مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من أهل البدع واجب شرعي


ابو البراء محمد بن محمود
26-12-2009, 07:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لاإله إلا الله وخده لاشريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران : 102 ).



(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ((النساء : 1).



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب : 71 ).

فإن من أعظم الشرور التي انتشرت في الأمة، وتفاقم أمرها، والتبست على كثير من الناس: البدع المضلة، ففيها الاستدراك على الله، وادعاء عدم كمال الدين،فكان النبي في كل خطبة يحذر منها فيقـول: (( وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)).

وقال صلى الله عليه وسلم [: سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم)). [ مسلم ( 1/12 )]

وقال النبي عن المدينة: (( من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين)). [ مسلم: رقم 1366]


فهجر أهل البدع ومنابذتهم من أعظم أصول الدين التي تحفظ على المسلم دينه وتقيه شر مهالك البدع والضلالات. كيف لا، وقد أوضح الله هذا الأصل العظيم حيث قال: ﴿وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعـرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين﴾.

قال ابن عون: كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى–يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهواء، وكان يرى أن هذه الآية أُنزلت فيهم: ﴿وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم﴾. [الإبانة لابن بطة ( 2/431 )]

وقبل أن أبدأ فى ذكر الآثار الشرعية التي تحذر من البدع وأهلها أذكر تعريف البدعة:
البدعة لغة: الشيء المخترع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مّنَ ٱلرُّسُلِ} [الأحقاف:9]، ومنه قول عمر رضي الله عنه: (نعمت البدعة)، وقول الشافعيّ: "البدعة بدعتان: بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنّة فهو مذموم" انظر: فتح الباري (13/253).
قال ابن رجب: "وأمّا ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنّما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية، فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع النّاس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: (نعمت البدعة هذه)"جامع العلوم والحكم (2/128).
والبدعة شرعًا: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعيّة، يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى.الاعتصام (1/37).

(طريقة في الدين) الطريقة والطريقال ابن رجب: "فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين منه بريء"ق السبيل، وقيَّدت بالدين لأنَّها فيه تُخترع، وإليه يضيفها صاحبُها.

(مخترعة) أي طريقة ابتدعت على غير مثال سابق.

(تضاهي الشرعيّة) يعني: أنَّها تشابه الطريقة الشرعيَّة من غير أن تكون في الحقيقة كذلك؛ من التزام كيفيَّات وهيئات معيَّنة.

(يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى)؛ لأنّ أصل الدخول فيها يحثّ على الانقطاع إلى العبادة والترغيب في ذلك.جامع العلوم والحكم (1/128).

وقال: "والمراد بالبدعة: ما أحدث ممّا لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأمّا ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة".جامع العلوم والحكم (2/127).

قال ابن حجر: "والمراد بقوله: ((كل بدعة ضلالة)) ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام".فتح الباري (13/254).

وعرف محمد الخادمي الحنفي البدع بقوله: جمع بدعة خلاف السنة اعتقاداً وعملاً وقولاً، وهذا معنى ما قالوا: البدعة في الشريعة إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذكر أيضاً: أن المعنى الشرعي للبدعة هو: الزيادة في الدين أو النقصان منه الحادثان بعد الصحابة بغير إذن من الشرع.

مقارنة بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي للبدعة:

المعنى اللغوي أعمّ من المعنى الشرعي، فالعلاقة بينهما العموم والخصوص المطلق؛ إذ كل بدعة في الشرع يطلق عليها لغة أنها بدعة، وليس كل ما يطلق عليه في اللغة أنه بدعةٌ بدعةً في الشرع.

والبدعة في الشرع ملازمة لصفة الضلالة؛ للحديث الوارد: ((كل بدعة ضلالة))، وأما البدعة بمعناها اللغوي فليست كلها ملازمة لوصف الضلالة.

