مشاهدة النسخة كاملة : تعمل أم لا تعمل؟!
المفكرة 25-03-2011, 08:03 PM تعمل أم لا تعمل؟!
(1) فكرة
ألم بي مرض أزال كل واجب من حياتي ، أذهب لطبيبة طلباً للشفاء عودة لحياتي . تطالع كل منا ساعتها تطلعاً للعودة لمن يلزمنا أمرهم . عملها التطبيب وعملي الإستشفاء و عملي حاجة لا يقضيها سواي و عملها قضاء حاجتي.
يزورني طائف من فكر بينما أغادر العيادة :
ما الفرق بين القول أن المرأة لا تعمل إلا لحاجة و القول أن المرأة تعمل لأن الحاجة تستدعي عملها؟!
الفرق في تدبير الأمور : في الحالة الثانية عملها يصاحبه ضمان الأمان أثناء الخروج و من يرعى أولادها في غيابها و يساندها في تربيتهم ، حالنا أنا و أخواتي ، أمر يصلح أمورًا كثيرة .
(2) مع عمل المرأة أم ضده ؟
أقعدني المرض في الفراش . ولجت الشبكة الواسعة صلة بالعالمين ، أتناسى الوجع بمطالعة عالم الأحياء.. أبواب مشرعة على فكر الناس، أقابلهم من وراء حجاب ، ظل يحجب رتابة الواقع.
يطالعني موضوع لرجل عن عمل المرأة (كعادتهم .. يسطرون كتاب وجودنا بأموالهم و عقولهم و قوامتهم، أمر لا يقلل منه فسحة من الحرية هامشاً أخط عليه أفكاري الخاصة.)
أأكتب ردًا ؟ فعمر عملي بالتدريس زهاء خمسة عشر عامًا مكابدة و عناء ؟
يراودني رد فأهم برأيي . ينسحب طيفه فيوسوس أخ له : شيطان ، دعيه ينصرف هذا الذي يوحي بإبداء رأيك فيما يعنيك . قد كفاك الرجال كل هم . رأيك مهمل أعرض عنه كثيرون ، فيم تثبتينه ؟
طائف من فكر يمر بي و أنا عائدة من عند الطبيبة فأودعه حاسبي المخلص. خاطرة أكتبها فتنقلها مشرفة لصفحة للنقاش ، ما لم أقصده .
ما دمت أملك صفحة للنقاش فسوف أسقيكم بعض فكري ، هنيئًا لمن يسيغه و يتمثله مزاج بعض فكره .
مبدأيًا ( كلمة غريبة المذاق ، فتقلب المزاج بعض وجودي كل ثواني وجودي !) ، لست مع أو ضد عمل المرأة و لا جدوى من إثارة قضايا تشغلنا جميعًا عن أعمالنا ، الهم برد أخذ من النفس وقتاًً ثمينًا لست أملك منه الكثير .
أفردت وقتًا أستقصي فيم و لم تعمل المرأة . النساء لا يخرجن للعمل نصفة للقضايا العظيمة التي أمطرنا بها رجال نابهون (وحدهم مصدر كل أمر جلل!) و لا يعنيهن القضايا المثارة . و لكل منهن سبب بسيط لخروجها للعمل و لبعضهن أثقال كالجبال تنوء أكتاف عمالقة الرجال بحملها ، يحملنها عن طيب خاطر.
اهتمي بنفسك و لا شأن لك بالباقي. لماذا تعملين أنت بالذات ؟
الشقاق كان ماء يومي . على أذني أن تستقبل من الشكوى و الخلاف و التوجس ما يجعل الطعام لا يقر في معدتي . أعرض عنهم فيزعمون أنني مصدر الخلاف . أعتذر عما لم أقله و لم أفعله حتى تعلن النفس الإضراب عن الطعام حد السقم قرب الموت .
أما حين زادت وقاحتي بتغيير بعض أساليب الطهو فحينها لم يعد وجودي يطاق ، أأنت هنا ؟ اتركي المكان، أأنت هناك ؟ و اتركي ذاك المكان أيضاً !
لم يفزعون لتغيير ما استقر كالجبال الراسيات ؟ حمل أثقل أجسام خلقها ربها كمال شكل و وفعل .
بيتي ، احتلته فاتن الحمامة و ميرفت أمين . صوتي صار ينرفز الجميع (حينها أعرضت عن الكلام إلا اللمم ، أيضاً لم يصلح !)
خرجت أبحث عن وجودي خارج بيت تحتله شاشة تلفزيون 21 ساعة يومياً . كم رجل يستمع لأهل بيته بطيب خاطر؟ و ليقلن ما تجود به أذهانهن بسيطًا سلسًا عذبًا رقراقًا. أيعيب الماء بساطته ، لا طعم له أو لون أو رائحة؟!
تحدي بسيط : ليفتش كل منكم في زوايا كيانه عن إجابة سؤالي : لم الجلوس إلى النت فيما لا يفيد عوضاً عن التواجد بين الأهل ؟!
ما أكثر ما يرددون أنهم سيظفرون بذات الدين ، ماذا عن الفعل ؟
_ أجل هي ذات دين لكن طولها لا يفي أما تلك ، آه لو كانت أقصر قليلًا ! أما تلك فذات دين أجل لكنها ممتلئة . صور في عقول شباب غض لا يعرف من الحياة سوى اللحظة الآنية، خيال الحب يرسمها بشكل حلوات الشاشة. أمر لا يحرجهم الإفصاح عنه .
أ للعاديّـة موضع في ذاك الخضم ؟
شأنها أن تبحث عن وجودها وحدها ، بعيدًا عن الأنظار . ثم دع أنها لا تشتكي و لا تعترض على من شح ماله و علمه و عقله فقط يكفيه أنه رجل هذا كيانه قبلاً . أترى الأمور تتغير بعد الزواج؟!
_ تطالعني أيام العمر جلوسًا أمام شاشة تقرفني حد السقم ، يقارنني كل لحظة بإحدى .. تلك التي لا يصح ذكرها في حضرتي . أبطال من ضوء... زيف و سراب وطأة تأثيره تعطيه ثقل الحق الذي نحن عنه معرضون !
_ يسألني: كيف تقضين وقتك ؟
_القراءة و الشعر و التفكر و التدبر و أحب قراءة كتاب الله ، صوت يخرج رخيماً بألفاظ التنزيل . ماذا عنك ؟
_ الجرائد.. أقرأ حوادثها و أحل كلماتها المتقاطعة ترفيه عن نفس مكدودة . ألا تشاهدين التلفاز؟ أين سماع الأغاني في حياتك؟ ما رأيك في المطرب فلان؟
_لا معرفة سابقة، إن أراد فلان فليسمعني إن شاء.
متى حرص رجل على من لها رأي فيما يعنينها من أمرها ؟
_ قليل ممن رحم ربي ، أما الغالب فيريدون دمية تذهب معهم كل مذهب...
تحدثني زميلة عن عريس تقدم لها.. أبتسم قائلة: النمط المعتاد.
أما لماذا أعمل فلأنني مثله بحاجة لمالي الخاص أنفقه على نفسي و أتصرف فيه كما يحلو لي. لم أرَ رجلاًً ينفق على إمرأة إلا أقل القليل مما هو حاجة تزهق الأرواح بدونها. فله الأولوية إذا احتاج شيئًا و لها ما بقي إن بقي شيء . فالمال ماله كد في كسبه و اجتهد في جمعه، لماذا لا يعوّض الرجل المرأة التي لا تعمل فيكون لها مالها الخاص؟ أمر يجعل لها بعض الاِستقلال الذي يثبت شخصيتها؟
كم مرة أكلوا الطعام على كثرته، و تركوا نساء الدار بلا فتفوته؟! طعام جهزته بالحب فلم تستمتع بمذاقه و لم يشكر لها أحد بيض أياديها .. نمط متكرر.
أعفيكم من حكايات تسوء أذهانكم و تعكر صفو أفكاركم. فبعض القارئين رجال ، و تعكير صفو رجل كبيرة لا تقدم عليها إمرأة عاقلة.
لماذا يشتري لنفسه أغلى الثياب و ينساها؟ يشتري لها ما يحب أن يراها فيه، ماذا عما تريد و ما تحب أن تظهر به أمام نفسها و أمام الناس؟ سيقال لها استغني عنه! أيعيش المرء حياته مستغنيًا عن كل شيء. (و أنا لا يعنيني في الحديث سوى الطبقة المتوسطة فهؤلاء من تنزل نساءها للعمل.) ، كم مرة سمعتُ من أرباب المال من يشكو الغلاء و يستكثر شراء الضروري، يدبر و يوفر ؟!
وحده العمل خلق لي مكانة و كلمة مسموعة ، لفّت أنظار الناس نحوي.
لي في كل زمان ساعة، أقرر فيها ترك عملي جاهدة فتشرع الإرادة في الإجهاز عليه ، تهدم بعضي. سأجد في بيتي منصرفًا لإرادتي... تضعف قوتي ، يسلب النوم قوت يومي ساعات النهار. ينصرف عني أحبتي فينصرف عني هناء نفسي . و إذ تهوي السماء عليّ ، أتراجع عن قراري ، أبدله نوايا خير و رعاية ، أسأل مالك الملك التوفيق و السداد ، أجدّد نيتي و أشدّ عزيمتي، تجلدي إن بعد العسر يسرًا ... تنفرج ذوات أمور أعجزني حل عقدها قبلًا !
لماذا لا نستهدي الواقع خطوط أفكارنا نرسم ما يصلنا بالسماء ؟ يثبت به وجودنا على الأرض ؟
و أي شيء ترك الرجال للنساء غير البقايا و الفتافيت ، حتى في أمر العمل . تركوا المكاتب و أعمال الإدارة ، ضيق لم يرتضوه لفضاء رحب ، كافأهم الرزاق سعة حال (هنيئاً لهم ، أنى لإمرأة بمثله إلا قليل).
دع لا أحد يظنني أشتكي ، أمر فرغت منه منذ نزلت أعمل . شغل يشغلني ، أبحث في صلاح أمري و من تتقاطع دوائر وجودهم معي . شغل أثمر سلطان لي عليهم لا يعدونه في حضرتي و حضوري.
يزعمون أن المجتمع تلفه أم غائبة عن بيتها تعمل . لا أعرف النساء سوى خدمة دؤوبة لكل ما يخص أبناءها ، قبل العمل و بعده و أثناء الإجازة ، ما عدا الوقت الذي يقضونه في المدرسة ، هذا ما لا تحكمه جيداً .
الذي رأيته هو فساد من غاب آباؤهم عنهم بكل شكل و لكل زعم ! كم غلام أراني من سوء فعاله ما يصلح لكتابة فيلم من السخف و الرذالة حال غياب والده . يعود الرجل فيتبدل الإبن إلى شاب أتحمل وجوده بل أفخر بتدريسه!
اذكر فتيانًا مشاكلهم لون من الجنون . يدرسهم رجال أشداء . أجورهم أعلى من المدرسات. يغدق عليهم الجميع و أنا ضمنهم احترامًا يستحقونه . مكانة لا ألقى مثلها حتى من نفسي، مهما أصلحتُ عملي و بذلت فيه.
بعض عناد هؤلاء الصبية ، آباء هجروا البيت لغير رجعة فهم يقيمون مع أم تقر في بيتها راعية لهم . و حالهم يبهت له الفساد.
حين تعمل المرأة فإنها تعمل على شاكلتها فهي لن تؤدي عملًا كما يؤديه رجل. أيـُطلب من إنسان ما لم يكلفه به خالقه ؟! و لهذا تعمل المرأة في التدريس بشكل جيد. فالأنا الأنثى أقل تضخم من تلك الذكورية و بوسعها أن تشكّـلهم برفق عوضاً عن الحفر العميق الذي يقوم به الرجال من المدرسين.
كنت أتسوق فإذا بصاحب المحل قد وظّف رجلاً ، يضيق تململاً بمكانه و طلباتي . مكان لطالما شغلته أخته برحابة نفس .
لم أرَ رجلاً يسره الحبس في مكان ضيق لا يعدوه! طبيعة الأمور و لن تجد لسنة الله تبديلاً.
مالك المحل يتركه فيعقد الصفقات ثم يجني ثمار سعيه. (حلال عليه فلم أنازع يوماً أهل الأمر أمرهم) ، أما العاملة فلها مكانها لا تعدوه.
و قد وجدت الرجل يعمل ما يزين الرجل أن يعمله و لن تجد إمرأة عاملة إلا حيث يلزم أن تعمل إمرأة.
المفكرة 28-03-2011, 01:56 PM (3)أرد .. لا أرد ؟!
أجلس إلى حاسبي دأبي التردد مثل كل عاداتي المزمنة ، يفر الوقت بعيداً ولم أحسم أمر الكتابة ، و إذ أهم .. يأمر الصغير: انصرفي عن الحاسب و افتحي ملفي لأكتب اسمي . هل حدثتهم عني؟ حدثيهم عني مرة أخرى. يلفني حول أصبعه و يعكس اتجاه حركتي.
ألومني فتعرض عني، تستنكر شكواي تزعم أن نصيبي في نفسي أقل من أنصبة من حولي ، متى رأيت للمرأة أمراً غير ذلك كي تعتريك الأنانية فتطاوعيها ؟ للكتابة وقتها.
و عندها أكمل ذاك النقاش عن عمل المرأة . يروعني أنني طرف في نقاش ، لم اعتد أن تناقش النساء ، و من تناقش ، تكسر إجماع نسائي غير منظور بأن لا نناقش . لا تراعِ ، فالنوازل فرضها الصبر و التأسي لعل ذلك يفضي لموضع و لو أني أشك بقوة !
لأتحدث إذاً عن المرأة ، عن عملها .. فقط لأوشي مقالتي أولاً بخيوط الخيال و المحسنات . بعض كياني أو لعله ما اعتدته فقط .
قرأت رداً على ما كتبت.. كلمات كطلقات مدفع ، روعتني قليلاً . نادت الأشياء في حجرتي: لا تراع ِ. أنظري ، كلنا بعض أيادي رجال، القوة و الحيوية ، لا تنكري ! أو لو كانوا كما ضعفك و وداعتك تلك ، أكان يكون لك ما تفخرين به و تنتفعين ؟ أشقاهم صنعه عمراً مديداً ، أما أنت فاكتفيت بالإشارة فجئناك على عجل.
أصابني حماسه بشأن القضية بنظيره فذهبت إلى عملي أتوقد لنقاش القضية المهمة مع زميلاتي. قطعت ورقة صغيرة و نقشت بخط منمنم أسئلة مهمة: لماذا تعملين؟ و ما الأمر الذي يجعلك تتركين عملك؟
طالعن الورقة برهة باهتمام و أنا أجلس لمكتبي أؤدي ما تكرر من العمل لزوم ما لا يلزم. تناهت إلي ضحكاتهن و همساتهن ثم تركن الهواء يضيعها ، جزاؤها العادل لأنها جعلتهن يقطبن قليلاً قبل أن تنفرج أساريرهن مرة أخرى.
أأعيد طلبي، ألح عليه؟ لو كان الأمر يعنيهن حقاً لأبدين اهتماماً أكثر و الإلحاح في عالم النساء جريمة لا تغتفر فالأمور مسارها الراحة ، لا نتدخل لنشكلها ، لعله كسل و تراخي و لعله بعض طبيعة النساء.
أتدري لماذا كتبت ؟ فقط لأخبره إذ يكبر . خشيت أن يضل بين كتابات الرجال، قلت عقل إمرأة حانية يحفظه ، ينتهي أمره بالنسبة لي ، فتعترض أصابعي مطولاً ثم تعلن الإضراب يكتمل شهوراً و أطول ، تتساءل بعمق : لمن أخط حروفي؟ لمن لا أعرف في عالم افتراضي غير موجود في حسي.
