hossamhamed
05-12-2011, 06:11 PM
الفشل …
هو لا يعنى لى مجرد كلمة كما هو للآخرين ….
إنما هو أكثر من كلمة ….
إنه يعنى لى أكثر من ظلى الذى لا يفارقنى
أو الأشجان التى تترى على قلبى _ وأى أشجان _
أو هو الدمع الذى لا تخلو منه مقلتىّ
أو …….
إنه كتوأم التصق بى ولا يستطيع مخلوق فى العالم أن يخلصنى منه غير الخالق _سبحانه وتعالى _ .
فمنذ أن دخلت المدرسة حتى تخرجت فى الكلية وأنا لا أذكر مرة واحدة أن الفشل لم يلحق بى …ففى كل عام كان لابد أن يحدث شئ _ أى شئ _ وخاصة قرب امتحانات آخر العام ؛ ليعوقنى عن المذاكرة والنجاح ..ورغم ذلك كنت أتخطى ذلك الحجر العثر وأنجو منه بطريقة غريبة تدهشنى أنا _ شخصيا _.
وعندما تقدمت لوظيفة كان الفشل يأبى إلا أن يلا حقنى حتى فى مستقبل حياتى ، وكلما تقدمت لوظيفة أفشل دون أن أعرف السبب ….
أهو قدرى ونصيبى الذى لابد أن يصيبنى ….؟
أم أنه سوء اهتمام وتقدير منى ……؟
أم ……….؟
أسئلة انهمرت على عقلى بلا أجوبة ..
وظلت محلقة متشبثة بالفراغ الذى يحوطنى ..
ولم أجد مفر إلا أن أتقبل هذه الحقيقة التى لازمتنى ثلاثين سنة ..
فرحت أرتاد المقاهى وأشغل وقتى بلعب النرد والتجول على الكورنيش فى بهمة الليل الحالك ، وأجلس أناجى القمر وأشاركه همومى وأقيم الليل وأقعده ، وأبوح له ما يعتمل فى صدرى من آهات وأنات ….
ولمَ لا وأنا لا أعرف أحدا …
لم يكن لى أبدا أقارب أو أصدقاء ….
فلقد فتحت عينى ع الدنيا فوجدت نفسى وحيدا أواجه تقلبات الزمن وأصارع المحن ….
حتى ….
فى يوم رأيتها ….رأيت لأول مرة جمال لم أر له مثيل من قبل ؛ شعر أسود كالليل الحالك يتطاير مع النسيم فى خفة ورشاقة ، وعينان عسليتان تلمعان ببريق يأسر القلب قبل العين ، وجسد ممشوق ملفوف كأنه فينوس العصر ….
تسمرت بمكانى وأنا أراقبها وقد وقفت كتمثال قُدّ من حجر ، و التفتت إلىّ وابتسمت ، وهمهمت بعبارة ما لم أتبينها ربما من فرط ذهولى ، وظللت متسمرا فى مكانى حتى اختفت وبلعها الشارع فى فيه ….
ولكنها لم تفارق خيالى أبدا وظللت طول الليل أفكر فيها وبعيناها وجمالها الذين خطفوا وملكوا وأسروا لبى وكيانى من أول وهلة رأيتها فيها ، ولم تفارقنى ابتسامتها والعبارة الـــ……
كيف لم أنتبه لهذا ..؟!
لقد نطقت بعبارة ما …
أنا على ثقة أنها حدثتنى …
تحدثت إلىّ ….
يا إلهى ….!
هذا الملاك الأرضى يكلمنى ويبتسم إلىّ ..
لم ولن أصدق نفسى ….
وأنا …
أنا لم أسمعها أو أجاوبها ….
يا لى من أحمق كبير …
أيحادثنى هذا الملاك ولا أجاوبه ولو بابتسامة بسيطة ….
أنا فعلا أحمق …لا ….لا ….بل أبله وغبى …..وأستحق كل ما حاق بى …
وتمنيت من ذلك اليوم أن أراها ثانية …
ورأيتها …
ولم أملك نفسى فوقفت مبهوتا متسمرا ، ولكنى نزعت عن نفسى هذا الثوب وجريت وراءها …
ربت على ظهرها بلطف …
فنظرت إلى بحنق ورمتنى بنظرات هى السهام بعينها …
ولكنى ابتسمت وقلت لها :
_ هل تسمحين لى بسؤال ؟
نظرت إلى وهى مندهشة ومتعجبة ، فاستطردت قائلا :
_ ما اسمك …؟ اريد أن أعرفه
وهوت الكلمة عليها كالصاعقة ، فنظرت إلى باندهاش وفجأة …
سمعت صوت صفعة قوية هوت على جبينى وهى تدور على عقبيها ذاهبة ، ولكنى تحسست موضع الصفعة بيدى وقبلتها وأنا أهمس :
_ ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب
ولكنى لم أكتف بذلك وأدركت أن هذا إنما يعد موعدا منها لى ، فجريت وراءها ثانية وأنا على يقين أننى هذه المرة سأنجح وستكون أول مرة لا أفشل فيها …
وقفزت فجأة أمامها ، وأنا أقول :
_ لم أعرف اسمك بعد
نظرت إلى وقد بلغ غضبها ذروته ، فرفعت يدها وهوت على جبينى الآخر بصفعة أخرى ، وهى تقول :
_ إنت أكيد مجنون …..حتما مجنون .
