عاشقة الموج
28-10-2009, 07:01 AM
حب المسجد الأقصى:
بعد أن خرج سيدنا موسى من مصر وأنجاه الله سبحانه وتعالى هو وبني إسرائيل من بطش فرعون، نزلت التوراة وحدثت حادثة السامري، واتجه سيدنا موسى إلى الأرض المقدسة، دعونا نبدأ بسؤال،
هل أنت مشتاقٌ للقدس؟ هل تحب المسجد الأقصى؟ هل أنت مشتاقٌ للمسجد الأقصى؟
لأن هذه هي قيمة اليوم، ما مدى اشتياقك للمسجد الأقصى؟ ماذا يمثل لكم المسجد الأقصى؟ إن قيمته عند الله سبحانه وتعالى عظيمة، وقيمته عند النبي صلى الله عليه وسلم كبيرة، فهو أول القبلتين وثالث الحرمين، وهو مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نقطة معراجه للسماء، وهناك سورة باسمه في القرآن، يقول تعالى:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ...}
(الإسراء: الآية1)
لا يمكن أن يذكر المسجد الأقصى إلا وتتبعه جملة (الذي باركنا حوله).
هل تشتاق لأداء العمرة؟ هل تشتاق لزيارة بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومدينة النبي ومسجد النبي؟ بالطبع . فأنت تحلم بزيارته وهناك من يدعو الله أن ينال الحج أو العمرة .
هل تشتاق للمسجد الأقصى كاشتياقك للحج والعمرة؟
أتلاحظون أن الثلاثة لا يذكرون إلا مع بعضهم .
فلا تُشد الرحال إلا إلى الثلاثة، فهل يا ترى شوقك إلى المسجد الأقصى كشوقك لزيارة المدينة أو مكة؟ بالتأكيد أقل ولكن ما مقدار ذلك؟
ولو سألتك ما هي أغلى ثلاث مدن أو أماكن بحياتك؟ وهل من بينها القدس، وهل تشمل المسجد الأقصى؟ وبكم من عشرة تقيم مكانة المسجد الأقصى بحياتك، قيمة اليوم هي حب المسجد الأقصى، ألم أقل لك بأن هناك ما يسمى برصيد البنك وما يسمى برصيد القيم، إن حب المسجد الأقصى لا يقدر بجميع كنوز الدنيا.
عاشقة الموج
28-10-2009, 07:11 AM
الطريق إلى الأقصى :
خرج سيدنا موسى من مصر مارًا بسيناء ثم الأردن حيث مر على ديار بني كنعان مرورًا بجبل نيبو وهو أقرب جبل يطل على المسجد الأقصى، فبينه وبين المسجد الأقصى حوالي خمسة وعشرين كيلو مترًا تقريبًا، ولو كنت فوق الجبل والرؤيا جيدة فقد ترى المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وأهل مأدُبة بالأردن يعرفون هذه المنطقة جيدًا، ويعلمون أنك من هذا المكان تستطيع رؤية المسجد الأقصى بمنتهى السهولة ومنتهى الوضوح، يا ترى كيف هو شكل جبل نيبو ومنظر المسجد الأقصى من أعلى؟
لماذا يا ترى سلك سيدنا موسى طريق جبل نيبو؟ لأنه أقصر طريق يؤدي إلى المسجد الأقصى والقدس، إن المسافة من جبل نيبو بالأردن إلى القدس قريبة جدًا، إن الطريق الذي سلكه سيدنا موسى حتى وصوله إلى المسجد الأقصى أصبح طريقًا رسميًا يزوره السائحين من كل العالم ومن كل الأديان ليروا خط سير سيدنا موسى حتى وصل للقدس، هل تشتاق للمسجد الأقصى؟ هذه هي قيمة اليوم، إياك أن تنسى المسجد الأقصى، إياك ألا تملأ قلبك بحبه والاشتياق له، وأن تتمنى أن يمن الله عليك في يوم من الأيام أن تكون من الفاتحين له والمصليين فيه، لقد دعى سيدنا موسى الله أن يُدفن هناك تحت أسوار المسجد الأقصى فكان يدعوه قائلا: يا رب قربني ولو برمية حجر لأكون بجوار القدس، فتخيل كيف هي مشاعر سيدنا موسى .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( لا تُشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى )
ألا تشعرون ونحن نروي عن مسيرة سيدنا موسى ووصوله لجبل نيبو أننا نشد الرحال للمسجد الأقصى؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر المسجد الحرام إلا وذكر معه المسجد الأقصى فيقول:
( صلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة وصلاة في مسجدي هذا بألف صلاة وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة) .
