مشاهدة النسخة كاملة : الأخطاء اللفظية الشائعة


جنه احمد
02-12-2010, 04:09 AM
تنبيهات شرعية نافعة



على الأخطاء اللفظية الشائعة







جمعها ورتبها

أبو الفضل عبد السلام بن عبد الكريم




مقدمة






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...

وبعد فما أعظم خطر اللسان, وما أشد مؤنته قال (صلى الله عليه وسلم) :
(( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوى بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)) (مسلم) , وكان أبو بكر رضى الله عنه يقول عن لسانه : (( هذا الذى أوردنى الموارد )) , وقال الحسن : (( ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه )) .. لذا رأيت أن أمحض النصح لإخوانى بموعظة بليغة وجيزة , فيما شاع بين الناس من عثرات الكلام , وفلتات اللسان , ليتطهر منها أهل الإيمان .. سائلاً الله الإعانة والتوفيق والقبول .

*******************



1. سب الدين : هو من الدواهى العظام , والبلايا الجسام , التى ابتلى بها أهل الإسلام , إذ كيف يجرؤ مسلم موحد أن يسب دين الله ؟! , وإذا كان سب الرسول (صلى الله عليه وسلم) أو سب المصحف أو سب الصلاة هو من الكفر الصراح فكيف يقال فيمن سب كله ؟! , فلينته أقوام عن ذلك قبل أن ينتقم الله لدينه الذى يسب ملايين المرات فى اليوم والليلة , اللهم إنا نبرأ إليك , ونعوذ بك من عقابك .

2. مدد يا نبى : هذه الكلمة رغم شيوعها إلا أنها من الشرك الأكبر الذى لا يغفره الله , لأن المدد هو طلب العطاء , الله وهى تناقض التوحيد الذى هو أصل دعوة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وتنافى بشريته , فإنه ( صلى الله عليه وسلم ) أفضل الخلق وليس خالق الخلق ! .

3. مدد يا بدوى : هذه اللفظة – ومثلها : ((مدد يا حسين)) , ((مدد يا أم هاشم)) , وغيرها – هى اعظم خطراً من التى قبلها , فإن كان طلب المدد من النبى ( صلى الله عليه وسلم ) شركاً فكيف بغيره ؟! , فإن النبى والولى لا يرضيهما أن يجعلهما الناس نداً للخالق .

4. لو نزل ربنا من السماء ما فعلت كذا : هذه الكلمة كفر بواح , لأنها تهاون بقدر الله ذى الجلال , فمن قالها فليجدد دينه .

5. سب الزمان : إذا نزلت مصيبة قالوا : ((تعس الزمان)) أو ((زمن لا يرحم)) أو ((زمن غدار)) أو ((أنت والزمن على)) أو ((يوم أسود)) أو ((ساعة نحس)) , وهذه من مداخل الشيطان العظيمة , لأن المسلم لال يطيق أن يسب ربه فيما قضاه , فيزين له الشيطان سب الزمان نفسه , فيقع السب على الله تعالى لأنه الفاعل لا الزمان , ولهذا قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر )) (متفق عليه) .

6. ((لعبة القدر)) , ((عبث الأقدار)) , ((قدر أحمق الخُطا)) : هذا كله من الألفاظ التى توجب الكفر إن قصد معناها , فإن القدر بيد الله , وهو منزه فى أقداره عن اللعب والحمق والعبث , جلَّ فى علاه .

7. مرض لعين : لا يجوز لعن المرض , لإنه من قضاء الله , ففى ذلك اعتراض ينافى الصبر ويضيع الأجر , والمرض رحمة من الله لأنه مطهرة للذنوب , فهو محمود غير مذموم .

8. السخط على القدر : كثيراً ما يقال عند البلاء : ((ليه كده يارب)) , ((أنا عملت إيه فى دنيتى)) , ((ما فيش غيرى)) , ونحو ذلك مما يدخل فى الاعتراض وسوء الأدب مع الله , مما يستوجب غضب الله .

9. جعل المخلوق نداً للخالق : شاع قولهم : ((ما شاء الله وشئت)) , ((سأعتمد على الله وعليك)) , ((أنا متوكل على الله وعليك)) , ((لولا الله وفلان)) , وغير ذلك , وهو من الشرك , لأنه سوَّى بين الله وغيره بالواو التى تفيد التسوية , والصواب أن يستبدل بالواو ((ثم)) , فيقول : ((ماشاء الله ثم شئت)) , ((مالى إلا الله ثم أنت)) , وغير ذلك .

10. التسمى بأسماء منكرة : وذلك مثل ((عبد الرسول)) و ((عبد النبى)) و ((عبد النعيم)) و ((عبد اللا)) (اختصار عبد الله) و ((عبد المأمور)) ونحو ذلك مما يتضمن الشرك .

11. ((خناقة لرب السماء)) : يقصدون انها عظيمة صعدت إلى الرب تعالى , وهذه كلمة شنيعة لا تليق فى حق الله : ۞وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ۞ .

12. الحلف بغير الله : القسم تعظيم للَمَقسم به , ولذا ورد النهى الشديد عن ذلك , حيث هو نوع من الشرك الأصغر . ومن الحلف بغير الله : الحلف بالنبى ( صلى الله عليه وسلم ) , وبالأولياء , وبالنعمة , والشرف , والوالدين , والأمانه , وبالذمة, وبالعيش والملح , وغير ذلك

13. والله .. وحياتك : هذا يتضمن تسوية بين الله وغيره فى القسم , بل كأنه يعظم اليمين الثانى أكثر , إذ العادة أن يبدأ بالأقل ثم الأعظم .

