مسترسمير إبراهيم
29-06-2010, 12:43 PM
مصرى يفوز بالمركز الثالث فى مسابقة مختبر الشهرة العالمية
شلتنهام- بريطانيا - من أشرف أمين: ساعتان من الزمن تفصل بين العاصمة البريطانية لندن ومدينة شلتنهام، تلك المدينة الهادئة والتى حين تتجول بها تطالعك البيوت الإنجليزية القديمة والمراعى الخضراء. ورغم الأجواء الباردة والممطرة بعض الشىء وحالة الهدوء العامة كان وسط المدينة أكثر نشاطا وصخبا وذلك بمناسبة فعاليات مؤتمر شلتنهام للعلوم والذى يعقد فى دورته العاشرة ووسط حضور يقدر بنحو 45 ألف زائر. http://www.ahram.org.eg/MediaFiles//G1_22_6_2010_6_55.jpg
المتسابق المصرى حازم شعيرة خلال المسابقة
المؤكد أنك حين تحضر مثل هذا النوع من الفعاليات تنتابك حالة من التفاؤل، فالحدث يبدو كأنه مهرجانا ترفيهيا يشارك فيه الأطفال وكبار السن وكل فئات المجتمع، كما أنك قد تفاجأ بضحكات للجمهور وهم يستمعون لمحاضرة طبية يلقيها عالم يحرص بين الحين والآخر أن يطلق النكات وأن تكون كلماته بسيطة ومفهومة كى تجذب اهتمام الحضور.
وإضافة لحالة التفاؤل، كانت لمشاركة وفوز المتسابق المصرى الدكتور حازم شعيرة فى نهائيات مختبر الشهرة وقع إيجابى آخر خاصة وأنها المرة الأولى التى تشارك مصر فى هذا النوع من المسابقات المقامة على هامش مهرجان شلتنهام. فهذه المسابقة يتبارى فيها 13 من شباب العلماء من مختلف أقطار العالم حول قدرتهم على تبسيط المعلومات العلمية وشرحها بصورة مسلية وبسيطة للجمهور خلال 3 دقائق فقط.
والدكتور حازم هو طبيب نفسى بمستشفى العباسية ويهوى رسم الكاريكاتير وخلال مشاركاته فى التصفيات المحلية لمسابقة مختبر الشهرة حرص على اختيار موضوعات ذات اهتمام كبير مثل أهمية الخيال وقدرة الإنسان على التعبير عن ذاته باستخدام الخيال خاصة فى حالات العجز الكلى.أما فى المسابقة النهائية تحدث حازم عن نوع غريب من الأمراض العقلية تؤدى لقيام الذراع الإيسر بأفعال بدون توجيه من المخ ويحدث ذلك نتيجة انقطاع الرابط بين مناطق التفكير ومناطق الحركة فى المخ مما ينتج عنه أن يصبح للإنسان جزءان من المخ كل منهما يعملان بصورة مستقلة.
الطريف فى الأمر أن فعاليات مسابقة مختبر الشهرة أجريت فى نفس يوم وتوقيت مباراة انجلترا وأمريكا ضمن فعاليات كأس العالم والتى اعتبرتها الصحف البريطانيا الحدث الرياضى والسياسى الأهم بين البلدين خاصة وأن المباراة تأتى بعد سلسلة من الاشتباكات الإعلامية بين البلدين على أثر الكارثة البيئية التى سببتها شركة بريتيش بتروليوم فى خليج المكسيك. لذلك فإنه رغم قلة عدد الحاضرين إلا أن أجواء المسابقة كانت أكثر سخونة من مبارة كرة القدم والتى انتهت بتعادل الفريقين وخيبة أمل من حارس المرمى الإنجليزى حيث تنوعت الموضوعات التى قدمها المتسابقين. وقد فاز بالمركز الأول فاسيلس من اليونان والذى تحدث عن ظاهرة الإنفجار الأعظم والتى أدت لنشأة المواد والمجرات والكواكب.أما إيفانا من كرواتيا والتى حازت على جائزة الجمهور والمركز الثانى فتحدثت عن تزاوج الحلزونات وهو نوع من الكائنات التى تتكاثر بأسلوب بالغ التعقيد يؤدى فى غالب الأحيان الى حدوث الكثير من الإصابات ووفاة أحد الأزواج وقد امتازت إيفانا بقدرتها المميزة على الحكى.
