مشاهدة النسخة كاملة : خطتنا في ( أيام في الجنة )الشيخ هانى حلمى ..رسائل ذى الحجة


لن يسبقنى الى الله احد
17-11-2009, 12:02 PM
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم ..

أما بعد ...الأحبة في الله تعالى ..

أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره

وشكره وحسن عبادته ، وأن يمن علينا بأن نكون من القانتين

المتعبدين له في زمان أعظم أيام العام ،

وأن يرزقنا ثواب الحجيج وإن لم تحج أبداننا ، وأن يمتعنا بحلاوة

الطاعة نجد أثرها في قلوبنا ،

وأن يرزقنا فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين

وأن يغفر لنا ويرحمنا

وإذا أراد بقوم فتنة أن يقبضنا إليه غير مفتونين .




أحبتي في الله
..



استعدوا من الآن لاستقبال أولى الليالي التي أقسم الله تعالى بهن

" وليال عشرٍ"استعدوا لرفع رصيد الحسنات مع آذان مغرب

هذا اليوم




أعدوا الخطة الإيمانية من الآن وحاولوا فيها التركيز على أهم عبادات العشر:
1- دوام الذكر حتى يورث " أذكركم"
وهنا الاهتمام البالغ : بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير .


2-دوام الفكر حتى يورث " وليكون من الموقنين"

وهنا الاهتمام البالغ بعبودية التدبر في الورد القرآني اليومي ،
وعدم العجلة في القراءة ،
نريد فك الأغلال " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"

3- تثبيت البرنامج اليومي ليشمل التنويع في الطاعات التي

تحقق الربح الأوفى

فإنه زمان

( تاجر مع الله)

4 -الاهتمام بعبادات النهار من صيام وصلاة على وقتها
ونوافل من ضحى ورواتب
وأذكار الصباح وقراءة للقرآن
وأعمال بر ودعوة إلى الله تعالى
وسماع للمواعظ المؤثرة

.والنصيحة من الآن:

كفانا التفات إلى أعمال صورية لا تأثير لها في القلب
، نريد أن نقرأ حتى تنزل آية على قلبي القاسي فتلينه
" نزل به الروح الأمين على قلبك"

نريد أن نذكر الله بقلوبنا أكثر من الذكر اللساني المعهود ،

نريد ذكر يجدد الشوق والحب لله الودود جل وعلا

نريد أن نسجد فنستشعر القرب

أكثر من استشعار بيت في الجنة لمن يصلى 12 ركعة في اليوم

والليلة ،

وإذا تذكرنا الجنة .....تذكرنا أنها المحل الذي سنرى فيه ربنا ،.....
فنطلب الجار قبل الدار

" رب ابن لي عندك بيتا في الجنة"

نريد أن تسلم صدورنا من التفاتات الدنيا ،

لا سيما أن الله قضى في اعظم موسمين من مواسم الطاعة


( رمضان والعشر )

أن يعقبهم العيدان ،


وفي الأعياد الناس تشغل عن رب العباد للأسف ،
فلا تلتفتوا لمثل هذا



الفائز من سبق بما في قلبه من أعمال القلوب لا من حاز السبق

بأعمال الجوارح

الفائز من تخلى عن معاصي القلوب المهلكة لا من تخلص من

معاصي الظاهر .



افهموا بالله عليكم ،


ونحن معًا في ( أيام في الجنة ) كل يوم رسالة جديدة ،

وأعمال نتفق عليها ، وسنن نحييها ،

وموعظة عبر الغرفة الصوتية نرقق بها قلوبنا .



وقد اخترت لكم في هذه العشر :


مدارسة بعض المعاني الإيمانية من كتاب ابن القيم ( الفوائد )

ليكون قربة لربنا بمزيد الفهم عنه

وإعادة برمجتنا إيمانيًا في ظل غياب الفهم عن الله تعالى .



ادعوا الله لي أن يبارك في الوقت ليتسع هذه الأعمال كلها ،


وتعالوا من البداية نردد شعاراتنا المتجددة وندعو ربنا بالسداد

والهداية والتوفيق والرشاد .

لن يسبقني إلى الله أحد

لأرين الله ما اصنع

قد حبسني العذر فلا تحرمني ربي الاجر

على اليقين سنكون

وشعار جديد :




صادقون مع ربنا



اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك

عليه .....................

معًا نحو الفردوس .



محبكم في الله

هاني حلمي

لن يسبقنى الى الله احد
20-11-2009, 08:43 PM
الرسالة الثانية : الجنة لأصحاب الهمم


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..

