|
#1
|
|||
|
|||
الإبتلاء أم التمكين
سئل الشافعي رحمه الله أيمكن للعبد أم يبتلي قال لا يمكن للعبد حتى يبتلي.*
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ*مِّنَ*الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ*مِّنَ*الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ*ۗ*وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. أي الذين هدى الله قلوبهم فعلموا أن ما أصابهم إنما هو بقدر الله تعالي وعلمه وحكمه وأنهم لا خلوص منه ولا مفر وأنهم مملوكون لله عز وجل عبيد ليس لهم حق الاعتراض وأنهم إلي الله راجعون ليوفيهم أجورهم وينتقم لهم ممن ظلمهم وأن أعلى الأجر على الصبر. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقي الله وما عليه من خطيئة» (رواه احمد والترمذي).* وقال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ**وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ*مِنْ*قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ*}. * إن جيل التمكين جيل صحابة النبي الأمين علموا ذلك وتربوا علي هذا من النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء خباب بن الأرت إليه صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في الكعبة وقال له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدعوا الله لنا ألا تستنصر لنا فقال صلى الله عليه وسلم «أنه كان فيمن كان قبلكم يؤتي بالرجل فيشق نصفين ويمشط بأمشاط حديد ما دون لحمه وعظمه ولا يرده ذلك عن دينه شي ولكنكم قوم تستعجلون». وباستقرائنا لكتاب الله تعالى نجد أن أهل التمكين لهم صفات منها كما قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ*فِي*الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ*مِن*قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ}. ** فأهل التمكين اتصفوا بصفة الإيمان والإيمان قول واعتقاد وعمل،*قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح والأركان عمل بكلمة الإيمان عمل بمقتضي كلمة لا اله إلا الله،*وليست قولها فقط والتحلل من مقتضاها كما هو الحال الآن. * وإنما جيل التمكين صحابة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ضربوا أروع الأمثلة في ذلك ومن صاد علي نهجهم حتى الآن،*وليعلم الجميع أن النصر والتمكين حليف لمن قام بهذا فهذا وعد الله تعالي وان الله عز وجل لا يخلف وعده أبدا. * قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ*فِي*الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ*}. إن مكن الله تعالي عباده الصالحين وقاموا وامتثلوا أوامره سبحانه وتعالي وصاروا علي منهج الله وشريعته ونهج نبيه صلى الله عليه وسلم مكن لهم في الأرض ورفع ذكرهم،*وان لم يقوموا بما أمرهم سبحانه وتعالي وتعدوا علي حدود الله وشريعته*فإن الله سبحانه وتعالى سنته لا تحابي أحدا. {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} نسأله تعالي أن يمكن لنا وأن يستخدمنا ولا يستبدل بِنَا* الكاتبة: ريحانة
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|