يزعمون أني أودها مساواة . و لا لفظ كهذا في قاموس عقلي . أفتش عنها مجدداًُ في تشابكات أعصابي ، تعود إجابته بلا لبس ، لم تمر بي قبلاًَ ، أطلب منه أن يكرر البحث مجدداً .
_ إليك إذاً حيثيات بحثي و أصدري ما شئت من الأحكام ما دام حكمي لا يرضيك.
ملايين ملايين الخلايا في الجسم البشري ، لا تتطابق اثنتان منهما و إن تشابهتا . تغيير مستمر كيف يستوي هو و المساواة التي تقتضي الثبات ؟ أما أفعال أهلك فإليك الصورة الآتية مما اختزنته : تنتوفة مال طلبتها من والدي آخر الشهر ذاك الذي يحيل الراتب كالعصف المأكول .... رفض فتحفظ فمناولة بعد وعد مني بردها حين ميسرة. صورة أخرى، زمن قريب من هذا يضاعف لأخي العطاء ألف ضعف.
******************
المفكرة 29-03-2011, 05:44 PM (4) لو تنسقان سوياً يصفق لهما الجميع !
نتجاذب أطراف الحديث في المدرسة ، فقد أثقل حملها و مولودها يرى النور عمـّا قريب. أتراها تستمر في عملها ؟ ينمو بداخلها رويداً و يصاحبها في كل خطو، أتصحبه و قد خرج لعالم جديد مليء بفرص الهلاك لطفل وليد؟
نتقارب أموراً كثيرة و أتقدمهن قليلاً و أعلو عليهن بعض درجة لا تتيح لي أن أبدي رأيي في العمل وحدي . لكننا إذ نجلس سوياً لا نتمايز ، هكذا أمر النساء (كما تتوسطهن من تؤم الصلاة).
تتداعى خواطرنا حولها نرسم ما يصير رؤية عقل : ألن يكون النزول به مبكراً؟ ألا يحسن بك أن تبقي قليلاً في البيت ريثما يشتد عوده ؟
تبدد حيرتنا بوضوحها بعض شمائلها : الشتاء برده يتلاشى و عملي يرافقه اليسر . (يسر بعضه تدبيري، عملي يمتزج بالشخصي حد السواء ) .
_ و إذ يطلب زوجها منها الراحة في البيت ، على الأقل بقية العام ، تخبره أن الرحرحة في البيت أكثر ضرراً من العمل . تتساءل : فيم البقاء في مكان هجره البشر لكل زعم ، أيكون ترقب من لا يعود قبل منتصف الليل أم لأولاد تسبقهم عودة للمنزل بوقت تجهز فيه احتياجاتهم؟
أشير إلى أن الأيام ستبرز القرار السليم ، ترسم حوله هالة منيرة تقول دونكم فخذوه و اعملوا به.
كلنا نعينها على مسؤليتها فكلنا نساء نحس الشوق لرضيع ، نحمله ساعات لا يشقينا بكاءه و همه و وجله و فزعه و قلقه من عالم لا يعرف منه سوى حضن أم رؤوم.
أيتكلم الرجال حين يتكلمون عن النساء أمثالنا (هذا ما أعرفه فقط) أم يخيل لهم نساء كجودي فوستر و نادية الجندي؟ لغة الحسناوات المغايرة مؤكد تقلب كل الموازيين!
المفكرة 01-04-2011, 08:16 PM (5) ما يلي يؤلمني .. فقط لعل أحداً يحتاجه
انتبهت من إغفاءتي فجأة ، وعيي مشتت، إحدانا ضغطت زراً لعلها هي التي وضعت السماعة على أذني لأستمع لأذكار الصباح تنطلق من الحاسب ، جهاز يشكل وجودي هذه الأيام.
تزن في أذني حتى يتلاشى عقلي في ضجيجها :
نامي .. نامي .. نامي ، لن أواجه أحداً اليوم .. اليوم بالذات ينقلبون ضدك .. حانت منيتك .. لا لن أذهب لهذا العمل مجدداً.. لا قبل لي به .. لن ترغميني على ذلك اليوم!
تناتيف من الذكر تمر بأذني كلما تعبت من كثرة العويل في أذني . اليوم أمرها زائد عن الحد ، ما الذي أغضبها هكذا ؟ سدت باب اليوم بطوله أمامي!
في لحظة قوة قلت لها سأستخير المولى للوصول للقرار الأمثل بشأن الخروج اليوم ، لنستأذن مالك اليوم المولى سبحانه و تعالى . هدأت و انزوت زمناً ريثما استجمعت أفكاري عما يخفض وجودها و يلغي صوتها. التلبينة: دقيق الشعير أطهوه في اللبن تغمره القشطة و أحليه بالعسل و لدي مؤنة من كبد لم يكتمل نضجه، غارق في دمه، يجهز عليها بالتأكيد، مجرب ... نسيتها و أنا أواصل استعدادي .
خاب ظنها فقد ذهبت لعملي و أنجزته بطيب خاطر رغم أنف خلل نتنفسه يسد مسارات الإدراك و العاطفة و الأمل ، أبوابه تفضي لظلمة .
تذكرتها إذ عدت للبيت . واجهتها شامتة : كذبت ، مر اليوم بسلام ، أسباب القلق انتفت ، أبواب للشر غلـّقت، أبدلت نوافذ نور و محبة. موكبي يتحرك، إن لم يصل بر نجاة فسأغيره ، لكن ليس الآن. فالكثير معلق بذاك الدماغ ، ابقه صافٍ .
التعب تركها تلفظ أنفاسها فلم تحر جواباً . و أنا لم أعد أبالي بقطعة الطين تلك و لا بها!
أما ذو الدراسة العلمية النفسية و الحس النبيه و النبض الحي (حس رجولي لا أقبله كإمرأة على علاته) فقد طلب مني أن لا أطاوعها أو أترك عملي لأجل صوتها ، يزعم أن الأمر مع العمل أهون . قال ذات جلسة : لا مسار يفضي لباب الشفاء بل نبحث عما تصير به الحياة أفضل (لحسن حظه أنه لم يرَ وجهها العكر!)
أحياناً توسوس بالخلاص من الطين تعد بالخلاص من الألم إذ أحقق لها طلبها.
أخبرها أنه لا يحق لي أن أبدد ما لا أملك .
تعاند: لا شأن لي ، تصرفي! أتركها و شأنها رغم الإرهاق يغمرني فيض إصرارها و صريرها .
عضوة قديمة 01-04-2011, 08:44 PM ماشاء الله عليكي بجد!
بس خلي في مسافات أكثر وسط السطور حتي تكون اسهل للقراءة..
وعجبتني أوي (ارد او لا ارد )
تقبلي مروري يا فنانة
ranod 01-04-2011, 09:20 PM صديقتي انتي رغم اني لم أرك وبعيد عن المنال رؤيتك
جمعني بك الحب في الله يزيد يوما بعد يوم
دعائي بظهر الغيب .... جعله الله في ميزان حسناتك ما تسطره يداك
ranod 01-04-2011, 09:22 PM صديقتي انتي رغم اني لم أرك وبعيد عن المنال رؤيتك
جمعني بك الحب في الله يزيد يوما بعد يوم
دعائي بظهر الغيب .... جعله الله في ميزان حسناتك ما تسطره يداك
المفكرة 01-04-2011, 09:42 PM عضوة قديمة و رنود أكرمكن الله و حفظكن و أهليكن من كل سوء ، بعض جمال كوكب النت أنه من وراء حجاب.
في حفظ الله ، ألقاكن على خير.
المفكرة 05-04-2011, 05:44 PM (6) ما الذي تعمله فيشغل بالهم لهذه الدرجة..؟!!
اليوم مددت جناح رحمة على من حولي و أعنتهم فيما لا يقدرون عليه ... زينت الوجوه بابتسامات ... طردت قلقاً لا أرانا الله وجهه القبيح .. و بين هذا و ذاك أزلت أكداسًا تعرقل مسار الناس فتحركوا . عمل يلزمه امرأة ، ماذا يفعل إن أتيح له مكاني ؟
لا ، لم يلفت انتباهه ضعف حالهن و خفوت أصواتهن.. انشغال بذاته صوتها ضجيج. على أي لا تشغلوا بالكم فلا تغيير الآن.
المفكرة 28-04-2011, 08:21 PM (7) لا تعمل..؟
حضر خلاف، الأخ الأصغر لنقاش فهما لا يفترقان ، لكن عطلة الإسبوع أحضرت بعض عطر مزاج و هدوء بال لا يكدره جفاء العمل، إليكم المسك امزجوه بأنفاسكم ثم أقبلوا .
استقبل من أرهقهم عناء العمل، فيجدون أذناً صاغية و قلباً حاضراً و تعاطفاً ملأ صحراء الهجر . تزودوا فما أسرع ما يـُؤذن لرحيل.
الأستاذة ام فيصل 28-04-2011, 11:46 PM بارك الله فيك وزاد الله من فكرك النير
تحياتي
عبد العزيز الشراكي 29-04-2011, 11:38 AM الأخت الفاضلة / المفكرة
شفاك الله ، وقدر لك السرور ، حتى في المرض هناك فوائد يتحصل عليها الإنسان ،هناك نساء كثيرات أفضل في العمل من رجال كثيرين وهذه حقيقة مستقرة ، أعتقد أن مسألة عمل المرأة باتت محسومة لصالح العمل . وفقك الله دوما وأعادك إلى العمل بأسرع وقت .
المفكرة 01-05-2011, 09:54 PM الأخت الفاضلة / المفكرة
شفاك الله ، وقدر لك السرور ، حتى في المرض هناك فوائد يتحصل عليها الإنسان ،هناك نساء كثيرات أفضل في العمل من رجال كثيرين وهذه حقيقة مستقرة ، أعتقد أن مسألة عمل المرأة باتت محسومة لصالح العمل . وفقك الله دوما وأعادك إلى العمل بأسرع وقت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.( رواه الترمذي وقال حديث حسن).[/color]
جزاكم الله خيرًا.
أصل إلى ما ذكرتَ ، فقط طريقي أطول كثيرًا لأنني مفكرة ، هو دوري في الحياة .
المفكرة 01-05-2011, 09:57 PM بارك الله فيك وزاد الله من فكرك النير
تحياتي
جزاكم الله خيرًا و سدد خطاكم.
المفكرة 01-05-2011, 09:59 PM (8) لا تعمل..؟
أحضرت الإدارة ورقة و طلبت مني ملأها بأسماء المدرسات ممن تقبل الحضور للمدرسة يوم الإجازة لتدريس من لم يجتز الإمتحان من الطلاب. أغرتنا بعطاء وافر.
لمحتْ في وجهي تردد و قلق و تخوف ، فألحت قائلة: الأمر مهم.
عرضت الورقة عليهن و لم ألح ، فأعرضن عن الفكرة مجملاً ، بانتظار إذن رجل البيت ، بقيت الورقة فارغة من أي اسم.
عرضت الأمر على المدرس .. لم يطل تردده و لم يمانع .
لكن أمرك ليس إلى يا زميل بل لإمرأة أخرى، تخوفت من قصور في نواحي عمله ، قلت: هذا موضع لرجل، جاء و طلب منها المشاركة في هذا العمل، سقطت بقايا تردد و حسم الأمر بإلحاحه فملأ اسمه الورقة.
المفكرة 02-05-2011, 10:08 PM (9) أم تعمل ..؟
سألتني على استحياء : ساعديني بمال في شراء ثياب المدارس لأولادي ، دين يرد حين ميسرة.
اعتذرت فنهاية الشهر أقبلت ، تلك التي تنظر إلى ما بقي من راتب الشهر فتضعه في صندوق لشراء جاموسة عشر يعطي زمامها لأم أيتام . أمر فرغت منه .
حين أصير إلى نفسي ، أعيد النظر في طلبها ، فخمسة أبناء يأكلون الأخضر و اليابس .
أفكر كيف يمكنني أن أدبر الأمر .
أبحث عن النقود تتخفى هنا و هناك .. في إسورة ذهبية تزين يدي تعلن مكانتي الإجتماعية و الإقتصادية على الملأ، أو في مصاريف أنوي صرفها فلا أفعل ، في القديم غنى و كفاية.
أتصرف وأعطيها و أدعو المولى أن يفيض علينا من عطائه و أن ييسر لي العطاء . امتحان من مولاي، أود الفلاح فيه .
نمط معتاد حيث تكثر الحاجات و يشح العطاء ، كل يقول نفسي نفسي . لتنفعهم أنفسهم في يوم لا ظل فيه إلا ظله يبسطه على من أعطي، لم يشغل باله بما أعطاه حتى نسيته شماله!
الأستاذة ام فيصل 03-05-2011, 07:18 PM عطاءك جميل يامفكره ربنا يبارك فيك
تحياتي
ranod 04-05-2011, 04:40 PM اسعدني التعليق بعد اثنتين اعتز بهما المفكره واستاذه نغم
احبكما في الله ف ادام الله عزه ورحمته علينا جميعا
المفكرة 08-05-2011, 02:38 PM أطايب الكلام ينسكب منهن ، رضا الله مرادهن ، عسى الله أن يوفقهن جميعًا لما يحب و يرضى ، يحجب عنهن سوء البشر و يحمل إليهن خيرهم.
المفكرة 08-05-2011, 02:39 PM (10) لا .. بل تعمل
استيقظت اليوم بشق الأنفس ، نفسي تمرد بلا حدود : ما الذي يغريك باتخاذ وظيفة ثابتة؟ يعييك أخذ النفس.. الكلام مشقة ، الحركة ثقل ، المناقشة إرهاق ، من كان هذا حالها لماذا تسأل أين حظ نفسي في هذا العالم؟!!
لن أعمل هو قراري النهائي .. تلتقط أذني أحاديث و آيات بوضوح ، تشدني من أذني كي أسمع . أنزله على خير خلقه لك : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين) آل عمران 142
حكم خير خلق الله صلى الله عليه و سلم أن من يخالط الناس فيصبر على أذاهم خير ممن يعتزلهم ، لم استثنيت نفسك منها؟ ( ركون للدعة و السكون .. أقدسه ، أهيم به أمداً بعيداً)
أذكر عبرة في زمن غابر ، عن أعمى استأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصلي في بيته بعيداً عن الناس لأن أحداً لا يصحبه للجامع . يأذن له الرسول صلى الله عليه و سلم ، ثم يسمعان النداء فيقول أعرف الخلق بالحياة ، أجب النداء .
ألا ترين أن لك نصيب من كل أمر من أوامر الشرع ؟
لم تستثنين نفسك من كل أمر شرعي ؟
_لأنك إمرأة و لأنك مريضة و ضعيفة .. رائع ، رفعت عن نفسك كل تكليف !
أيصلح يوم الحساب أن تتعللي : أفتوني بذلك و علموني هذا ؟
أما أضاءت هدايته ، تشير في اتجاه مغاير؟!
المفكرة 10-05-2011, 04:25 PM (11) عاملة النظافة و مديرة المدرسة
مشهورة بالإنفعالات الحادة و الحلول القطعية ، تلقيها في وجه المشتكي فيذهله الحل المقترح .
هذه المرة الشكوى من طالب في الصف الرابع الإبتدائي بأنه فقد جاكت المدرسة خلال اليوم الدراسي .
فصول الرابع الإبتدائي تقطن الدور الثالث .
تتناقل الهمسات الخبر التالي : حرمت المديرة عاملة نظافة الدور الثاني من أجر شهر كامل لإهمالها.
ما المنطق في هذا العقاب ؟
تخبرني الهمسات أن الولد لم يكن متأكداً أين أضاع الجاكت ، ربما في معمل العلوم الواقع في الدور الثاني . نظافة المعمل مسؤلية عاملة النظافة تلك و بالتالي جاكت الولد مشكلتها و الخصم يطال مرتبها . إمرأة نقول لها حالة و نقصد أن لديها ظروف اجتماعية تستوجب الشفقة و العطف والتصدق عليها كلما أمكن ذلك لأنها من تعول أسرتها .
