مشاهدة النسخة كاملة : أزمة المسلمين .. التخلّف الإبداعي


أحمد2025
02-08-2006, 04:13 AM
حين تغمض عينيك وأنت تشاهد ـ بأسى ـ جرثومة إسرائيل ومِن ورائها الدعم الأمريكي المشجع والمطلق ـ كيف تشعل الحرب، محددة وقت البداية، ووقت النهاية، ثم تهدم لبنان هدماً دون أن يكون لنا أي إرادة تستطيع أن توقف العدوان، ثم تتأمل كيف تتوجه كل جهود الأمة إلى دهاليز الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، تستجدى الأمان ممن قرّر ألاّ يمنحه حتى تتحقق كل أهدافه الإرهابية المنظمة؛ حينها تشعر بالعجز الذي نُهينا عنه، (استعنْ بالله ولا تعجز).
أحس بسؤال يبادرني بصفعة قوية: وماذا تستطيع الأمة أن تصنع، وإسرائيل وحدها تملك من التفوق العلمي والتقني والبحثي والعسكري ما يفوق العالم الإسلامي كله عدة مرات؟!
كما أنها مدعومة بأكبر قوة في الأرض، بل هي ربيبتها، وعينها على المنطقة كلها، وقاعدتها الدائمة، والحامية لظهرها في كل المحافل الدولية، ولم تستخدم حق (الفيتو) كما تستخدمه لصالحها!!
وأما أمتنا .. فقد كانت أمة واحدة .. ولكنها اليوم .. أمم شتى .. كانت تقوم على أساس عقدي وعلمي، ولكنها ركنت اليوم إلى الدعة، وخلدت إلى التبعية، فهل سيستطيع الضعف أن يغلب القوة؟ وهل سيقدر التفرق أن يدحر الوحدة؟ وهل سيهزم التخلف التقدم؟
هل معنى ذلك أنه قد كُتب علينا أن نبقى ضعفاء، جاهزين لتلقي الضربات، نعذر أنفسنا باستمرار كلما تلقينا مزيداً من التحطيم؟
(لا) .. ينبغي أن نتعلم أن نقول لواقع أمتنا: (لا) .. حتى يسمح لنا ذلك بالتفكير الجاد في إيجاد حلول تاريخية لأزمة الأمة الحقيقية.
السؤال الذي ينبغي أن يُطرح فعلاً هو: كيف نتحول من الضعف إلى القوة، ومن الفرقة إلى الوحدة، ومن الشعور بالهزيمة إلى الشعور بأننا أمة منصورة بقوة الله .. حين ننصره (إن تنصروا الله ينصركم).
السؤال الثاني هو: لماذا تفوقت أمريكا، وهي التي بدأت منذ فترة ليست طويلة من الصفر؟ ولماذا تفوقت إسرائيل وهي لم تنهض إلا منذ بضعة عقود؟
القوة لا تأتي بـِ(خذوهم بالصوت)، (؟)، ولكنها تأتي بالعقيدة والفكر أولاً، ثم باكتشاف مواضع الضعف، والتعامل معها بإيجابية، ثم بالبدء الفعلي في انتهاج مبدأ الانطلاقة المتفائلة .. الطموح .. التي ترى في الأفق تلويح القوة المرجوة .. والتي بها يحترمنا العالم.
الأمة ـ في أزمتها الحالية ـ ليست في حاجة إلى اجتماع قمة سياسية بقدر حاجتها إلى اجتماع قمة فكرية، تجتمع لتفكك الواقع، وتتأمل فيه، ثم ترسم الطريق الطويلة التي ربما تحتاج عشرات السنين لإعادة صياغة الواقع من جديد.
أزمة الأمة أزمة إبداعية، والإحصاءات تعري الواقع؛ مجموع مخزون الأمة من الطاقة والمواد الخام أعلى مخزون في العالم، ولكنه يُصدّر ولا يُصنّع. الإنفاق الاستهلاكي أضعاف الإنفاق الاستثماري. الاستثمار المالي الأجوف أضعاف الاستثمار الخدمي والصناعي، التعليم تلقيني، وليس مهارياً إبداعياً، الطفل ينهي المراحل التي يتشكل فيها بين أفلام كارتونية كلها صراع، وألعاب إلكترونية تعلّم ال*** والتدمير بدم بارد، وبين يدي مربين ومربيات يفتقدون أبجديات التربية الإبداعية؛ فماذا يمكن أن تكون النتيجة؟
التربية التي أفرزت جيلاً كلّ همه .. سيارة؛ "ليفحط" بها، وجوال ليغازل به ويفاخر، وإذا كان أفضل حالاً من ذلك ارتفعت همته إلى زوجة جميلة، ومنزل أنيق، ووظيفة مريحة.. لكنه لا يفكر أبعد من ذلك .. كل تفكيره استهلاكي بحت، وليس إبداعياً ولا إنتاجياً!!
حين أُطلقت أول رحلة للفضاء من الاتحاد السوفيتي البائد، أعلنت حالة استنفار خطيرة في الولايات المتحدة الأمريكية .. للإجابة عن سؤال خطير: لماذا سبقونا؟ فكانت الإجابة ليست تهديدات، ولا استنكارات، ولا سباباً وشتائم .. ولكن الإجابة هي: اكتشفنا أن التعليم يحتاج إلى إعادة صياغة من جديد .. ومنذ أوائل المراحل التعليمية .. الطفل نعم الطفل .. مستقبل الأمة كله.
إذا صنعنا الطفل الذي يؤمن بدينه عقيدة وسلوكاً، ويجيد مهارات التفكير، ويمتلك شخصية مستقلة، ويستهدف مستقبلاً محدداً في ذهنه .. هنا نكون قد بدأنا الخطوة الأولى في الطريق الصحيحة.
منقوووووووووووووووووووووووووول.

The_Relativistic200
02-08-2006, 09:41 AM
يا ريته كان تخلف ابداعى بس
ده ابداعى وسياسىودينى ورياضى
وكل اللى قلبك يحبه

وشكرا احمد على الموضوع

mohamed_oweis
02-08-2006, 11:25 AM
موضوع جميل يا أحمد و أنت فعلا جبت المفيد