مشاهدة النسخة كاملة : الوداعة كنز لا يفنى ..شعار ترفعه الكتلة الصامتة في بلدنا دائما


abomokhtar
30-09-2011, 05:54 AM
تلك الكتلة التي تمثل الأغلبية المطلقة مازالت ملتزمة السكينة والوداعة في التعامل مع الأوضاع الكارثية التي وصلنا إليها ولا اعرف متى تقرر الانتفاضة على صمتها القاتل تجاه ما يحيطها لأنها وحدها التي تملك زمام الأمور فعليا .
هذه الكتلة تؤثر بطبيعتها السلامة لكنها بطريقة تفاعلها الهادئة مع ما يحدث تلقى بنا في سكة الندامة حيث تترك مصر لكتلة حرجة أنشط وأعلى صوتا لكنها أكثر اندفاعا وتهورا تبدو حسابات الاستقرار والانضباط لديها وسيادة القانون وهيبة الدولة وقوة اقتصادها وسلامة أمنها الداخلي والخارجي أمورا هامشية إذا ما قورنت بمصالحها الخاصة .
ورغم أننا تفاءلنا بتلك الكتلة الحرجة خيرا وتصورنا أنها قادرة على مساعدة المؤسسة العسكرية في تجاوز المرحلة الانتقالية بسلام إلا أنها صدمتنا بالوسائل التي قررت التواجد بها من مليونيات واعتصامات واضرابات وتجاوزات ضد مؤسسات الدولة بدأت مع الداخلية منذ اللحظة الأولى وتمتد بهدوء للقضاء وتحاول بخبث مع المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات العامة .
كتلة - لن أقول كلها بل معظمها - اتخذت من إسقاط الدولة وليس نظامها السياسي السابق فقط هدفا و تحركها في هذا الاتجاه نخبة سياسية كرتونية لا تملك أي رصيد جماهيري لان النخب السياسية الحقيقية تقاتل في هدوء للتواصل الجاد مع الشارع .. أما رجال (السياسة شو) والذين يملكون قنوات فضائية أو يتحولوا من ناشطين سياسيين لضيوف مزمنين في برامج بعض الفضائيات وأحيانا لمقدمي برامج فيها فهؤلاء لا علاقة لهم بالناس فقط نجدهم متربصين بالمجلس العسكري ومشغولين ببدلة المشير وترينج مبارك وبلوفر شفيق أكثر من انشغالهم بالأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تنهك الجميع إلا هم طبعا لان الأموال تتدفق على الكثير منهم من كل الاتجاهات والهدف واحد من تلك الأموال وهو إسقاط مصر –كما أعلن وزير العدل أكثر من مرة.
يتحدثون في كل مناسبة عن فساد رموز النظام السابق وثرواتهم الطائلة لكنهم لا يجدوا من يسألهم عن ثرواتهم التي تفوح من الكثير منها رائحة الفساد واستغلال النفوذ وغسيل الأموال والعمالة لدول أخرى .. وعند أي صدام معهم يقولون أنهم من رجال ميدان التحرير- والتحرير بريء منهم -و كأن هذا اللقب ومعه ناشط سياسي أو رجل مجتمع مدني أو من دعاة حقوق إنسان ألقاب يجعل صاحبه فوق المسائلة القانونية والأخلاقية لذا نجد الكثيرين منهم يتجاوزون كل الحدود بدون أن يتصدى لهم أحد .
يناقشوا كل الأمور باسم الشعب وكأنه منحهم توكيلا بذلك دون أن يجدون من يراجعهم وبالتأكيد الأعلام مع الرائجة والكتلة الأكثر حيوية وتحريكا للأحداث فيجاريها غالبا لذا مازال الحديث عن إعادة بناء مصر على أسس ديمقراطية حقيقية سليمة وطرح حلول واقعية لمشاكلها الحالية في مختلف المجالات والمساهمة في توعية البسطاء بما يدور حولهم ليكونوا رأيا موضوعيا في الكثير من الأحداث والقضايا - وليس رأيا عاطفيا مندفعا- أمورا هامشية إذا ما قورنت بالاهتمام المبالغ فيه بتتبع محاكمات رموز النظام السابق وسرد قصص وطرائف عنهم في محبسهم .. فالماضي هو الذي يحكمنا إعلاميا حتى الآن أما الحاضر فنرصده لحساب الكتلة الأعلى صوتا والمستقبل لا يشغل أحد .
