|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
العَلمانية والعِلمانية
د. أحمد إدريس الطعان- كلية الشريعة – جامعة دمشق بريد إلكتروني : ahmad_altan*maktoob.com العَلمانية والعِلمانية أولاً – العلمانية من العلم أم من العالم ؟ :من خلال قراءتنا السابقة للمصطلح في المصادر الأجنبية من معاجم ودوائر للمعارف ، وتعريفات للباحثين الغربيين يمكننا أن نؤكد أن العَلمانية - بفتح العين - هي الترجمة الصحيحة على غير قياس لكلمةsecularism الإنجليزية أو secularit الفرنسية ، وهاتان الكلمتان لا صلة لهما بلفظ العلم ومشتقاته ، فالعلم في الإنجليزية والفرنسية يعبر عنه بكلمة science والمذهب العلمي نطلق عليه كلمة scientism والنسبة إلى العلم هي scientific أو scientifique في الفرنسية والترجمة الدقيقة للكلمة هي " العالمانية " أو " الدنيوية " أو " اللادينية " ( ) ، ولكن تحولت كلمة عالمانية إلى عَلمانية لأن العربية تكره تتابع الحركات وتلجأ إلى التخفف منه ( ) . وكذلك فـإن زيادة الألـف والنون هنا ليست قياسية في اللغة العربية أي في الاسم المنسوب " عالماني "، وإنما جاءت سماعاً مثل: رباني ، نفساني ، روحاني ، عقلاني ، ومثلها علماني ، واللغة العربية تقبل إضافة الألف والنون لاحقة لبعض الكلمات ( ) ، والترجمة الحرفية في قاموس اللغة للعلمانية هي " الدنيوية " لأنها مشتقة من العالَم أي " الدنيا " ( ) . ومن هنا فإن العلماني هو الدنيوي لأنه يهتم بالدنيا ، بخلاف الديني أو الكهنوتي فهذا الأخير يهتم بالآخرة . وأول معجم عربي يورد الكلمة هو المعجم الوسيط ، وقد جاءت فيه بهذا المعنى في طبعتيه الأوليين ( ) . وأول معجم ثنائي اللغة قدم ترجمة صحيحة للكلمة هو قاموس " عربي فرنسي " أنجزه لويس بقطر المصري عام 1828 م وهو من الجيل الذي ينتمي للحملة الفرنسية ، وقد كان متعاوناً مع الفرنسيين ورحل معهم إلى باريس وعـاش هناك وكانت ترجمته لكلمة : = ceculariteعالماني و = ceculierعلـماني ، عالمـاني ، وميـزة هذه الترجمة أنهـا أول وأقـدم ترجمة صحيحـة للكلمة تـدحض آراء الذين يعتبرون العَلمانية من العِلم ، لأنه نسبها إلى العالَم ( ) . وكما أن الرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون للدلالة على المبالغة الشديدة في التخلق بصفات الرب عز وجل والعبودية له ، وللدلالة على كمال الصفة أو بلوغها حداً قريباً من الكمال قالوا في كثير الشعر : شعراني . وغليظ الرقبة : رقباني . وطويل اللحية أو كثيفها : لحياني ( ) ، كذلك فإن العَلماني منسوبٌ إلى العالَم - بهذا الشكل - للدلالة على المبالغة في الانتماء إلى العالم والإيمان به ( ) . ومما يؤكد انقطاع الصلة بين العَلمانية والعلم البحث القيم الذي تقدم به د . عدنان الخطيب حول تاريخ الكلمة الذي أرجعه إلى قرون عديدة ، وتاريخ دخولها إلى اللغة العربية ، وقد استند في بحثه على مراجعة مصادر الكلمة في اللغات القديمة كالآرامية والسريانية ، وصلة الكلمة بالعلاقة بين رجـال الكنيسة وعامة الناس ، حيث إن رجال الكنيسة ليسو عَلمانيين ، لأنهم يهتمون بالآخرة فقط ، أما بـقية الناس والشعب فهم : " دنيويون ، دهريون ، زمنيون ، قرنيون ، عالميون " ، وهذه التفرقة انتقلت إلى اللغة العربية - بنظره - عندما تغلبت هذه على الآرامية بعد الفتح الإسلامي عن طريق ترجمات علماء السريان . وعندما استقل التعليم عن الكنيسة في فرنسا بعد الثورة وُصِف هذا التعليم بأنه ceculaire ودلالتها هي نفس الدلالات القديمة التي يوصف بها من هو خارج الكنيسة من عامة الشعب ، فكل واحدة من الكلمات السابقة " دنيوي ، زمني ، دهري… " تصلح مقابلاً للكلمة الفرنسية seculaire إلا العِلم فلا يدخل في مدلولاتها مطلقاً ( ) . مع أن هذا التأصيل المعجمي لمصطلح العلمانية يكاد يكون حاسماً في أن العلمانية من العالَم وليس من العِلم ، ولذلك فهي بفتح العين وليس بكسرها ، فإن كثيراً من العلماء والباحثين العرب والمسلمين مختلفون حول النسبة الصحيحة للعلمانية ، فالبعض ينسبها إلى العلم وينطقها بكسر العين ، ومن هؤلاء أستاذنا الجليل الدكتور البوطي ( ) ، والدكتور يوسف القرضاوي ( ) ، والدكتور عبد العظيم المطعني( ) ، والشيخ محمد مهدي شمس الدين ( ) والدكتور عماد الدين خليل ( ) والدكتور زكي نجيب محمود ( )، والدكتور سفر الحوالي ( )، وممن أجاز الوجهين - الكسر والفتح - الدكتور:عزيز العظمة وإن كان يفضل الكسر ( ) ، والدكتور رفعت السعيد ( ). يتبع ان شاء الله ،،،،
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
الدولة العلمانية مثال للتعصب الأعمى وكبت الحريات .. موضوع هام للباحثين عن عالم أفضل !
أولا : هل تسمح الدولة العلمانية لأصحاب الأديان باتخاذ العقيدة أساسا للإنتماء والولاء والبراء ؟؟؟ أم أنها لا تقيم لعقيدة المتدينين وزنا بل تقدم عليها رابطة الدم والعنصرية ورابطة حبة الطين وحبة الرمل ....؟؟؟؟؟؟ ثانيا : هل تقبل الدولة العلمانية بتطبيق ما توجبه الشريعة الإسلاميه على أبنائها من النزول على حكم الله ورسوله والتسليم لهما أم أنها ستقوم بعملية مسخ لكل مظاهر الحياة وتكبت حريات المتدينين في ممارسة شعائرهم التي يقدسونها ..؟؟؟؟ ثالثا : هل سيكون في الدولة العلمانية مسألة كمسالة الجزية في الدولة الإسلامية أم أنها ستجبر جميع المواطنين على الدفاع عنها حتى من لا يؤمن بمبادئها؟؟؟؟ هل ستأخذ مالا مقابل الدفاع عن المسلمين وحمايتهم أم أنها ستشترط عليهم أن يدافعوا عن أفكار لا يؤمنون بها .. تشترط عليهم أن يقدموا أرواحهم فداء لعقيدة لا يعترفون بها …..؟؟؟؟ إلى متى ستظل أمريكا تجبر المسلمين على الانضمام إلى جيشها وأن يقدموا أرواحهم في حروبها ..إلى متى ستظل أمريكا تجبر إخواننا المسلمين على الدفاع عن أفكار لا يؤمنون بها بل وقتال إخوانهم في بلاد الأرض متى ستطبق الحل الإسلامي في أمور خطيرة مثل هذه وتحترم معتقدات مواطنيها؟؟؟؟؟ رابعا : هل ستقيم الدولة العلمانية حد الردة أم أنها ستترك البلاد لفتنة المجاهرة بالكفر وفتنة تغيير الأديان وما أدراكم ما فتنة تغيير الأديان أم أنها ستطبق تعاليم الدولة المسلمة وتقيم حد الردة فمن أراد أن يكفر فليكفر في بيته لكن لو أظهر كفره فهذا يجر من الفتن واستشراء القتل والحقد والتباغض بين البشر ما الله به عليم وما إلى ذلك من الفتن نتيجة ترك المرتد لدينه ...؟؟؟ خامسا : هل ستقيم الدولة العلمانية حد لل****** أم أنها ستترك البلاد للعبث والمجون وتنتهك حرمات النساء الشريفات .. وما عدد الشهود هل شاهد واحد يكفي في الدولة العلمانية وكل من هب ودب يتهم النساء ويقع في أعراضهن أم أن الدولة العلمانية ستضطر إلى اللجوء إلى التشريع الإسلامي الذي يعاقب الزاني وفي نفس الوقت يجعل عدد الشهود اربعا حتى لا تكون حرمات النساء لعبة في يد كل ماجن ...؟؟؟؟؟ سادسا : هل للدولة العلمانية اتجاه واحد أم أنها تيارات ينهش كل تيار في التيار الذي يليه وتتلاعن التيارات فيما بينها وكما قال مكسيم رودسون الكاتب الماركسي الشهير عندما قال الحقيقة أن هناك ماركسيات كثيرة بالعشرات والمئات ولقد قال ماركس أشياء كثيرة حتى الشيطان يستطيع أن يجد فيه نصوصا تؤيد ضلالته .. أم أن الدولة العلمانية لها قسم يمثل الثبات والخلود كما الدولة الإسلامية وقسم يمثل المرونة والتطور ..؟؟ ففي الكون أشياء ثابتة من أرض وسماء وأشياء فرعية تتطور من جزر تنشأ وبحيرات تجف وكل نظم الكون والحياة بهذه الصيغة أمور ثابتة وأمور تتطور كما الإسلام لكن العلمانية كل يوم بدين وكل يوم بمنطق وهذا يبعث على الخوف والقلق ......!!!!! للموصوع بقية ان شاء الله
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
جزاكم الله حيرا أخى raf11111 على هذا الموضوع الهام وجعله الله فى ميزان حسناتكم
|
#4
|
|||
|
|||
العلمانية نبتة خبيثة لا تخرج إلا نكدا ، و العلمانية لن تكتفى بإبعاد الإسلام عن الحكم ، و لكنها سوف تعمل على إبعاد الإسلام عن الحياة ، فكن أخى المسلم على حذر من سهام العلمانية ، و من العلمانيين .
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا وبارك فيك
__________________
|
#6
|
|||
|
|||
معضلة غياب المراجعة في الصف العلماني
استحوذ عليّ هذا السؤال وراودني عنيدًا، إذ أرى نخبتنا غَضبى، توشك أن تكون دائمة الحنق، ويكاد أن يقتلها الغيظ، ما تصدر عن وجوههم حمرة الغضب، حتى تردها زُرقة الغم، وعهدي بالقوم السعادة مع ممارسة النقد، والبشاشة مع جلد الذات ..... فمالهم الآن ؟! مالهم قد جاوزت حالهم توصيف الثورة، بل باتت الثورة في أيديهم شيئًا هزيلًا ضعيفًا؟ وأمسى الناس في أعينهم هلكى لا تقوم بكلمتهم دولة؟!
تغلبني ابتسامةُ داهية، ونظرةُ مستضعفٍ تمكّن، ولستُ بأيهما، مسترجعًا أيامًا استهلكتُ فيها نفسي لإقناع النُّخبة وكهنتهم والسدنةَ والخدّام، أنّهم ليسوا روّاد نهضة النمور الآسيوية، أو منظري القفزة الفكرية في أوربا، بل هم مثلي من أبناء هذه الشعوب التي يجعلون رزقهم أنهم يسبونها، ويتسامرون في لياليهم بلعنها، ويرونها قطيعًا يُقاد إلى حيث لا يدري! مسترجعًا أيامًا أهلكوها في جلسات الصالونات الثقافية، وعمَرَها غيرهم في حلقات الذكر، أهلكوها ظهورًا ملحًا على شاشاتٍ مشبوهة، وعمرها غيرهم اختلاطًا بالفقير وذي الحاجة، أهلكوها طعنًا في جيل الصحوة، وعمرها غيرهم بالبشارة بالنصر وتلقين أسباب التمكين!! طالما افتقدتُ فيهم حرقةَ الطَّموح وشفقةَ النَّصُوح، وبكاء العاجز واستعجال المصلح، وما وجدتهم ساعةً يحدثونني عن علامات الطريق، يشبعوننا بمقالات النقد، وحكايات التجارب، وقليلٍ من استنباط الحلول، وكثيرٍ من استقراءٍ ناقص، وتلك حال البشر إذ ينقصهم الوحي، غير أني لم أفتقد فيهم أبدًا الاعتراف بالمفاجأة بعد الثورة المصرية، إذ كانوا يرون أنّ خط سير هذا الشعب لا يمتد إلى خير، بل مهما امتد مستقيمًا فهو مرتدٌّ إلى وراء، لا يقاطعه شعاعُ إصلاحٍ أبدًا، وعلى هذا الأساس بنت النخبة العلمانية نقدها واستنباطها واستقراءها لشتى التجارب، فلا غرو أن تكون الثورة مفاجأة صادمةً تنقض نقدهم، وتفند استنباطهم، وتلزمهم باعتذارٍ لهذا الشعب الذي طالما صُبَّت عليه اللعنات، ليوضع أمامه النموذج الغربي إلهامًا، فإذا به بعد الثورة أصبح إلهامًا لشعوب العالم، فهل سمعتَ المصدومين يعتذرون!؟ قليلٌ منهم اعتذر، وجميعهم فقد اتزانه بسبب المفاجأة، ونسوا الضرورة الأدبية بالمواءمة بين النقد السابق والمدح اللاحق لهذه الشعوب، فإن لم يمكن الجمع وتحقق التعارض، فلا سبيل إلا مراجعة النفس على مستوى الأصول، ولذلك كنتُ أتوقع سيلًا من المراجعات الفكرية للنخب العلمانية، يقترب على الأقل من حجم مراجعات الجماعة الإسلامية المصرية سنة 1997م، إن لم يكن من باب الالتزام الأدبي فشرطٌ للقبول في ركوب السفينة، فضلًا عن الطمع في مقعد القبطان، فلن أقبل منك أن تكون بالأمس معتزلًا أهل السفينة، منطويًا على نفسك، تحدث أصحابك عن أسفك أنك لم تكن في "التايتانك"، وتعدنا بقرب الهلاك والغرق، حتى إذا استبان الطريق، ولاح في الأفق برُّ النجاة، جئت طامعًا برفقتنا في رحلة العودة دونما مواءمةٍ أو مراجعة؟! كيف تجمع بين كون "العرب ظاهرة صوتية" ثم مدح الصوت العربي الذي علّم الشعوب النضال للحرية؟! وكيف ينتظم في نسقٍ واحدٍ "نقد العقل العربي" تفريغًا له من هويته ثم التحيات المباركات لهذا العقل؟! أنّي ينطلق من لسانٍ واحدٍ - وُصف صاحبه أنّه مفكرٌ يعيش في الألفية الرابعة- أنّ الأمة العربية "عالةٌ على الأمم المزدهرة، وأصبحوا بذلك من معوقي الازدهار العالمي"، ومن نفس اللسان يُقال "الثورات العربية أظهرت شجاعة ونضج ووعي الكثير من النساء"، إلا أن يكون صاحب هذا اللسان قد رُفع عنه القلم أو وضع عليه ابتلاء أهل الباطل بالتناقض أو يكون ممن يرى دور المرأة هامشيًّا في نهضة الأمم؟! أم تراه كمثل تلك العجوز التي تقول "المرأة العربية لا تهتم إلا بال*** وفقط" ثم تأتي الآن لتطالب بحق المرأة العربية في الترشح للرئاسة؟! كيف يكون الطمع في الشهادة بالأمس معرةً وإرهابًا وطمعًا في الحور العين، ثم تصير تعزية ضحايا الثورة في وصفهم بالشهداء؟!! كيف تنادي بفصل الدين عن الدولة بنفس الحنجرة التي تمدح مظاهراتٍ تخرج من المساجد؟؟ تناقضاتٌ عجيبةٌ لا تحتمل المواءمة، ولا يصلح لمثلها إلا المراجعة والاعتذار، دون تسويغٍ فارغٍ كتسويغ المفكر التنويري جابر عصفور توليه منصب وزير الثقافة في وزارة شفيق التي استعان بها مبارك في الوقت الضائع! أذهلتهم المصيبة وفقد الجميع الاتزان، ونسوا حتمية المراجعة وعدم كفاية الاعتذار، فإن الزخم الفكري الذي أحدثته الكتابات النخبوية العلمانية، لم يزِد عن حدود النقد من خلال تمثّل النموذج الأجنبي، انطلاقًا من كون التاريخ العربي بماضيه وحاضره، بسنين عزّه وأيام