أما بعد .. الأحبة في الله ..
أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، اللهم بارك لنا في العشر ، اللهم خذ بأيدينا ونواصينا إليك أخذ الكرام عليك ، اللهم نسألك في أيامنا هذه البر والتقوى ومن العمل ما ترضى .
أحبتي في الله ..
أيام في الجنة ، هذا مشروعنا في هذه العشر العظيمة ، ومرادنا بها جنة القرب والوصال مع الرب الكبير المتعال ، جنة نجد أثرها بردها ونعيمها في قلوبنا ، إنها جنة الأنس والشوق والإنابة والإخبات والسكينة .
لكن الجنة لها شروط ، ولها فرسان ، وهؤلاء شعارهم الذي لابد لهم منه " لو كان الإيمان في الثريا لناله هؤلاء الرجال "
ولو كانت الجنة سلعة الله الغالية فوالله لنجاهدنَّ في الله حق الجهاد حتى نرتقي لها . ( معي على هذا العهد يا شباب ؟؟؟)
إذا كانت الإجابة نعم فهيا إلى رياضها .
الخطوة الاولى : عزائم لا تبرد ، وهمم في شموخ الجبال .
وتحقيق هذا يتطلب أن تبخلوا بكل لحظة ، وأن تجدوا لها وتجددوا الإيمان ، ومن هذا شأنه ستراه ( بخيل بزمانه ) ينافس حماد بن سلمة
في السير (7/447-448) : قال موسى بن إسماعيل التبوذكي: لو قلت لكم: إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا لصدقت، كان مغشولا، إما أن يحدث، أو يقرأ، أو يسبح، أو يصلي، قد قسم النهار على ذلك. فمن يتحداه فيبخل بدقائق بل بثوان نهار العشر ، فلن نراه إلا ذاكرًا أو قارءئًا للقرآن أو مصليًا ليسجد ويقترب ، أو داعيًا إلى الله بالقول السديد ، أو باذلا ماله أو جهده في عمل خير ، أو بارًا بوالديه أو محسنًا في أخلاقه وهذه أثقل ما في الميزان .

الخطوة الثانية : علو همة في سباق الصالحين
من يشتعل حماسه إذا سمع عن خبر هؤلاء ؟؟؟
قال بعضهم : كنت ساكنا في جوار بكار بن قتيبة، فانصرفت بعد العشاء، فإذا هو يقرأ: * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) قال: ثم نزلت في السحر، فإذا هو يقرؤها، ويبكي، فعلمت أنه كان يتلوها من أول الليل.

إنه التدبر الامثل ، وتنزيل القرآن على القلوب ، ومحاسبة النفس ، ومخاطبتها ، وهذا والله أنفع الأدوية الإيمانية فمن يتقدم ؟؟؟
ومن يجتهد كابن خفيف :
في السير (16/346) : قال ابن باكويه: سمعت ابن خفيف يقول: كنت في بدايتي ربما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف (قل هو الله أحد) وربما كنت أقرأ في ركعة القرآن كله.
وروي عن ابن خفيف، أنه كان به وجع الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: لو خففت على نفسك ؟ ! قال: إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة.

أين الهمم يا طالبو جنة القرب في العشر ؟
أوصيكم :
(1) في أيام في الجنة إحياء سنة كل يوم :
والسنة اليوم : كان رسول الله يقول في ركــــوعه : ( اللهم ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري ، ومخي وعظمي وعصبي ) رواه مسلم .
والمطلوب : استشعار لذة العبادة في الركوع ، لأن الركوع يجلب الخشوع والخضوع والتعظيم لله تعالى ، فإصلاحه يدخل تحت باب " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " والتعظيم قربة العشر فإنها أعظم أيام الدهر .
(2) الاشتراك في مشروع فرسان العشر ، وفارسات العشر ، وذلك للمتابعة الإيمانية ، فشاركوا ولا تحرموا أنفسكم الخير
ودعاؤنا :
كان العماد يقول : " اللهم اغفر لاقسانا قلبا، وأكبرنا ذنبا، وأثقلنا ظهرا، وأعظمنا جرما ".
" يا دليل الحيارى دلنا على طريق الصادقين، واجعلنا من عبادك الصالحين ". آمين
تذكروا : إنها أفضل من ايام رمضان فالمطلوب أعمال أثقل .
إنها أحب إلى الرحمن فالمطلوب " سيجعل لهم الرحمن ودا "
إنها تعدل ثواب المجاهدين : " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم "
إنها موسم وفود الرحمن : فاللهم حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر .
إنها معدودات : فلا مجال لأن ينزل المقت بضياع الوقت .
فكرة في زمان الغفلة :
الليلة سيتلهى الملايين بالكرة ، وعبادة في الهرج كهجرة إلي النبي صلى الله عليه وسلم ، فاذكروا الله وقت غفلة الناس ، وذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين قد يضحك الله ، فيكون ممن لا حساب عليهم ، يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب بإذن الرحمن
محبكم في الله
هاني حلمي