وولت ظهرها وذهبت وهى تسب وتلعن …..أما أنا فلم أحاول أن ألحق بها ولكنى عدت إلى القهوة وأنا لا أصدق ما حدث ….
وهناك ….
تعالت الضحكات والكلمات الساخرة من حولى فكتمت غيظى وحنقى ، وأنا أهتف بصوت عال :
_ علام تضحكون ….! لعنة الله عليكم .
كتمت الأفواه الضحكات وساد صمت كصوت الموت فى القبور ، وهتف صاحب القهوة برنة ساخرة :
_ نضحك على سذاجتك ؛ لأن من كنت تكلمها الآن إنما هى امرأة متزوجة وأم لطفل أيها الأحمق .
ووقعت الكلمات على أذنى ، كوقع المطرقة على الحديد الساخن ، بينما تعالت الضحكات أكثر وأكثر …
وهويت بجسدى على أقرب كرسى ودفنت وجهى بين راحتى ونزلت دمعة جاهدت مرارا حتى لا تنزل ولكن هيهات …
ومنذ ذلك اليوم وأنا أندب حظى و ألعن اليوم الذى أتيت فيه إلى الدنيا ، ولكننى تذكرت أن السبب ما أنا فيه إنما هو الفشل …تلك الكلمة التى لازمتنى كل تلك السنوات ….
ولكننى اليوم سألفظها من جسدى ، سأتخلص منها للأبد ولن أعرف أبدا ما حييت كلمة لطالما سخرت منى ولم أسخرمنها …
ولقد حان الوقت لأسخر أنا منها …
كلمة الفشل …… ((تمت بحمد الله ))
*** حســـــام حـــــامد ***
هو لا يعنى لى مجرد كلمة كما هو للآخرين ….
إنما هو أكثر من كلمة ….
إنه يعنى لى أكثر من ظلى الذى لا يفارقنى
أو الأشجان التى تترى على قلبى _ وأى أشجان _
أو هو الدمع الذى لا تخلو منه مقلتىّ
أو …….
إنه كتوأم التصق بى ولا يستطيع مخلوق فى العالم أن يخلصنى منه غير الخالق _سبحانه وتعالى _ .
فمنذ أن دخلت المدرسة حتى تخرجت فى الكلية وأنا لا أذكر مرة واحدة أن الفشل لم يلحق بى …ففى كل عام كان لابد أن يحدث شئ _ أى شئ _ وخاصة قرب امتحانات آخر العام ؛ ليعوقنى عن المذاكرة والنجاح ..ورغم ذلك كنت أتخطى ذلك الحجر العثر وأنجو منه بطريقة غريبة تدهشنى أنا _ شخصيا _.
وعندما تقدمت لوظيفة كان الفشل يأبى إلا أن يلا حقنى حتى فى مستقبل حياتى ، وكلما تقدمت لوظيفة أفشل دون أن أعرف السبب ….
أهو قدرى ونصيبى الذى لابد أن يصيبنى ….؟
أم أنه سوء اهتمام وتقدير منى ……؟
أم ……….؟
أسئلة انهمرت على عقلى بلا أجوبة ..
وظلت محلقة متشبثة بالفراغ الذى يحوطنى ..
ولم أجد مفر إلا أن أتقبل هذه الحقيقة التى لازمتنى ثلاثين سنة ..
فرحت أرتاد المقاهى وأشغل وقتى بلعب النرد والتجول على الكورنيش فى بهمة الليل الحالك ، وأجلس أناجى القمر وأشاركه همومى وأقيم الليل وأقعده ، وأبوح له ما يعتمل فى صدرى من آهات وأنات ….
ولمَ لا وأنا لا أعرف أحدا …
لم يكن لى أبدا أقارب أو أصدقاء ….
فلقد فتحت عينى ع الدنيا فوجدت نفسى وحيدا أواجه تقلبات الزمن وأصارع المحن ….
حتى ….