من ناحيته، أوضح مارك ليثجو مدير مهرجان شلتنهام أن فكرة مسابقة مختبر الشهرة بدأت منذ 4 سنوات بهدف تشجيع شباب الباحثين على تنمية مهاراتهم فى التواصل مع المجتمع وشرح ما يقومون به فى المعامل لغير المتخصصين فى قالب ممتع وجذاب.
وبمرور الوقت، اكتسبت المسابقة أهمية محلية ودولية لتقام هذا العام فى أكثر من 13 دولة من أوروبا وشمال إفريقيا والصين ثم يلتقى الفائزين من كافة هذه الدول كى يتنافسوا فيما بينهم وينقلون ثقافاتهم ورؤيتهم للعلم.
وبشكل عام فقد كان الحضور المصرى كبير ومميز خاصة وأن الوفد يضم شخصيات مثل الدكتورة نادية العوضى رئيس الاتحاد الدولى للصحفيين العلميين والمهندس محمد الصاوى مؤسس الساقية إضافة وعدد من الإعلاميين وممثلى وزارة التعليم العالى.
ويقول الدكتور عبد الحميد زهيرى مدير برنامج البحوث والابتكار بوزارة التعليم العالى أحد الجهات الراعية للمسابقة فى مصر: إن مختبر الشهرة تعد من التجارب الناجحة بكل المقاييس خاصة وأننا حديثى العهد بمثل هذا النوع من المسابقات والتى تسهم بدرجة كبيرة فى سد الفجوة بين العلماء والمجتمع وتدريب شباب الباحثين على أن يكونوا أكثر قدرة على شرح وتبسيط ما يعرفون للآخرين.
ويضيف الدكتور زهيري أنه خلال المسابقة المحلية لمختبر الشهرة بمصر شارك أكثر من 400 متسابق من جميع الجامعات والمراكز البحثية المصرية ثم تم تصفيتهم الى 10 متسابقين تم تدريبهم بشكل مكثف على فنون الإلقاء والتواصل مع الآخرين وأنماط الحكى المختلفة. وما أحب التأكيد عليه أننا نسعى لنقل فكرة المهرجانات العلمية لمصر بالتعاون مع شركائنا مثل المجلس الثقافى البريطانى والاتحاد الأوروبى وهو ما بدأناه العام الماضى من خلال سوق الابتكار الأورومتوسطى والذى كان بمثابة ملتقى لكل المعنيين بالبحث العلمى والابتكار فى مصر.
أما الدكتور حازم شعيرة المتسابق المصرى فيؤكد أن تجربة المشاركة فى مختبر الشهرة ومهرجان شلتنهام مفيدة بكل المقاييس حيث تستشعر أن فرص تعلم أى شيء ممكنة خاصة وأن المحاضرين يبتكرون بشكل كبير فى شرح العلوم وجعل التعلم مسألة طريفة للغاية.
المؤكد أن هذا النوع من المهرجانات يلقى الكثير من الاهتمام فى بريطانيا حيث يقام سنويا 25مهرجانا للعلوم فى كافة أرجاء المملكة المتحدة. تلك الثقافة الموجهة للأسرة ناجحة للدرجة التى تدفع الناس على شراء تذاكر لحضور الندوات العلمية والاستماع للعلماء والساسة والإعلاميين والفنانين يتحاورون عن كافة المواضيع المرتبطة بالعلم وكيف تؤثر العلوم على حياتنا اليومية بدءا من التغذية ووظائف المخ الى مستقبل رحلات السياحية للفضاء.
الواضح أن إقامة مهرجان ناجح للعلوم يحضره كل أفراد الأسرة مسألة صعبة لكنها ليست مستحيلة، وهو ما يؤكده إليه مارك ليثجو مدير المهرجان وأن أسأله عن مفاتيح النجاح، فالمسألة تحتاج لقدر من الابتكار والمثابرة حتى يقتنع الناس أنهم سيستفيدون ويستمتعون من حضور مهرجان للعلوم.