انتفض عجباً فهذا الولد في فصلي و أنا لم أحضر التلاميذ للمعمل في هذا اليوم . لا يمكن أن تكون العاملة هي سبب ضياع الجاكت ، في الحقيقة الأولاد ينسون كثيراً و تختلط عليهم الأمور أكثر .
لكن الهمسات و نظرات العيون تحمل من القلق ما يقول لا دخل لنا .
فقط على أحد أن يخبرها ، مؤكد لو علمت المديرة الوقائع المحددة ، مؤكد سيتغير حكمها .. يتجاهل البشر حماسي بنظرات غريبة ..
اليوم التالي تعلمني مدرسة ذات خبرة بالأمور أن مسؤول المعمل أخبر المديرة أن الطالب لم يدخل المعمل في اليوم المذكور و أنه لم ينس الجاكت هناك بأي حال من الأحوال . ثم إن ذلك لم يغير شيئاً .
أود لو أنصف مظلومة ، لا أعرف كيف، حتى الهواء يخبرني أنه لن يحمل صوتي للمديرة لو تحدثت في هذا الشأن!
حسناً إلى عاملة النظافة إذاً . إمرأة هادئة تنهي عملها كي تشغل باقي وقتها بقرآن ربها ، يؤذن للصلاة فتقوم لها ثم تستكمل عملها ، هكذا يومها فقط .
أجدها تنظف الفصل فأناولها ظرف فيه مبلغ مساوٍ لمرتبها الضائع ، استقطعته من مرتبي. أناولها المال فتشكرني.
تخبرني همسات أخرى أنني لست أول من قام بتسليم ظرف المرتب لعاملة النظافة . الظلم الذي وقع عليها ضاعف مرتبها مرتين !
المديرة ، حسناً أنقش خبرها في صفحة أخرى . فهذه الصفحة للعاملة ابتداء .
***********
(12)ذات صباح عمل
الخمول يرسم لوجهي صورة مرهقة في المرآة هذا الصباح ، طيف الكآبة يلون وجهاً أضناه الألم، يعلن ما بنفس يرهقها فكر لا يهدأ . أود لو تزين بالحيوية . أو شيء من ثقة تمسح عنه القلق . ابتسامة بدل طيف الهم هذا تزيد قدرتي على الفعل .
وضعت غطاء رأسي فالوقت يؤذن بانعدام التلكؤ و التفكير.
أنظر لوجهي في المرآة فألمح نوراً يشع بعيناي ، و ابتسامة تمس وجهي بلا تكلف .. أحسست بقربه فارتجفت ، سألتُ : من تكون ؟
....
لمَ أتيت ، فأيامي اعتياد المألوف ؟
....
أواصل الإستعداد و أتناساه ...
_ لا تخافي .
أرتجف ثانية ، أذكر ربي ، سترك يا حليم .
يستعرض ذهني شريط الخلاف مع عمالقة في العمل ، لو داستني إحداهن لأهلكتني . استغفر الله ، أعطيهن حجماً يفوق آدميتهن . حاولت أن أحس بحجمهن الحقيقي فلم أستطع تجاهل القوة و الثراء و السلطة . ما يهولني حد الفزع . أف لك متى تعقلين ؟!
أحضرتنا المديرة جميعاً في مكتبها لأجل شكوى ولد صغير من فصل أدرسه ، أنه لا يفهم دروساً لم يحضرها .. انشغل عنها باللعب في فناء المدرسة تحت بصرها ، و أخذت تصرخ و تسب نظام التعليم و الدرجات و الامتحانات ، و لم يعرف أحد كيف يهدئ من روعها .
الحاكم بأمرها تزيل بكلمة أي موظف من مكانه تصرفه إلى الشارع في لحظة أو تستقطع راتب الشهر كله بدون تحقيق رسمي و لا من يحزنون !
روعتهم جميعاً .
تركتها تغضب و أكملت ورد تسبيحي ما كنت أهم به قبل الدخول عليها . لم يصلني صوتها إلا قليلاً .
عرفت حجمها الحقيقي ، العالمانية المبجلة مفتونة بالديمقراطية الغربية و التطبيق صفر !
خفضت راتبي و أخذت مني الفصل ..
لا لم ينتهِ الأمر بعد ... أريد حقي .. من ينصفني ؟
تعاقب على ذاك الفصل أربع مدرسات ، لم تحتمله إحداهن . نحس أصاب الوظيفة ، بقي عالقاً بها .. البقية تأتي ، يأتيني خبرها عما قريب !
تلك فقرة كتبتها قبل أكثر من عام. زمن لزم لإعداد المسرح للمشهد التالي : وسائل الإعلام تسجل خروج مديرة المدرسة منها على رؤوس الأشهاد. كما تدين تدان فاعتبروا يا أولي الأبصار !
******************
الأستاذة ام فيصل 10-05-2011, 08:18 PM اسعدني التعليق بعد اثنتين اعتز بهما المفكره واستاذه نغم
احبكما في الله ف ادام الله عزه ورحمته علينا جميعا
بارك الله فيك وجزاك الف خير
فينك وحشتينا يارب تكوني بخير
وانا اعتز بك وبالمفكره
تحياتي
الأستاذة ام فيصل 10-05-2011, 08:26 PM كما تدين تدان فاعتبروا يا أولي الأبصار !
ولاتيأسو من رحمة الله
موضوع من الواقع
شكرا لك
تحياتي
المفكرة 11-05-2011, 01:54 PM كما تدين تدان فاعتبروا يا أولي الأبصار !
ولاتيأسو من رحمة الله
موضوع من الواقع
شكرا لك
تحياتي
كانت ثورة على الظلم من تسلط مديرة على أقدار العاملين في مدرستها بدون وجه حق ، رأينا عاقبته في زوال الظالمين ، اتركها عبرة لي قبل غيري و لكل من ملكه الله أمر واحد فلم يعامله بالرعاية و لم يؤدِ له حقه الذي له.
شكرًا لمرورك و تعليقك.
المفكرة 11-05-2011, 01:57 PM (13) بل مكانها البيت ، تربي الأولاد
لتبقَ في بيتها تربي أولادها .
ألم يلاحظوا أن الصبيان خارج البيت معظم الوقت و حبسهم في البيت معضلة تفسد ما بين الأم و ابنها؟!
لهم عالم واسع ، آفاقه أكثر إثارة من عالم البيت الضيق ، عالم لا تعوضهم عنه إمرأة مهما بلغ ذكاؤها و حسن تدبيرها . الله يعلم كم يصعب استدراجهم كي ينصتوا و يتعلموا .
أما الفتيات فهن في البيت مطولاً يمارسن تلك الأعمال الرتيبة ، التي لا تستقيم الحياة بدونها ، يضع لنا رجلاً مواصفاتها و معاييرها فنفصلها على مقاسه ، و جل المراد فسحة من اختيار أريح فيها عقلي من سأم التكرار .
ما وهم التربية الذي يزعمونه واجب المرأة تجاه أبنائها ؟ أيقصدون تعظهم ، مواعظ غير مجدية يسمعها الفتي و الفتاة (و لعلهم يقولون حاضر) ثم يمضي كل منهم إلى حال سبيله .
أيعنون أن تنظم أمور معيشتهم ؟
ألا تقوم بذلك المرأة العاملة ؟ غالباً بأفضل ممن لا تعمل ، فتلك التي تعمل ذات طاقة أعلى و همة أقوى
و لقد قررت أن أربي تلاميذي .
يا للهول ! أين موقع كلام ضخم تعلمناه قبلاً من التطبيق العملي ؟!
سراب لا طمع فيه لسقيا و أوهام لبشر عظمّـتهم و ملأت كتبهم مساحة ضخمة من نظام مخي فيما قبل. خيبة أمل ، ما قالوا غير قابل للتنفيذ لسبب أو لآخر.
أما الأبناء فهم معرضون عن عالم أعرفه ، يتطلعون لشكل جديد يرونه لدى الأجنبي ، لا يعرفون كيف يمزجونه بما عندهم . و مسار الزمن التطور ، لم يقف لأحد قبلاً ، أأنجح أنا ؟!
قال الأقدمون : حنـّطوا القديم ففي جثته الخير، أقله تباكوا عليه !!
أما الشرع فأمر بدفن الموتى ، و جميل الذكرى . أأسرق عمر أولادي و زمانهم ؟ لن أفعل .
ما العلاقة بين المرأة و التربية تلك التي طال الحديث عنها و أنها تبني الأجيال و أنها مدرسة؟ (طبعاً بلا دخل)
خذوها ممن بحثت الأمر مطولاً : مكونات وصفة التوجيه : صينية كيك و زجاجة ليمونادة و كتاب مثير عن موضوع علمي شائق مصور و مكتوب بلغة عربية فصيحة (أفضلها الأمريكي المترجم) و خبرات كثيرة تمر بي (لأنني أعمل) أتحدث عنها و أذن مصغية (بعض مواهبي النادرة) و كرة قدم أو يد (اليد أقل إثارة للمشاكل ) ، ثم أشدهم من الخلف بخيوط لا يلاحظونها فلا يحاولوا قطعها و أترك الأمور تسير مسارها و أتدخل في الوقت المناسب بكل التصرفات الصائبة فأقسم الأرزاق بالعدل ، أكافئ المحسن و أعاقب المسيء فيتعلمون مني العدالة و العطاء و الرعاية (مجربة و فعالة ، تذكروني في دعواتكم).
المربي هو الرب المولى الكريم الذي يربينا صغاراً و كباراً حتى يصلح حالنا و نتهيأ للقائه يوم المشهد العظيم.
إليكم كيف ربى الرب الحافظ مالك الملك خير خلقه : أعطته أمه لمرضعة فتركته يسرح في صحراء عريضة يقبل العزلة عن الناس قدر له و تنضبط لديه ملكة اللغة فتنضبط معها ملكة التفكير (أعظم ما يفسد شبابنا اليوم أن لا لغة لهم ، أمر يفسد الفكر)
لم ير أباه و ماتت أمه في سن صغيرة و تلقفه جده ثم عمه و تغيرت عليه الأيدي و الوجوه و لا ضير فالرب يكلأه و يرعاه ، رب البشر بل رب العالمين .
أما موسى الرضيع فألقته أمه في اليم . أمر لازال يروعني فأقول لها آمني فعلت أمه الحق . فتقول نفسي كيف ألقيه في اليم . خير لي أن لا يكون أصلاً .
ربـّاه فرعون أم إمرأته ؟ خطأ .. رباه رب السماوات و الأرض .
ماذا عن يوسف ؟ رباه المولى في منزل إمرأة حالها معروف . وقاه ربه السيئات و صرف عنه كيدهن .
لماذا يعطونها دور الإله إذاً ؟ هي من تربي و هي المدرسة و هي .... ؟!
حال ابن العرب ، يبحث عن كبش فداء كلما اجتاحت البلاد المشاكل . يروعه الفساد ، النساء هن السبب إذ خرجن يعملن .
البطالة منتشرة ، النساء أس الأسباب .
الإقتصاد متخلف ، نون النسوة هي السبب .
و لصق التهمة بهن حل بسيط لما هو معقد يشمل ملايين العوامل!
و نعم الحل ! فهي لن ترد أن الأمر ليس إليها . (هذا حكم خالقها : " أو من ينشأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين." على حاسبي مادة تملأ مئات الصفحات ، أتريث شهوراً قبل نشرها ، ألملم الشجاعة من أنحاء نفسي ).
أكتفي بهذا التمرد على المعتاد !
ranod 11-05-2011, 05:36 PM يا الله اقشعر بدني وانا اري العباره بعيني
كما تدين تدان فاعتبرو يا اولي الابصار
من يحسب حساب دينه ومن يخاف من هذا الدين؟
يارب سترك يا الله
المفكرة 13-05-2011, 07:44 PM يا الله اقشعر بدني وانا اري العباره بعيني
كما تدين تدان فاعتبرو يا اولي الابصار
من يحسب حساب دينه ومن يخاف من هذا الدين؟
يارب سترك يا الله
وقعت على هذا النحو تمامًا . نحيا في بلد لا تؤمن بالثواب و العقاب ، لكن ذلك لا يضيع أجر من أحسن عملًا فرب الخلق الذي خلقهم بالمرصاد لمن أساء و المثوبة لمن أحسن. و تبقى من يعمل مثقال ذرة خيرًا أو شرًا يره حق نراه كل لحظة.
جزاكم الله خيرًا و وفقكم لما يحب و يرضى.
المفكرة 13-05-2011, 07:46 PM (14) لأكمل ما بدأت
قابلتني مشرفة في طرقات المدرسة و أعطتني ورقة و طلبت إمضائي ، قلت استلمتها أمس و وقعت بالعلم. وقفت إليها لحظة أتعرف على اسمها الذي لم التفت إليه قبلاً . و إذ اكتسبت أهمية ، تبسمت و اتضح بهاؤها و نباهتها كالغربيات اللاتي نغرقنهن إطراء .
لمحـَت تفاهماً فأكملتْ : و لا يلزمني أن أمر بأي حجرة فقد سبق لي أن وزعت تلك الورقة عليهن . وافقتها ، فالجميع وقّع بالإستلام . انصرفت شاكرة فقد رفعتُ عن كاهلها عبء اللف في مكان فسيح ، الشتات قدر أصحابه و العثور عليهن ليس بيسير .
أهذا موضع الخلل ؟ أنها تعمل بلا عقل في العمل و البيت ؟
ميزة المرأة الطاعة المطلقة بلا مناقشة . كي تبقي العجلة دائرة أياً ما كان اتجاهها .
نظام الأمور ؟!
لا .. بل خطوات تحدد مسار حياة البشر .
أفي جعبتي المزيد ؟
رأس مثقلة بالهموم تلك التي تعلوني ، تخرج الكتابة بعض بنات الفكر للنور و تقضي على الباقي بالفناء.
المفكرة 14-05-2011, 02:16 PM (15) اليوم أربيه أم يربيني ؟
قال صغيري انظري ، و قد عوّدته أن أنصت له و أن أتيه بجهده كائناً ما كان حتى يكتفي و يتركني لأنه "مشغول" على حد تعبيره .
جلست ، كلي انتباه كي أعي تفاصيل حركاته السريعة .
قال :" أنا إعصار" ، ثم دار بسرعة و قوة. صفقت له بحرارة حين انتهى ثم طبعت قبلة خفيفة على شعره، قلت أحسنت .
انصرف .
انتهت التربية.
هكذا أربيه أم يربيني ؟
(صحبة بالمعروف ) مصطلح أيسر للفهم ، هكذا دونما حاجة لترك عملي .
المفكرة 15-05-2011, 03:21 PM (16) لحسن حظه أنها تعمل !
شاب أصواتهن الخفيضة التوتر ، بالكاد أدرك ما يقال ، ألقى الفضول في نفسي القلق فسألت من غيّر الأمور عن سيرها المعتاد ؟ قلن أن المدير ينوي إقالة مدرس ، طلب منه تسليم فصوله لإحدى المدرسات و ترك عمله دون أن نفهم لماذا .
غضبت و لا أدري فيم فهو لا يعمل معي و لن أنال من فصوله حظاً . لكن نبضي يحزر السبب . البارحة اجتمع أولياء الأمور بالمدرسين و الإدارة و كان لفيف منهم يحيط بالمدير .
لا أحب أن أتأول الأمور لكنني أحياناً أقول حقاً .
قلت على عجل : هؤلاء بعض أولياء أمور طلاب ضعاف لم يجتازوا الإمتحان بنجاح ، قالوا لنغير المدرس، رجل بقوم بواجبه كما هو مطلوب منه ، يحبه طلابه و يحترمونه و امتحان الشهر القادم مقبل على عجل يلحقنا بعد إسبوع ، التوقيت لا يسمح بالتغيير . احتدت نبرتي ثورة على الظلم .
