مشاهدة النسخة كاملة : الملك إعداد /طلعت العواد قصة دراسية فى اللغة العربية


سحر عبد الهادى
24-12-2009, 12:42 AM
الراوى : يحكى أن التلميذ محمد كان يذاكر درس النحو والكتاب مفتوح أمامه وهو فى غاية الضيق .حيث أنه لم يستطع أن يفرق بين الفاعل والمفعول.والمبتدأ والخبر .والفعل المضارع والفعل الأمر .
فكما نراه ترك الكتاب مفتوحا وهو فى غاية الحزن فقد مضى وقت لم ستوعب شيئا من أبواب النحو .حتى أخذته غفلة من النوم .فألقى وأرقد ساعديه وخده فوق الكتاب وأثناء نومه رأى أبواب النحو تتصارع لتنصب ملك لها على مكان الصدارة ورئاسة الاجتماع وعلى من يتولى مملكة اللغة العربية .
الفاعل : أنا أحق جميع أبواب النحو بالرئاسى والقادة ....أنا الذى يقوم بالفعل ولولاى ما كان الحدث ولا الفعل ولا كانت الجملة فلا تصح الجملة الفعلية بغير فاعل .فأنا العمدة .وإن غبت فلى نائب ينوب عنى فى غيابى وأن المرفوع دائما على سائر الكلمات أنا الأحق بالقيادة .
المبتدأ انتفض من مكانه قائلا بصوت عال : أيها الفاعل كيف تتجرأ على الكلام هكذا بحضرتى!!ألا تعلم أنى دائما أسبقك ولى مكان الصدارة عليك فى الكلام فأنا فى الابتداءلا يستطيع أن يسبقتى أحد فأنا متقدم لفظا ورتبة .فأأسبقك والفعل يسبقك وكثيرا ما يحذفونك من الكلام والنائب الذى تفتخر به إنما يأتى ليدارى جبنك وتهورك فهم يحذفونك للخوف عليك أو للخوف منك أو الجهل بك فقد تقوم بالفعل وتختفى أو تصنع الحدث وتتوارى فكيف تزعم أن لك السيادة علينا .فأنا الأحق بالمملكة منك والأولى بالصدارة وأنت تابع لى وأنا سيك الذى تتبع خطاه .
الفعل : أيها المبتدأ يكفنى فخرا أنى لست مثلك عرضة لحروف النصب وأفعال النسخ فأنت يا مسكين إذا هجمت عليك (إن )أو أحد أخواتها تفعل بك العبر فتقلب حالك وتهدم بنيانك وتنسخ جملتك وتجعلك اسما لها وتنصبك بعد رفع .و أيضا كان وأخواتها تقلب حالك وتنسخ جملتك وتجعلك اسما وبدلا من أن كنت مرفوعا بنفسك صرت مرفوعا بها لضعفك وقلة حيلتك .فكيف تزعم أنك الملك وأنك حامى الحمى وأنت عاجز عن حماية نفسك وحماية جملتك.
الفعل : إجلس واصمت أيها الفاعل .وأنت أيها المبتدأ.كبف تتجرأون على الكلام أمامى بهذه اللهجة .هل تنكر أيها الفاعل أنك لولاى ما صارت لك قيمة ولا فائدة .ولولاى لكنت نسيا منسيا .فأنت مرفوع بإسمى مذكور بوجودى .فيعربونك فى الجملة أنك فاعل الفعل .ودائما تتأخر عنى . وأنت أيها المبتدأ هل تنكر أنك كثيرا ما تحتاج إلى . فأن أكون وجملتى عونا لك .فنكون جميعا فنكون جميعا فى محل خبر لك ولولا خدمتى هذه ما كانت لك فائدة تذكر .ونحن الأفعال الثلاثة الماضى والمضارع والأمر بنا يعرف زمن الجملة وطبيعة الفعل .
الضمة والفتحة والكسرة قالوا بصوت واحد : ينسب كل منكم الفضل لنفسه ولولانا ما عرفتم ولا كان لكم ذكر
الضمة تقول : أنت أيها الفاعل وأنت أيها المتدأ لولا ظهورى على آخركما ما عرفكما أحد .
الفاعل : ما أنتن إلا علامات لا قيمة لكن .يحل مكانك أيتها الضمة .الألف فى المثنى .والواو فى جمع المذكر السالم ؛وأنت أيتها الكسرة أليست تحل النون فى اأفعال الخمسة مكانك .فأسكتن جميعا ولا تتكلمن .
المفعول به : أيها الفاعل وأنت أيها المبتدأ وأنت أيها الفعل نحن لا ننكر فضلكم وأهميتكم فى الكلام لكن ينبغى ألبا يأخذكم الكبر والغرور فتنسوا فضلنا ودورنا فى الجملة .فأنت أيها الفاعل وأنت أيها الفعل : إن جملتك تحتاج إلى .بل أنا أنوب عنك أيها الفاعل ولا تتم الجملة إلا بى.فهل تنكر أيها الفاعل أنك فى كثر من الأحيان تحتاج إلى وصف يوصفك وإلى حال يبين هيئتك وإلى ظروف تبين مكانك أو زمانك .بل وتحتاج إلى حروف الجر التى تأتى لتكمل نقصك .وأنت أيها الفاعل . هل تنكر بجلا قدرك حروف النصب التى تنصبك ووالجزم تجزمك وتغير حالك .وأنت أيهاالمبتدأ .عليك التواضع.فأنت بلا خبر لا تساوى شيئا .بل كثير من الأحيان يقدمون الخبر عليك .
فنحن جميعا لبنات فى بناء الجملة العربية .لكل منا دوره ولا غنى عنه .
الفاعل : لكم من يتولى مملكة اللغة العربية .
الضمة تقول : المفعول به المتحدث الذى أعطى كل منا أهميته فى الجملة .وهو الذى يحدد مكانم كل كلمة وهو يستطيع أها الفاعل أن يجعلك مفعولا .والمبتدأ خبر .والفعل اسما .فهو الذى بيده الأمر والنهى .كلنا فى خدمته وطوع إرادته
وهنا صحا محمد من نومه .وسكت الجميع .وعاد كل باب إلى مكانه ليقوم بواجبه
طلعت مصطفى العواد
مدينة السرو -دمياط -مصر