدي
.......

صوت العقل
27-01-2012, 03:12 PM
فعلا روائع .. جزاكى الله خيراااااا ..
http://uploads.sedty.com/imagehosting/1228_1225471940.gif

رحييق
28-01-2012, 03:26 PM
فعلا روائع .. جزاكى الله خيراااااا ..
http://uploads.sedty.com/imagehosting/1228_1225471940.gif

وجــزاك الله خيــر الجــــــزاء
أسعدني مرورك غاليتي
تحياتي

رحييق
28-01-2012, 03:37 PM
يقول صلاح عبد الصبور في مسرحية " مأساة الحجاج " المشهورة جدا
وهي في الأصل مأساة صلاح عبد الصبور :

صَفُّونا .. صفّاً .. صفّاً
الأجهرُ صوتاً والأطول
وضعوه فى الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
وضعوه فى الصف الثانى
أعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قانى
برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل
قالوا : صيحوا .. زنديقٌ كافر
صحنا : زنديقٌ .. كافر
قالوا : صيحوا ، فليُ*** أنَّا نحمل دمه فى رقبتنا
فليُ*** أنا نحمل دمه فى رقبتنا
قالوا : امضو فمضينا
الأجهرُ صوتاً والأطول
يمضى فى الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
يمضى فى الصَّفِّ الثانى
هل أخذوه من أجل حديث الحب ؟
لا ، بل من أجل حديث القحط
أخذوه من أجلكمو أنتم
من أجل الفقراء المرضى
جزية جيش القحط

.......

رحييق
09-02-2012, 08:13 AM
زيارة الموتى

***

زرنا موتانا في يوم العيد
وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى
وبسطناها في حضن المقبرة الريفية
وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً
وتساقينا دمعاً و أنيناً
وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا
أن نلقى موتانا
في يوم العيد القادم.
يا موتانا
كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة
ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى
و البيت الواطئ في سفح الأجران
كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً
موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان
حين الأصوات تموت،
ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران
سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان
هل جئتم تأنسون بنا؟
هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟
هل ندفئكم فينا من برد الليل؟
نتدفأ فيكم من خوف الوحده
حتى يدنو ضوء الفجر،
و يعلو الديك سقوف البلدة
فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان
عودوا يا موتانا
سندبر في منحنيات الساعات هنيهات
نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ
لكن لقم من تذكار،
حتى نلقاكم في ليل آت.
مرت أيام يا موتانا ، مرت أعوام
يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة
يا قاسية القلب النار
لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك
حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان
حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان
عفواً يا موتانا
أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد
لما أدركتم انا صرنا أحطاباً في صخر الشارع ملقاة
أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن
قد نذكركم مرات عبر العام
كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين
لكن ضجيج الحاضرة الصخرية
لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن
أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم
ونخبئها طي الجفن.
يا موتانا
ذ ****م قوت القلب
في أيام عزت فيها الأقوات
لا تنسونا .. حتى نلقاكم
لا تنسونا .. حتى نلقاكم
.....