برز صوت من سيوكل إليها عمله قائلة : أبدى تلاميذه إعجابهم به و أسفهم عليه ، ألا يمكن أن نسانده ؟ كلنا نأخذ صفه ، نذكره بالخير و نشيد بعمله ، دخلت رئيسة القسم للمدير و تحققت من الأمر ، كان كما قلت ، أشادت بالرجل و أعادت له حقه وفصوله . و عادت الأمور سيرها المعتاد قبل الهوجة .
المفكرة 16-05-2011, 05:07 PM (17) لحسن حظهم أنها تعمل !
اليوم إجازتي ، أستريح من عمل مضني ، يطرقن بابي : برجاء أن تذاكري لابني فتفلته يشقيني ، لا يجلس لكتاب و لا يحفظ كثيراً و الإمتحان مقبل ، لا أرد طالباً و لا آخذ أجراً و لا يمر ببالي أن أمه التي لا تعمل أولى به مني .
اليوم درست 5 أولاد ، مناهجهم متنوعة ، ثلاثة في الصف الأول الإعدادي ، و صغير في الرابع الإبتدائي جلست معه 3 ساعات حتى احتقن حلقي ، أحدهم صغير لا دراسة عليه بعد ، لكنه ظل أخيه لم يعجبه أن يستأثر أخوه بانتباهي فلفته بأن أتلف ما حوله ، و أنا عالجت ذلك برفق ، أحدهم في الشهادة الإعدادية المقدسة و لم يجتز الامتحان ، ظل يشكو لي كرامته المبعثرة جراء علقة سخنة جزاء نتيجته العكرة ، تركني بعد ساعة من التشكي لأنه مشغول .
أول ما يخطر ببال الصبيان إذ يجلسون لإمرأة أن يجعلوا منها تسلية أو يستعرضوا أمامها ، و أنا أريهم جانب خشن لا أحبه لكنه يؤدي المهمة حين أحتاجه.
أرأيتم تلك الأسطر ، أسوار حبسوا فيها الحروف ، أرأيتم كيف ننطق كل حرف و كيف تستوي كل كلمة في نظم مع أهل بيتها ؟
صوت المؤذن يقطع درسي ، الصلاة أولى من نبض القلب ، وقفت على وضوئهم و صلاتهم في الجماعة حتى انتظموا تركتهم يؤمون و تناولت القيادة وراءهم ، حركتهم حيث أريد ، صلاة و أخرى ، و درس تلو أخيه .
سبع ساعات متواصلة ، الإرهاق يسلبني أنفاسي .. أما الرجل فيقال له بعد عناء يوم شغل : يعطيك العافية ، أما أنا فقيل لي تسليت أليس كذلك ؟!!!
الأستاذة ام فيصل 17-05-2011, 09:02 AM (17) لحسن حظهم أنها تعمل !
اليوم إجازتي ، أستريح من عمل مضني ، يطرقن بابي : برجاء أن تذاكري لابني فتفلته يشقيني ، لا يجلس لكتاب و لا يحفظ كثيراً و الإمتحان مقبل ، لا أرد طالباً و لا آخذ أجراً و لا يمر ببالي أن أمه التي لا تعمل أولى به مني .
اليوم درست 5 أولاد ، مناهجهم متنوعة ، ثلاثة في الصف الأول الإعدادي ، و صغير في الرابع الإبتدائي جلست معه 3 ساعات حتى احتقن حلقي ، أحدهم صغير لا دراسة عليه بعد ، لكنه ظل أخيه لم يعجبه أن يستأثر أخوه بانتباهي فلفته بأن أتلف ما حوله ، و أنا عالجت ذلك برفق ، أحدهم في الشهادة الإعدادية المقدسة و لم يجتز الامتحان ، ظل يشكو لي كرامته المبعثرة جراء علقة سخنة جزاء نتيجته العكرة ، تركني بعد ساعة من التشكي لأنه مشغول .
أول ما يخطر ببال الصبيان إذ يجلسون لإمرأة أن يجعلوا منها تسلية أو يستعرضوا أمامها ، و أنا أريهم جانب خشن لا أحبه لكنه يؤدي المهمة حين أحتاجه.
أرأيتم تلك الأسطر ، أسوار حبسوا فيها الحروف ، أرأيتم كيف ننطق كل حرف و كيف تستوي كل كلمة في نظم مع أهل بيتها ؟
صوت المؤذن يقطع درسي ، الصلاة أولى من نبض القلب ، وقفت على وضوئهم و صلاتهم في الجماعة حتى انتظموا تركتهم يؤمون و تناولت القيادة وراءهم ، حركتهم حيث أريد ، صلاة و أخرى ، و درس تلو أخيه .
سبع ساعات متواصلة ، الإرهاق يسلبني أنفاسي .. أما الرجل فيقال له بعد عناء يوم شغل : يعطيك العافية ، أما أنا فقيل لي تسليت أليس كذلك ؟!!!
موضوع جميل ومن حياتنا اليوميه وعجبني كثير وهو رد جميل الى الذين يرفضون عمل المرأة
صديقني بعض الرجال ينظر للمرأة على انها خلقت من اجله ولراحته فقط وهذه انانية كبيرة
وهناك امثلة كثيرة لدور المراة وماتقوم به بالاضافه الى خروجها للعمل
المراة العامله تستفيد اكثر من الوقت وهي تسخره في خدمة الاخرين سواء في عملها او بيتها
ولايوجد عندها فراغ لكي تقتله في مراقبة الجيران او المسلسات التلفزيونية اللي معظمها فارغه
لااحب ان اطول
بارك الله فيك وجزاك الله الف خيرا
مع مودتي ومحبتي وتقديري
المفكرة 17-05-2011, 07:39 PM موضوع جميل ومن حياتنا اليوميه وعجبني كثير وهو رد جميل الى الذين يرفضون عمل المرأة
صديقني بعض الرجال ينظر للمرأة على انها خلقت من اجله ولراحته فقط وهذه انانية كبيرة
وهناك امثلة كثيرة لدور المراة وماتقوم به بالاضافه الى خروجها للعمل
المراة العامله تستفيد اكثر من الوقت وهي تسخره في خدمة الاخرين سواء في عملها او بيتها
ولايوجد عندها فراغ لكي تقتله في مراقبة الجيران او المسلسات التلفزيونية اللي معظمها فارغه
لااحب ان اطول
بارك الله فيك وجزاك الله الف خيرا
مع مودتي ومحبتي وتقديري
أدعو إلى أن يعامل البشر بعضهم بإنسانية و أن يفكر الجميع قبل أن يصدروا أحكامًا عامة لا تنطبق على الجميع.
بارك الله أفكارك الناضجة و مداخلاتك الطيبة.
المفكرة 17-05-2011, 07:42 PM (18) لا تعمل قطعياً ، انتبهي .. حفرة ..
استلقيت فيها ، أتخفي من البشر ، أحيا فيها بلا مقاومة . لعل الستر أفضل مزاياها هو أسوأ عيوبها . اليوم تمردت قليلاً ، تململت في مكاني ، أنظر لفوق .
فزعوا من قلقي : ما الذي يجرى ؟ كل شيء على ما يرام !
و أنا تظاهرت بأنني لم أتخذ قراراً بعد ، مرت بسلام .
المفكرة 18-05-2011, 07:58 PM (19) لماذا هي بالذات ؟!
تناهت إلى ضحكات شباب الجامعة و حديثهم ، حيوية و قوة ، يجلسون أمام الدار حيث أتطوع بالتدريس . بينما جلست إلى ثلاثة أولاد في حوالي الثانية عشر من عمرهم ، أعيد لهم درس العلوم الذي تعلموه في المدرسة أساعدهم في حفظه .
قطع حديث الشباب درسي عن سمكة لها زعانف و خياشيم و ذيل ، و الدروس كانت أصعب بكثير في الماضي لكنها حظيت برجيم وزاري إجباري لتناسب خفتها عقول جيل اليوم ، و هكذا يفعلون .
تملكني خاطر بقوة ، فرض نفسه على أفكاري بجرأة أملاها الجو الذكوري حولي .
_ الشباب ذوي البطالة أولى منك بهذا العمل ، ألا يملأ أحدهم الكرسي الرابع ؟ فيطلع الفتيان على الموتور المختبىء أسفل غطاء السيارة ، أو يعلمهم كيف يصيرون رجالاً يكسبون أرزاقهم في عصر العولمة و المنافسة بين أسماك القرش ؟
لفت أحد الفتيان انتباهي ، كي أصحح ما كتب ، طردت الكراسة خواطري : استخدامك الخاطىء للغة أضاع المعنى ، نحوت هذا المنحى معهم جميعاً .... هذه واحدة .
عقلي يدبر الكثير بينما أعمل معهم ، أمر يشغل جزء غير هين من تلافيف قشرة المخ ، الآذان نقض كل نية عزمتها أبدلها بالتي هي أولى ، لنصل ِ مع الجماعة في المصلى ... (2)
عدنا ، و معنا الخلافات ، يحتج أحدهم : يغش مني .
شكواهما صوت العجز ، عجز عن الأخذ و عجز عن العطاء .
حلها المؤاخاة كتلك التي نفذها نبي الصحراء الكريم (صلوات الله و سلامه على خير بشر) ، هذا صاحبك و أخوك ، نخصص وقت لتعيد شرحها له ، ينصلح حال كلاهما بالعطاء و الأخذ (3) .
أما الرابعة فكانت بالحديث عمّا يعنيهم ، تعاطف أثمر تفاهم . لطف مزاجي و ابتسامتي أصابتهم بالعدوى ، فتبسموا .
أسباباً جعلت المكان لي و ليس لأحد الشباب النابه الذي قضى ساعتين في ما لايصح قوله في مجلس خاص أو عام . أسباب كافية كي لا أزدري مكاني و عملي .
المفكرة 19-05-2011, 02:29 PM (20) كل يعمل على شاكلته ، فيم المقارنة إذاً ؟!
بدأت هذه الفقرة لأختم بها مقالي ثم هجرتها زمناً حتى كتبت يد القدر لها نهاية طريفة بالأمس . رجاء ، لا تملوا بساطتي ، أنا في قلب القضية فعلاً .
حضر أستاذ اللغة العربية و القرآن ، حركة و صوت يتبعان حضوره، استعداداً للدرس . له صوت مليح إذ يتغنى بكتاب الله ، تعلم في الأزهر ، هذا الأزهر ينتشر نوره في الأرجاء .
هو من بنى بيتنا مع أخيه و هما يرددان القرآن و الأناشيد الحلوة ، صداها في الأنحاء .
أما اليوم فهو مدرس ، حضر يصقل نطق الولدين للغتهم المهدرة .
استمع له بعيداً عن مجال الرؤية : يتلو الولدان خلفه ، حازم ، لا يتنازل ، صواب النطق كذا و صواب الكتابة هكذا ، يتصرف الصبيّـان حوله كالرجال ، تفر منهما الجرأة على الخطأ .
تنضبط الأمور ، يترفق بهما ، يشتد إذ يرى منهما خروجاً عن جادة الصواب .
درس أصغرهما صغير . أما الكبير فيطول درسه ، الجملة الإسمية و الفعلية و الفعل الناقص و اسمه و خبره ......
الكبير ، تعجزه الكتابة و القراءة ، يجاهدها أربع سنين فتصرعه ، يسبب لنا هذا العجز الكوارث ، تفر المشاكل أمام الصغير ، شجاع له قلب رجل ، لا يضايقه أمر كما يضايقه أن يقال له أنت لا تقدر على ذلك لأنك صغير ، يزمجر و يقبض يده و يلكم بها من أعلن عجزه ! يأخذ الدنيا غلاباً ، مؤكد سيتعرض لعلقة سخنة من الكبير إذا أظهر مهارة في الدرس ، لكنه لن يداري قدرته ، فحبه للفخر يملأ المكان وهجاً .
المشكلة أن الكبير يجيد الإستماع و الحفظ ، ملكة يراوغ بها تنين القراءة ، و هو درس مصمّـم بحيث تسهل مراوغته ، تحكي جملة خبراً فترد أختها : أجل هو كما تقولين .
من السهل التنبؤ بما سيكون و حفظ الأسئلة و أجوبتها ، دون المرور بمنحدر القراءة الوعر ، داء يصيب أولاداً كثّـر .
أرسلته أمه لطبيب ليتأكد من سلامة قواه العقلية فوجده الطبيب أنبه ممن حوله ، و لكنها عين المشكلة بلا حل ، تطول أربعة سنين ، تأخذ منّـا جهداً جهيداً .
ترسله أمه تجاهي وقت العلوم ، إليكم معطيات الوضع هذه الناحية (وضع كل إمرأة إذ تعمل سواء كانت تنظف بيتاً أو تدير مؤسسة) :
1. افتش عن القوة و الحيوية ، أين تذهبان عند الحاجة ؟ لا أثر لهما بالجوار .
2. فجأة ضاق الوقت ، انجزي المطلوب في الوقت المستقطع ؟!!! أو بعد نهاية كل الأشواط و انصراف اللاعبين و الجمهور !!
3. التمرد يدك سفينتي ، يدفعني لإستخدام أسلحة لا أريدها لأخمد الثورة قبل أن أبحر لشاطئ أمان .
4. فجأة قرر الجميع مد يد المساعدة : الجدة : سأحضر له العشاء بينما تذاكرين معه ، دعيه قليلاً يستريح أمام التلفاز ، المسكين نعسان (هذا الخلاف يحدث أمامه) ، لا ينبغي أن يعلو صوتك على هذا النحو ، ما الذي جرى ؟ و هل تمر الأمور بسلام ؟
من الواضح أنها لا تمر ، سؤال يتخذ ذريعة لكل القوات الأجنبية للتدخل .
أصفق الباب صفقاً عنيفاً ، تكاد تنهد معه الحجرة و أملأ صوتي غضباً جباراً ، استحضره من فرقي عليه، فزع نسج إشفاقاً تجعد في حنايا عقلي على توأم روحي ، حب لا يعرف الإهانة و لا المخاتلة.
يرى المولى جزعي .... لا تخافي إنا رادوه إليك .
يصرخ حبيبي : ألا ترين أنني قضيت أربعة سنين أحاول فيها تلك المستحيلة : القراءة ، لا أقدر أن أتجاوزها ، تنزل دموعه ، تختلط بدموعي ، أقول لا عليك يا حبيبي ، أقبل رأسه امسح حزنه بيدي ، لا كان من يهينك .
ابذل جهدك كائناً ما كان ليكن قطرة و أنا علي ّ الباقي ، نتحمل بعضنا يا صغير و تمر .
أقرأ أنا ، بينما تستمع ، فكّـر معي .
أغيّـر محطة الإرسال إذ يعلن استسلامه .
أحدثه عن نبات ذي جذور و ساق و أوراق فيسألني ما الليزر ؟ يراه في الكارتون يفعلون به الأعاجيب ، و أولادي كانت دائماً لديهم هذه العقبة : كم من هذا الذي يرونه في التلفاز حقيقي، كم منه سراب ؟ عادة ما تكون لدي المعرفة التي تضع حداً بين الوهم و الواقع .
اترك النبات و أشرح ، أفتح النت و أريه صور الأجهزة و التطبيقات ، قليلاً ثم أزرع نباتاً في عقله ، هذه المرة يتقبله ، يرسمه و يكتب أجزاؤه و يستذكر وظائفها ، نطبق القاعدة التي اعتمدناها ، سيبذل أقصى ما عنده ، أحاسبه فقط على ذاك .
يقول : حين أكبر ، سيكون لدي مختبر لليزر .