14. الله اعلم ورسوله : إذا قيل : هل سافر فلان؟ قيل : الله اعلم ورسوله , وهذا لا يجوز , لأنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده .

15. ((ربنا افتكره)) , ((افتكاره رحمة)) : تقال كثيراً فى الإخبار عن الوفاة , وهذه الكلمة إن قُصدَ معناها فهى كفر , لأن الله يقول : ۞وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً۞ , وإن كان جاهلاً – وهو الغالب – فيجب أن يطهر لسانه منها .

16. ((دفن فى مثواه الأخير)) : هذه الكلمة تتضمن إنكار البعث , إذ القبر ليس هو المثوى الأخير , وإنما المثوى الأخير هو الجنة أو النار .

17. ((الدين لله والوطن للجميع)) : الصحيح أن الدين لله والوطن لله , قال تعالى : ۞ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ۞, فالوطن لله : هو الحاكم والمَهيمن عليه بَقدرة وَشَرعه , فهو مالك الدنيا والآخرة , لا يقاسمه فيهما أحد .

18. ((ربنا وقف معى)) : المعنى صحيح , أى : أعاننى , ولكن لال يجوز أن يقال فى حق الله : ((وقف)) لأن هذا ليس وارداً فى صفاته تعالى .

19. ((لا حول الله)) : كثير من الناس يقع من هذا الخطأ اللفظى غير المقصود اختصاراً لقول : ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) فاللفظ فى ذاته فيه نفى الحول عن الله , فلزم اجتنابه .

20. ((العصمة لله وحده)) : هذا اللفظ لا يجوز , لأن المعصوم لابد له من عاصم , وإنما الله له الكمال , والعصمة لرسوله ( صلى الله عليه وسلم ) .

21. ((التحية)) : شاع بين المسلمين أنواع من التحية كقولهم : ((صباح الخير)) , ((مساك الله بالخير)) , وغير ذلك . وهذه التحيات لا يجوز أن تكون بدلاً عن ((السلام عليكم)) , فإن قيلت بعده مثلاً جاز (( ذكره ابن عثيمين حفظه الله )) , فالسلام شعار المسلمين وسبيل التحابّ بينهم , لال يستنكف منه إلا الذى فى قلبه مرض من أدعياء التحضر وعُبَّاد المدنية , الذين جعلوا تحية أهل الجنة ((رجعية))! , نعوذ بالله من الضلال .

22. ((العمل عبادة)) : هذه الكلمة لا هى بآية ولا حديث , يتعلل بها الناس حين تشغلهم اعمالهم الدنيوية عن الواجبات الشرعية , وانما يكون العمل عبادة إذا أريد به وجه الله ولم يشغل عن ذكره تعالى , فإن شغلك الكسب عن الصلاة فهذا العمل عبادة ولكن ... للشيطان .

23. ((ساعة لقلبك وساعة لربك)) : ((ساعة لقلبك)) يقصدون بها : ساعو للمعصية والشهوة ونحو ذلك , وإنما الحياة كلها لله : ۞قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۞ , فهل يرضى هؤلَاء أن يعاملهم الله فى الآخرة كذلك , فيقلبهم بين الجنة والنار : ساعةً هنا وساعة هنا؟! .

24. ((ربك رب قلوب)) : كثيراً ما يقولها الناس إذا دعوتهم إلى اتباع الشرع وفعل الطاعات , أو يقولون : ((المهم أن القلب أبيض)) , ((أنا بحب ربنا)) , ((أنا ما بأذيش حد)) , .. ونحو ذلك . وهذا من خُدَع إبليس , لأن معنى هذا أن يترك الناس العبادة لأن العبرة بالقلب , أو أن قائل هذا الكلام يعلم بما يرضى الله أكثر من الله الذى يقول : ۞قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ۞ فأمر بالاتباع الذى هو علامة الَحب , لأن المحب مطيع لمن أحب , ولو كان أحد يكفيه إيمان القلب لكان الصحابة والمرسلون , ومع ذلك كانوا يعملون الصالحات .

25. ((اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع)) :كلمة إبليسية تتضمن الصد عن النفقة فى سبيل الله , لأن البيت لا تنتهى حاجاته , والواردفى الشرع عكس ذلك , حيث مدح الذين يقدمون حاجة غيرهم على أنفسهم , قال تعالى : ۞وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ۞ , وقد أنفقَ أبو بكر كل مَالَه في سبيلَ اَلله .

26. ((عملت إلَّى على والباقى على الله)) : كلمة ((الباقى)) توحى بأن العبد عليه جزء وعلى الله جزء , وإنما الصحيح أن الكل على الله , لأن كل ما يفعله العبد إنما هو بإعانة الله , فلو قال : ((عملت ما أقدر عليه والتوفيق من الله)) أو نحو ذلك لكان أولى .

27. ((أكثر من الهم على القلب)) : يضربون المثل للكثرة بالهم , كأن الهم أكثر الأشياء فى الدنيا , وكثيراً ما يقال : ((الدنيا تعب)) , ((الحياة هم)) , ((ما حدَش مرتاح)) , ((كله بيقاسى)) , ((عايشين)) , ونحو ذلك , كأن الله ما أسعد أحداً , كيف وهو يقول : ۞مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى۞ , فإن العافية أكثر من البلاء , ونعم الله تحيط بالعباد , أليس هذا من الجحود والنكران لنعم الله الذى يقول : ۞وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ۞ .