راغب السيد رويه
11-02-2012, 06:22 AM
جزاك الله خيرا

رحييق
13-02-2012, 12:12 PM
جزاك الله خيرا

جزاك الله خير الدنيا والآخرة أستاذي
أبو لميس شكرا لحضرتك على المرور العطر
تحياتي

رحييق
13-02-2012, 01:01 PM
رسالة سعيد

******

من ليلى والمجنون

******

يا سيدنا القادم من بعدي

أنا أصغر من ينتظرونك فى شوق محموم

لامهنة لي ، إذ أني الآن نزيل السجن

متهما بالنظر إلى المسـتقبل

لكني اكتب لك

باسم الفلاحين

وباسم الملاحين

باسم الحدادين

وباسم الحلاقين

والحمارة والبحاره

والعمال وأصحاب الأعمال

والأعيان وكتاب الديوان

والبوابين وصبيان البقالين

وباسم الشعراء

وباسم الخفراء

والأهرام

وباب النصر

والقناطر الخيرية

وعبد الله النديم

وتوفيق الحكيم وألمظ

وشجرة الدر ، وكتاب الموتى ،

ونشيد بلادي بلادي

نرجو أن تأتى وبأقصى سرعة

فالصبر تبـدد

واليأس تـمدد

إما أن تدركنا الآن

أو لن تـدركنا بعد

حاشية: لا تنسى أن تحمل سيفك

د.عبدالله محمود
13-02-2012, 08:50 PM
يقول صلاح عبد الصبور في مسرحية " مأساة الحجاج " المشهورة جدا

وهي في الأصل مأساة صلاح عبد الصبور :

صَفُّونا .. صفّاً .. صفّاً
الأجهرُ صوتاً والأطول
وضعوه فى الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
وضعوه فى الصف الثانى
أعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قانى
برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل
قالوا : صيحوا .. زنديقٌ كافر
صحنا : زنديقٌ .. كافر
قالوا : صيحوا ، فليُ*** أنَّا نحمل دمه فى رقبتنا
فليُ*** أنا نحمل دمه فى رقبتنا
قالوا : امضو فمضينا
الأجهرُ صوتاً والأطول
يمضى فى الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
يمضى فى الصَّفِّ الثانى
هل أخذوه من أجل حديث الحب ؟
لا ، بل من أجل حديث القحط
أخذوه من أجلكمو أنتم
من أجل الفقراء المرضى
جزية جيش القحط


.......

مأساة الحلاج وليس الحجاج
والمسرحية عبارة عن استدعاء للتراث
تسرد قصة الحلاج ذلك الصوفى الذى ادعى حلول الذات الإلهية فى شخصه
موضوع متميز رحيق ككل موضوعاتك
ورحم الله صلاح صلاح عبد الصبور
فقد كان مدرسة وحده

ممدوح مصطفى الانصارى
13-02-2012, 10:52 PM
شكرا لحضرتك
على تقديمك لنا هذه الدرر الجميلة
ويستحضرنى ابيات
للشاعر عبد المنعم الانصارى
قالها فى رثاء الشاعر صلاح عبد الصبور قال:
اذ لم يكن بد من النار تلفح
فان سكوتى عن رثائك افدح
وعذرا وقوفى بالمعان محاذرا
وهل اى معنى فى رثائك يصلح
وانت صلاح الدين من عند بابه
وفود المعانى كم اتت تتمسح
كان لى خصم نبيل وصاحب ارجوه
والدنيا عن الشر تفصح

رحييق
15-02-2012, 11:25 AM
مأساة الحلاج وليس الحجاج
والمسرحية عبارة عن استدعاء للتراث
تسرد قصة الحلاج ذلك الصوفى الذى ادعى حلول الذات الإلهية فى شخصه
موضوع متميز رحيق ككل موضوعاتك
ورحم الله صلاح صلاح عبد الصبور
فقد كان مدرسة وحده


يا خبر !! آسفه بعتذر عن هذا الخطأ فهو خطأ عند الكتابة
ياريت لو أحد الإدارة أن يعدلها لأن لا يوجد عندي تحرير مشاركة
أشكرك أستاذ محمود أبو عبد الرحمن على المرور العطر والتنبيه
وتمام إن فيه حد مركز معايا
وشكرا للتوضيح كان نفسي أقول نبذة عن المسرحية خاصة لأني أحبها جدا
ولكن هذا موضوع جعلته لبعض القصائد فقط

أشكرك مرة أخرى أستاذي وهذا بعض ما عندكم
وأتمنى ألا تحرمنا جميل مرورك لمتصفحنا دوما
في حفظ الله