لن يسبقنى الى الله احد
20-11-2009, 08:47 PM
الرسالة الثالثة : جنة الذاكرين


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..


أما بعد ... أيها الأحبة في الله تعالى

أسأل الله تعالى أن يعيينا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يخلصنا من آفاتنا ، وأن يجعل هذه

العشر مباركات علينا جميعًا ، وتكون صفحة جديدة في إيماننا ، الللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا

بالإسلام حتى نلقاك عليه .

أحبتي ..

نعيش اليوم في جنة الذاكرين ، لانَّ أعظم عبوديات العشر هي الذكر بلا شك ، ولذلك جاء التنبيه

النبوي عليها : " فأكثوا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير "

وقد كان أبو الدرداء يقول : إنَّ الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله يدخل الجنة وهو يضحك . [ الحلية (1/

219) ]

ولكن أريد ان ندخل جنة الذكر بمعانٍ جديدة :

أولها : التعبد بأثقل الأعمال واشدها

كما قال علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - : أشد الاعمال ثلاثة : إعطاء الحق من نفسك ، وذكر

الله على كل حال ، ومواساة الأخ بالمال .

فمن يتعبد الرحمن بهذه الثلاث في العشر ، ويتحدى العباد بالإتيان باثقل الأعمال وزنا ، فيكون

( صادقًا مع نفسه ومع ربه ) ويكون مواظبًا على الذكر بالآلاف ، ويتصدق على إخوانه أكثر مما

فعل في أي وقت من أوقات عمره .

ثانيًا : ربح اليوم

قال ثابت البناني : وما على أحدكم أن يذكر الله كل يوم ساعة ، فيربح يومًا .

ولهذه تطبيق جميل وجديد علينا تطبيقه على طريقة السلف ، وهو ( شغل ساعتين ونصف من يومنا

وليلتنا للذكر )

قال ثابت : كانوا يجلسون يذكرون الله تعالى فيقولون : ترونا جلسنا عشر يومنا هذا ؟ فغذا قالوا :

نعم .قالوا : الحمد لله ، نرجو أن يكون الله قد أعطانا يومنا هذا أجمع . [ الحلية (2/323) ]

نريد تقسيم هذا الوقت ما بين الأذكار الموظفة وما بين الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله

عليه وسلم والحبيبتين سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، بجانب الباقيات الصالحات : سبحان

الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .

ثالثًا : ذكر العظيمتين :

قال عبد الأعلى التيمي : إذا جلس قوم ، فلم يذكروا الجنة ولا النار ، قالت الملائكة : أغفلوا

العظيمتين . [ الحلية (5/88) ]

فهذا توجيه جميل بان الذكر ليس مجرد الأذكار المتعارف عليها ، بل نريد ذكرًا للجنة وللنار يرقق

القلوب في هذه العشر ، ولو بالدعاء المستمر .

قال صلى الله عليه وسلم : "

ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة و لا استجار رجل مسلم الله

من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره مني " [ رواه ابن ماجه وصححه الألباني ]

فتعالوا نحقق هذه الأفكار فييومنا هذا عسى أن يبعثنا ربنا مقامًا محمودا .

محبكم في الله
هاني حلمي

لن يسبقنى الى الله احد
20-11-2009, 08:51 PM
الرسالة الرابعة : جنة المجاهدة


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...


أما بعد ... أحبتي في الله ..

أسأل الله تعالى بأن يديم علينا جنة الذاكرين ، وأن يجعلنا من أحب عباده له ، ومن أخلص عباده له

، ومن أصدق عباده له ، وأن يديم علينا طاعته ، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

أحبتي في الله ...

قال الله تعالى : " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "

فمفتاح الجنة مجاهدة النفس ، ومخالفة الهوى ،فدعونا ندخل اليوم من باب المجاهدة يومًا جديدا

من أيام في الجنة

في السير (15/231) : قيل لعبد الله بن محمد النيسابوري : فلان يمشي على الماء ! قال : عندي

أن من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي على الماء .