28. ((اللهم اجعله خيراً)) : يقولونها بعد الضحك الكثير يعقبه مصيبة , وهذا سوء ظن بالله , إذ الله رحيم ودود لا يكره لعبده أن يفرح إن لم يكن ذلك فى معصية .

29. ((كذبة بيضاء)) : يطلقونها على الكذب الذى لا يتضمن أذىً للغير , ويقصدون أنه لا وزر فيه , وهذا من تسمية الشيطان , فإن هذا الكذب محرم , فلم يكن ( صلى الله عليه وسلم ) يكذب حتى فى المزاح .

30. ((اللهم إنى لا أسألك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه)) : شاعت هذه الكلمة على ألسنة الخطباء , وهى خطأ كما أفاد العلامة ابن باز رحمه الله , لأنه شئ
فى أن يسأل العبد ربه أن يدفع البلاء , فقد استعاذ ( صلى الله عليه وسلم) من سوء القضاء , فإن الدعاء يرد القضاء بإذن الله , إذ كل من الدعاء والبلاء هما من قضاء الله , ثم إن سؤال التخفيف فى القضاء دون إزالته هو تضييق لرحمة الله .

31. ((اصطبحت بوش مين النهاردة)) : يقولونها إذا رأوا فى يومهم شدة وبلاءً , وهذا من التشاؤم المنهى عنه .

32. ((ينساك الموت)) : يجامل الناس بعضهم بهذا الدعاء , مع أن الموت من قضاء الله , فكأنهم يصفون الله تعالى بجواز النسيان والغفلة , وهو تعالى سميع بصير لا يفوته شئ , ولا يعزب عنه شئ .

33. ((امسك الخشب)) : بدلاً من اتخاذ المعوذات المشروعة لدفع الحسد يقولون : ((امسك الخشب)) , وهى تتضمن تعوذاً بغير الله , حيث يعتقدون أنها تدفع عنهم العين , ولا يجوز أن يستعاذ إلا الله .

34. ((خمسة وخميسة)) : ما بهذا أُمرنا , ولا ندرى من أين جائت هذه التعاويذ الباطلَة , وهى غالباً من أقوال السحرة والمشعوذين , وهى شرك لأنها استعاذة بغير الله , فأين ذهبت آية الكرسى وسورة الفلق والرٌّقَى الشرعية؟! .

35. ((فلان يأكل أرزاً مع الملائكة)) : يقصدون أنه نائم , ومن أدراهم أن الملائكة يأكلون أصلاً؟ فضلاً عن أكل الأرز بالذات؟! , أليس هذا من القول بلا علم , والاستهزاء بالملائكة الذين عَظَّم الله قدرهم؟! .

36. ((البقية فى حياتك)) : لا يصح إطلاقها , لأن معناها أن الميت قد نقص من عمره بقية يُرْجَى أن تضاف إلى عمر الحىّ , والصواب أن يقال : ((البقاء لله)) , ونحو ذلك .

37. ((ربنا عرفوه بالعقل)) : وهذا خطأ , لأننا عرفنا الله بالله , حيث دلنا على نفسه المقدسة بالفطرة , حيث فطر القلوب على توحيده , وبالرسل صلوات الله عليهم , ثم العقل خادم ومُكَمَّل للفطرة والرسل .

38. ((الفتنة أشد من القتل)) : يقصدون بالفتنة الوشاية ونقل الكلام , وهذا ليس أشد من القتل , وإنما الفتنة فى الآية يراد بها الكفر , فالناس ينزلون الكلمة فى غير موضعها .

39. ((لا حياء فى الدين)) : الصحيح أن الحياء من الدين , فهو شعبة من شُعَب الإيمان , ولعلهم يقصدون : ((لا حياء فى العلم)) وهذا هو الصحيح .

40. ((الشكر لله)) : كثير من الناس إذا صنع معروفاً فقيل له ((شكراً)) قال : (( الشكر لله)) , يعنى أن الشكر لله وحده , والصواب أن الشكر للناس جائز : قال تعالى : ۞أن اشْكُرْ لى ولَواَلديْكَ۞ .

41. ((الله .. الله)) : يَكثر بعضَ الناس من تكرار لفظ الجلالة مفرداً على سبيل الذكر ,وهذا خلاف هدى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لأن لفظ الجلالة لم يَردْ إلا مقترناً بالثناء والوصف الجميل : ((الحمد لله)) , و ((الله اكبر)) , ((سبحان الله)) , وهكذا , أما ذكر لفظ الجلالة وحده دون ثناء فهو أمر مبتدع , لم يرد فى الشرع , ولم يفعله أحد من السلف .

42. ((هو .. هو)) : هذه أشد من التى قبلها , حيث يجعلها بعضهم من أسماء الله , وهذا باطل لأن ((هو)) ضمير غائب يصلح لأى أحد , ولم يقل أحد من السلف أنه من أسماء الله , وهذا اللفظ يقولونه غالباً فيما يسمونه : ((الحضرة)) أو ((الجلسة المحمدية )) , وبصورة جماعية , ويهزون رءوسهم , ويخرجونها من الأنف , وكل هذه بدع مذمومة لا يقرها الشرع الحنيف .