وقال الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان فى كتابه(البدعة)تعريفها_أنوعها_أحكامها:أن للبدعة نوعان:

الأول:بدعة في الدين وهي نوعان: النوع الأول بدعة قولية اعتقادية, كمقالات الجهمية والمعتزلة والرافضة, وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم. ا

النوع الثاني : بدعة في العبادات كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها, وهي أنواع:
النوع الأول : ما يكون في أصل العبادة. ـ بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع, كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صياما غير مشروع. أو أعيادا غير مشروعة, كأعياد الموالد وغيرها.
النوع الثاني : ما يكون في الزيادة على العبادة الشروعة . كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلا.
النوع الثـالث : ما يكون في صفة أداء العبادة بأن يؤديها على صفة غير مشروعة. وذلك كأداء الأذكار الشروعة بأصوات جماعية مطربة, وكالتـشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
النوع الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع, كتخصيص يوم النصف من شعبان, وليلته بصيام وقيام. فإن أصل الصيام والقيام مشروع, ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.

حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها: ـ
كـل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة. لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) وفي رواية (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) فدل الحديث على أن كل محدث في الدين فهو بدعة. وكل بدعة ضلالة مردودة. ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة, ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة. فمنها ما هو كفر صراح. كالطواف بالقبور تقربا إلى أصحابها, وتقديم الذبائح والنذور لها, ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم, وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة. ومنها ما هو من وسائل الشرك, كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها, ومنها ما هو فسق اعتقادي كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية. ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والصيام قائما في الشمس, والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع. ] انظر الاعتصام للشاطبي (2/ 37) ].

تنبيــــــــه:
من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو غالط ومخطيء, ومخالف لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( فإن كل بدعة ضلالة )). لأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حكم على البدع كلها بأنها ضلالة. وهذا يقول ليس كل بدعة ضلالة بل هناك بدعة حسنة, قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين : فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( كل بدعة ضلالة)) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء, وهو أصل عظيم من أصول الدين. وهو شبيه بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة. والدين بريء منه. وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة انتهى . ] جامع العلوم والحكم ص 223].
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر ـ رضي الله عنه ـ في صلاة التروايح : (( نعمت البدعة هذه)) , وقالوا أيضا : إنها أحدثت أشياء لم يستنكرها السلف مثـل جمع القراّن في كتاب واحد, وكتابة الحديث وتدوينه, والجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصل في الشرع, فليست محدثة, وقول عمر : ((نعمت البدعة)) يريد البدعة اللغوية لا الشرعية, فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه, إذا قيل إنه بدعة فهو بدعة لغة لا شرعا, لأن البدعة شرعا, ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه, وجمع القراّ ن في كتاب واحد له أصل في الشرع لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يأمر بكتابة القراّ ن, لكن كان مكتوبا متفرقا, فجمعه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في مصحف واحد, حفظا له, والتراويح قد صلاها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم, واستمر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يصلونها أوزاعا متفرقين في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ خلف إمام واحد كما كانوا خلف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس هذا بدعة في الدين, وكتابة الحديث أيضا لها أصل في الشرع, فقد أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك, وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ خشية أن يختلط بالقراّ ن ما ليس منه, فلما توفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ انتفى هذا المحذور, لأن القراّ ن قد تكامل وضبط قبل وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدون المسلمون السنة بعد ذلك حفظا لها من الضياع فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الضياع وعبث العابثين .
ظهور البدع في حياة المسلمين والأسباب التي أدت إلى ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : ـ واعلم أن عامة البدع المتعلقة بالعلوم والعبادات إنما وقع في الأمة في أواخر خلافة الخلفاء الراشدين, كما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال : (( من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا . فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي )) وأول بدعة ظهرت بدعة القدر, وبدعة الإرجاء, وبدعة التشيع والخوارج هذه البدع ظهرت في القرن الثاني, والصحابة موجودون, وقد أنكروا على أهلها, ثم ظهرت بدعة الاعتزال, وحدثت الفتن بين المسلمين وظهر اختلاف الاّراء والميل إلى البدع والأهواء, وظهرت بدعة التصوف وبدعة البناء على القبور بعد القرون المفضلة وهكذا كلما تأخر الوقت زادت البدع وتنوعت.أنتهى
نقلاً من كتاب:(( البدعة)) تعريفها ـ أنواعها ـ أحكامها بقلم فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء .


كتبها وأعدها:
أبو البراء محمد بن محمود
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

تنبيه:أحببت أن أضع هذه المشاركة فى فسم حرس الحدود لأنه يعتني بالرد على أهل البدع فى المقام الأول من صوفية وعلمانية وغيرها.
يتبع إن شاء الله

ابو البراء محمد بن محمود
28-12-2009, 09:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه.


أما بعد:


فهذه بعض الآثار السلفية والأقوال الأثرية، التي تبين وجوب بغض أهل البدع ومقتهم في الله، أضعها بين يدي طالب الحق وسالك المحجة ليعمل بها، ويسير على درب سلفه، وهذه الآثار تفرح أقواماً تبعوا السلف الصالح، وتغضب آخرين كرهوا طريقة السلف واتهموهم بالخارجية، نسأل الله العافية.
عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].

وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219].

قال شعبة –رحمه الله-:
"كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي" [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].
وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/308].

وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي:
" وكان الشافعي - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " (مناقب الشافعي 1/469) .

وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:" إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "، (طبقات الحنابلة) 1/196 )) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع).
وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140].
وقال الفضيل بن عياض :
وقال: " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه " (انظر شرح السنة للبربهاري ( ص : 138-139 ) ، (والإبانة لابن بطة 2/460).

وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة.(انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)، والحلية لأبي نعيم 10/392).

و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -:
" ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم - إلى وقتنا هذا … "
ومما ذكره في هذا الشرح:
" ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك.
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة " [(الشرح والإبانة ص 282 )].


يتبع إن شاء الله

أفنان أحمد
31-12-2009, 11:45 PM
جزاكم الله خيرا وجعلكم خير خلف لخير سلف

البدعة واثرها فى تأسيس محنة المسلمين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

اولا: محاربة النبى صلى الله عليه وسلم للبدع قولا وعملا:



تعلمون ان الله عز وجل خصص اتباع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم

فقال الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )



والاتباع دليل على الحب

لقول الله تعالى(قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله)



واعظم مناقض للاتباع هو الابتداع ولذلك قاومه الرسول عليه الصلاة والسلام فى حياته قولا وعملا فقد كان عليه الصلاة والسلام يخطب فى اصحابه ويحذرهم من محدثات الامور ولما جاء نفر الى ابياته صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته وبعدما تقالوها ووجدوا ان النبى عليه الصلاة والسلام لايصنع كبير شىء قال احدهم :اما انا فأصوم ولا افطر 00وقال اخر :وانا اقوم ولا انام00 وقال ثالث:وانا لااتزوج النساء فبلغ ذلك النبى عليه الصلاة والسلام فانكر ذلك وقال من رغب عن سنتى فليس منى فالبدعه سببها الجهل وكلما اقتربت من السلف الاول ابتعدت عن البدعه وانت تنظر الى جميع المبتدعه ترى علمهم بالسلف قليل ولكن لهم سمت عام وهو الجد فى العباده ولذلك ينتفع بهم كثير من الذين لايعلمون السنه

ثانيا: بعض المفاهيم السيئه للقرآن عند المبتدعه





مبتدع يزعم ان الله ارسل رسلا الى الصراصير والنمل والحشرات





ان الانسان كلما ابتعد عن هدى القرون الثلاثه الاولى اتى بضلالات فثم رجل مبتدع نشر مقالا :فزعم ان الله ارسل الى الصراصير رسولا والى النمل رسولا والى الحشرات وكل طائفه رسولا ويقول ان الله اخبرنا بذلك فى القران؟قال :

قال الله تعالى (ومن دابه فى الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم)