فأعظم الكرامة أن تخالف هواك في شيء ، تصبح عطشانا جائعًا وتجاهد للصيام ، تصبح كسلانًا

فتجاهد نفسك وتلزمها أورادها ، ولو أن تحلف على نفسك ، " أقسمت يا نفس لتفعلنَّ كذا وكذا " ،

تجد نفسك تجرك إلى الغفلة والشرود ومتابعة الأحداث والمهاترات فتذكرها أنها في زمان فاضل لا

يصح لها فيه مثل هذا ، فكل وقت يمر ثمين جدًا ، فتذكري يا نفس ولا تغفلي

وهذا - لا شك - أمر يحتاج إلى استعداد وإلى تدريب وإلى تطبيقات واقعية ، تعالوا نتأمل بعض

الصور التي تجسد جنة المجاهدة لتثير حماسكم للمجاهدة في الطاعات في هذه الايام المباركات .

المشهد الأول : للإمام أبي إسحاق السبيعي فارس من فرسان سلفنا المجاهدين .

في السير (5/397)

قال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق السبيعي : يا معشر الشباب اغتنموا يعني: قوتكم وشبابكم،

قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لاقرأ البقرة في ركعة، وإني لاصوم الاشهر

الحرم، وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس حدثنا أحمد بن عمران، سمعت أبا بكر يقول:

قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت، وإني لاصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران،

ثم قال الاخنسي: حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال: ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين، فما كان

يقدر أن يقوم حتى يقام، فإذا استتم قائما قرأ وهو قائم ألف آية.

من استثاره حال هذا الرجل العملاق ؟!!! ما زلت تقول : هؤلاء السلف !! مازلت ضعيفًا تتلمس

لنفسك المعاذير ، من لها ؟؟؟


المشهد الثاني : فارسه إمام أهل السنة ( الإمام أحمد بن حنبل )

يخبر ابنه عبد الله أنَّ أباه كان يصلي في كل يوم وليلة 300 ركعة ، فلما مرض بسبب جلده بالسوط

في محنة ( خلق القرآن ) أثر ذلك على بدن الغمام فأضعفه ، فلما ضعف صار يصلي كل يوم وليلة (

150 ركعة ) !!! [ السير (11/212) بالله ما شعرت عندما قرأتها ؟؟؟ لما ضعف صار يصلي (150

ركعة ) ونحن نجاهد في (12 ركعة ) يا حسرة على العباد

من يباري الإمام ؟ من يحب هذا الرجل الفذ ؟ من التهب حماسه ليسجد ويقترب ، ويدنو هرولة إلى

ربه ، كنت أقول في نفسي : حديث القرب انتهى عند " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " فمن يأتيك

ربي هرولة كيف صنيعك به ؟؟ ومن هذا المهرول المجاهد بحق .


المشهد الثالث : لصاحب كتاب الزهد ، وإمام من أئمة السلف ( هناد بن السري )

قال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد، رحمه الله، كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة

لنا، فتوضأ، وجاء إلى المسجد، فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع إلى منزله،

فتوضأ، وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر، يرفع صوته بالقرآن، ويبكي

كثيرا ، ثم إنه صلى بنا العصر، وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب. قال: فقلت لبعض

جيرانه: ما أصبره على العبادة، فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته

بالليل .

عبادته بالليل !! وهل بعد ذلك من شيء ، لو صنعها الواحد منَّا الآن لظن أنه في رفقة النبي محمد

في الجنة لا محالة !!! اللهم ارزقنا لذة العبادة والحرص على العبادة وديمومة العبادة ، وأن نكون

من القانتين

من سيكون فارس الفرسان اليوم ، هلموا إلى المجاهدة ، " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "

سنة اليوم :

تعرفون ما يحدث الآن من مناوشات بين العرب ، وأنا أدعو جميع من يقرأ هذه الرسالة إلى تطبيق

السنة

فقد قال صلى الله عليه وسلم :" تكفير كل لحاء ركعتان " [ رواه الطبراني وحسنه الألباني ]

والمقصود باللحاء : التنازع والتخاصم

فبالله أطفئوا نار الفتنة ، وقوموا بواجبكم لتستنزل الرحمة

والله يتولانا ويدبر لنا ويغفر لنا خطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا

محبكم في الله
هاني حلمي

لن يسبقنى الى الله احد
22-11-2009, 07:19 PM
الرسالة الخامسة : جنة المراقبة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..