فى يوم رأيتها ….رأيت لأول مرة جمال لم أر له مثيل من قبل ؛ شعر أسود كالليل الحالك يتطاير مع النسيم فى خفة ورشاقة ، وعينان عسليتان تلمعان ببريق يأسر القلب قبل العين ، وجسد ممشوق ملفوف كأنه فينوس العصر ….
تسمرت بمكانى وأنا أراقبها وقد وقفت كتمثال قُدّ من حجر ، و التفتت إلىّ وابتسمت ، وهمهمت بعبارة ما لم أتبينها ربما من فرط ذهولى ، وظللت متسمرا فى مكانى حتى اختفت وبلعها الشارع فى فيه ….
ولكنها لم تفارق خيالى أبدا وظللت طول الليل أفكر فيها وبعيناها وجمالها الذين خطفوا وملكوا وأسروا لبى وكيانى من أول وهلة رأيتها فيها ، ولم تفارقنى ابتسامتها والعبارة الـــ……
كيف لم أنتبه لهذا ..؟!
لقد نطقت بعبارة ما …
أنا على ثقة أنها حدثتنى …
تحدثت إلىّ ….
يا إلهى ….!
هذا الملاك الأرضى يكلمنى ويبتسم إلىّ ..
لم ولن أصدق نفسى ….
وأنا …
أنا لم أسمعها أو أجاوبها ….
يا لى من أحمق كبير …
أيحادثنى هذا الملاك ولا أجاوبه ولو بابتسامة بسيطة ….
أنا فعلا أحمق …لا ….لا ….بل أبله وغبى …..وأستحق كل ما حاق بى …
وتمنيت من ذلك اليوم أن أراها ثانية …
ورأيتها …
ولم أملك نفسى فوقفت مبهوتا متسمرا ، ولكنى نزعت عن نفسى هذا الثوب وجريت وراءها …
ربت على ظهرها بلطف …
فنظرت إلى بحنق ورمتنى بنظرات هى السهام بعينها …
ولكنى ابتسمت وقلت لها :
_ هل تسمحين لى بسؤال ؟
نظرت إلى وهى مندهشة ومتعجبة ، فاستطردت قائلا :
_ ما اسمك …؟ اريد أن أعرفه
وهوت الكلمة عليها كالصاعقة ، فنظرت إلى باندهاش وفجأة …
سمعت صوت صفعة قوية هوت على جبينى وهى تدور على عقبيها ذاهبة ، ولكنى تحسست موضع الصفعة بيدى وقبلتها وأنا أهمس :
_ ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب
ولكنى لم أكتف بذلك وأدركت أن هذا إنما يعد موعدا منها لى ، فجريت وراءها ثانية وأنا على يقين أننى هذه المرة سأنجح وستكون أول مرة لا أفشل فيها …
وقفزت فجأة أمامها ، وأنا أقول :
_ لم أعرف اسمك بعد
نظرت إلى وقد بلغ غضبها ذروته ، فرفعت يدها وهوت على جبينى الآخر بصفعة أخرى ، وهى تقول :
_ إنت أكيد مجنون …..حتما مجنون .
وولت ظهرها وذهبت وهى تسب وتلعن …..أما أنا فلم أحاول أن ألحق بها ولكنى عدت إلى القهوة وأنا لا أصدق ما حدث ….
وهناك ….
تعالت الضحكات والكلمات الساخرة من حولى فكتمت غيظى وحنقى ، وأنا أهتف بصوت عال :
_ علام تضحكون ….! لعنة الله عليكم .
كتمت الأفواه الضحكات وساد صمت كصوت الموت فى القبور ، وهتف صاحب القهوة برنة ساخرة :
_ نضحك على سذاجتك ؛ لأن من كنت تكلمها الآن إنما هى امرأة متزوجة وأم لطفل أيها الأحمق .
ووقعت الكلمات على أذنى ، كوقع المطرقة على الحديد الساخن ، بينما تعالت الضحكات أكثر وأكثر …
وهويت بجسدى على أقرب كرسى ودفنت وجهى بين راحتى ونزلت دمعة جاهدت مرارا حتى لا تنزل ولكن هيهات …
ومنذ ذلك اليوم وأنا أندب حظى و ألعن اليوم الذى أتيت فيه إلى الدنيا ، ولكننى تذكرت أن السبب ما أنا فيه إنما هو الفشل …تلك الكلمة التى لازمتنى كل تلك السنوات ….
ولكننى اليوم سألفظها من جسدى ، سأتخلص منها للأبد ولن أعرف أبدا ما حييت كلمة لطالما سخرت منى ولم أسخرمنها …
ولقد حان الوقت لأسخر أنا منها …
كلمة الفشل …… ((تمت بحمد الله ))
*** حســـــام حـــــامد ***