43. ((الخطأ فى أسماء الله)) : من الألفاظ الشائعة : ((يا ستَّار)) , ((حوش يا حواش)) , ((عبد العاطى)) , ((عبد العال)) , ((الله هو الجمال كله)) , ((هو العظمة كلها)) , ((هو القوة العليا)) , وغير ذلك , وصوابها على الترتيب على ما يوافقَ الكتاب والسنة : ((يا ستَّير)) , ((عبد الوهاب)) , ((يا حفيظ)) , ((عبد المتعالَ)) , ((الجميل)) , ((العظيم)) , ((القوى)) .

44. عباد الشمس : يسمون نوعاً من الزهور بذلك , لأنه يدور مع الشمس , وهو لا يجوز , لأن الشجر والدواب تعبد الله وحده , فيجب التحرى فى اختيار الأسماء , كأن يقال : ((تابع الشمس)) أو نحو ذلك .

45. ((الدنيا فونية)) : يقولها الناس على سبيل اللعب بالألفاظ , ولعل الكثيرين لا يعلمون أنها تحوير لكلمة : ((الدنيا فانية)) , وهى كلمة جليلة لا يجوز التلاعب بها .

46. ((فلان شهيد)) : لا يجوز أن يُشْهَد لشخص بعينه أنه شهيد , أخذاً بظاهر حاله , لأن الظاهر قد يكون بخلاف الباطن , ولا يعلم بالقلوب إلا باريها , وإنما الأعمال بالنيات , فما يَدْرى القائل لذلك أن الله قد قد قبل فلاناً فى الشهداء , فهى تزكية لا تجوز , قال تعالى : ۞ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۞ , فهذا من التقول على الله بلا علم .

47. ((شهيد الحرية)) : ومثلها ((شهيد الفن)) , ((شهيد الوطن)) , وغير ذلك , وهذه مع دخولها فى التزكية المنهى عنها ( راجع رقم 46 ) ففيها مأخذ آخر , إذ الشهيد هو من شهد له الشرع بالشهادة , وهؤلاء أدخلوا أنواعًا ما أنزل الله بها من سلطان , مع ما تتضمنه هذه الإطلاقات : ((شهيد الفن)) , ((شهيد الحب)) من استهزاء ولعب بالشهادة التى عظم الله قدرها .

48. ((المرحوم فلان)) : وهذه شهادة بالرحمة , وهى أمر غيبى لا يُقْطَع به إلا لمن شهد الله له بذلك , وهو يشبه اللفظة السابقة , فحكمه حكمها .

49. ((المغفور له)) : هذه كسابقتها إن لم تكن أشد , لأن هذه اللفظة أصرح وأوضح .

50. ((رسول الفن)) : ومثلها ((رسول الحب)) , ((الفن رسالة)) , ((الأدب رسالة)) , وغير ذلك , ويقصدون تعظيم هذه الأعمال . لا يجوز إطلاقه , لأن لفظة ((الرسالة)) لا يجوز أن تُحَقَّر بحيث تطلق على مثل هذه الأمور, وإذا كان فلاناً رسول الفن فمن أرسله؟! وبماذا أرسله؟! , لا شك أن هذا تجاوز للحد , فكأنهم جعلوا الفن إلهاً يعبد والفنان مرسل من قِبَلِ هذا الإله , وهكذا يقال فى الألفاظ الأخرى .

51. ((سيداتى سادتى)) : هذه الكلمة خطأ من وجهين : أحدهما : أن التخاطب لا ينبغى أن يكون بالتسييد , فليس كل الناس يقال له : سيد , وإنما يمكن أن يقال : ((إخوانى)) ((الإخوة الكرام)) أو نحو ذلك . الثانى : تقديم النساء على الرجال عادة غريبة ذميمة , إذ طريقة القرآن , وطريقة النبى ( النبى صلى الله عليه وسلم ) , ولغة العرب : أن لفظة الذكور تعم الإناث , فإذا قيل : ((يا معشر المؤمنين)) دخل فيهم المؤمنات , وأحياناً يذكر الإناث مع الذكور للتوكيد أو غير ذلك , وفى هذه الحالة يقدم الرجال على النساء .

52. ((شى الله يا بدوى)) : وهى مختصر قولهم : ((شئ لله يا بدوى)) , ومثلها ((شى الله يا رفاعى)) , ((شى الله يا ست)) , وكل هذا شرك , لأنه سؤال لغير الله , وهذه من الطامَّات التى شاعت بين المسلمين , ومما يشبه هذه الكلمة قولهم : ((نظرة يا ست)) يقصدون السيدة زينب رضى الله عنها .

53. ((اللاوى)) .. ((شيطانى)) : يقولون للشئ الذى يحصل بلا سبب اللاوى (نسبة إلى الله سبحانه وتعالى) , أو شيطانى , كقولهم : ((زرع شيطانى)) , ونحو ذلك , وهنا جملة أخطاء : (أحدها) : أن لفظة (اللاوى) خطأ فى اللغة , لأن النسبة إلى الله لا تصح , وإنما ينسب إلى ((إله)) , فيقال : ((إلهى)) , وينسب إلى ((رب)) , فيقال : ((ربانى)) . (الثانى) : أن كلمة ((اللاوى)) مستشنعة فى حق الله تعالى , لأنها تحريف للفظ الجلالة , بل هى تتضمن تهكمًا واستخفافًا مما قد يؤدى بصاحبه إلى الكفر والعياذ بالله , فإذا كان الاستهزاء بآيات الله كفراً فكيف بمن استهزأ باسمه المقدس ؟! (الثالث) : أن كلمة ((زرع شيطانى)) توحى بأن هذا الزرع من صنع الشيطان , وهذا فيه نوع إشراك , لأن الله هو الذى أنبته لا الشيطان , فضلاً عما فيه من ذم الزرع بنسبته إلى الشيطان . والصواب فى هذا كله أن يقال : ((ربانى)) .