أما بعد .. أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العون والهداية والسداد والرشاد ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، ويديم علينا لذة عبادته ، ويدخلنا جنة الدنيا قبل جنة الآخرة ، ونسأله لذة النظر إلى وجهه الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .
أحبتي ..
اشعر أنكم لم تركزوا بعد ، فهل تخميني في محله ؟
اشعر بأنَّ هناك حلقة مفقودة بين النَّاس وبين المطلوب منهم في زمان العشر ؟
هل للغفلة اثرها ؟ هل السبب أنكم لم تستعدوا للعشر فتنقضي من بين أيدينا دون اعتبار ؟ هل الناس شغلت بالكرة والصراعات عن التقرب بالطاعات ؟ هل هي أزمة عامة في ظل أمراض الأمة الفتاكة من هزيمة نفسية وإحباط ويأس ؟
ما لي أراكم هكذا ، نعم هناك جهود ، وهناك من يحاول ، لكن لا أشعر أنه بالقدر المطلوب ، هل أغرد بعيدًا عن السرب ؟ وهل عليَّ أن أمشي مع سرب الشاردين ؟
أفيقوا عباد الله ، نحن في العشر
أحبتي ..
دعونا ندخل في جنة لعلها توقظنا ، وتشحذ هممنا ، وتعلمنا القرب من ربنا ، وتحسس قلوبنا بما ينبغي أن يكون فيها ، إنها جنة المراقبة .
فيا كل من يقرا رسالتي ، خذوها عظة لقلوب الغافلين من أمثالي !!.
في الحلية (1/235) قال محمد بن علي الترمذي : اجعل مراقبتك لمن لا يغيب عن نظره إليك ، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك ، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه .
الله ناظر لك الآن فما أنت بفاعل ؟؟
قال عبد الله بن فاتك : إذا كنت غافلا فانظر نظر الله إليك ، وإذا كنت قائلاً فانظر سمع الله إليك ، وإذا كنت ساكتًا فانظر علم الله فيك ، قال تعالى : " إنني معكما أسمع وأرى "
تفهمون ؟؟؟ الآن يسمع كلامنا الآن فماذا تقولون ؟
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )
الله يرى إلى أين شيء تنظرون ؟؟؟
( من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ ولينظر في المصحف )
( فانظر إلى آثار رحمة الله )
وهذا علم المراقبة ، اختبار خطير لأحوال الإيمان ؟
كم مرة يأتي الله على بالك خوفًا أو حياء أو حبًا ؟؟؟ أعطني نسبة مئوية !!
كم مرة تركت فيها شيئًا لا يحبه ربك مخافة منه أو حياء منه أو حبًا ؟؟
كم مرة آثرت الله فيها على هواك وجاهدت - كما طلبت منك بالأمس - في طاعة الله مخافة من ربك حبيبك وسيدك ومولاك أو حياء أو حبًا ؟
نعم فهذه الثلاث تورث المراقبة :
في الحلية (10/93-94) قال الحارث المحاسبي : إن المراقبة تكون على ثلاث خلال :
على قدر عقل العاقلين ومعرفتهم بربهم يفترقون في ذلك .
فإحدى الثلاث : الخوف من الله .
والخلة الثانية: الحياء من الله .
والخلة الثالثة : الحب لله .
فأما الخائف فمراقب بشدة حذر من الله تعالى وغلبة فزع .
( هل أنت هذا الرجل ، وهل أنت هذه الأخت ؟ )
وأما المستحيي من الله فمراقب بشدة انكسار وغلبة إخبات .
( تشعر بهذا الانكسار أو الافتقار ، وتحسين أنك هكذا !! )
وأما المحب فمراقب بشدة سرور وغلبة نشاط وسخاء نفس مع إشفاق لا يفارقه .
( أين نشاطكم يا محبون ؟؟ )
كلام الحارث وقع على الجرح ، فهل من مراقب لله تعالى ليهنأ
" ولمن خاف مقام ربه جنتان "
سنة اليوم :
هل صليتم بالأمس كفارة اللحاء ؟؟ بالله الأمور تزداد سوءًأ ، أين عباد ركع تتنزل بهم الرحمات لتزول الغمة عن هذه الأمة ؟؟
سنستمر على الامر حتى يأذن الله بالفتح أو أمر من عنده .
محبكم في الله
هاني حلمي

لن يسبقنى الى الله احد
22-11-2009, 07:23 PM
الرسالة السادسة : جنة المغفرة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..


