مشاهدة النسخة كاملة : على هوامش النكسة


amr_gabr
22-07-2005, 06:25 PM
<span style=\'color:purple\'>





نزار قباني

هوامش على دفتر النكسة

كتبت في أعقاب نكسة حزيران (يونيو) 1967


أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

والكتبَ القديمه

أنعي لكم..

كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

أنعي لكم.. أنعي لكم

نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه



مالحةٌ في فمِنا القصائد

مالحةٌ ضفائرُ النساء

والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

مالحةٌ أمامنا الأشياء



يا وطني الحزين

حوّلتَني بلحظةٍ

من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

لشاعرٍ يكتبُ بالسكين



لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا



إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

لأننا ندخُلها..

بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

بالعنترياتِ التي ما ***ت ذبابهْ

لأننا ندخلها..

بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ



السرُّ في مأساتنا

صراخنا أضخمُ من أصواتنا

وسيفُنا أطولُ من قاماتنا



خلاصةُ القضيّهْ

توجزُ في عبارهْ

لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

والروحُ جاهليّهْ...



بالنّايِ والمزمار..

لا يحدثُ انتصار



كلّفَنا ارتجالُنا

خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ



لا تلعنوا السماءْ

إذا تخلّت عنكمُ..

لا تلعنوا الظروفْ

فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ



يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ

يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..



ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا

وإنما..

تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا



خمسةُ آلافِ سنهْ..

ونحنُ في السردابْ

ذقوننا طويلةٌ

نقودنا مجهولةٌ

عيوننا مرافئُ الذبابْ

يا أصدقائي:

جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

يا أصدقائي:

جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

أن تكتبوا كتابْ

أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...



جلودُنا ميتةُ الإحساسْ

أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ

أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ

هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...



كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري

أن يستحيلَ خنجراً..

من لهبٍ ونارِ..

لكنهُ..

واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ

وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ

يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...



نركضُ في الشوارعِ

نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..

نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ

نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..

نمدحُ كالضفادعِ

نشتمُ كالضفادعِ

نجعلُ من أقزامنا أبطالا..

نجعلُ من أشرافنا أنذالا..

نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..

نقعدُ في الجوامعِ..

تنابلاً.. كُسالى

نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..

ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..

من عندهِ تعالى...



لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..

لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ

قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ

كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي

ومخبروكَ دائماً ورائي..

عيونهم ورائي..

أنوفهم ورائي..

أقدامهم ورائي..

كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

يستجوبونَ زوجتي

ويكتبونَ عندهم..

أسماءَ أصدقائي..

يا حضرةَ السلطانْ

لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ

لأنني..

حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي

ضُربتُ بالحذاءِ..

أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

يا سيّدي..

يا سيّدي السلطانْ

لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ

لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ

ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟

لأنَّ نصفَ شعبنا..

محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..

في داخلِ الجدرانْ..

لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ

من عسكرِ السلطانْ..

قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..

لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..



نريدُ جيلاً غاضباً..

نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ

وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..

وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ

نريدُ جيلاً قادماً..

مختلفَ الملامحْ..

لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..

لا ينحني..

لا يعرفُ النفاقْ..

نريدُ جيلاً..

رائداً..

عملاقْ..

يا أيُّها الأطفالْ..

من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

وي***ُ الأفيونَ في رؤوسنا..

وي***ُ الخيالْ..

يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

فنحنُ خائبونْ..

ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

لا تقرؤوا أخبارَنا

لا تقتفوا آثارنا

لا تقبلوا أفكارنا

فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

يا أيها الأطفالْ:

يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...
</span>

أحمد محمد كمال الدين
22-07-2005, 06:35 PM
الله يا عمرو اختيارك للقصائد بحس فيه بالقوة
تعرف إن نزار فارس الكلمة بلا منازع احساسى به أنه يملك مترادفات لا يملكها أحد غيره معجمه عظيم الكلمة تنساب على لسانه انسيابا
ورغم عدم حب الكثير لشعره لان فيه العديد من الاسقاطات الكثيرة التى تتنافى مع الاخلاق ولكن شعره له قوة من نوع خاص ولكل كلمة يقولها معنى
هناك دواوين لنزار مثل ديوان الاوراق الصفراء حاول تجده وتقرأه

amr_gabr
22-07-2005, 07:09 PM
متشكر جدا لحضرتك وفعلا الوصف الي حضرتك وصفته لنزار هو احسن وصف لكتاباته وانا فعلا عند ي الديوان وقريته و عجبني جدا رغم بعض الاسقاطات الي فيه