54. ((متخلناش نكفر)) ((ما تخلينيش أخرج من دينى)) : ما أقرب الكفر من قائل هذه العبارة , وإذا كان الرجل مهما غضب لا يقول : ((متخلينيش أتبرأ من أبويا)) أو ((متخلينيش ألعن أبويا)) , فلماذا رخص عليه دينه مع أنه أغلى من الوالدين والناس أجمعين؟! , ولو كان لدينه حرمة ما هانت عليه هذه الكلمة التى ربما يحرمه الله من الهداية والخير بسببها وهو لا يدرى .

55. ((الله فى كل مكان ولا يخلو منه مكان)) : هذه الكلمة مع شيوعها إلا أنها تخالف العقيدة الصحيحة التى كان عليها السلف , فإن الله لو كان فى كل مكان لكان فى مواضع النجاسات , (وحاشاه) , ولكان مختلطًا بخلقه (تعالى عن ذلك) , وإنما اعتقاد السلف أن الله فوق السموات العُلَى , مستوٍ على عرشه , لا يحيط به خلقه , وهو بهم علماً وقدرة وسمعاً وبصراً .

56. ((الله .. محمد)) : هكذا يكتبونها على واجهات المحلات , وهو خطأ من وجهين : (أحدهما) : أن ذكر لفظ الجلالة وحده ليس هو المراد بذكر الله بل لابد من الثناء عليه (راجع رقم 41)
(الثانى) : أن كتابة اسم النبى ( صلى الله عليه وسلم ) بمحاذاة لفظ الجلالة قد توحى بالمساواة وأنه ند له , نعم الناس لا تقصد التسوية , ولكن يجب أن نحافظ جناب التوحيد عن أن يُمَسّ .

57. ((علىّ الحرام من دينى)) : هذا قسم شائع , ومعناه : على أن أفعل الحرام من دينى إن فعلت هذا الأمر , وليس هذا من تعظيم حرمات الله , وقد يكون معناه عند بعض الناس : يكون دينى علىّ حراماً إن فعلت .. , وهذا أبشع من المعنى الأول , وكلاهما ليس من الأيمان المشروعة .

58. ((الله لي فى السموات وأنت فى الأرض)) .. ((ربنا فوق وأنت تحت)) : وهذه مبالغة قبيحة كأنه جعله نداً لله , فانظر إلى الشيطان كيف يستدر ج أولياءه حتى يوقعهم فى الشرك بالله؟! .

59. ((وهبته الطبيعة قوة)) : الذى يهب القوة والشجاعة وكل صفات المخلوق هو الله جل وعلا , وأما الطبيعة فهى مخلوقة لا خالقة وليس لها أن تعطى أو تمنع , وهذه الكلمة رغم شيوعها هى فى الأصل من كلام الملاحدة الذين ينكرون وجود الله ويقولون : إن كل شئ من صنع الطبيعة .

60. ((اسم النبى حارسه)) : أى أن اسم النبى هو الذى يحرسه ويحميه , مع أن الذى يحمى السموات والأرض ومن فيهن ويحفظها هو الله , نعم اسم النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فيه البركة والخير , ولكن المشروع هو التعوذ باسماء الله وكلماته واعتقاد أن الله هو الذى يحفظ العبد ويحرسه .

61. ((يا شمس يا شموسة خدى سنَّة الجاموسة , وهاتى سنَّة العروسة)) : يعوَّد الصغارَ حين يقلعون أسنانهم أَن يقذفوا بسنتهم المقلوعة جهة الشمس ويقولون هذه العبارة , مع أن فيها معنى شركياً واضحًا , حيث تتضمن اعتقاد أن الشمس هى التى تهب الأسنان للأطفال , ولهذا يدعونها بذلك , وهذا من خصائص الربوبية التى لا يهبها إلا الله تعالى , فلا ندرى كيف لبَّس الشيطان هذا على المسلمين؟! .

62. ((كتَّر خير الدنيا)) : يقولون : كتَّر خير الدنيا إن فلان قدر يتزوج , أو نحو ذلك , وكأنهم يمدحون الدنيا بذلك ويدعون لها بالخير , مع أن الله هو الذى أعان ويسر , فبدلاً من شكر المولى على ذلك , يصرفهم الشيطان إلى شكر الدنيا .

63. ((كسبنا صلاة النبى)) :جرت عادة الناس إذا استفتحوا الكلام فى مجلس أن يقول أحدهم للآخر : ((صلَّ على النبى)) , فإذا جلسوا مجلساً ولم ينجزوا الأمر الذى يتفاوضون فيه قالوا : على سبيل التأسف : ((كسبنا صلاة النبى)) : أى ما خرجنا من مجلسنا إلا بالصلاة على النبى , وهذا من التهاون وسوء الأدب بشأن الصلاة عليه ( عليه الصلاة والسلام ) التى يجب توقيرها وتعظيمها .

64. ((فلتة من فلتتات الزمن)) : يقول الله تعالى : ۞وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ۞ , والآيات التى فيها أن الله لا يفوته شئ ولا يفلت منه شئ كثيرة , فكيف يوصف أحد بأنه فلتة , وهل أفلت من علم الله , أم من قدرته , أم من تدبيره؟! حاشا لله أن يفوته شئ , ومن الخطأ في هذه العبارة أيضاً ((من فلتتات الزمان)) , فإن الزمن لا ينسب إليه خلق أو تقدير أو تصرف , وإنما الذى يفعل ذلك هو الله جل وعلا .