شلتنهام- بريطانيا - من أشرف أمين: ساعتان من الزمن تفصل بين العاصمة البريطانية لندن ومدينة شلتنهام، تلك المدينة الهادئة والتى حين تتجول بها تطالعك البيوت الإنجليزية القديمة والمراعى الخضراء. ورغم الأجواء الباردة والممطرة بعض الشىء وحالة الهدوء العامة كان وسط المدينة أكثر نشاطا وصخبا وذلك بمناسبة فعاليات مؤتمر شلتنهام للعلوم والذى يعقد فى دورته العاشرة ووسط حضور يقدر بنحو 45 ألف زائر. http://www.ahram.org.eg/MediaFiles//G1_22_6_2010_6_55.jpg
المتسابق المصرى حازم شعيرة خلال المسابقة
المؤكد أنك حين تحضر مثل هذا النوع من الفعاليات تنتابك حالة من التفاؤل، فالحدث يبدو كأنه مهرجانا ترفيهيا يشارك فيه الأطفال وكبار السن وكل فئات المجتمع، كما أنك قد تفاجأ بضحكات للجمهور وهم يستمعون لمحاضرة طبية يلقيها عالم يحرص بين الحين والآخر أن يطلق النكات وأن تكون كلماته بسيطة ومفهومة كى تجذب اهتمام الحضور.
وإضافة لحالة التفاؤل، كانت لمشاركة وفوز المتسابق المصرى الدكتور حازم شعيرة فى نهائيات مختبر الشهرة وقع إيجابى آخر خاصة وأنها المرة الأولى التى تشارك مصر فى هذا النوع من المسابقات المقامة على هامش مهرجان شلتنهام. فهذه المسابقة يتبارى فيها 13 من شباب العلماء من مختلف أقطار العالم حول قدرتهم على تبسيط المعلومات العلمية وشرحها بصورة مسلية وبسيطة للجمهور خلال 3 دقائق فقط.
والدكتور حازم هو طبيب نفسى بمستشفى العباسية ويهوى رسم الكاريكاتير وخلال مشاركاته فى التصفيات المحلية لمسابقة مختبر الشهرة حرص على اختيار موضوعات ذات اهتمام كبير مثل أهمية الخيال وقدرة الإنسان على التعبير عن ذاته باستخدام الخيال خاصة فى حالات العجز الكلى.أما فى المسابقة النهائية تحدث حازم عن نوع غريب من الأمراض العقلية تؤدى لقيام الذراع الإيسر بأفعال بدون توجيه من المخ ويحدث ذلك نتيجة انقطاع الرابط بين مناطق التفكير ومناطق الحركة فى المخ مما ينتج عنه أن يصبح للإنسان جزءان من المخ كل منهما يعملان بصورة مستقلة.
الطريف فى الأمر أن فعاليات مسابقة مختبر الشهرة أجريت فى نفس يوم وتوقيت مباراة انجلترا وأمريكا ضمن فعاليات كأس العالم والتى اعتبرتها الصحف البريطانيا الحدث الرياضى والسياسى الأهم بين البلدين خاصة وأن المباراة تأتى بعد سلسلة من الاشتباكات الإعلامية بين البلدين على أثر الكارثة البيئية التى سببتها شركة بريتيش بتروليوم فى خليج المكسيك. لذلك فإنه رغم قلة عدد الحاضرين إلا أن أجواء المسابقة كانت أكثر سخونة من مبارة كرة القدم والتى انتهت بتعادل الفريقين وخيبة أمل من حارس المرمى الإنجليزى حيث تنوعت الموضوعات التى قدمها المتسابقين. وقد فاز بالمركز الأول فاسيلس من اليونان والذى تحدث عن ظاهرة الإنفجار الأعظم والتى أدت لنشأة المواد والمجرات والكواكب.أما إيفانا من كرواتيا والتى حازت على جائزة الجمهور والمركز الثانى فتحدثت عن تزاوج الحلزونات وهو نوع من الكائنات التى تتكاثر بأسلوب بالغ التعقيد يؤدى فى غالب الأحيان الى حدوث الكثير من الإصابات ووفاة أحد الأزواج وقد امتازت إيفانا بقدرتها المميزة على الحكى.