فالنسور امه والنمل امه و0000الخ والعلماء يقولون :ان نزع الكلام من السياق جريمه فى حق المعنى

مبتدع يزعم ان كيد النساء اعظم من كيد الشيطان



:وحجته فى ذلك لان الله عز وجل قال (ان كيدكن عظيم) وقال فى كيد الشيطان (ان كيد الشيطان ضعيفا)سبحان الله ضع كل جمله فى سياقها يظهر لك المعنى اما بالنسبه لكيد الشيطان هنا فى مقابل كيد الله فهو ضعيف فعلا لكن النساء فى قصة يوسف عليه السلام ذكر كيدهن فى مقابل كيد الرجال فما الذى ربط بين كيد المراه وكيد الشيطان00!هناك اناس لاينظرون الى المعنى ولا الى السياق والكلام لابد له من سياق وسباق ولحاق وهكذا عندما يبتعد الانسان عن منهل السلف الصالح يقع فى البدعه ولذلك كانت ادلة اهل البدع مخالفة ادله اهل السنه فانت تنظر الى حال اهل البدع يجدون ويجتهدون فى العباده ةلذلك تجد ان اتباع المبتدع كثير بسبب انهم ينظرون الى هيئته فهو يسمع القران يبكى00واذا صلى يطيل الصلاه 00وتجده زاهدا فالمبتدع التزامه هش جدا وبالتالى فهم اسرع الناس خروجا من الدين

ثالثا:اهل البدع يخالفون اهل السنه فى منهج الاستدلال



:يجب ان نعرف ان طريق الرسول الكريم طريق واحد فقط لكن لابد من تصحيح لمعنى الكتاب والسنه فاهل البدعه يباينوننا فى منهج الاستدلال بل يقدمون العقل على النقل ويجعلونه قاضيا بحيث اذا لم يفهم النص يرده وشخص من هؤلاء اصدر كتابا يزعم فيه ان اربعين حديثا من احاديث البخارى ومسلم كلها تباين العقل ونستعرض لبعض منها لنبين الفرق فى الاستدلال بين اهل السنه واهل البدعه:

طعن اهل البدع فى حديث -امرت ان اقاتل الناس





وهو يقول ان

قول النبى صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا :لااله الا الله





قول مكذوب لماذا مكذوب؟ يقول لان الاسلام دين اقتناع ونحن ندل على ذلك بعقولنا جميعا بان الدين لم ينتصر بالسيف انما انتصر بالحجه فكيف نقول للناس هذا الحديث افرض انهم لايريدون ان يقولوها لم تقاتلهم وقد قال الله(0ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)ولذلك ووفقا لما سبق فان هذا الحديث معارض للقرآن الكريم والقرآن هو حجة المسلمين فلذلك نرد الحديث رد الشيخ عليه (لا والله نحن نقول اذا كان الاعتراض بهذه الصوره فلا يسلم منها حتى ايات القران الكريم وهنا لاتعارض ابدا بين الحديث وبين ايه فى كتاب الله اذ لايتعارض البيان مع المبين فالرسول الكريم كلامه بمنزلة البيان للقرآن فكيف يتعارض معه



رابعا: العلمانيون والمنهجيه الحياديه



ان العلمانيون لهم ضوابط خاصه يذكرونها دائما ويلبسونها لباس المنهجيه ولباس الحياد العلمى فما معنى الحياد عندهم؟هو ترك الانتماء الى السلف وينبغى ان يكونوا اناسا عاديين لافضليه ولاميزه لهم لانك لو اعتقدت ان لهم افضليه فستنحاز لهم وهذا الانحياز سيفقدك المنهجيه ولذلك فهم ينادون بالحياد العلمى