أقول عن الإنضباط الذي يحقق هكذا حلم ، يفتح عينيه و يستوعب ، أخبره عن الجهد و الوقت الذي يبذله عالم يحمي به أمته على نحو مغاير ، فيريني قدراً عالياً من الهمة و الإنضباط ، يطالب براحة ، أما الآن فنعم ، اغمره احتراماً و مودة إذ انجز بعض المطلوب ، يعود الهدوء للمكان ، يضحك بينما يأكل ، ينصرف عن التلفاز و يحكي عمّـا يحدث له في المدرسة ، يذهب إلى بيته مع دعوات السلامة ، يتركني مكدودة ..... محتارة .....أفكر .....
أرادت أمه أن يستمر معه الأستاذ في الصيف ، جهد يلزمه ليجتاز امتحانات المدرسة بنجاح ، أما الآن فلا، يعلن الرجل انشغاله ، يدلهم المولى على من تكفله ، ينجزني وعده .
هذه المرة أزيل ركام الكتب المدرسية من الطريق ، ركاماً أثار غباراً خنق أرواحنا (لا سلّـم الله من آذانا على هذا النحو ، اللهم آمين عدد ذرات الحياة و جزئيات المادة و ضدها) .
لدي مادة تنبّـه الأذهان ، صائدو الأعاصير ، مغامرة جميلة لفتى صغير ، أجمل ما فيها أنها آمنة و علمية و مفيدة و المخاطرة بها محسوبة ، صورة و موضوع و أشخاص و هدف و نهاية جميلة .
ننتهي منها لنذهب في مغامرة صغيرة خاصة بنّـا ، نصعد طوابق البناية كلها حتى السطح وسط انقطاع الضوء و تواصله .... نصل السطح و نحن في حالة خفقان .... إثارة و ضحك ، ترى أين يضعون الستالايت ؟ فقدنا الإرسال و صائدو الستالايت في مهمة لإصلاحه ، نصعد نهبط ، نناقش التفاصيل بينما ضوء الكشّـاف يضيء وجهه الوسيم ، وجده و وجد سلكاً منفصلاً و توقع أن تكون هذه الإجابة فوصله ثم نزلنا لنرى ، هكذا مراراً حتى توصل للحل السليم بمفرده ، صفقت له طويلاً ، المهندس الصغير .
نصل البيت لنجد أخاه الأصغر قد عاد من الخارج و إذ يعرف ما حصل ، يرتمي على الأرض على بطنه و يأخذ في البكاء : كيف لم تنتظروني حتى أشارك معكم ؟
- الثياب النظيفة المكوية ؟!!
بالطبع الغد كان أمر آخر ، لا عليكم ، لنقف هنا بينما دفق الزمن لا ينقطع .
بعض مفردات كتاب الحياة ، أولى بالقراءة من منمقات كتبها نابهون تصوروا الأمور على نحو كامل في عقولهم ..... تيار الحياة يفيض على نحو مغاير .
المفكرة 22-05-2011, 05:57 PM (21) رب إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً
التاريخ : الأمس ، الحدث : تتخاطفني غيلان الهم ، تودعني سجن الألم ، تشغلني عمّـا حولي.
المكان : البيت ، المشهد : نساء المنزل يناقشن أمر النظافة فقد خسرنا الخادمة لعلل كثيرة ، نحن بعضها
النتيجة : يقع في قسمتي من الأعمال نصيب يتم تحديده لي على غير ما اختيار منّـي .
آه لو تعرف نفسي في هذه اللحظة أن لها يدان ، لعملت بهما ما تتحاكى به الأساطير ! تناديان : مجرد كهرباء ... ثم المزيد من الكهرباء ، أنين و ألم ، لا أدرك الرسالة ، ماذا يهم فليس بوسعي أن أنجدهما .
ينتفض الألم داخلي ، يصر : لا ، لن أشارك ، أحضروا خادمة أخرى . لا ألحق رفضي بأي مذكرة تفسيرية .
يتممّن المهمة بدوني بينما أغرق في النوم حتى المساء ، أتيقظ كي أضع في حياتي حياة : أصلي . ثم ينادون من هناك ثانية هيت لك ؛ الشوشرة في عقلي هذا المساء لا تُقاوم، استسلم .
أرتمي في أمان فراشي و أنادي النوم كي يعدم ما بقي من وجودي ، لكنه لم يحضر و أرسل بدلاً منه العتاب و الفكر و الهم . كلهن حضرن : الذوق و اللياقة و الكياسة و حسن التصرف و أخوات لهن غاية في التهذيب ، تساءلن ألم تجدي طريقة أخرى لحل الأمور ؟!!
أتعلل لهن : أعجبتني للحظة تلك الهيئة المنتظمة التي للرجال ، كيف ينتصف الواحد منهم لنفسه ، فيدين له الكل بالولاء و الإحترام بلا نقاش .
يبالغن في العتاب ، و أنا ألتمس الأعذار لنفسي ، يغلبنني ،
فأبكي ،
صدقتن .
أبحث عمّـا جعلني أتجاهل تلك الكيانات الراقية ،
أشد عزيمتي و أفتح كنزي و أردد : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شيء قدير .
يرد ببالي السبب ، لم آخذ التلبينة هذا اليوم .
اليوم التالي ، أنهض من نومي مسرعة إلى المطبخ فأعدها على عجل على أي حال . لا لن ينهب أحد مني يومي و لاعقلي و لا كياستي .
عند عودتي أصلح الأمور ، أصنع طعاماً شهياً لأهل البيت كلهم ، يقضي هذا المشروع على ما بقي من يومي و أمسيتي حتى النوم ، لا بأس راضيت الجميع .
أما الخادمة ، تأتينا واحدة عمّـا قريب تحضرها الروية بأمره .
بين النظرية و التطبيق عدة ملايين سنة ضوئية .
المفكرة 24-05-2011, 09:03 PM (22) إلى أين من هنا ؟!
أحاول أن أغلق هذا الموضوع نهائياً!! لكنه يتعطش للظهور ، لن يهدأ له بال حتى يقرأه أحدهم.
أقف الآن على مفترق طرق ، الفرع الأول يؤدي لتدريس الصف الأول الثانوي لعله ينتهي بتدريس الثانوية العامة ، حلم لم يراودني لغير ما سبب محدد أو لكل الأسباب التي تعرفونها ، أعرف أكثر منكم .
و ما أدراكم ما هذا ؟ طيف المشاكل يلون الوجود كل يوم ، طريق نهايته وادي يسكنه الجنون . و حس الكرامة العالي هذا الذي يعتق وجودي ، الذي لا يتناغم مع سيل الإهانات الذي نتحمله بصمت ، حتى يمر.
الفرع الآخر يفضي لوظيفة إدارية مكتبية ، لا ترضي ذوقي . عالم الورق كئيب حد الملل . تهمس فكرة الخلاص من المشاكل في أذني فيعلن الإدراك التمرد .
يقول العقل : لا مشاكسة ← لا تغيير ← لا رزق واسع كهذا الذي عندك ليس لغيرك .
و هناك الأصل : أن لا أعمل لسوء الأحوال الإجتماعية و الإقتصادية و كل العلل و العاهات التي تكون حول البشر، تكثر المشاكل إذ يكثرون .
كيف أمد البصر فأرى المستقبل قبل أن يقع ؟ أولي وجهي للذي فطرني مسلـمة : أنزلني منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين .
ربي أين المسار ؟ أين موضع الخطوة المقبلة ؟
أكثر الفكر ، لا أرى شيئاً . لا يهدأ لي بال حتى أتذكر أنه لازال قيد الإنشاء . تشكله خطواتي!
******
المفكرة 26-05-2011, 05:05 PM تنازل disclaimer
أيها العابرين بهذه الحواشي ، لسبب أو لإنتفاء سبب ، لخطأ أو لملل ، يا من تقرأون سطراً فلا يعنيكم أن تقرأوا التالي : لا جناح عليكم إن قررتم أنه سقط المتاع . ثم لتكملوا يومكم على ما هداكم . و إن أعدتم النظر ثم لزمكم منه شيء فكلوه هنيئاً مريئاً .
لكنكم بالطبع تعرفون ذلك!
توطئة
كنت أعبر طريقي و إذا ببصري ينطفىء لحظة على حين غرة ، فإذا بيد تقبض على ذراعي تعيدني إلى الرصيف بعيداً عن طريق سيارة مسرعة . انتظرتْ ريثما سألتْ إن كنت على مايرام ، و بينما أهز رأسي مؤكدة سلامتي كانت قد تبخرت في زحام الطريق . غريبة تدخلت فأزالت عني الغفلة ، حفظت حياتي على ما هي عليه.
لكل من قد يفوتهم بعض ما ذكرت ، فتحجب عنهم كلماتي ما قد يغير حياتهم ، إليكم دفعة أخرى.
(23) أخبار التغيير .... جمهورية
لنرجع بالشريط إلى الوراء عام ، ملامح الصورة : البحث عن عمل يفرخ عرضين متقاربين .
الأول
1. أقرب لمنزلي
2. الراتب أعلى
3. مسؤولياته الفعلية بين الطلاب أكثر و ما أدراكم ما هذا ! أمر نتجنبه في المدارس الخاصة فالإحتكاك مع طالب مهما صغر سنه و اشتد حيده أمر ليس بالهين !
4. المكان لازال قيد الإنشاء . خير اختلط بشر ، نقص خبرة قد يفرز أي اتجاه .
الثاني
1. أبعد قليلاً
2. الراتب أقل بقطعة من الأول.
3. أعرف البشر و أعرف الروتين أجل و أعرف ... و المشاكل .
4. عدد الحصص به أقل ، و اعتناء الإدارة فيه بالأعمال الكتابية أعلى .
لب العملين واحد و هو تدريس الصفوف الإبتدائية و الإعدادية و إعداد امتحاناتهم و الباقي يتم تفصيله خلال العام الدراسي حسب المقاس .
ألا يحدوكم طلب الكمال أن تتريثوا فلا تعزموا حتى تتأكدوا لأنفسكم ؟ لعل سعيكم يصيب الكمال في رمية واحدة ؟ هذا حالي ، أود لو يكشف سعيي حجب الغيب فأعرف أين تصيب موضع خطوتي القادمة الخير فلا تزل عنه.
ألم يطرأ عليكم بعد أن رميتم تلك الرمية الموفقة ، أن بدت لكم أمور غيرت رأيكم ، فرأيتم التوفيق عين الفشل و تمنيتم لو أنكم كنتم عدلتم عن الأول إلى الثاني ؟
يحصل لي ذلك ، يجعلني أكثر حيرة و تردداًً إذ اتخذ موضع الخطوة القادمة.
كيف أرسم خطوة على طريق يتهاوى تحت خطواتي فيتغير مساره ؟ و أحياناً تبنيه خطواتي تشكله في اتجاه آخر ؟!!
عالم الغيب و الشهادة ، ذا الجلال و الإكرام ، يا مطلعاً على السرائر والضمائر و الهواجس و الخواطر ، إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك و أسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر و لا أقدر و تعلم و لا أعلم الخير ، ما هو ؟ و أين أرضه ؟ و كيف يحضر ؟ و تعلم يا علاّم الغيوب ذاك الشرير شر . اصرفه عنّـا و اصرفنـا عنه و اجعل لي صبر على الأخ خير حتى يصل في وقته على مهله .
يطول الضباب شهر يلف أفكاري ، يلف المكانين فلا أرى أي منهما .
و أنا إذ أبصر ، لا أتردد ، اتخذ مكاني في السباق . استعد ... انطلق ... بالطبع أنا في المقام الأول .
و لكنني كلما استقصيت ، رأيتها أخلاط لا يتمايز العمل الصالح من السىء و أي محاولة لفصل هذا التوأم تنهي حياة عملي !
لن أقول أنني فضلت أحدهما على الآخر أو أنني رأيت ما أشعرني بارتياح تجاه أحدهما . يكسو الضباب خطاي . أحدب عيناي لأرى فيزداد بياضاً .....
ثم أرسم صورة أخرى : عام قضيته أبني مكاني في المكان . لا يعجبني ما هو موجود فأغيره لمّـا أراه أفضل في حدود صلاحياتي .
لكن ماذا أفعل بعشق البشر للتاريخ و التحف و الأنتيكات (و ال****يب) ؟!
ينظرون لي شذراً : إياك أن تلمسي منها فتفوته !
ثم يزيد الطين بللاً قبل شهرين من نهاية الطريق . يوم مفتوح يلخّـص العام ، يقتطعون شهرين من وقت الدراسة للإعداد له!! هرج عام بأمر الإدارة ! الفوضى تضرب أجناب المكان تحيله إلى نادي عام.
حسناً ، أيضاً لها حل ، استقبل يومي فأرى ما يصلح أن أفعله في عملي ثم آخذ بباقي الوقت إذناً يقتطع قطعة لا بأس بها من أجري ، و لا ضير . هذا هو المتاح حالياً .
و سيقضي البشر ساعات يتحدثون عن المرونة و القدرة على التكيف مع مجريات الأحداث ! بالطبع ما دمنا لا نعمل ، من حقنا أن نتكلم و نناقش كما يحلو لنا ! يتحدثون عن حمار عليّ ربطه حيث يريد صاحبه (لا والله ما علمت له صاحباً ، لعل الأمر إلي و أنا أماطل بحثاً عن صاحبه).
و ستأتي الإمتحانات دون تجهيز كاف و لا ضير . و سيمر ما حصل كما يمر كل شيء لا تدري أين أصحابه عنه .
على بر أمان ، يجلس الجميع يتعجبون كيف مرت الأمور على هذا النحو !
ينتهي العام بسلامة و يثبتني صاحب العمل في مكاني ، أرأس قسم العلوم فأدرب المدرسات و أضع الامتحانات و أراجعها و آمر و أنهى . نقوشات على نقولات و تفسيرات على حواشي هوامش التفسيرات!
لو شئت كانت اليسر ، عمل بمجرد الحديث عن العمل، لكأنما الرقيب يغفل لحظة !
لكنني من النوع النمكي (لا أعرف للكلمة معنى ، فقط يعجبني صوتها) ، يقال لي كثيرًا أنني مثالية (كائناً ما يعنى ذلك أيضاً) غالباً بقصد التجريح والإساءة اللذين أصابا قصديهما حتى ألقيتهما وراء ظهري مع ما ألقيت .
هذا التغيير ، تلاقينا ذات مرة و تصادقنا و منذ ذلك الحين و أنا أعرف سره ، أعرف كيف أستدعيه حين أحتاجه . أصفه لكم . أعرف أنه يقترب ممن يحلمون به ليل نهار ، سيرته على نفوسهم و عقولهم ، خطواتهم تقترب منه تلاقيه ، تستقبله على شوق ، تمنحه مكاناً يستقر به .
لا عليكم من العام الماضي ، كنت فقط أرسم الخلفية . الآن هاكم أهم ما في الصورة : أأرسمني في هذا الموضع العام القادم ؟
أتكفي صورتي أم أضيف لها صور من يحبونني و من لا يطيقونني و من لا يبالون بوجودي و بأي حجم أرسمهم ؟ أترى الصورة تكتمل بغيرهم؟!
مالك الملك و الجبروت ، رب الملائكة و الروح جللت السماوات و الأرض بالعزة و الجبروت ، يا حي يا قيوم ، إني أبرأ إليك من حولي و قوتي و ألجأ إلى حولك و قوتك ، لا أترك ما قلدتنيه حتى تأذن و تلك الحقوق و المسؤوليات منوطة بعنقي . أعلم تصرف الأمور على خير حال ، دبرتني من قبل . أعلم ، لابد من وقت كي يعيدوا حفر الأرض و تغيير معالمها .
و لازال الزمن يسيل ......
المفكرة 29-05-2011, 04:37 PM (24) محاولة في خاتمة .... لعلها تصلح
مدرسة جديدة ، يبنيها صاحب العمل و ينقل إليها جزء من الطاقم القديم و يترك مجموعة في المدرسة القديمة .
