Observer
06-01-2010, 09:55 PM
دخل صاحبنا الفصل وبدأ بكتابة درسه ..
وكان أول ما كتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
يقول : وقد حاولت أن أتفنن في الكتابة والخط
حتى لو أتعبني ذلك أو أخرني أو أحرجني ..
وبينما هو يكتب إذ بأحد الطلاب يقول :
يا أستاذ لا تتفنن .. فكله سيمسح بعد قليل ..!!
فوقعت موقعها في نفسه ..
فماذا لو أنه قال :
أحسنت .. وما دام أنه سيمسح فلما التعب ..
ومادام أن الشرح سيقرأ فلم الكتابة أصلاً ..
ولم َ رفعُ الصوت وخفضه ومده وقصره !!
إلا أنه قبل أن يرد على تلميذه أو يتفوه بكلمة .. أخذ يفكر ..
ويتأمل في كلامه .. دون أن يشعر أحد ..
ثم أكمل كتابة الدرس ..
ولما انتهى من كتابته وتوجه بوجهه إلى طلابه وأراد البداية في الدرس .. قال :
قد قلت يا فلان : لا تتفنن !! فسوف يمسح كله !!
عزيزي ويا قرة عيني وفلذة كبدي وثمرة فؤادي :
طالما أن بمقدورك أن تتفنن فتفنن ..
وطالما أن بمقدورك الإبداع فأبدع ..
وطالما أن تستطيع البذل والعطاء فابذل وأعطِ ..
وطالما أن بقدرتك أن تستخرج الدر والياقوت .. فاستخرجها ..
لأنك كاتب كاتب لا محالة فلمَ تكتب القبيح وأنت تقدر على الجميل !!
تفنن ولا ترض بالدون ..
ألا ترى لاعب الكرة يجد المرمى فارغاً .. ولا يرسل الكرة إليه . . !!
بل يروح ويجيء .. ويسحب بهذا .. ويجر ذاك ..
حتى إذا ما استعرض ما لديه واستفرغ وسعه وطاقته .. أرسلها هدف ..
و ودَّ لو أنه أطال في تفننه واستعراضه أكثر وأكثر ..
فتجد الفرحة تغمره وتعلوه وتلفه من كل جهة حتى يكاد يطير ..
والشاعر العربي يقول :
ولم أرَ في عيوب الناس عيب **** كنقصِ القادرينَ على التمامِ.
وينتقل الكلام الآن من التلميذ إلى معلم التلميذ وأستاذه ومربيه ..
أنت يا صاحب الخلق والأدب .. قدوتنا .. ومعلمنا ..
قد رأينا منك ما ساءنا وأقلقنا .. ولا ندري أنصدق أنفسنا أم نصدقك ..
لكن لك الأمر بعد قراءة هذا الكلام أن تحكم أنت علينا وعلى نفسك ..
أي واحد منا قصر في حق الآخر ..
نرى بعض المعلمين يأتي وكأنه مغصوبٌ على عمله ..!!
فربما بحث عن عملٍ ولم يجد .. فجاء هنا بلا رغبة ولا دافع
وكأنه يحس بأنه راحلٌ عنا لا محالة ..
ويشعر بأن وجوده مؤقت فلا داعي للتعب والإرهاق ...
فلا شرحَ واف ٍ ولا أقلامَ ولا حتى ابتسامة معنا ولا توددَ إلينا ..
حتى مصلحة طلابه لاتهمه .. ودرجاتهم لا تعنيه ..
أهم ما يهمه متى ينزل الراتب ..
وأقلق م يقلقه حضور طابور .. أو تحضير درس ... أو إبداع في شرح ..
أو حتى تعدد الألوان للتوضيح ..
وأزعج ما يزعجه قولك له قد قصرت أو ليتك فعلت كذا وقمت بكذا ..
لأنه كما عرفنا يعتبر نفسه في قطار سيصل بعد قليل !!
أو تحت ظل شجرة ستغرب عنها الشمس ..
ولو فكر قليلا .. وتذكر التعب والنصب الذي يلاقيه ..
والإعياء والإرهاق الذي يلحقه عقب كل درس ونهاية كل يوم لعلم أنه خاسرٌ فيما مضى !!
مغبون في عمله .. !! قد ضاع تعبه سدى !! وذهب جهده هوى .. !!
فاستحضرْ النية جُعلت فداك وتذكرْ أنه كما تدين تدان :
فكما تبذل لأبناء المسلمين فسيأتي من يبذل لأبنائك ..
وكما تحمل همهم فسيأتي من يحمل هم أبنائك ..
وكما مددت يدك البيضاء إليهم رحمةً وشفقةً وحناناً وحرصاً وحباً وتضحيةً ..
فثق تمام الثقة أن أياد ٍ بيضاء وليست يدا ً واحدة ..
ستمدد وفاءً وشكرا ً إلى أبنائك ..
والله لا يضيع أجر المحسنين ..
فكن منهم وأنت بإذن الله منهم ..
ثم تذكر لأجل من تعمل ؟ ولرضى من تبذل ؟
لحظة :
التدريس مهنة ُ شرف ٍ ولكنها شاقة ٌ جد ويعرف ذلك من جربها ..
فلنحتسب هذا التعب عند الله .. ولنجدد النية ..