خامسا: لزوم تقليص البدع ومقاومة اهلها



لابد من تقليص البدعه ومقاومتها لان للبدعه اثر ا سيئا جدا فى تاسيس محنة المسلمين ولذلك فان معرفة السنه واتباع النبى عليه الصلاة والسلام هى اول شوكه فى ظهر المبتدعه ونحن حياتنا كلها بدع فتجد بدع فى العبادات كثيره 00ففى كثير من مساجد المسلمين فى التراويح يقرؤن بعد كل ركعتين سورة الاخلاص ثلاث مرات فعندما تقول ك ماهذا الذى تفعلونه 00 يقال لك: نحن نقرا القران وسورة الاخلاص ثلث القران وان قلت لهم هذا بدعه يقال لك:قراءة القران بدعه ؟فتقول : ليس قراءة القران بدعه وانما قراءة القران فى هذا المكان هو البدعه

سادسا:البدعه الاضافيه اكبر محنه على المسلمين





فالبدع كثيره جدا وتحتاج الى جهد كبير يقف فى وجه اهلها ولا سيما البدعه الاضافيه التى هى اكبر محنه الآن بسبب ان لها وجهان : وجه يطل على الشرع ووجه آخر يطل على البدعه مثل الخط الذى يكون فى المساجد من اجل الصفوف فهذا بدعه مع العلم بان مسؤلية تسوية الصفوف هى مسؤلية الامام اذن ما خط الخط على الارض الابعدما ترك الائمه مهمتهم وتقصيرهم وهذه البدعهلم تكن موجوده سابقا اى انها حديثة العهد فهنا قيد التفرقه بين البدعه والمصلحه المرسله فما هى المصلحه المرسله؟هى شىء فيه مصلحه وليس هناك نهى خاص عنه ولم يكن له مقتضى على عهد النبى صلى الله عليه وسلم فهذا هو الفرق بين المصلحه المرسله والبدعه الاضافيه وسميت اضافيه لانها تضاف الى الشرع بدليل عام
هذه كانت كلمات للشيخ الجليل أبى اسحاق الحوينى (حفظه الله) عن البدع

صوت الامة
04-01-2010, 05:04 PM
http://www.alminshawy.com/vb/images/smilies/islamic/16.bmp

ابو البراء محمد بن محمود
06-01-2010, 08:27 PM
جزاكم الله خيرا وجعلكم خير خلف لخير سلف
اللهم آمين

البدعة واثرها فى تأسيس محنة المسلمين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

اولا: محاربة النبى صلى الله عليه وسلم للبدع قولا وعملا:



تعلمون ان الله عز وجل خصص اتباع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم

فقال الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )



والاتباع دليل على الحب

لقول الله تعالى(قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله)



واعظم مناقض للاتباع هو الابتداع ولذلك قاومه الرسول عليه الصلاة والسلام فى حياته قولا وعملا فقد كان عليه الصلاة والسلام يخطب فى اصحابه ويحذرهم من محدثات الامور ولما جاء نفر الى ابياته صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته وبعدما تقالوها ووجدوا ان النبى عليه الصلاة والسلام لايصنع كبير شىء قال احدهم :اما انا فأصوم ولا افطر 00وقال اخر :وانا اقوم ولا انام00 وقال ثالث:وانا لااتزوج النساء فبلغ ذلك النبى عليه الصلاة والسلام فانكر ذلك وقال من رغب عن سنتى فليس منى فالبدعه سببها الجهل وكلما اقتربت من السلف الاول ابتعدت عن البدعه وانت تنظر الى جميع المبتدعه ترى علمهم بالسلف قليل ولكن لهم سمت عام وهو الجد فى العباده ولذلك ينتفع بهم كثير من الذين لايعلمون السنه

ثانيا: بعض المفاهيم السيئه للقرآن عند المبتدعه





مبتدع يزعم ان الله ارسل رسلا الى الصراصير والنمل والحشرات




ان الانسان كلما ابتعد عن هدى القرون الثلاثه الاولى اتى بضلالات فثم رجل مبتدع نشر مقالا :فزعم ان الله ارسل الى الصراصير رسولا والى النمل رسولا والى الحشرات وكل طائفه رسولا ويقول ان الله اخبرنا بذلك فى القران؟قال :

قال الله تعالى (ومن دابه فى الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم)