طبعاً أنا مكاني هو مكاني ، بعد أن يموت البشر لا يتغير من حالهم شيء .
أجلس إلى مكتبي فتصلني أخبار التغيير يشمل عاملات النظافة حتى طاقم الإشراف و الإدارة و الحسابات و الناظرة ! في يوم و ليلة ، تتناهى لي أخبارهن من خلف سور يحجزنا فلا تصل مدرسة للأخرى .
و سأتلقى الأخبار ، أخبار التغيير بطيب نفس كعادتي ، لا يعنيني الكثير من أمور هذا العالم. حتى أنفرد بي و أبدأ في مراجعة الحساب . تغيّـرن جميعاً .
أعرفهن ، هذا الطاقم الجديد . بوسعي الآن أن أبتسم فلا يعد ذلك خللاً ، و سأتحدث بعفوية فلا يشحذ كلامي سلاحاً ضدي و لن يعتبر أحد دأبي جريمة أجازى فيها بقصف مرتبي بعد الآن . و لا رقتي خور لا يليق . فأمزجتهن مزجت بمزاجي حتى تساوينا ، لا تعرف أينا أكثر رفقاً !
أترى التغيير يتركني و شأني الآن ؟
مؤكد لن يفعل ، أخبار تتوالى ، يحمل الشهيق أخبار التغيير فيزفر الهواء الخارج بتغييرها . لم نعهد السيد تغيير يأتي بغير الحركة و أشد ما تتضح صورته حين تتقطع العضلات من شد أوتارها لأقصاها!
**********************
المفكرة 30-05-2011, 05:35 PM (25)حل المعضلة!
المعادلة طرفان متساويان .
و معادلاتي غير متعادلة ، ناحيتي تلف لا أفقه مصدره حتى الآن .
أقلب الكتب بحثاً عن الحكمة ، تلك المتغيرات التي تكمل الشق الخاص بي من المعادلة .
أأخبرتكم بالشق الآخر ؟
ترك جدي فيما ترك من ميراثي ، بعض جيناتي .. نبض أعصابي أو لعله من الروح سرها عند ربي... طموحاً لخلافة المولى في الأرض . أن أكون يد المولى التي ينفذ من خلالها أمره . حينها فقط تنصاع الدنيا لي . حتى الآن فقط أحياناً ما أفعل !
محاولة في حل معادلتي :
الطرف الأول به المتغيرات التالية :
1. فعلي على سخفه و نقصه و إعوجاجه .
2. عامل الغيب بما في الغد من ألوان الطيف، تمتزج بغيرها فتفرز ما لا يعلمه سوى المولى.
3. الآخرين ، بمختلف الوجوه و الأفعال و الأهداف ، تلاقح مستمر يفرز المزيد من تدرجات الطيف .. يستمر في التفاعل و التغيير إلى ما شاء المولى.
أضف تلك العوامل للمعادلة فتصبح معضلة غير قابلة للحل .
أجدد بحثي في الكتب ، ربما أصاب أحدهم حلاً فيما مضى من الزمن ، يكون قبساً فيما يأتي من أيامي.
أجد شيئاً :
7 آلاف رجل و معهم قائد ينطلقون في أرض غريبة لا يعرفونها . يفتحونها ، ينشرون ديناً و فكراً في جبهة جديدة ، يبنون ملكهم ، يأمّـنون وطنهم . لا أفهم كيف حسبوها .
معركة كبيرة قضت على ألفين من رجاله . ثم يأمره القائد الأعلى بالانسحاب .
نقص حاد في الأنصار و الموارد و تأييد رؤسائه .
يقف الرجال مع طارق بن زياد على مشارف طليطلة المنيعة ، لو حاصروها ما حاصروها ما كانوا لينجحوا ، أم تراهم كانوا ينجحون ؟
ببساطة ، تفتح المدينة أبوابها للفاتح الجديد ! ينطلق طارق وفق نفس شروط المعادلة في المزيد من الفتوح فيصافح نفس النتيجة !
المفكرة 31-05-2011, 03:21 PM (26) ما هي القضية بالضبط؟!!
استقر عملي بمدرسة بجوار بيتي ، أمشي إليها ، فأراهم رائحة غادية . شباب ما بعد الجامعة في مجلسهم ، الشارع العام . المرح و الشباب و الفراغ صديق أيامهم.
لعله الإلهام ، لعلها العزيمة من تزفر بداخلي كلما مررت بهم ، تحمد الله على عملي على علاته . عمل يأخذني إلى أرض اليأس و أحياناً ما يأخذني لأراض أهلع لذكر طيفها.
كلما مررت بهم خاطبت الواحد الأحد ، اللهم لا تدع يداي فارغتين من عمل أبداً. اللهم آمين. (حتى الآن ، تجدونني اخترع شغلي في مكاني حيثما كنت . و حين تعجز يداي ، كثيراً ما تفعلان ، أسند كتاباً به دعاء للرحمن بذراعي و أقرأ ما فيه بعيني إن ثبتت الرؤية ، و أرسل كل تلك الدعوات لكل من أعرف و من لا أعرف حتى أتساقط نوماً من الإعياء) .
تفتح إمرأة كبيرة في السن شباك منزلها لتهويته ، فتجدهم تحته . تخاطبهم قائلة : شباب لماذا لا تعملون؟
_ يضحكون : لا نجد عملاً.
استمر في طريقي فألمح كل أنواع الشغل ، في نهاية الشارع الكثير من القمامة ، لو وضعوها في كيس لرحموا أنفسهم من الكثير من الذباب . و تلك الأشجار الذابلة ، مقص و يتم تهذيبها ، شيء من الماء يرويها . و هناك تلك العجوز تحمل أشياءها من سوق قريب ، يد مساعدة أو سيارة أحدهم تنقلها مسافة ليست عليها بالهينة.
و لعلهم لو رأوا ذلك يفعله بطل فيلم أمريكي لتاهوا به حباً . لكنهم لن يشغلوا بالهم بعمل كهذا على الأرض .
فيم يفكر الشباب حين يتخيلون العمل ؟ مؤسسة ضخمة و بذة أنيقة و مكتب و حاسب ؟!
و سنستأجر من ينظف الشارع لقاء عدة جنيهات يدفعها كل بيت ، حصيلتها عدة مئات في جيبه كل شهر .
و ستضيف تلك الجنيهات المباركة لقيمة العقار. مال أقبضه فيوفر لي الرفاه و فراغ أملأه بالكتابة عني!
و إلى من يقول أن المرأة نصف المجتمع ، برجاء نصفه و ثلثه و ربعه .... هي الكتلة الأضعف و الأقل تأثيراً في العمل و السياسة و الإقتصاد . و ليفترض من يشاء أننا في الليل أو النهار ، ألا من شمس تشير بوضوح إلى الزمن؟
و الآن إلى البقية الأقوى ، كونهم لا يعملون يخلق فاقة شديدة في المجتمع . و ستتحمل المرأة و أطفالها هذه الفاقة فتقع وطأة الفقر عليها أشد مما تقع على الرجل . الطعام و المال و المصالح و الحب و الفخر ...الخ ، متى رأينا ذلك يذهب لغير الأقوى ؟! و لمن يجادل في ذلك ، أحيله على الشمس لتحدد له معالم يومه.
كيف تراها تُصلح هذا الخلل ؟
_ تخرج للعمل . تعولهم ثم نفسها . عن من ليس لديهم سوى قوت يومهم من النساء أتحدث ، إن كنتم سمعتم بهاتيك الملايين .
الأستاذة ام فيصل 31-05-2011, 11:50 PM (26) ما هي القضية بالضبط؟!!
استقر عملي بمدرسة بجوار بيتي ، أمشي إليها ، فأراهم رائحة غادية . شباب ما بعد الجامعة في مجلسهم ، الشارع العام . المرح و الشباب و الفراغ صديق أيامهم.
لعله الإلهام ، لعلها العزيمة من تزفر بداخلي كلما مررت بهم ، تحمد الله على عملي على علاته . عمل يأخذني إلى أرض اليأس و أحياناً ما يأخذني لأراض أهلع لذكر طيفها.
كلما مررت بهم خاطبت الواحد الأحد ، اللهم لا تدع يداي فارغتين من عمل أبداً. اللهم آمين. (حتى الآن ، تجدونني اخترع شغلي في مكاني حيثما كنت . و حين تعجز يداي ، كثيراً ما تفعلان ، أسند كتاباً به دعاء للرحمن بذراعي و أقرأ ما فيه بعيني إن ثبتت الرؤية ، و أرسل كل تلك الدعوات لكل من أعرف و من لا أعرف حتى أتساقط نوماً من الإعياء) .
تفتح إمرأة كبيرة في السن شباك منزلها لتهويته ، فتجدهم تحته . تخاطبهم قائلة : شباب لماذا لا تعملون؟
_ يضحكون : لا نجد عملاً.
استمر في طريقي فألمح كل أنواع الشغل ، في نهاية الشارع الكثير من القمامة ، لو وضعوها في كيس لرحموا أنفسهم من الكثير من الذباب . و تلك الأشجار الذابلة ، مقص و يتم تهذيبها ، شيء من الماء يرويها . و هناك تلك العجوز تحمل أشياءها من سوق قريب ، يد مساعدة أو سيارة أحدهم تنقلها مسافة ليست عليها بالهينة.
و لعلهم لو رأوا ذلك يفعله بطل فيلم أمريكي لتاهوا به حباً . لكنهم لن يشغلوا بالهم بعمل كهذا على الأرض .
فيم يفكر الشباب حين يتخيلون العمل ؟ مؤسسة ضخمة و بذة أنيقة و مكتب و حاسب ؟!
و سنستأجر من ينظف الشارع لقاء عدة جنيهات يدفعها كل بيت ، حصيلتها عدة مئات في جيبه كل شهر .
و ستضيف تلك الجنيهات المباركة لقيمة العقار. مال أقبضه فيوفر لي الرفاه و فراغ أملأه بالكتابة عني!
و إلى من يقول أن المرأة نصف المجتمع ، برجاء نصفه و ثلثه و ربعه .... هي الكتلة الأضعف و الأقل تأثيراً في العمل و السياسة و الإقتصاد . و ليفترض من يشاء أننا في الليل أو النهار ، ألا من شمس تشير بوضوح إلى الزمن؟
و الآن إلى البقية الأقوى ، كونهم لا يعملون يخلق فاقة شديدة في المجتمع . و ستتحمل المرأة و أطفالها هذه الفاقة فتقع وطأة الفقر عليها أشد مما تقع على الرجل . الطعام و المال و المصالح و الحب و الفخر ...الخ ، متى رأينا ذلك يذهب لغير الأقوى ؟! و لمن يجادل في ذلك ، أحيله على الشمس لتحدد له معالم يومه.
كيف تراها تُصلح هذا الخلل ؟
_ تخرج للعمل . تعولهم ثم نفسها . عن من ليس لديهم سوى قوت يومهم من النساء أتحدث ، إن كنتم سمعتم بهاتيك الملايين .
تطرقت الى موضوع جميل ومهم
وانا احب ان اروي هذه الروايه
لما اخرج في الصباح ارى رجل كبير بالسن متقاعد وبيده مكنسه ينظف امام العمارة
ويسقي الزرع ويزرع الزهور وعل محياه ابتسامة جميله وهو يبادر الناس بالسلام والتحيه
لكم احترمت هذا الشخص وتمنيت ان نكون بمثل عطاءه
شكرا لك يامفكرة لان افكارك جميله وواقعيه
تقبلي تحياتي وتقديري
المفكرة 01-06-2011, 11:19 AM أستاذة نغم
شكرًا للكلمات الطيبة التي أضافت عمقًا لمقالي عن قضية عمل المرأة .
بدأ مقالي ردًا على شاب زعم أن عمل المرأة هو سبب بطالة الشباب ، مع أن الفقر الذي أصابنا بداهية سببه أن الشباب لا يعملون ، لذلك تعمل معظم من يعملن و هناك كل أنواع الأحوال و الأذواق و المنافع في العمل و المضار. أما عن الواقع فلم أكتب إلا ما رأيته لا شأن لي بغيره.
المفكرة 01-06-2011, 11:33 AM (27) دراسة حالة
توطئة : كما لا يجدي طبيباً معظم ما تعلم عندما يعالج مريضاً فلا يشفي إلا بإذن المولى.
و كما كتب المدرسة . تدركون عند حل الأمثلة أنكم لم تستوعبوا نظريات لا تلزم كثيراً لحل المسألة !
إليكم حكاية .... قضية .. مثال من خضم حياة لازالت تتراءى لي . ثم لا عليكم إن شئتم أنه لا يعنيكم . أراه يمس الجميع على نحو ما .
برجاء تجاوزوا عن عاطفة تلتهب اليوم . و متى كان للقضايا معنى بلا وهج من غضب و بصيص من نور الرضا و الحب و الرغبة إلى كره بغيض ؟
**************
تسلم علي بحرارة : أتقبلون أن نستعيد عملنا ثانية ؟
فلاحة جميلة دقيقة الحجم ، أخرجها الفقر من قريتها و وضعها في بيتي . تساعدنا في أعمال النظافة و يقوم زوجها بحراسة البوابة . و لعلها لن تلفت انتباهكم لأنها لا تعرف القراءة، لكن عقلها و حسن تدبيرها في كل أمر تتولاه يكفيني .
كانت تعمل لدينا منذ زمن ثم اختلف زوجها مع بعض أصحاب البيت ، فترك العمل و عاد إلى القرية مع عائلته . أشهراً أعياه فيها تدبير قوت يومه فاستدان .. مالاً يشتري السجائر و موبايل جديد و دراجة نارية ! حتى يصل الفقر مداه فتحتال إلى أن تعود به إلى القاهرة و إلى بيتنا مرة أخرى .
هذه المرة يطلب منه أصحاب البيت أن يهتم بعمله و أن لا يهمله بالخروج طوال النهار كما اعتاد .
تتحمل عملها و عمله و رعاية أولادها بينما يترك عمله معظم الوقت بحثاً عن عمل آخر !
يأتيني في منتصف الليل طالباً باقي أجره كي يرحل . هذه المرة وجد عملاً في مبنى لازال قيد الإنشاء.
_ الصباح رباح . غداً حين يفيق الأطفال فيفطرون و يستعدون للإنتقال على مهلهم .
يفرض اختياره على أسرته فينقلهم من حجرة متسعة و مؤثثة بها الأجهزة الكهربائية الأساسية و حمام نظيف و ماء ساخن إلى ما يشبه الشارع .
يحرمها من عملها و المال الذي يدره عليها . مال كان يأخذ معظمه فلا تمانع . يمنع الصغار عن المدرسة فلا قبل له بدفع مصاريفها. أمر تكفل به أهل البيت كما تكفلوا بثياب جديدة لها و لأولادها . فتذهب و هي تتحسر بسبب (البهدلة) التي ألحقها بها ، تعلم أن لا رجعة بعد ذلك. قصة ننهيها بأكف ضارعة للسماء ... اللهم آمين.
و برجاء احذفوا الفقر و رباط الزوجية من المسألة ، و انظروا لها كما يلي:
هي : لديها فرصة تعطيها بعض مقومات الحياة .
هو : لا يعجبه الأمر فيسوق الجميع وراءه . أتلمحون الديكتاتورية في الأرجاء ؟
حيثما تتقاطع دوائر وجودنا ، سنتقاسم السلطة و المال و الاختيارات . حينها يشتد عود البشر يمتلكون قوة الحب و يدافعون به عن وجودهم الذي ارتضوه ، لن يدوسهم أحد مهما كان قياس حذائه . و هذا لب القضية .
*********
المفكرة 03-06-2011, 09:53 PM (28) صباح العمل .. صباح الجمال و الأناقة
أعمل بمدرسة يمتلكها رجل دؤوب ، سواه الدأب صاحب مدرسة و أخرى . ينمو ماله و عمله و رعيته فيربو موظفوه على الألف .
