الأميرة النائمة والأقزام السبعة (قصيدة من أحب ما كتبت إلى نفسي)

[أحمـدنجـم]

جارية عمياء


وتقولين أن كتاباتي كلَّها أحبارٌ سريةْ


وأنِّي طلاسمُ والمعاجمُ قد عياها شرحُ قصدَي


وأني – بلا مبالغةٍ – أجدْتُ اللغاتِ البربريةْ


وأني انتحارٌ لثقافةِ الثقةِ


الشكُ وطني الزيفُ منطقتي


وتقرئينَ الكفَّ والفنجانْ


وتهمسينَ للأصدافِ في الخُلجانْ


أراكِ في محرابِ جراحي العيونِ ضارعةً


أن يزرعوا بكلِّ أمكنتي ..


تحت طاولتي ..


تحت جلدي ..


بين شطري عقلي ..


في السكتةِ البرهةِ بين نبضاتِ قلبي ..


أن يزرعوا آلافَ العيونْ


أراكِ بدربِ الحدادين


بين المطرقةِ والسندانْ


بين الآتون والسَّنانْ


ضارعةً ..


أن يصنعوا ألفَ سيفٍ من يقينْ


كي ت***ي شبحَ الظنونْ ..


أراكِ حائرةً


وما عندي مضاداتٌ حيويةْ


ولغاتي البربريةْ


تعبتْ في وصفِ أحداثِ القضيةْ


امرأتي .. الـكانتْ حديديةْ ..


ريشةٌ بل أرقُ بين ذراتِ الغبارْ ..


حصونُها ..


سهامُها ..


مدفُعها القديمْ ..


داناتُها ..


حراسُها ..


وكلُّ أسلحةِ الدمارْ


الكلُّ ولى هارباً


وهي الوحيدةُ .. الفريدةُ .. العنيدةُ ..


سلمتْ تحت الحصارْ ..


والجيشُ .. أشباحٌ كموجِ البحرِ


الجيشُ آلافٌ من النخاسين ..


يبيعون ماضيها العريق ..


الكلُّ ينهشُ عمرَها


الكلُّ في سوقِ الرقيق


من يشتري ..


من يشتري؟


حباً معتقاً في قواريرِ السنين


من يشتري ..


أسرابَ طيرٍ كانت تحلقُ في سماءِ العاشقين


من يشتري .. من يشتري ؟


تلك الجاريةَ العمياءْ


كانت عمياء .. و ..


باتت بين أنياب الخيانة مبصرةْ ..


أمضت طريقها عمياء . ..


أبصرت .. يومَ حلولِها المقبرةْ ..


والمُلَحِّدُ قد تعودْ .. تلك حرفتُه ..


أن يغلق بابْ .. يهيلَ ترابْ


لا يسمع أناتِ الموتى ..


أغلق بابَ الأذن ..بابَ القلب .. بابَ العين ..


بابَ المقبرةْ


يكتبُ على رخامةٍ بيضاءْ..


هنا ترقدُ جاريةٌ عمياءْ ..


ماتت مبصرةْ .. مبصرةْ ..


ويطوفُ الأقزامُ السبعةُ حولَ الأطلالْ


يبكونَ فتُنْبِتُ أدمعُهم أشجارَظلالْ


يتضرعُ الأقزام .. والأغصان .. يتضرع التراب والسراب


الدموع .. الشموع .. تتضرع السماء والنجوم .. الغيوم


يتضرع الطريق إلى قصر الأمير


فلتمطِ الجوادَ في المشهد الأخير


الكل يفسح الطريق ..ينحني حيث الأمير يحفر


احفر يا أمير ..حيث النور يظهر ..


احفر يا أمير ..حيث تنام الجارية ..


هيا يا أمير ..تلك قُبْلَتُكَ الحياة


في الجبهة في الوجنة أو على تلك الشفاة


تفتح العيون .. وتختفي آثار العذابات


آثار النخاسة والدناسة أنات النايات


يستل سيفاً من بريق البرق كان ..


ي*** الجيش المدجج بالظنون .. ويخمد البركان


يدفن الشك والجنون ..يغلق المقبرة


يكتب على الرخامة البيضاء


عادت أميرتي .. ومات الهباء


الكل يرقص في الزفاف ..الأرض ترقص والسماء


تلك كتاباتي .. أمنياتي .. خيالاتي .. الحقيقية


فإلى متى ستقولين .. أنها .. أن أحبارها سرية


وأن لغتي يا حبيبتي .. من اللغات البربرية ؟إلى متى ؟!


حبيبتي