فالنسور امه والنمل امه و0000الخ والعلماء يقولون :ان نزع الكلام من السياق جريمه فى حق المعنى

مبتدع يزعم ان كيد النساء اعظم من كيد الشيطان



:وحجته فى ذلك لان الله عز وجل قال (ان كيدكن عظيم) وقال فى كيد الشيطان (ان كيد الشيطان ضعيفا)سبحان الله ضع كل جمله فى سياقها يظهر لك المعنى اما بالنسبه لكيد الشيطان هنا فى مقابل كيد الله فهو ضعيف فعلا لكن النساء فى قصة يوسف عليه السلام ذكر كيدهن فى مقابل كيد الرجال فما الذى ربط بين كيد المراه وكيد الشيطان00!هناك اناس لاينظرون الى المعنى ولا الى السياق والكلام لابد له من سياق وسباق ولحاق وهكذا عندما يبتعد الانسان عن منهل السلف الصالح يقع فى البدعه ولذلك كانت ادلة اهل البدع مخالفة ادله اهل السنه فانت تنظر الى حال اهل البدع يجدون ويجتهدون فى العباده ةلذلك تجد ان اتباع المبتدع كثير بسبب انهم ينظرون الى هيئته فهو يسمع القران يبكى00واذا صلى يطيل الصلاه 00وتجده زاهدا فالمبتدع التزامه هش جدا وبالتالى فهم اسرع الناس خروجا من الدين

ثالثا:اهل البدع يخالفون اهل السنه فى منهج الاستدلال



:يجب ان نعرف ان طريق الرسول الكريم طريق واحد فقط لكن لابد من تصحيح لمعنى الكتاب والسنه فاهل البدعه يباينوننا فى منهج الاستدلال بل يقدمون العقل على النقل ويجعلونه قاضيا بحيث اذا لم يفهم النص يرده وشخص من هؤلاء اصدر كتابا يزعم فيه ان اربعين حديثا من احاديث البخارى ومسلم كلها تباين العقل ونستعرض لبعض منها لنبين الفرق فى الاستدلال بين اهل السنه واهل البدعه:

طعن اهل البدع فى حديث -امرت ان اقاتل الناس




وهو يقول ان

قول النبى صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا :لااله الا الله




قول مكذوب لماذا مكذوب؟ يقول لان الاسلام دين اقتناع ونحن ندل على ذلك بعقولنا جميعا بان الدين لم ينتصر بالسيف انما انتصر بالحجه فكيف نقول للناس هذا الحديث افرض انهم لايريدون ان يقولوها لم تقاتلهم وقد قال الله(0ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)ولذلك ووفقا لما سبق فان هذا الحديث معارض للقرآن الكريم والقرآن هو حجة المسلمين فلذلك نرد الحديث رد الشيخ عليه (لا والله نحن نقول اذا كان الاعتراض بهذه الصوره فلا يسلم منها حتى ايات القران الكريم وهنا لاتعارض ابدا بين الحديث وبين ايه فى كتاب الله اذ لايتعارض البيان مع المبين فالرسول الكريم كلامه بمنزلة البيان للقرآن فكيف يتعارض معه


رابعا: العلمانيون والمنهجيه الحياديه



ان العلمانيون لهم ضوابط خاصه يذكرونها دائما ويلبسونها لباس المنهجيه ولباس الحياد العلمى فما معنى الحياد عندهم؟هو ترك الانتماء الى السلف وينبغى ان يكونوا اناسا عاديين لافضليه ولاميزه لهم لانك لو اعتقدت ان لهم افضليه فستنحاز لهم وهذا الانحياز سيفقدك المنهجيه ولذلك فهم ينادون بالحياد العلمى