رحييق
15-02-2012, 11:29 AM
شكرا لحضرتك
على تقديمك لنا هذه الدرر الجميلة
ويستحضرنى ابيات
للشاعر عبد المنعم الانصارى
قالها فى رثاء الشاعر صلاح عبد الصبور قال:
اذ لم يكن بد من النار تلفح
فان سكوتى عن رثائك افدح
وعذرا وقوفى بالمعان محاذرا
وهل اى معنى فى رثائك يصلح
وانت صلاح الدين من عند بابه
وفود المعانى كم اتت تتمسح
كان لى خصم نبيل وصاحب ارجوه
والدنيا عن الشر تفصح


الشكر لحضرتك أستاذي الفاضل أ/ممدوح مصطفى الأنصاري
على المرور العطر والإضافة الجميلة
فلا تحرمنا من ذلك مرة أخرى
تحياتي وتقديري

مَجْـهُولُهَ
15-02-2012, 01:49 PM
http://www10.0zz0.com/2012/02/15/11/716526668.gif

رحييق
21-02-2012, 09:36 AM
http://www10.0zz0.com/2012/02/15/11/716526668.gif




أشكرك على مرورك العطر غاليتي
تحياتي

رحييق
21-02-2012, 09:39 AM
جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم

نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار



.......



جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم

نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار

نغم كالنار

نغم يقلع من قلبي السكينه

نغم يورق في روحي أدغالاً حزينه

بيننا يا جارتي بحر عميق

بيننا بحر من العجز رهيب وعميق

و أنا لست بقرصان ، ولم أركب سفينه

بيننا يا جارتي سبع صحارى

و أنا لم أبرح القرية مذ كنت صبيا

ألقيت في رجلَي الأصفاد مذ كنت صبيا

أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير

و تذودين عن النفس السآمه

بالمرايا الفارس الأشقر في الليل الأخير

(أشرقي يا فتنتي)

(مولاي !!)

( أشواقي رمت بي )

(آه لا تقسم على حبي بوجه القمر

ذلك الخداع في كل مساء

يكتسب وجهاً جديد ..

جارتي ! لست أميراً

لا ، ولست المضحك الممراح في قصر الأمير

سأريك العجب المعجب في شمس النهار

أنا لا أملك ما يملأ كفيّ طعاما

وبخديك من النعمة تفاح وسكر

فاضحكي يا جارتي للتعساء

نغّمي صوتك في كل فضاء

و إذا يولد في العتمة مصباح فريد

فاذكريني ..

زيته نور عيوني وعيون الأصدقاء

ورفاقي الطيبين

ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم

و يمرون على الدنيا خفافاً كالنسيم

ووديعين كأفراخ حمامه

وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد


عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد.....

خالد ابوالمجد
23-02-2012, 12:42 AM
مشكور وتقبل مرورى

رحييق
25-03-2012, 09:45 AM
مشكور وتقبل مرورى

شكرا لمرور حضرتك
تحياتي

رحييق
25-03-2012, 09:47 AM
دموع على ضريح القلب .. !
.....
جنوب .. ياجنوب
يامرتع الظباء
ياموئل الحبيب
يازهرة ً فواحةً
تحبها القلوب
جنوب أرضك كالجنان
ملأى بأنواع الحنان
وثراك مسك أدفر
ورباك من حب الجمان
والناس في صحرائك
كالورد في الروض المصان
******
جنوب أنت في دمي
وفي إفترارة مبسمي
في ضحكتي .. في دمعتي
في مسحة الحزن التي
تغفو على شاطيء فمي
******
جنوب أمي في رباك
وأبي هناك ...
على بساطٍ من ثراك
وأنا تسيل مدامعي
ويثور في صدري هواك
أنفاس أمي وأبي
في الجو تعبق كالعبير
وحديثهم كحنين حسونٍ حزين
يذوب مع همس الخرير
وأطيافهم بيضاء تبدو
كالملائك في السماء
كدعاء قديس
يرفرف بين هالات الضياء
في كل شيءٍ في الوجود أراهما
ربي سألتك أن تبل ثراهما
أتراهما .. ياحسرتي
يسمعان صدى النواح
والريح تعول في المساء
وفي الصباح
******
جنوب لا تقس علي
فأنا حزين تائه
وهواك أغلى مالدي
هذا فؤادي
فوق سطح الطرس أهديه لكم
فتقبلوه ..
فهو آخر ماتبقى في يدي .
....