msamido
22-07-2005, 11:02 PM
Originally posted by أحمد محمد كمال الدين@Jul 22 2005, 06:35 PM
الله يا عمرو اختيارك للقصائد بحس فيه بالقوة
تعرف إن نزار فارس الكلمة بلا منازع احساسى به أنه يملك مترادفات لا يملكها أحد غيره معجمه عظيم الكلمة تنساب على لسانه انسيابا
ورغم عدم حب الكثير لشعره لان فيه العديد من الاسقاطات الكثيرة التى تتنافى مع الاخلاق ولكن شعره له قوة من نوع خاص ولكل كلمة يقولها معنى
هناك دواوين لنزار مثل ديوان الاوراق الصفراء حاول تجده وتقرأه
انا اسف يا جماعه انا مختلف معاكوا ان مهما يكون الراجل ده فارس الكلمه معجمه مليء بالكلمات التى لا يمتكلها غيره الا ان الاسقاطات فظيعه لدرجه لا توصف فمثلا فى القصيدة اللى انت جبتها المره دى يا عمرو خلينا نشوف

فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ

أليس بالله عليكم تشبيه يترفع الله سبحانه وتعالى عنه تشبيه يدل على صفاقه لا حدود لها
لن اكمل لاننى لو اكملت فستكون كلماتي صعبة المراس وستكون اشبه بالحراب

لكن رغم ده انا بحب موضوعاتك جدا يا عمرو

amr_gabr
23-07-2005, 12:41 AM
لكن رغم ده انا بحب موضوعاتك جدا يا عمرو
والناس فيما يهوون مذاهبُ</span>

msamido
23-07-2005, 01:25 AM
نعم الناس فيما يهوون مذاهب

أحمد محمد كمال الدين
23-07-2005, 02:11 AM
msamido
اختلف النقاد كثيرا فى مسألة هل نفصل بين ابداعات الاديب وأخلاقياته
البعض فصل والكثير الكثير لم يفصل
عنترة رغم أنه كان شارب للخمر لكنه لم يكتب غزلا صريحا
شعراء وأدباء كثيرون لايجب أبدا أن نفصل بين ابداعاتهم وبين سلوكياتهم
فشاعر مثل نزار رغم أنه فارس للكلمة ورغم تسمية الكثير له بأنه الشاعر المعرى ورغم الاسقاطات التى تكثر فى شعره
إلا انه شاعر له وزنه وله فلسفته الخاصة
ألا تعلم أن نزار عندما زار قبر الرسول بكى وكتب قصيدة جميلة سوف أنشرها قريبا
ألا تعلم ان لنزار قصائد وطنية وسياسية
وزى ما قال الاخ عمرو جبر خذ منه ما يتلاءم مع ثقافتك وسلوكياتك واترك ما يتنافى معهما
ولعلمك أنا من أشد المعجبين بنزار ومن أشد المعارضين له فى بعض كتاباته

اقرأكتاب الاغانى لابى الفرج الاصفهانى فسوف تجد الكثير من الشعراء رغم ابداعهم وعظمتهم إلا أنهم لهم عالمهم الخاص المقيت بالنسبة لنا
أنا أحترم وجهة نظرك جيدا

msamido
23-07-2005, 02:28 AM
الاول احب اقول شكرا يا جماعه على اهتمامكم بوجهة نظري
ثانيا انا بس ايز اقول ان الشعر ما هو الا احساس
واسلامنا هو كل الاحساس وانا بضايق قوى لما الاقي شاعر عظيم زى نزار يقع فى اخطاء زى دى

احنا اللى هم انا وانت وعمرو وكثير من شبابنا الواعى والفاهم ممكن يعمل زى انتوا ما بتقولوا ناخد اللى يناسبنا واللى غير كده نسيبه لكن ده صورة سيئه جدا عن الاسلام يعنى لو واحد مستشرق
جه وسأل اعظم شاعر فى العصر الحديث مسلم وقلنا زار طيب لما يقرأ اشعاره وكتباته اللى فيها هفواته دى بل كبواته يا ترى وجة نظره هتبقى ايه ؟؟؟؟

ارجوا اجابه للسؤال ده

وكمان كنت قولت فى تعليق على واحده من مشاركاتى انك تتمنى تشوفنى بكتب بالفصحى هو
انا كتبت بالعاميه اساسا؟؟؟
وشكرا

بورسعيدى
19-08-2005, 06:41 PM
والله كلكم حلوين وممتازين

hend ere
22-02-2009, 11:08 PM
مرسى كثير ليك
فى رعاية الله