خامسا: لزوم تقليص البدع ومقاومة اهلها



لابد من تقليص البدعه ومقاومتها لان للبدعه اثر ا سيئا جدا فى تاسيس محنة المسلمين ولذلك فان معرفة السنه واتباع النبى عليه الصلاة والسلام هى اول شوكه فى ظهر المبتدعه ونحن حياتنا كلها بدع فتجد بدع فى العبادات كثيره 00ففى كثير من مساجد المسلمين فى التراويح يقرؤن بعد كل ركعتين سورة الاخلاص ثلاث مرات فعندما تقول ك ماهذا الذى تفعلونه 00 يقال لك: نحن نقرا القران وسورة الاخلاص ثلث القران وان قلت لهم هذا بدعه يقال لك:قراءة القران بدعه ؟فتقول : ليس قراءة القران بدعه وانما قراءة القران فى هذا المكان هو البدعه

سادسا:البدعه الاضافيه اكبر محنه على المسلمين




فالبدع كثيره جدا وتحتاج الى جهد كبير يقف فى وجه اهلها ولا سيما البدعه الاضافيه التى هى اكبر محنه الآن بسبب ان لها وجهان : وجه يطل على الشرع ووجه آخر يطل على البدعه مثل الخط الذى يكون فى المساجد من اجل الصفوف فهذا بدعه مع العلم بان مسؤلية تسوية الصفوف هى مسؤلية الامام اذن ما خط الخط على الارض الابعدما ترك الائمه مهمتهم وتقصيرهم وهذه البدعهلم تكن موجوده سابقا اى انها حديثة العهد فهنا قيد التفرقه بين البدعه والمصلحه المرسله فما هى المصلحه المرسله؟هى شىء فيه مصلحه وليس هناك نهى خاص عنه ولم يكن له مقتضى على عهد النبى صلى الله عليه وسلم فهذا هو الفرق بين المصلحه المرسله والبدعه الاضافيه وسميت اضافيه لانها تضاف الى الشرع بدليل عام
هذه كانت كلمات للشيخ الجليل أبى اسحاق الحوينى (حفظه الله) عن البدع




جزاكم الله خيراً على النقل المميز للموضوع.
جعله الله فى موزين حسناتكم.

ابو البراء محمد بن محمود
06-01-2010, 08:29 PM
http://www.alminshawy.com/vb/images/smilies/islamic/16.bmp

اللهم آمين
بارك الله فيك على المرور ياأخي.

ابو البراء محمد بن محمود
06-01-2010, 08:35 PM
قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني – رحمه الله - حاكياً مذهب السلف أهل الحديث:

" واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم." عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123 )



وقال أيضاً: " ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} "(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 114-115 )



وقال الإمام البغوي رحمه الله :
((وفيه دليل ( أي حديث كعب بن مالك ) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/226-227).
وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد:
((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/13].


يتبع إن شاء الله

ابو البراء محمد بن محمود
12-01-2010, 08:36 PM
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان،كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين :

(( ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - قدس الله روحه - التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم )) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 111 ).



وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله تعالى - في كتابه ((كشف الشبهتين )) ( ص : 37-48 ):

((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين:

الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر.

والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع )).

ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة.

ثمّ قال:

((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).

ابو البراء محمد بن محمود
18-01-2010, 08:23 PM
وقال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - في كتابه (( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ )) ( ص : 31 -33 ):

((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).



وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -:

" قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه" طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ).

وقال الشيخ حمود التويجري:

" وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." القول البليغ ص : 230-231 ."

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
"والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].

ومن الشعر قول الإمام القحطاني –رحمه الله- في نونيته (ص:53):


(يا أشعريّة يا أسافلة الورى ... يا عمي يا صمّ بلا آذان

إنّي لأبغضكم وأبغض حزبكم ... بغضاً أقلّ قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقلتين لسرّني ... كيلا يرى إنسانكم إنساني)

أنين المذنبين
02-02-2010, 09:18 PM
موضوع مميز وفريد
جزاكـ الله خيراً أبو البراء

زهرة الياسمين
16-03-2010, 01:10 AM
جزاك الله خيرا ابى ومعلمى (إذا سمحت لى

لانى حقيقى أتعلم من حضرتك الكثير كلما دخلت موضوع لك تعلمت شيئا جديدا

فجزاك الله عنا كل خير