رحييق
29-12-2012, 11:31 AM
.. رؤيــا ..

******
في كل مساء،
حين تدق الساعة نصف الليل،
وتذوي الأصوات
أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
و أنادم ظلي فوق الحائط
أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً
يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
أجدل حبلا من زهوي وضياعي
لأعلقه في سقف الليل الأزرق
أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.
حين تدق الساعة دقتها الأولى


تبدأ رحلتي الليلية
أتخير ركنا من أركان الأرض الستة
كي أنفذ منه غريباً مجهولاً
يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني
تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان
يتحول جسمي دخان ونداوه
ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة
تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي
أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة
تخفيها تحت سراويل العشاق.
و في أذرعة الأغصان
أتفتت أحياناً موسيقى سحرية
هائمة في أنحاء الوديان
أتحول حين يتم تمامي -زمناً
تتنقل فيه نجوم الليل
تتجول دقات الساعات


كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي
وتخرج منه الشمس اللهبية
وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها
تلقي نوراً يكشف عريي
تتخلع عن عورتي النجمات
أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،
إذ تنقطع حبالي الليلة
يلقي بي في مخزن عاديات
كي أتأمل بعيون مرتبكة
من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات

رحييق
23-09-2013, 09:16 AM
أغنية للشتاء

*****
ينبئني شتاء هذا العام
أنني أموت وحدي
ذاتَ شتاء مثله, ذات شتاء
يُنبئني هذا المساء أنني أموت وحدي
ذات مساء مثله, ذات مساء
و أن أعوامي التي مضت كانت هباء
و أنني أقيم في العراء
ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي
مرتجف بردا
و أن قلبي ميت منذ الخريف
قد ذوى حين ذوت
أولُ أوراق الشجر
ثم هوى حين هوت
أول قطرة من المطر
و أن كل ليلة باردة تزيده بُعدا
في باطن الحجر
و أن دفء الصيف إن أتى ليوقظه
فلن يمد من خلال الثلج أذرعه
حاملة وردا
ينبئني شتاء هذا العام أن هيكلي مريض
و أن أنفاسيَ شوك
و أن كل خطوة في وسطها مغامرة
و قد أموت قبل أن تلحق رِجلٌ رِجلا
في زحمة المدينة المنهمرة
أموت لا يعرفني أحد
أموت لا يبكي أحد
و قد يُقال بين صحبي في مجامع المسامرة
مجلسه كان هنا, و قد عبر
فيمن عبر
يرحمُهُ الله
ينبئني شتاء هذا العام
أن ما ظننته شفاىَ كان سُمِّي
و أن هذا الشِعر حين هزَّني أسقطني
و لستُ أدري منذ كم من السنين قد جُرحت
لكنني من يومها ينزف رأسي
الشعر زلَّتي التي من أجلها هدمتُ ما بنيت
من أجلها خرجت
من أجلها صُلبت
و حينما عُلِّقتُ كان البرد و الظلمة و الرعدُ
ترجُّني خوفا
و حينما ناديته لم يستجب
عرفتُ أنني ضيَّعتُ ما أضعت
ينبئني شتاء هذا العام أننا لكي نعيش في الشتاء
لابد أن نخزُنَ من حرارة الصيف و ذكرياتهِ
دفئا
لكنني بعثرتُ في مطالع الخريف
كل غلالي
كل حنطتي, و حَبِّي
كان جزائى أن يقول لى الشتاء انني
ذات شتاء مثله
أموت وحدي
ذات شتاء مثله أموتُ وحدي .