من ناحيته، أوضح مارك ليثجو مدير مهرجان شلتنهام أن فكرة مسابقة مختبر الشهرة بدأت منذ 4 سنوات بهدف تشجيع شباب الباحثين على تنمية مهاراتهم فى التواصل مع المجتمع وشرح ما يقومون به فى المعامل لغير المتخصصين فى قالب ممتع وجذاب.
وبمرور الوقت، اكتسبت المسابقة أهمية محلية ودولية لتقام هذا العام فى أكثر من 13 دولة من أوروبا وشمال إفريقيا والصين ثم يلتقى الفائزين من كافة هذه الدول كى يتنافسوا فيما بينهم وينقلون ثقافاتهم ورؤيتهم للعلم.
وبشكل عام فقد كان الحضور المصرى كبير ومميز خاصة وأن الوفد يضم شخصيات مثل الدكتورة نادية العوضى رئيس الاتحاد الدولى للصحفيين العلميين والمهندس محمد الصاوى مؤسس الساقية إضافة وعدد من الإعلاميين وممثلى وزارة التعليم العالى.
ويقول الدكتور عبد الحميد زهيرى مدير برنامج البحوث والابتكار بوزارة التعليم العالى أحد الجهات الراعية للمسابقة فى مصر: إن مختبر الشهرة تعد من التجارب الناجحة بكل المقاييس خاصة وأننا حديثى العهد بمثل هذا النوع من المسابقات والتى تسهم بدرجة كبيرة فى سد الفجوة بين العلماء والمجتمع وتدريب شباب الباحثين على أن يكونوا أكثر قدرة على شرح وتبسيط ما يعرفون للآخرين.
ويضيف الدكتور زهيري أنه خلال المسابقة المحلية لمختبر الشهرة بمصر شارك أكثر من 400 متسابق من جميع الجامعات والمراكز البحثية المصرية ثم تم تصفيتهم الى 10 متسابقين تم تدريبهم بشكل مكثف على فنون الإلقاء والتواصل مع الآخرين وأنماط الحكى المختلفة. وما أحب التأكيد عليه أننا نسعى لنقل فكرة المهرجانات العلمية لمصر بالتعاون مع شركائنا مثل المجلس الثقافى البريطانى والاتحاد الأوروبى وهو ما بدأناه العام الماضى من خلال سوق الابتكار الأورومتوسطى والذى كان بمثابة ملتقى لكل المعنيين بالبحث العلمى والابتكار فى مصر.
أما الدكتور حازم شعيرة المتسابق المصرى فيؤكد أن تجربة المشاركة فى مختبر الشهرة ومهرجان شلتنهام مفيدة بكل المقاييس حيث تستشعر أن فرص تعلم أى شيء ممكنة خاصة وأن المحاضرين يبتكرون بشكل كبير فى شرح العلوم وجعل التعلم مسألة طريفة للغاية.
المؤكد أن هذا النوع من المهرجانات يلقى الكثير من الاهتمام فى بريطانيا حيث يقام سنويا 25مهرجانا للعلوم فى كافة أرجاء المملكة المتحدة. تلك الثقافة الموجهة للأسرة ناجحة للدرجة التى تدفع الناس على شراء تذاكر لحضور الندوات العلمية والاستماع للعلماء والساسة والإعلاميين والفنانين يتحاورون عن كافة المواضيع المرتبطة بالعلم وكيف تؤثر العلوم على حياتنا اليومية بدءا من التغذية ووظائف المخ الى مستقبل رحلات السياحية للفضاء.
الواضح أن إقامة مهرجان ناجح للعلوم يحضره كل أفراد الأسرة مسألة صعبة لكنها ليست مستحيلة، وهو ما يؤكده إليه مارك ليثجو مدير المهرجان وأن أسأله عن مفاتيح النجاح، فالمسألة تحتاج لقدر من الابتكار والمثابرة حتى يقتنع الناس أنهم سيستفيدون ويستمتعون من حضور مهرجان للعلوم.