ولنعقد العزم على (( التفنن )) والكمال في كل شيء . . .
وكان أول ما كتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
يقول : وقد حاولت أن أتفنن في الكتابة والخط
حتى لو أتعبني ذلك أو أخرني أو أحرجني ..
وبينما هو يكتب إذ بأحد الطلاب يقول :
يا أستاذ لا تتفنن .. فكله سيمسح بعد قليل ..!!
فوقعت موقعها في نفسه ..
فماذا لو أنه قال :
أحسنت .. وما دام أنه سيمسح فلما التعب ..
ومادام أن الشرح سيقرأ فلم الكتابة أصلاً ..
ولم َ رفعُ الصوت وخفضه ومده وقصره !!
إلا أنه قبل أن يرد على تلميذه أو يتفوه بكلمة .. أخذ يفكر ..
ويتأمل في كلامه .. دون أن يشعر أحد ..
ثم أكمل كتابة الدرس ..
ولما انتهى من كتابته وتوجه بوجهه إلى طلابه وأراد البداية في الدرس .. قال :
قد قلت يا فلان : لا تتفنن !! فسوف يمسح كله !!
عزيزي ويا قرة عيني وفلذة كبدي وثمرة فؤادي :
طالما أن بمقدورك أن تتفنن فتفنن ..
وطالما أن بمقدورك الإبداع فأبدع ..
وطالما أن تستطيع البذل والعطاء فابذل وأعطِ ..
وطالما أن بقدرتك أن تستخرج الدر والياقوت .. فاستخرجها ..
لأنك كاتب كاتب لا محالة فلمَ تكتب القبيح وأنت تقدر على الجميل !!
تفنن ولا ترض بالدون ..
ألا ترى لاعب الكرة يجد المرمى فارغاً .. ولا يرسل الكرة إليه . . !!
بل يروح ويجيء .. ويسحب بهذا .. ويجر ذاك ..
حتى إذا ما استعرض ما لديه واستفرغ وسعه وطاقته .. أرسلها هدف ..
و ودَّ لو أنه أطال في تفننه واستعراضه أكثر وأكثر ..
فتجد الفرحة تغمره وتعلوه وتلفه من كل جهة حتى يكاد يطير ..
والشاعر العربي يقول :
ولم أرَ في عيوب الناس عيب **** كنقصِ القادرينَ على التمامِ.
وينتقل الكلام الآن من التلميذ إلى معلم التلميذ وأستاذه ومربيه ..
أنت يا صاحب الخلق والأدب .. قدوتنا .. ومعلمنا ..
قد رأينا منك ما ساءنا وأقلقنا .. ولا ندري أنصدق أنفسنا أم نصدقك ..
لكن لك الأمر بعد قراءة هذا الكلام أن تحكم أنت علينا وعلى نفسك ..
أي واحد منا قصر في حق الآخر ..
نرى بعض المعلمين يأتي وكأنه مغصوبٌ على عمله ..!!
فربما بحث عن عملٍ ولم يجد .. فجاء هنا بلا رغبة ولا دافع
وكأنه يحس بأنه راحلٌ عنا لا محالة ..
ويشعر بأن وجوده مؤقت فلا داعي للتعب والإرهاق ...
فلا شرحَ واف ٍ ولا أقلامَ ولا حتى ابتسامة معنا ولا توددَ إلينا ..
حتى مصلحة طلابه لاتهمه .. ودرجاتهم لا تعنيه ..
أهم ما يهمه متى ينزل الراتب ..
وأقلق م يقلقه حضور طابور .. أو تحضير درس ... أو إبداع في شرح ..
أو حتى تعدد الألوان للتوضيح ..
وأزعج ما يزعجه قولك له قد قصرت أو ليتك فعلت كذا وقمت بكذا ..
لأنه كما عرفنا يعتبر نفسه في قطار سيصل بعد قليل !!
أو تحت ظل شجرة ستغرب عنها الشمس ..
ولو فكر قليلا .. وتذكر التعب والنصب الذي يلاقيه ..
والإعياء والإرهاق الذي يلحقه عقب كل درس ونهاية كل يوم لعلم أنه خاسرٌ فيما مضى !!
مغبون في عمله .. !! قد ضاع تعبه سدى !! وذهب جهده هوى .. !!
فاستحضرْ النية جُعلت فداك وتذكرْ أنه كما تدين تدان :
فكما تبذل لأبناء المسلمين فسيأتي من يبذل لأبنائك ..
وكما تحمل همهم فسيأتي من يحمل هم أبنائك ..
وكما مددت يدك البيضاء إليهم رحمةً وشفقةً وحناناً وحرصاً وحباً وتضحيةً ..
فثق تمام الثقة أن أياد ٍ بيضاء وليست يدا ً واحدة ..
ستمدد وفاءً وشكرا ً إلى أبنائك ..
والله لا يضيع أجر المحسنين ..
فكن منهم وأنت بإذن الله منهم ..
ثم تذكر لأجل من تعمل ؟ ولرضى من تبذل ؟
لحظة :
التدريس مهنة ُ شرف ٍ ولكنها شاقة ٌ جد ويعرف ذلك من جربها ..
فلنحتسب هذا التعب عند الله .. ولنجدد النية ..
ولنعقد العزم على (( التفنن )) والكمال في كل شيء . . .