مصر تعانى من محنة شديدة لكنها ليست مريضة كما يحاول أن يصورها البعض فقط تعانى فقدان توازن نتيجة لتغيير الجو بها من حالة ركود وعدم حركة استمرت ثلاثين عاما لحالة هرولة غير مدروسة جيدا - حتى الآن - تقوم بها لإرضاء أبنائها المتعجلين لتحقيق حلم التغيير وهى في هذه الحالة تحتاج لمن تستند عليه لتسترد توازنها بدلا من أن تسقط والأمل هنا على الصامتين دوما.
نعم الكتلة الصامتة قبلت بكل رضا وحب أن يدير المجلس العسكري هذه المرحلة الانتقالية لكن هذا المجلس ومعه كل مؤسسات الدولة يحتاجون للمساندة الفعالة وهذا لا يعنى بأي حال أنني ادعوهم للتظاهر بل لمزيد من العمل الجاد والتصدي بقوة لكل ما ومن يحاول زعزعة استقرارنا وأمننا أكثر من ذلك ..وكل من يحاول الاقتراب من مؤسساتنا العسكرية والأمنية والاقتصادية والدبلوماسية ...وعليهم أن يرفعوا أصواتهم في كل مكان و وفوق أي منبر سياسي أو اعلامى يثقوا به .. يقتربوا من صناع القرار ليوصلوا لهم أصواتهم المتعقلة ويساعدوهم بأفكاركم في مواجهة فيض المشاكل التي تحيط بهم .
وهنا أهمس في أذن عدد كبير من أبناء 25 يناير الحقيقيين الذي غادروا الميدان لمنازلهم وأعمالهم بعد 12 فبراير بأن عليهم أن يعودوا للساحة بفكرهم الهادي الواعي ليساهموا في رسم خطط مستقبل هذا البلد الذي سيضيع إذا ما ترك لدراويش الحنجورى الذين أنهكونا في معارك وهمية مثل الاستفتاء بنعم أم لا .. والانتخابات أولا أو الدستور ..والمبادىء فوق الدستورية ..ثم النظام الانتخابي بالقايمة وألا فردى وكأنهم يتفننوا في أطالة أمد الفترة الانتقالية وحالة عدم توازن هذا البلد ويتلذذوا بإضاعة وقت القائمين على حكمه وأدارته في هذه القضايا الجدلية.
ستضيع البلد إذا ما تركت مناقشة أمورها شديدة الحساسية والخطورة أمرا مستباحا للمتهورين سياسيا والذين بدأوا في ترديد عبارات كثيرة عن ثورات ومظاهرات غير سلمية (مسلحة) وتحدث بعضهم عن شهداء جدد إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم .. أما زعماء الفيس بوك فحدث ولا حرج فكل واحد ينتقد ويبدى أراء ويسرب فيديوهات ويعلق يوميا على الأحداث لكن إذا بحثنا عن الأفكار الجادة التي يمكن أن تساعد البلد على تجاوز هذه اللحظة القاسية المرتبكة لن نجد إلا القليل من الجادين .
ويبقى الأمل معقودا على هؤلاء الجادين في تلوين التواصل الالكتروني بين الشباب المصري بلون الواقعية والنقد البناء لأي تجاوزات وطرح الحلول الفعالة .. مصر الآن في حاجة للمساندة من كل صاحب ضمير من كافة الأطياف والاتجاهات سواء في الكتلة الحرجة أو النخبة السياسية والثقافية والإعلامية وشباب الفيس بوك وتويتر وأبناء 25 يناير الحقيقيين وقبلهم جميعا كتلته الأعرض والاهم والأكبر بشرط أن يتخلوا عن لقبهم ككتلة صامتة.
http://shabab.ahram.org.eg/Inner.aspx?ContentID=6924

أم إسلام
01-10-2011, 02:33 AM
فلنقاطع إذن الإعلام المغرض ، وليعمل كل في موقعه ، ويبذل قصارى جهده والله معنا ( إن معي ربي سيهدين )

وشكرا على نقل هذا المقال الأكثر من رائع

أم إسلام
01-10-2011, 02:36 AM
.................................................. ...

صوت العقل
01-10-2011, 09:11 AM
شكرا على نقل هذا المقال الأكثر من رائع
جزاك الله خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا