مشاهدة النسخة كاملة : قصة من الواقع


الامام
26-03-2007, 05:23 PM
قصة من الواقع


اخوتي في الله
ورحمة الله وبركاته اما بعد
يقول الله تعالى في محكم كتابه (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) صدقت ربنا وتعاليت
اكتب اليكم اخوتي ما حصل معي منذ اربعون عاما تقريبا فكوني معي بقلوبكم بارك الله فيكم
اثناء وجودي في احدى العواصم العربيه ، وكان يسكن بجواري عائله عربيه
ففي صباح يوم من الايام سمعت طرقا شديدا على الباب وخرجت مسرعا وما ان فتحت الباب حتى وجدت رجلا مسنا هزيلا عليه علامات الخوف والجوع وقال لي قبل ان اسأله ما بك واسنانه تصطك من البرد والخوف انا في حماك .
فقلت له من من ؟
قال من اولادي جميعا .
فخرجت معه والدم يغلي في عروقي وكنت ايامها شاب وهبني الله بسطة في الجسم وقليلا من العلم
وما ان دخلت منزلهم حتى وجدت جميع افراد الاسرة بما فيهم زوجته منتظرين قدومه وهو يجر اذيال الخيبة ........ فصرخت فيهم بصوت يجلجل اركاب بيتهم .. لماذا تضربوه وهو والدكم ؟
فلم اسمع ردا ! وكررت السؤال واشرر يتوقد من عيني فلم اجد ردا !
فصرخت فيهم والدم يغلي في عروقي مع قسم غليظ لو ان احدكم مد يده او رفع صوته سافعل فيكم مالا يحمد عقباه اقول هذا وانا اجد من بين اولاده من هم اكبر من سنا واضخم من جسما .
واخذت الرجل الى منزلي وقدمت له بعض الطعام وسالته عما يدور بينه وبين اولاده حتى يرفعوا ايديهم عليك ، فقال وفي حديثه حسره لا يضربوني بايديهم بل يضربوني باحذيتهم حتى زوجتي العجوز
فقلت وما السبب فقال لا يعطوني ولو ليره واحده مصروف او يشتروا لي هنداما واحدا استر به عورتي او سيجاره واحده اتسلى بها مع نفسي ويحرمونني من الطعام عندما اعود الى البيت متاخرا وقد تيقنت انهم قد ناموا خوفا من ضربي فلا اجد ما اسد به رمقي حيث انهم يغلقون باب المطبخ فلا اجد طعاما ولا شرابا الا من حنفية الحمام هذا بسيط والاكثر ايلاما اني لا اجد مكانا للنوم الا عند باب المنزل دون فراش ولا غطاء فاضع حذائي تحت راسي ولا اعرف النوم .
فقلت له لماذا ؟ قال يا جاري الجائع والخائف والبردان لا يعرف النوم .
يحدثني والدمع في عيني وهو لا ينظر الي لانه منهمك في الطعام ، واستراح قليلا بعد الطعام ثم استأذن وخرج .......
ومرت الايام واثناء وجودي في احدى المحلات اخبرني اد الاشخاص بان فلان ( الرجل المسن ) وافته المنيه هذا الصباح .
فقلت الحد لله الذي اراحه مما كان فيه .
فقال صاحب المحل من هذا الرجل ؟
فقلت له فلا ابو فلان .
فقال ما قصته ؟
فقلت له ما كان يدور بينه وبين اولاده وزوجته .
فقال ما عدد افراد اسرته ؟
فقلت عشرة افراد بما فيهم زوجته .
فقال التاجر سبحانك اللهم ما اعدلك ( كيف تكون تولى )
فقلت له اتعرفه ؟
فقال اعرفه عندما كان شابا يضرب امه وابيه بالقبقاب على رأسيهما حتى ماتااااااا من اجل الحصول على مصروف .....
فسلط الله عشرة اشخاص يضربوه بالاحذية ليل نهار وهم اولاده وبناته ولا يستطيع ان يقاومهم كما كان والديه لا يستطيعان ان يقاوموه .
سبحانك الله ما اعدلك .



اقول لكم هذه القصه وهى من الواقع وهى حقيقه لا ازيد ولا انقص فيها )