هل تحب المسجد الأقصى أم لا؟!!!!!!!!! إن هذا من دلائل إيمانك.
عاشقة الموج
28-10-2009, 07:17 AM
وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما أول بيت بني في الأرض قال: المسجد الحرام قيل: ثم أي، قال: المسجد الأقصى، قيل: كم بينهما يا رسول الله؟ قال: أربعون سنة. حديث رواه البخاري، لقد بُني المسجد الحرام قبل المسجد الأقصى بأربعين سنة، لذا فهما متلازمان دائما في الذكر، وقد بنى سيدنا آدم كلا المسجدين، إن المسجد الأقصى هو المسجد الذي حدث به أعظم اجتماع في التاريخ، فقد اجتمع به أنبياء الله آدم وموسى وعيسى وداوود وسليمان ومحمد عليهم السلام، اجتمعوا جميعًا في المسجد الأقصى وليس المسجد الحرام، أيضًا معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء تم من المسجد الأقصى،
كانت رحلة النبي صلى الله عليه وسلم الوحيدة مع جبريل إلى المسجد الأقصى، ألهذه الدرجة غالٍ هو المسجد الأقصى؟
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ...}.
فتح عمر بن الخطاب جميع البلاد ومنها الشام والعراق ولم يذهب أبدًا لاستلام مفاتيح مكان ما إلا وسلك هذا الطريق لأنه أقرب الطرق، فقد عبر جبل نيبو ومر بهذا الطريق لاستلام مفاتيح المسجد الأقصى كما فعل سيدنا موسى بعبوره هذا الطريق، وعندما عبر سيدنا عمر هذا الطريق ووصل للمسجد الأقصى كانت ملابسه قد تمزقت وعندما رآه المسيحيون واليهود قالوا أن هذا ما ذكر في التوراة والإنجيل عن الشخص الذي سيستلم مفاتيح القدس .
فقد ذُكر في كتبهم أن المسلمين سيستلمون مفاتيحها :
(هامةٌ عالية وثوب ممزق) وعندما رأوه وجدوا أن هامته عالية مرفوعة وثوبه ممزق فتأكدوا أنه هو نفسه الشخص المذكور في كتبهم، ووقف عمر بن الخطاب في المسجد الأقصى ودعاه الناس للصلاة في كنيسة القيامة فرفض عمر بن الخطاب لأنه يؤمن بالتعايش ويؤمن بحق الأديان الأخرى، وقد خاف أن يصلي بداخلها فتتحول إلى مسجد فصلى خارجها، وبالتالي تركت دولة الأردن الهاشمية كنيسة القيامة لأن عمر بن الخطاب لم يصلي بها ولأنها فهمت الغاية مما فعله عمر بن الخطاب وبالتالي أبقت هذا المكان لكل الأديان، لقد بنى المسلمون هذا المكان وأقامته دولة الأردن، ولكن المسيحيين أضافوا إليه رسالة تقول (إن هذه رسالة الأنبياء كلهم) وذلك لأن جميع الأديان لم تختلف على موسى، وعندما دخل عمر بن الخطاب ووقف عند المسجد الأقصى طلب من سيدنا بلال أن يقف على مكان مرتفع فوقف على جبل يشرف على المسجد الأقصى هو وكل جيش المسلمين، فقال لبلال : أذِّن يا بلال، فقال له بلال: يا أمير المؤمنين إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله، فقال له عمر: هذا يوم يُسعد رسول الله، وقد أتى صلاح الدين بعد سيدنا عمر فعبر بنفس الطريق، وكانت كلمة صلاح الدين الشهيرة
(كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير)، هل تشتاقون للمسجد الأقصى؟
هل تحبون المسجد الأقصى؟ !!!!!!!!!