65. ((الإنسان خليفة الله فى أرضه)) : هذه الكلمة لا يصح إطلاقها فى حقه تعالى , لأن الخليفة هو من يخلف غيره فى غيبته , وهذا لا ينبغى لله , لأنه حىٌّ لا يموت , قيوم لا يَكلُ تدبير ملكه لغيره . وقد شاع هذا الخطأ بناءً على الخطأ فى فهم قوله تعالى : ۞إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً۞ , وليس الأمر كما ظنه كثير من الناس من أنه خليفة لله , إنما المراد أنه خليفة لمن سبقه من الخلق , حيث ذكر المفسرون أن الأرض قد سكنها قبل الإنسان خلق آخرون , وقيل : إن المراد بالخليفة فى الآية : أن يخلف بعضهم بعضاً , قال تعالى : ۞فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ۞ فكل قرن يخلف الذى قبله .

66. ((تقول للقيامة قومى)) : الله وحده هو الذى يأمر القيامة أن تقوم , ثم إن شأن القيامة أعظم من أن نضرب بها المثل .

67. ((لو انطبقت السماء على الأرض ما فعلت كذا)) : ينبغى أن يصون الإنسان لسانه عن هذا التهور فى القول ; فإن الله قد يُعَجَّزه بأهون من هذا , فقد يسلط الله عليه مرضاً فيقهره فيفعل ما أقسم على أن لا يفعله , فإن كان لا يصمد على شئ يسير من أقدار الله فكيف يصمد لو انطبقت السماء على الأرض , وأنَّى لها أن تنطبق .

68. ((كل اللى له نبى يصلى عليه)) : وفيها شيئان : (أحدهما) : أن الغالب أن يقولوها فى الأفراح ومواضع اللهو والمزاح , وهذا استخفاف بمقام الأنبياء الذين عظم الله قدرهم . (الثانى) : أن هذا يتضمن إقراراً بأن لكل أهل دين نبياً يخصهم , وهذا خطأ جسيم لأنه بعد نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وجب على جميع الخلائق أن يتبعوه , لأنه بعث للناس عامة , مع الإيمان بجميع الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه .

69. ((الفاتحة على روح فلان)) : اشتهر هذا القول جداً على ألسنة الناس , مع أن قراءة الفاتحة على الميت لم ترد على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يُعَلَّمها احداً , وإنما المأثور عنه ( صلى الله عليه وسلم ) عندما سألته عائشة رضى الله عنها ماذا تقول إذا زارت القبور , فَعَلَّمها السلام عليهم والدعاء لهم . (رواه مسلم) , وكذلك أمر ( صلى الله عليه وسلم ) بالاستغفار والدعاء بالتثبيت للميت بعد دفنه مباشرة , فلم يأمر ( صلى الله عليه وسلم ) بقراءة الفاتحة لا عند زيارة القبور ولا فى الدفن , وكذلك لم يرد ذلك عند الاحتضار ولا عند الموت ولا عند التغسيل , ولو كان قراءة الفاتحة أو غيرها تنفع الميت لَعَلَّمَنا إياها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , وعلى هذا فقراءة الفاتحة على الميت عند موته أو بعد موته أو عند تذكره بدعة , وإنما السنة الدعاء والاستغفار له .

76. ((نقرأ الفاتحة)) : اعتاد الناس أن يقولوا هذه الكلمة عند إبرام العهود والاتفاقات : كالخطْبة , والصلح بين المتخاصمين , والتشارك فى تجارة , ونحو ذلك , وهم يتبركون بالفاتحة التى ورد فضلها فى نصوص كثيرة , والحق أن هذا المسلك لا يؤيده الشرع , لأن وقائع الخطبة والعهود كانت كثيرة فى حياة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يرد عنه أنه قرأ الفاتحة أو أمر بقراءتها فى هذه المواضع , وما ترك ( صلى الله عليه وسلم ) خيراً إلا دلنا عليه , ولو كان خيراً لنا لأمرنا به , وإنما الوارد عنه ( صلى الله عليه وسلم) هو قراءة الفاتحة فى رقية المريض والمصاب بالمس أو السحر ونحو ذلك , وليس كون الفاتحة عظيمة القدر أن تُقْرَأَ فى غير موضعها .

71. ((الفاتحة)) : هكذا يقولها المقرئ بعد الفراغ من التلاوة ويمد بها صوته , وهذا من الأمور التى ليس عليها دليل شرعى غهى مثل التى قبلها .

72. ((آدى الله وآدى حكمته)) : وهذا فيه اعتراض على قدر الله وسوء أدب معه , لأنهم يقولونها حينما يحصل لهم مكروه .

73. ((حكمتك يارب)) : وهذه كالتى قبلها , إذ يقولونها حين يرون حدثاً غريباً مما تجرى به الأقدار , ومع أن الكلمة ظاهرها السلامة , لكن الغالب أن تقال بضجر وتعجب وضيق صدر , وإن كان من الناس من يطلقها بنية التسليم بحكمة الله , فهذا لا لوم عليه .