و الآن يزيد الاتساع سعة فنضيف طاقماً جديداً للتدريس . يتعين علي أن أختار مدرسة جديدة تعمل في قسمي . تتقدم للوظيفة المتاحة شابة في أواخر العشرينات بلا خبرة في التدريس لكن شهادتها العلمية تؤهلها للوظيفة .
تثبت جدارة على من تقدمن فتستحق الوظيفة .
تلفت انتباهي بأناقتها ، بدلة سوداء تبرز جمال قوامها و طرحة جميلة تخفي شعرها.
ألفت انتباهها إلى أننا لا نرتدي بنطلونا في العمل فتأتيني تالياً بجيبة و قميص طويل متسعين.
كان ذاك قبل بداية يوليو أي نهاية العام الماضي .
********************
يمنحنا أغسطس بداية عام جديد فأجدها معنا .
تأتيني مرتبكة ، تحكي لي عن مشكلة ، تقول برجاء لا يضايقك كلامي .
تخبرني أنها علمت بوجوب ارتداء ثوب في العمل مع طرحة غير مزخرفة. أمر لا يقبله والدها الذي قبل الطرحة بصعوبة . تحكي عنه أنه رجل مسن في الثمانين و أنها لا تحب أن تغضبه لأنه مريض .
أترفق بها فانصت و افكر باحثة عن حل ، مؤكد أفهم ما تمر به فقد أحضر الحجاب زوبعة خلاف مع والدي . خلاف طال بيننا زمناً خلته الأبد حتى رحمني الله.
فأبناء زمن زعموا له الجمال جملوا حياتنا بمبادىء لا تعرف للحرية هامشاً ، قلق يجر خلاف ، يحضر معه القذى فيملأ العيون عمى و يثقل الأنفس حزناً .
جذر شيطاني ، أحسبني خلعته فأجده يتجدد حتى تجتثه يد المولى فنرتاح جميعاً .
افكر في حل عملي حتى لا يعصرنا عناد الرجال : أب كبير لا يعجبه الحجاب و صاحب عمل لا يعجبه ارتداء البنطلون و الجيبة في العمل .
أقول ما عليك لو وضعت ثوبك في حقيبة و ارتديته في المدرسة ، ثم خلعته بعد يوم العمل حتى يأذن الله بتغيير ذلك كله .
تقول لي إنها ستفكر في الأمر و تخاطب والدها بشأنه.
يربك هذا الأمر كلتانا .
تتردد في الاستمرار في عملها حتى تأخذ رأي أبيها .
أقول سأصلي و أسأل ربنا كيف نتصرف فالأمر حقاً عصيب لنا .
لعل الطرف ناحيتي أيسر حالاً . أمامي خيارات أخرى غيرها إن هي قررت عدم الحضور غداً . عليها أن تحسم موقفها حتى اتصرف في ضوئه.
*************************
أصلي بعد العشاء فأطيل . أستخير مولى بنا رؤوف رحيم . دينه اليسر ، لكن أخلاق عباده العسر . و إذ أسأله و أكل الأمر إليه وحده ، يفك كربنا .
يخطر ببالي أنني سأدبر أموري بغيرها .
بل أريدها معي طبعاً . مهنتي يرتبط فيها العمل بالشخصي رباطاً وثيقاً . ثم لماذا يحرموني من كل ما أحب؟ من حقي التشبث بما أريدهــ(ا) .
أحب لها ما تحبه لنفسها أن تختار وظيفتها .
أثناء الصلاة ، يلحقني ألم شديد لا أعرف مصدره.كأنما قيد يطوق رقبتي يكاد يسحقها ، انزعج منه فألجأ لربي لفكه عني .
تنتهي الصلاة فأتحسس رقبتي بيدي . لا ألم مطلقاً . ما هذا الذي أحسسته ؟
تنتهي الصلاة و أنا أدرك شيئاً ما .
*************************
في اليوم التالي ، لا أجدها في فصل القرآن فينتابني القلق .
اتصل بها بعد الدرس لأطمأن عليها .
_ تعتذر أنها لم تخبرني أنها ذهبت تجهز الأوراق المطلوبة للتعيين.
_ لا عليك ، أقلقني غيابك .
_ متفائلة خيراً بشأن موافقة أبي على ارتدائي ثوباً .
***********************
يحضرها اليوم الثالث بثوب أزرق ذو نقوش و حافة مزخرفة أنيقة يزينها فيزيدها بهاء .
تبهر الجميع بأناقتها و ذوقها اللطيف فيقبلن عليها مهنآت .
لكل من يحبون النهايات السعيدة : تالياً ، تتبوأ مكانها في العمل تكلؤها عين الرضا .
***********************
المفكرة 04-06-2011, 04:16 PM (29)نساء الزمن الجميل
الحكاية حقيقية و العهدة على الرواة ، الأسماء منتحلة .
تحكي أمي : العمة رتيبة و العمة رجاء في السبعينات من أعمارهن.
أما العمة رجاء فيأتيها بالغ الشح في أول شبابها فترفضه ، ليذهب إلى ابنة عمها رتيبة فتقبله .
يحيل شحه و غضبه البيت مراراً ، كان يغضب فيترك البيت بلا طعام أو شراب و هذا ليس لقلة المال كل ما هنالك أنه يوفره ليوم لا يكون فيه مال حقًا !
أشهر عباراته : ليس هناك مال ، رده لكل طلب من أي أحد .
كان يمنع الأولاد عن التعليم يريد لهم العمل حتى يكونوا رجالًا ، طبعاً تركهم للشارع فهو أولى بهم . أما البنات فقد ظهر جمالهن مبكرًا فسارعت العمة رتيبة بتزويجهن في سن مبكرة (حول السادسة عشر)، زيجات لم تعمر بضعة أشهر إلى عام (لأن الزوج لا يبالي بالمرأة إذ يغيب وليها و علمها و عقلها).
ثم ينفقن أعمارهن جالسات حول أمهن يطالعن التلفاز و يلكن أخبار البشر ، هذا تزوج و ذاك سافر و هذا تعلم و هذه تعمل و تلك لديها مال و عيال ، ثم تتساءل إحداهن لماذا ليس لنا مثل ما لهم ؟ تجيب أختها على عجل : خطيئة أمنا إذ لم تعلمنا و عجلت بزواجنا سدت أبواب الخير عنّـا . عجزها أعجزنا ، شغلها تجهيز الطعام نهار يطول يعقبه ليل تطعم الأبناء الطعام فيه . حال اليوم كابن أخيه البارحة و ابن عمه الغد ، كلهم سواء!
أرطة عيال أعياها تدبيرهم حتى شاء الله لبكرها البركة فنوره بالعلم و العمل فساعد البيت و نهض بإخوته الصغار .
أما العمة رجاء فتزوجت بآخر و اكتفت بثلاثة أبناء . و حين بخل الأب عن أن يكون له دور في حياة أبنائه و تزوج بأخرى ، نبذته العمة رجاء و عملت بالخياطة فكان لها مال . إمرأة منمقة و جميلة لا تطهو من الطعام إلا ما فيه الصحة .
أرسلت أكبر أبنائها للتعلم في ألمانيا و هذا أعان من بعده . تفوق الشباب و نجحوا و كونوا أسرًا يفخرون بها بفضل الله ثم أرسلوا لأمهم فأحضروها إلا بلاد الغرب و كان لها مكان في أسرتها و في حياتها .
في زيارة لها ، كانت تجلس مبتسمة في صحة وافية بين عائلتها الممتدة فترى الرضا على وجوه الجميع، ثمرة العلم و العمل .
يعي عقلي الدرس ، أعيده لنفسي كل حين : كائنًا ما كان نصيبي من عطايا الزمان ، لا صبر على ضيم . عانقي حياتك و اعتصمي بمولاك و من يتوكل على الله فهو حسبه .
***************************
المفكرة 05-06-2011, 06:46 PM (30) وظيفة و امرأة لفظان لا يتفقان !!
أو
حاسب آلي ...
أي العنوانين راق لكم
أجلس جوارها ، أعطيها المادة العلمية فتكتبها على الحاسب و تنسقها قبل أن تطبعها فتصبح الأوراق كتاباً جاهزاً للطباعة .
أبدي ملاحظاتي على عملها فتدخل التغييرات في الحاسب و ينقضي الأمر بيننا على أحسن حال .
كاتبة القسم شابة تقترب من الثلاثينات، لطيفة المزاج لم تندمج مع البشر قبل عدة أشهر من وجودها بيننا.
نجلس يجمعنا الكتاب فيأخذنا الحديث فنذكر ربنا ، تخبر إحدانا الأخرى كيف تحب ربها و تعبده و تشتاق إليه. يجمعنا هذا الحب فيجمل الوقت و إلا فإنه يمر عسيراً نكاد نختنق في زحام الضجيج و الفوضى .
سألتها ذات كتابة من أين لها بهذا النور : الرضا ؟
أجابتني أنها تؤمن أن الله يعطيها ما تحتاجه و يرتب لها خطواتها . و أنه يحفظها في كلا الإتجاهين. يدها بركة ، ما تحاول فيه أخرى فيتلف منها، يلامس يدها.
من أين يُـشترى هذا الرضا و رقة المزاج تلك ؟ أيعرف أحدكم ؟ سأشتري منهما كمية وافرة لو تحصلت على المصدر!
لكن مزاجي رغبة حادة في التغيير بقدر العجز عن معظمه ، ما أمره بيدي محوته في فمتو ثانية ، رحل بلا نية رجوع .
ليس لي يد كي يكون لي شيء ، غير أن التغيير لا يلزمه يد بقدر ما يلزمه رغبة حادة فيه .
تتجاذب طبائعنا المتغايرة فيؤلف ذلك بيننا.
يحضرنا أغسطس للمدرسة حيث بداية عام جديد ، نجهز للطلاب بعض ما يلزمهم خلال العام و من ذلك ملازم بالأسئلة التي يتعين عليهم حلها خلال العام تساعدهم على اجتياز امتحاناتهم بيسر .
أجلس جوارها ، كي ننجز العمل سريعاً فقد أزف الوقت .
هذه المرة ، ألمح التغيير ، تتساءل كيف نعمل في مؤسسة بهذا الحجم ، تكسب الكثير ، ثم لا يكون حظها من ذلك إلا القليل؟ تتساءل لماذا لا يوظفون عددًا كافيًا يتحمل عنها جزءًا من الثقل الذي عليها؟
تتساءل ، لماذا يتعين عليها و هي مرهقة أن تقوم بعمل عدة أشخاص في المدرسة و البيت؟
أحاول حل تلك الأحاجي ، أجد إجابات تزيل عقبات فتهدأ . تشكو المرض يجتاحها ، ترتفع حرارتها فترتفع حرارتي أيضاً ، قلما جلست بجوار أحد ، إلا تلبسني من مرضه و مزاجه حد العياء (بعض أكثر ما أكرهه من التواجد مع البشر) .
تغيب الأيام التالية فيتعطل العمل . علينا أن نقدم أوراقًا كثيرة كتبها الحاسب و طبعتها الطابعة . في الحجرة حاسبان يتداولهما عشرون مدرسة كل منهن تعترض عمل الأخرى ، مزاحمة تعطل الجميع . وجودها كان حلقة الوصل بين الجهاز و الأشخاص ، كانت تنسق الفوضى فتخرج المطلوب في أيسر حال.
تخبرني زميلة أن سكرتيرتي اتصلت بإدارة المدرسة تخبرهم أنها لن تعود للعمل لأن صحتها لا تسمح و أنا من ظننته دور برد عابر يحفظها في بيتها أيام حتى تسترد صحتها .
لتفهموا قانونًا خاصًا بالمرأة إذ تعمل ، على نحو ما العمل يَـلزم المرأة و يُـلزمها و على النحو الآخر فإنه لا يَـلزمها أو يُـلزمها.
شيء فيّ يختل ، شيء يتعلق بالعمل و لا يتعلق به . مرضها لفت انتباهي لعلاقتي بمن حولي من البشر . كيف أغفلت الدلالات ؟
أكتب الكثير على الحاسب بنفسي ، سأتصرف ، كما أنهم لن يتأخروا كثيرًا في استبدالها ، الكل متعجل لإنهاء العمل .
أصلي معظم اليوم سائلة المولى أن يلهمنا صواب القول و العمل .
للحب في الله حسابات أخرى . أريد لها السعادة على نحو مبهم ، مفهوم لا تحده أبعاد تتضح عندي . الأمر كله بيد الله و لله الأمر من قبل و من بعد . لا أتصرف حتى تبدو لي من مولاي إشارة بعدها لن أتوانى .
أتصل بها فتشكو آلام الظهر و غشاوة على بصرها (كانت تجلس إلى الحاسب 7 ساعات متواصلة يومياً). يبكيني حالها . أتحرك بين البشر أشكو الأمر لمن هم أعلى مني سلطة ، من بيدهم إحضار كاتبة أخرى تساعدها فأعمال القسم في اتساع و حاسب آخر يسند الأخريين .
يحضرون كاتبة أخرى ، موظفة كانت على وشك أن تخسر عملها في قسم اللغة الإنجليزية حيث نطقها لتلك اللغة به أخطاء . مع الحاسب تجيد ، فيرسلونها ناحيتي .
تتحسن صحة الأولى و تشتاق العمل و الصحبة مرة أخرى . هنا حيث تتبدد كل العوائق ، الكل يسمح و يتسامح. فتعود حبيبة قلبي لعملها مكرمة بعد غياب اسبوع .
لقسم العلوم في المدرسة 3 رئيسات لكل منـا اختصاص . أشتري حاسب محمول كي أنجز عملي عليه. أما الثانية فتأخذ الكاتبة الثانية و أحد أجهزة الحاسب و تنفصل في حجرة منفصلة . الثالثة ،يصيبها الحمل بوخم الحاسب فلا تقربه ثانية .
كاتبة رابعة ترفع عنها عبء كتابة ملزمة الأحياء ، فجأة الحاسب لا يختل و الطابعة لا تتوقف و الزمن يسيل مودة و عملاً ، و لله في خلقه شؤون ، و أنا لن أحاول أن أفسر شيئًا ، حتى الآن أتعجب مما صار، حقاً لا يضيع الله أجر من أحسن عملاً .
أستقبل عودتها بحقيبة من صنع يدي ، و صنع يدي هذا مختلف عما يباع في السوق ، لي ذوقي و طريقتي في تنسيق الألوان . تفرح بها فرحاً شديداً ، لا أفهمه . فقد ولىّ أوان شبابي ، حين كان للأشياء متعة في النفس تجعل لها قيمة .
تتباهى بها أمام من تعرفه ، تمر بي بعد قليل لتخبرني أنها أجمل مما في السوق . ثم تخبرني أنها تغيظ أختها بأنها تمتلك شيئاً من صناعة يدي، (لم نخبرهن أن لكل منهن واحدة ذات ذوق مميز) .
تكتب قوله تعالى * (و لسوف يعطيك ربك فترضى ) على ورقة بخط كبير ثم تطبعها و تعلقها قبالتها . ننظر إليها مجددًا كلما اعترانا خلل فيغمرنا رضاه سكينة فتمر . و كثيرًا ما تتعدل .
* الآية 5 من سورة الضحى بالجزء الثلاثين
********************************
المفكرة 07-06-2011, 03:24 PM (31) كيف تعمل و يدها مغلولة؟!
تيقظت و الشلل يخط في أعصابي رسائل الألم تطغى على الإدراك ، المفاتيح تنفر من أصابعي بينما فتح الباب أمر مهيب ، أما الحدس فيقول عن أمر عصيب (لا حياة أيسر من حياتي ، كلها الهون إن شئت ، فقط أنني لا أشاء !).