أما بعد ..
الأحبة في الله تعالى ..
أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم ، ويتوب علينا ، ويتولانا ، ويهدينا ، ولا يجعلنا ممن يقول أو يسمع ولا يعمل ، ويسترنا بستره الجميل ، ويصطفينا برحمة من عنده تغنينا عن رحمة من سواه .

أحبتي ..
نريد اليوم أن نتودد إلى ربنا ، نريد أن نتذلل له ، وننكسر بين يديه ، رافعين أكف الضراعة ، خاشعين من ذل المعاصي ومن الإحساس بأثرها علينا ، نادمين على ما اقترفت أيدينا ، مستشعرين فقرنا ، نظهر له ضعفنا لعله يلطف بنا .

نعم إن الأمور في واقع المسلمين تنذر بنذير شؤم إن لم نتدارك الأمر سريعا بتوبة متجددة هي أرجى أعمالنا ، نعم ربنا إنَّا مذنبون عاصون ، وليس لنا من يغفر سواك ، وليس لنا إلا أنت .

قال مغيث بن سمي : كان رجل فيمن كان قبلكم يعمل بالمعاصي ، فادكر يومًا ، فقال : اللهم غفرانك ، فغفر له . [ الحلية (6/68) ] فاللهم غفرانك .

وقال عون بن عبد الله : جرائم التوابين : منصوبة بالندامة نصب أعينهم لا تقر للتائب في الدنيا عين كلما ذكر ما اجترح على نفسه . [ الحلية (4/251) ]
فاللهم أجرمنا وأذنبنا واجترحنا فتب علينا ولا تؤاخذنا .
وهذه هي أحوال أهل الإيمان :

قيل للحسن البصري : يا أبا سعيد ، الرجل يذنب ثم يتوب ، ثم يذنب ثم يتوب ، ثم يذنب ثم يتوب حتى متى ؟؟
قال الحسن : ما أعلم هذا إلا أخلاق المؤمنين .

فاللهم تب علينا يا تواب ، واغفر لنا يا غفور يا غفار ، والله نعم الرب ونعم الإله ، ونحن بئس العبيد !! ولكن رجاؤنا فيك لا يخيب .

أحبتي ..
اشغلوا ألسنتكم اليوم بالاستغفار ، وتذكروا الذنوب ، واجمعوا قلوبكم اليوم على تجديد التوبة ، عسى أن يغفر لنا ، فندخل جنة عفوه ومغفرته ، وهي - والله - عظيمة لو نفقه .
بالله استغفروا وتعلموا من درس الاستغفار والتوبة التواضع ، فهذا أنت ، فلم ترفع رأسك ؟؟


قال تميم بن سلمة : قلت ليوسف بن أسباط ما غاية الزهد قال لا تفرح بما أقبل ولا تأسف على ما أدبر قلت فما غاية التواضع قال أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت أنه خير منك . ( نسأل الله تعالى التواضع له )



تذكروا تلك الكلمات الذهبيات التي تغرس أعلى الطاعات في القلوب :
أنا من ذنوبي على يقين ومن ذنوب الناس على شك ، فلن أرى لنفسي بعد اليوم وزنًا ،
فقط كل ما أريد أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين .


قالت أمنا عائشة : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن عبد الله بن جدعان كان في الجاهلية يقري الضيف و يصل الرحم و يفك العاني و يحسن الجوار - فأثنيت عليه - هل نفعه ذلك ؟
فقال صلى الله عليه وسلم :
" لا يا عائشة ، إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " . [ الصحيحة (249) ]

سنة اليوم :
لا تفارق مجلسًا إلا وقد استغفرت فيه (100 مرة )
عن ابن عمر :
" إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول :
( رب اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة ) " . [ الصحيحة (556) ]
ولا تنسونا من صالح دعائكم اليوم مع إفطاركم ، أو في ساعات الإجابة
عسى أن يغفر لنا أجمعين
ويتوب علينا إنه هو التواب الرحيم .

محبكم في الله
هاني حلمي

أريــــ الجنة ــــد
22-11-2009, 11:54 PM
الله يبارك فيكي يا حبيبة قلبي

ويجزيكي حسنات بقدر الحروف اللي كتبتيها

ويجعله في ميزان حسناتك

OM_SONDOS
24-11-2009, 07:00 AM
جزاك الله خير