عاشقة الموج
28-10-2009, 07:35 AM
كيف كان خط سير سيدنا موسى ومن بعده عمر بن الخطاب وصلاح الدين؟
تقول الآية الكريمة:
{ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }
(المائدة: الآية21)
بعدما اجتاز سيدنا موسى الطريق تقدم حتى أصبح بينه وبين القدس عشرة كيلو مترات فإذا ببني إسرائيل يتخاذلون ويخافون ويجبنون ولا يدخلون القدس فتحرم عليهم القدس بعد ذلك، عندما وجد سيدنا موسى أنهم قد وقفوا لا يريدون أن يكملوا الطريق حتى القدس بدأ سيدنا موسى يحفز بني إسرائيل بخطاب وقد ذُكر هذا الخطاب بالقرآن وكأن الله يخصنا به أيضًا، فتخيل خطبة سيدنا موسى كي يحفزهم للوصول للقدس، لقد جاءت هذه الخطبة بالقرآن في الآية العشرين من سورة المائدة
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ... }
(المائدة: الآيات20،21)
تحفيز بني إسرائيل لدخول القدس:
قام سيدنا موسى بتحفيز بني إسرائيل لدخول القدس وعبور المسافة المتبقية بأربعة أشياء
هي:
* ذكر نعمة الله عليهم، فقد منحهم الله أشياءً عظيمة فيجب أن يردوا هذا الجزاء بفعل شيءٍ ما لدينه سبحانه وتعالى وذلك بأن يقوموا بشيءٍ ما للقدس، وهذا ما نحتاج لسماعه حقًا الآن نحن أيضًا
** إرسال الأنبياء إلى بني إسرائيل، ولقد بعث الله كذلك لنا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صلى سيدنا محمد هناك وكانت بداية رحلة المعراج من هناك.
لقد جعل الله لهم ملوكًا، فقد كان الله سبحانه وتعالى يذكرهم بسيدنا يوسف وبأنه كان ملكًا، فلم يكن تاريخهم تاريخ ذلٍّ بل كان تاريخ علم ٍ، وكذلك نحن فلم يكن تاريخنا تاريخ ذلٍّ بل كان في تاريخنا عظماء كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكسيدنا خالد وسيدنا عمر، كان في تاريخنا المسجد الأقصى الذي عاش به المسلمون، فبعد كل عمرة وحج ٍ كان المسلمون يذهبون للمسجد الأقصى، وكان الإمام الشافعيّ يعتكف هناك فيقول أحب الاعتكاف في المسجد الأقصى، وهناك أعمدة أئمة المسلمين بالمسجد الأقصى
{ عمود لأبي حامد الغزاليّ وكذلك عمود صلاح الدين وعمود نور الدين محمود }
و من بعدهم أجيال و أجيال من الصالحين ٌتاريخنا ليس تاريخ ذلٍّ بل تاريخ عزٍّ .
فالمسجد الأقصى غالٍ جدًا.
قال لهم نبيُّ الله موسى ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ما معنى كتب الله لكم؟ لكي تفهم ما معنى (كتب الله لكم) فيجب أن تفهم حقيقة المسجد الأقصى وحقيقة القدس، فالقدس ليست ملكًا لأحد، بل كلما بعث الله نبيًا كان هو وقومه المسئولون عن القدس، ولقد كان الرسول في هذا الوقت هو سيدنا موسى وبالتالي تقول الآية الكريمة:
{... ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ...}
لأن موسى هو النبي في هذا الوقت، فعندما بُعث سيدنا آدم كان هو المسئول عن القدس، وكذلك سيدنا نوح وسيدنا عيسى وسيدنا داوود وسيدنا سليمان وكذلك خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو وأمته هم المسئولون الآن عن القدس ...
عاشقة الموج
30-10-2009, 08:03 PM
جزاك الله خيرا
جزاك الله كل خير
مشكور على مرورك الكريم