الفجر صليته و الشمس تطل على شرفتي ، هنا حيث الجََـلَد يفر من تحت جلدي . أنادي على الله الساعة القادمة حتى يأتيني من المدد ما أواجه به ما سيكون !
أدخل حجرة المدرسات ، يصاحبني موجهان من الوزارة كي يتأكدا من مطابقة المواصفات لمعايير الوزارة، عليهما أن يتعاملا مع الجميع خلالي فأنا حالياً أرأس قسم العلوم في مدرستي .
قبل هذا العام ، اعتدت أن أثير الزوابع حولي، يزعمون أنني أغير ما هو راسخ كالأهرام ! لا يهم أنه يعيق الناس عن عملهم !
فقط يقبلني من حولي حين أعلن عزمي على المغادرة و بينما أحزم حقائبي سيقولون عن خلاف لا يخل بود أزلي ! و عن صداقة و أخوة ... أطالع العيون فتصعقني السذاجة تفيض منها .
هذا العام ، أكرمني الله بمجموعة مدرسات ، أمرهن يسر . يفيض علينا فضل الله فأنظم الأمور على أيسر حال (أو هكذا ظننت!). نشد ما بأيدينا من خيوط ، فيظهر نتاج ذلك حركة في اتجاه واضح المعالم أحسبه يروقني . لن أدع احدًا يغير فعلي .
اسمع تعليقات التوجيه فأنكر ما أسمع . لم يعنيهم الجمال الذي صنعناه من الفوضى التي ألقتها في وجوهنا الوزارة بمناهجها السمجة ، فقط لفت انتباهم ما أهملته مدرسة منهن من تصحيح الكراسات.
و كل طالبة لها 3 كتب و كراسة و تصحيح بعضه يكفي والله ، فهو تكرار مكرر و هذا ما كان، لا يستوعبه عقل رغم التكرار .
تُجمع الكراسات بغؤض التصحيح ، حفلة تحني ظهر ساعات يومين عناية ب****يب فصل واحد و لكل مدرسة عدة فصول .
تتوقد تلك النارية في أعصابي ، أود لو أهدم تلك العشش المتهالكة على رؤوس من بناها فيعفيني الشلل من آداء الواجب .
يمضون إلى حال سبيلهم بينما أنا الحزن مداه .
لا شيء أوجب عندي من كرامة البشر ، سوى رعايتهم ، لتمكينهم من آداء أعمالهم على أيسر وجه.
أطالع الساعة فإذا بالعصر يوشك أن يؤذن له بينما قد نسيت المدرسة صلاة الظهر بين أكوام الكراسات . يضايقني أن يشغل العباد عن ذكر الله بهباء منثور.
تشغل المفكرة بالها : ما الذي فات أعصابها أثناء الحساب فأنبت حسابها المختل كل هذا الخلل؟!
يهديني المولى فكرة خير و عزيمة تغيير بإذن البارئ . كل الخيوط ابتداء بيدي لم تركت لغيري بعضها ؟ فأمسكوا لي الخطأ رغم خطوي يغزل اليوم حركة و دأباً؟!
حتى متى أبحث عما أمام عيني ، يبدو كتيه بني إسرائيل. أي كلمة لم أقل؟
أغيب اليوم التالي عن عملي فقد أصابني الحزن بخلل لا يسمح لي بالظهور أمام الناس بشكل لائق . أطيل الصلاة يومي ، أقرنه دعاء حتى تنحل أمور تلقاء ذاتها فضل المولى .
يحضرني الثلاثاء أكثر حزمًا ، أنحي الكتب جانباً أتركها للطالبات ، يعنيني الكراسة فقط تحوي إجابات الأسئلة . نحل من كتاب التدريبات ما لم يسبق حله ، ما يمكن فعله في إطار الوقت المرسوم .
ملاحظة : كتب التدريبات تم إزالتها من لائحة الكتب العام التالي
*****************
المفكرة 11-06-2011, 08:16 PM سوا أحلى
الشخصيات الرئيسية مدرسة و كاتبة و حاسبان ، الخلفية ملبدة بالبشر .
محور الحكاية كتاب للأحياء للصف الأول الثانوي أعده لصالح تلميذات مدرستي ، غايته النبيلة أن تستوعب الطالبات مادة الأحياء ، بعيداً عن تزاحم المعلومات في كتاب الوزارة الرسمي الذي يملأه غياب التنظيم فراغاً.
الحكاية :
طالما تمنيت أن أعيد صياغة كتاب الأول الثانوي لأعطي المعلومات نسقاً يظهر عظمة الخالق و جمال الخلق و بهاء العلم . فرصة تقاصرت يداي أن تطولها قبلاً حيث إمرأة أقوى تستنسخ كتاب الوزارة ، تضيف له بعض العناوين ، تنقط فقراته و تضيف له بعض الأسئلة (و ذاك جهد بالغ لو تعلمون) .
يتزاحم البشر على المنهل يسقون ثم يقدم الزمن و يؤخر الأمنيات إلى أن يأتي دوري فأجده رائقاً صافياً فأنهل و أسقي . و الصبر حليف و رفيق عرفته على مدى الزمن . لكن أمر ذاك الكتاب أصابه بيأس فاِستصدر جواز سفر راحلاً بلا تذكرة عودة و أنا أيضاً لم أعد أبالي و لا أنوي شيئاً ، وقفت صامتة على حافة الإستسلام .
********************
ثم تصر ناظرتي ذات الإرادة القويمة أن أضع للطالبات هذا الكتاب ، تلقي الفرصة في طريقي ، أماطل الوقت حتى يستقر في إدراكي أنه قد حان أجله .
********************
للقسم كاتبة تكتب ما يخط لها مسودة بخط اليد على حاسب القسم . و قد اعتدت أن أثبت أفكاري في ذاكرة حاسبي الإلكترونية دون المرور بوسيط الورق و القلم .
لكن 110 صفحة و الكثير من الجداول و المعلومات و الصور مهمة تثقل علي ، و كتابته معضلة و الوقت يسرع نحو الفصل الدراسي الثاني قريباً . علينا أن نتقاسم المهمة كي لا ينتقض ظهرينا ، أنا و الكاتبة ، حاسبي و حاسب المدرسة .
لقطة :
كاتبة القسم ينتهي بها الزمن قرب الثلاثين من عمرها ، خريجة كلية التجارة . جاءت تبحث عن وظيفة تتعلق بالحسابات فوجدوا لها وظيفة في الكتابة على حاسب (حسب مبدأ : كله شغّـال) . مقومات الشخصية: هدوء ، و نباهة و إخلاص لرب العباد و ابتغاء مرضاته .
العيوب الشخصية : مهارات إجتماعية محدودة و تهيب من البشر .
مشاكل العمل : لا يدخل الزمن ضمن خطة العمل ، لا موهبة إدارية تقسم المهام على الأفراد فيقطع شعاع الليزر معدن الواقع تماماً كما هو مرسوم على لوحة التصميم .
يزيد السوء حملاً أن حاسباً واحداً يطعم رغائب 12 مدرّسة ، حيث الخطوات تلغي ما قبلها و تتخبط مع من بعدها ، المحصلة تقترب من الصفر !
يعترض عمل حاسب المدرسة سوء تنظيم ملفاته فيعترض على العمل دون سابق إنذار ، تحذير لبني البشر أنهم لن يتجاوزوا قوانين البرمجة الإلكترونية كأنها علاقات بين البشر . لكن كاتبتي النبيهة طوعت نشوزه فاستجابت مفاتيحه للمسات أصابعها طوعاً ، تنساب الكلمات المطلوبة على شاشته .
********************
تجربة 1
سأستخدم الكتاب الذي أعدته مدرسة الصف الأول الثانوي للأولاد و أريح نفسي من عناء كتابة كتاب بأكمله. أحصل على نسخة ورقية منها .. أقلبه طويلاً فلا تعجبني أخطاء الإملاء و أنه لا يختلف عن أخيه ابن الوزارة إلا قليلاً .
أعاود الكر و أطلب منها نسخة الكترونية من كتابها لأضبط بعض الأخطاء ثم أطبعه بعد التعديل .
تناولني بعد عناء ملفات مختلطة كي أفرزها فيضيع وقتاً ثميناً كنت أدخره لحاجة .
أعدل النسخة الورقية فأزداد يقيناً أن صياغة المعلومات بوضوح أيسر طريق للفهم ، و أن أخطاء اللغة عبوات ناسفة تهدم سكنى المعاني . يمنع الردم المتبقي وصول الأفراد لبعضهم ، يتوهون بين الركام. أتساءل أيمكن أن تهدمَ الجسدَ الذي تسكنه الروح فيبقى لها وجود بعده؟
يرفض حاسبنا التعامل مع جزء كبير من ملفات زميلتي و يتعين علينا الكتابة مجدداً .
تجربة 2
أفتش النفس بحثاً : لم التلكؤ ؟ أمنيتك القديمة أن يصمم عقلك الكتاب توشك أن تتحقق ، لمَ تدفعينها بعيداً ؟ يعود بحثي بغبار أمنيات طال اشتياقي لها انتظاراً . فقط أن ما يتأخر لا يأتي لوقته ، يحل محله فراغات في النفـس و جروح تلتهب ثم تتعافى على نحو ما دونما حاجة لما كنت أحسبه إكسير الحياة .
تساءلني الحقيقة مجدداً : لماذا يتعين على الحياة أن تستجيب لهواك ؟ أي شيء أنت في مجرة فسيحة تسبح في فضاء كون لا متناهي بإحكام لا يختل ، بينما الخلل كل ما تصدره إرادتك . أتـظنين القدر أخطأ إذ حرمك فرصة كتلك قبلاً , يصر أن تمتلكيها الآن ؟
أراجع الحساب مرة أخرى (هذا ما توحي به نفسي لا غير) :
المعلومة لدي أكثر انتظاماً مما هو في الكتاب
+
حقي على تلميذاتي الإنصات إلي و العمل معي .
-
الواقع ، تسحب كل طالبة عقلها بعيداً عني ، تعطي أذنها لغيري يكرر لها الكتاب و تلك التي يعلمها الكتاب العصري و الكتاب المتوج .
أيكون للقدر حكمة و حكم لو رفض البشر ما بين أيديهم ففرضه عليهم ؟!
حكم القدر أن يختار البشر ما هم عليه فيؤاخذهم به عدلاً .
حتى متى أحفظ و أحافظ على ملفات في عمق النفس ؟ أداريها بإحكام . تحول بين فعلي وبين البشر.
********************
الخلفية :
يتعين على كلا منا ، تلك التي تآخي الهدوء كل نسائم الحياة ، أن تعمل بين الضجة و خلالها تجاه الكتاب . تقطع نبضات الأعصاب كل صغائر البشر و خلافات أنانيتهم و تجاوزاتهم لمن حولهم ، يفتح مخي ملفات عديدة ليثبت بعض ما يقال و يمحو بعضه و يرد على ما بقي قبل أن يستكمل تلك النبضات التي تحوّل الأفكار حروفاً في حاسب . لا لم يكن سهلاً التركيز بينما أتنفس هواء مثقل بموجات الصوت و الإنفعال حيث الشخصية ذات المقومات الأعلى تجر الوقت و الأدوات و الأشخاص تجاه مهمتها.
اتركي لي الحاسب فأنا أبحث عن صورة .. لا تعالي ساعديني في ايجادها .. لا اذهبي فلم أعد بحاجة إليك .. لا ارجعي فالحاسب متوقف عن العمل (ربما احتجاجاً على عبثية الخبطات على مفاتيحه) .. نطبع ،
لا حبر .. إذاً اذهبي لمسؤل الحاسب بحثاً عن حبر .. لا يوجد .. إذاً اسمعي شكواي بشأن الحبر و الحاسبات و الطابعات ... الخ ، تغفو مسودة الكتاب مؤقتاً ريثما تستفيق ، عليه أن يثبت عمق وجود و صلابة عود و قابلية للحياة قبل أن يظهر للوجود.
********************
تمر الأشهر و أنا أعيد البحث عن معلومات الكتاب ، أوثقها و أستوثق منها و أعيد ترتيها بشكل أيسر قبل كتابتها . أحياناً ما يطوي الجهد سبع ساعات يومياً أمام الحاسب بينما عظام الظهر تحتج طويلاً .
بين الأسطر تخبرني ..
_ تقدم لي خاطب ..
_ هل قبلتِ ؟
_ لا أعرف ، لكن أمي و خالي يلحان علي كي أقبل .
_ خذي وقتك .
_ الكل متعجل لإتمام الأمر .
_ دعيه يأتي زائراً , اجلسي ، تحدثي معه في وجود العائلة .
_ جاء عدة مرات فدار الحديث بينه و بين خالي عن السفرة و الأنتريه و أثاث باقي الحجرات . في الواقع ، الأمر ينوي أن ينتقض قبل أن ينعقد بسبب تأثيث منزل الزوجية !!!
.....
_ لا يأتي الله إلا بخير و ما يريده الله يكون .
تعانق نهاية الفصل الدراسي الأول نهاية الكتاب و موعد خطبتها . أراجعه بينما تكتمل طباعته بعد إضافة الصور آخر أيام الفصل الدراسي الأول .
أيمم تجاه بيتي ، الإنهاك يصيب أعصابي بخدر عقلي فأقود السيارة بلا وعي واضح الإتجاه . بينما سيارة نقل ضخمة تعترض الطريق و يرفض قائدها أن يمنحني حق الطريق مهما جرى . يلوح رجل بيديه منبهاً إحساسي المخدر ، فأتوقف قبل لحظات من مرور سيارة النقل عبر سيارتي !
********************
هدنة في معركة أو استراحة في مسرحية : (اسمها المتداول إجازة منتصف العام الدراسي):
* تتم خطبتها على خير .
* نفتح للقبول أبوابنا بعد طول تردد فتنساب الألفة بيني و بين كتابي و بينها و بين خطيبها .
********************
الفصل الدراسي الثاني (الهرج يزيد مناوشاته)
المعطيات :
الكتاب حقيقة بين يدي أستخدمه للتدريس و تذاكر منه الطالبات .
+
تزاحم مواد الدراسة بعضها ، تتوه بينها مادة الأحياء ، و تنحو حصصها ناحية نهاية النهار بعد فسحة طويلة.
+
تحتج الطالبات على تلك الأوضاع بالبقاء في منازلهن وقتاً طويلاً .
=
يثير الكتاب قلقاً و إشكالات و تتم مقارنته دوماً بكتاب الوزارة و الكتاب الخارجي . و اللغة الركيكة تفسد قضية المعنى . كيف تلوي الصواب ليتوافق مع الخطأ ؟ أين شريط القياس الذي نحتكم إليه فيحكم لصاحب الحق على غريمه ؟
_ ضاع في تيه الخلاف .
يرتحل الزمن إلى ما هو أكثر انضباط و أعلى قيمة معطياً الكتاب قبولاً و مكانة . أطالع إجاباتهن عن الإمتحان فيسرني أن أصبن هذا العلم بفهم .
********************
خاتمة :
* يمتد الزمن تجاه التغيير فيثمر ظلالًا وارفة و ثمارًا شهية .
* تترك عملها ، لأن بيت الزوجية في حي نائي عن المدرسة ، و لأن زوجها لا يتفق و مبدأ العمل .
********************
المفكرة 25-06-2011, 02:51 PM بدأ مقالي للرد على شاب أراد للمرأة أن لا تعمل في مؤسسة رسمية و أن تكتفي بتربية أولادها و زعم أن فساد الشباب سببه عمل النساء و تركهم لأولادهم بلا تربية .
ثم مد الزمان المقال عبر موجات عامين التقطت فيها لقطات لما أضفتهُ لغمار الحياة عبر عملي و ما مر بي من قدر من خلاله.
********************
هذا ما كان.
من عقلي لعقل يسأل تعمل أم لا تعمل .
|