74. ((يدَّى الحلق للى بلا ودان)) : وهذه تشبه ما سبقها , ثم إن الإنسان قد يظن بعقله الضعيف أن الله أعطى هذا ما لا يستحقه , أو أن هذا الشئ لم يوضع فى مكانه , والله بحكمته النافذة يعلم أنه موضوع فى أولى موضع , ولكن العقل البشرى القاصر قد لا يبصر حكمته , وتعالى ربنا عن العبث وحاشاه من سوء التقدير عز وجل

75. ((هو فيه إيه عدل)) : كأن مُلْك الله أو شأن الله عباده قائم على الميل واَلَاعوجاج , وهذا طيش اللسان وسوء أدبه مع من يدبر الأمر تبارك وتعالى , فإن كل ما صرَّفه ربنا وأنشأه من الخلق هو على غاية العدل والقسط والكمال .

76. ((سايبنا لمين)) : يقولونها لمن مات إذا كان يعولهم ويتولى أمرهم , وهذا مع ما فيه من قلة الرضا عن الله يتضمن ضعفاً فى التوكل والاعتماد على الله , فإن الله تعالى عوض عن كل أحد , وهو ولي من لا وليَّ له .

77. ((بدرى من عمرك)) , ((ماكانش يومك)) , ((لسة صغير)) : هذا من سوء الأدب مع الله , فإنه لا تموت نفس حتى تستوفى أجلها , فضلاً عما فيه من اعتراض على القضاء , لأن من يرضى بقضاء الله لا يقول هذا .

78. ((كثرة الطلاق لا مُسَوَّغ)) : هذا الباب من أعظم ما استزل به الشيطان هذه الأمة , فإن الطلاق فى الأصل ما جُعِل إلا لإنهاء العلاقة الزوجية إن استحالت العشرة ووُجِدت أسباب صحيحة تسوَّغ الطلاق , أما استعمال اَلطلاق سبيلاً لتهديد الزوجة وتأديبها : ((أنت طالق إن فعلت كذا)) , أو استعماله فى تأكيد الكلام بين الناس , كقولهم : ((زوجتى طالق إن رجعت فى هذه البيعة)) , أو كثرة الحَلف بالطلاق فى الكبير والصغير فإن هذا كله استعمالَ للطلاق فى غير ما وضع له , وتقريب لخطوات الشيطان الذى يفرح بالطلاق أعظم الفرح ولهذا كثيراً ما يجد المرء نفسه وقد حُرَّمَتْ عليه زوجته ونفذت جميع طلقاته عبثاً وهباءً فيشقى , وهذا من عقاب الله له .

79. يكتبون۞إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً۞ : على واجهة المحلات أو عند افتتاح متجر جديد , ولعل هذا يدخل في العبث بكلام الله وتنزيله في غير موضعه , فإن الفتح المذكور في قوله تعالى : ۞ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً۞ هو فتح مكة وخيبر فأين هذا المقام الجليل من افتتاح متجر للبيع والشراء؟ أليس هذا تحريفاً وعبثاً بكتاب الله؟!
وكثير من الناس يتخذ القرآن وسيلة لترويج سلعته , حيث يكتبون في محلات العصير : ۞وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً۞ وهذا فى الجنة فحسب , وقد رأيت ورشة إصلاحات مكتوباً عليها : ۞إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ۞ مع أن الإصلاح فى الآية هو الإيمان والعمل الصالح , ورأيت مطعماً مكتوباً عليه : ۞ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ۞ مع أن هذا خاص بنعيم الجنة , وقد رأيت بنفَسى مًصير هذا المطعم الفخم الفاخر , حيث أسرع إليه النفاذ وأذن الله بخرابه , نسأل الله العافية .

80. ((ابن الحرام مخلاش لابن الحلال حاجة)) : هذه الكلمة ونحوها تزرع سوء الظن بين الناس وتُضعف المؤاخاة بين المؤمنين , فإن الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة , بل إن الناس عندهم أمثال أخرى تبطل هذا المثل , كقولهم : ((صوابعك مش زى بعضها)) , و ((الدنيا بخير)) ونحو ذلك .

81. ((اللهم اكفنى شر أصدقائى , وأما أعدائى فأنا كفيل بهم)) : خطأ من وجهين : (أحدهما) : سوء الأدب مع الله , فإن الله هو الكافى من الشر كله , فكأن القائل جعل نفسه نداً لله , حيث يكفيه الله أصدقاءه , ويكفى هو نفسه أعداءه . (الثانى) : أن هذه نظرة تشاؤمية تنفى الوفاء , وتبعث على سوء الظن بالأصدقاء والمبالغة في الحذر , وينبنى عليها قلة الصدق والمصافاة مع الصديق , وإذا كان في الأصدقاء أهل غدر ففيهم أهل وفاء .

82. ((اتق شر من أحسنت إليه)) : هذه تشبه التى قبلها لماَ فيها من سوء ظن , وليس كل من أحسنت إليه يسئ إليك , بل الناس فيهم هذا وهذا , وبعض الناس قد يترك الإحسان خشية النكران مستمسكاً بهذا المثل , وأين هذا من قول الله تعالى : ۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ۞ .

83. ((ولد شيطان .. شقي .. ابن حرام)) : والغالب أن يقولوها في المزاح والمداعبة , وكيف يشبه المسلم بالشيطان , وكلمة ((شقي)) معناها في اللغة تعيس , قال تعالى : ۞ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ۞ وأهل الشقاوة هم أهل النار , وكَثيراً ماَ يصفونَ الطفل بأنه شقى , والأولى أن يقال : عابث أو مشاكس أو معاكس أو نحو ذلك , وأما ((ابن الحرام)) فهو ابن الزنا , فكيف يقول الرجل لصاحبه هذه الكلمة في المزاح وهو لا يبالى , ألا يدرى أنه يقذف أمه بالزنا؟! .

84. ((فعلت كذا إن شاء الله)) : وهذا كثير في كلامهم , وهو خطأ من وجهين : (أحدهما) : أن حرف ((إن)) يأتى للمستقبل ((سأفعل)) , (الثانى) : أن حرف إن يفيد الشك . فإذا قلت : سأفعل إن شاء الله , فالمعنى أنه قد يشاء سبحانه وقد لا يشاء وأما الماضى ((فعلت)) فهو يفيد أن الله قد شاء هذا الأمر بدليل أنك فعلته , وعلى هذا فالصحيح في المستقبل أن يقال : ((سأفعل إن شاء الله)) , وأما الماضى فيقال : ((فعلت بمشيئة الله)) أو ((بتوفيق الله)) أو ((بحمد الله)) أو نحو ذلك .

85. يقولون عند المصيبة : ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) : والصواب : ((إنا لله وإنا إليه راجعون)) كما جاء في القرآن والسنة , فإن هذه تعنى التسليم بقضاء الله , لأننا ملك له يفعل ما يشاء , وإليه راجعون فيجازينا على ما صبرنا . وأما ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) فإنها كلمة استعانة تقال قبل الشروع في الأمر , لطلب العون من الله , وأما قولها عند وقوع البلاء فكثيراً ما تقال بضجر وتأفف كأن العبد ليس لديه حول ولا قوة على الصبر والتسليم , فإن كلاً من العبارتين له موضع مختلف .

86. ((السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة)) : يقصدون النهى عن التواكل , وهذا مقصود صحيح , ولكن لا يكون هذا بتضييق رحمة الله وفضله , فإن الله أمطر على أيوب عليه السلام جراداً من ذهب , كما في الحديث الصحيح , والله واسع كريم لا يعجزه شئ .

87. قولهم عند الفراق : ((لا إله إلا الله)) .. ((محمد رسول الله)) : عندما يفارق الرجل أخاه في سفر أو نحوه يقول أحدهما للآخر : ((لا إله إلا الله)) , ويقول الآخر : ((محمد رسول الله)) , حيث يعتقدون أنهما إن قالا ذلك فسوف يلتقيان مرة أخرى , وهذا الأمر لم يرد في سنة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) , فالظاهر أن من البدع التى استحسنها الناس بأذواقهم دون سند شرعى , وإنما السنة في السفر أن يقول الرجل لأخيه : ((أستودعك الله الذى لا تضيع ودائعه)) , ((أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)) , فهذا هو المشروع في هذا الموطن .

88. ((عزرائيل)) : لم يثبت في الكتاب أو السنة الصحيحة أن ملك الموت اسمه عزرائيل , وإن كان هذا شائعاً بين الناس , فإن أسماء الملائكة لابد فيها من نص شرعى صحيح .

89. ((حرامى الحَلَّة)) : هكذا يسمون النمل الكبير , وهذه تسمية جائرة , وذمٌّ لمن لا يستحق الذم , وليس هذا من العدل الذى أمرنا الله به .

90. ((أنا .. وأعوذ بالله من قولة أنا)) : إذا قصد أن مجرد التلفظ بكلمة ((أنا)) هو صفة ذميمة يستعاذُ منها فهذا خطأ , لأن الكلمة في ذاتها ليس فيها شئ .
وإذا قصد الاستعاذة من النفس والتكبر على الخلق فهذا حسن , ولعل أكثر الناس يقصد هذا المعنى الصحيح , ولكن لا يصح أن تكون عادة لازمة كلما تلفظ الإنسان بهذه الكلمة , إذ لم يكن هذا من هديه ( صلى الله عليه وسلم ) .

91. القانون لا يحمى المغفلين : هذه كلمة فاسدة , لأن الله نهانا عن الغش والمخادعة , والشرع حفظ السفيه والمستغفَل , وإذا كان القانون البشرى لا يحمى المغفلين فشرع الله يحميهم .

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه


منقول من كتيب (تنبيهات شرعية نافعة على الأخطاء اللفظية الشائعة)

libero
02-12-2010, 04:55 AM
جزاكي الله خيرا ...

عمر ابو قطرة
02-12-2010, 08:07 AM
بارك الله فيك
وجزاكي خيرا
وجعله في سجل حسناتك
وجزاكي عنا خير الجزاء

أبو إسراء A
02-12-2010, 02:27 PM
موضوع قيم يستحق التثبيت يا جنة ، جعلنا الله جميعا من أهل الجنة.

أهل السنة
03-12-2010, 02:31 PM
جزاكِ الله خيرا

مسلمة متفائلة
03-12-2010, 04:00 PM
http://files.fatakat.com/2010/3/1269626514.gif

khalid2222
03-12-2010, 04:48 PM
جزاك الله خيرا علي هذا التوضيح فالبالفعل يقول الانسان كلاما هينا وهو عند الله شيئ عظيم

shima'a
03-12-2010, 05:55 PM
جزاكِ الله خيرا

الخديوي اسماعيل
07-12-2010, 07:07 PM
اللهم سدد خطاك اخت جنه

دينا واصل
12-12-2010, 04:43 AM
بارك الله فيكم جميعا

معــاذ
12-12-2010, 08:25 AM
سلمت يداك
وجزاك الله خيرا

ARTSZAG
15-12-2010, 12:35 AM
تسلم ايدك ....

ماشي بنور الله
16-12-2010, 10:27 PM
شكرا لك
جعله الله في ميزان حسناتك