كبواته، بكل ما فيه معيبًا لا يصلح إلهامًا لنهضةٍ حقيقيةٍ أو طفرةٍ ذات شأن، دون أن يتخطى دور هذا "التراث" عندهم بطن التاريخ ليكون عنصرًا فاعلًا في وجه المستقبل، هذا الزخم كلُّه لابد أن يُطرح جانبًا، ويراجع هؤلاء القوم البعيدون أنفسهم، بحثًا عن خللٍ في التوصيف، وعجزٍ في التحليل، وعيّ في استنباط الحلول، أودى بهم إلى وادٍ غير وادي الثائرين، وهذه المراجعة حتميةٌ قبل أن ينبس أحدهم ببنت شفةٍ أنجبتها خلفيته الفكرية السقيمة تلك! إن معضلة غياب المراجعة في الصف العلماني، رغم جلاء الحاجة إليها، تعود إلى الاعتياد على مخالفة الأصول والأعراف، دونما حاجةٍ إلى اعتذارٍ أو تسويغٍ مقنع، وكذلك إلى الحرج البالغ الذي ستورثه مراجعةٌ من ذاك الحجم في هذا الوقت، بما يعني ضرورة الانطواء على الذات ريثما يخرجون بنموذجِ بناءٍ جديد، والأوان عند أغلبيتهم –رغم كل شيء- أوان توزيع مغانم، ولا وقت لمراجعةٍ من هذا النوع في خضم القسمة، كما أن المراجعة تعني الغياب الفعّال عن الساحة قبل ذلك، وبالتالي عدم الأهلية لحضور حصاد الثمار! أمّا أبرز الأسباب في غياب هذه المراجعة، فيعود إلى طبيعة الفكر العلماني نفسه، فالخلو من أيِّ وحيٍّ رباني، مع غياب أصول وقواعد الاستنباط من هذا الوحي، يجعل المراجعة الفكرية عودةً إلى المربع رقم واحد مرةً أخرى، فالأمر –بخلاف الإسلاميين- يتجاوز خطأ المستنبِط، ليصل في الحالة العلمانية إلى انعدام الأصول رأسًا، فالمراجعة تستلزم هدمًا فبحثًا فبناءً فتجربةً فتمحيصًا، ثم قد يحتاجون لإعادة الهدم والبناء مرةً أخرى، ألا ترى ثِقل مثل هذه المهمة على من اعتاد أن يجترَّ فكرًا وواقعًا وإن يكن غريبًا عنه!؟ وخلافًا للواجب وتحقيقًا للتوقعات، فقد ركبت النخبة العلمانية موجة الثورة مع سبق الإصرار والترصد، في مناقضةٍ صريحةٍ لسابق تنظيرهم، وجاء دور الديموقراطية، لتطعن النخبة في خاصرتها بصوتٍ يرفضها، تخذلهم الجماهير في كل استفتاء، رغم المحاولات الهزيلة لإقناع الناس بجدوى اتباع النخبة، والسير على خطاهم للخروج إلى ربيع الديموقراطية!! وعجيبٌ أن تعرقلك الديموقراطية في طريقك للديموقراطية؟!! هذا العجب كان بداية اليقظة وامتصاص الصدمة والتغلب على المفاجأة، فتذّكر العلمانيون حديثَ ما قبل الثورة، ودندن جمعُهم مرةً أخرى حول اختطاف العقل المصري، وسيطرة الإسلاميين والمتطرفين عليه، وحتمية التوعية والإصلاح، ولكنّ الله ابتلاهم بالعجز والكسل، وليس لديهم سابقةٌ عمليةٌ يهتدون بها، ولا لروادهم خارج الصالونات آثارٌ تُقتفى، فما السبيل إذن!؟ من المعلوم أن المرء حين يغضب ينطلق لسانُه بلغته الأولى، وإن كان فصيحًا في عدة لغاتٍ حية، ويعلم الأطباء أن المرء إن غاب عنه وعيه انطلق لسانه بما اعتاد عليه، ومن هذا وذاك، فإن المأزق الذي وقعت فيه نخبتنا العلمانية ردّهم إلى نظرتهم الأولى، لنكون في أعينهم قطيعًا يُقاد إلى حيث لا يدري، لكنّ الجديد أنهم اكتشفوا أن أيسر سبيلٍ ليس في توعية القطيع، ولكن في إقناع القطيع أنّ هناك راعيًا جديدًا أفضل، فليس هناك آدميٌّ في التاريخ طالب بنهضة قطيعٍ من الغنم، ولكنّ التاريخ ملآن بحكايات الرعاة يقتل بعضهم بعضًا، فتغيرت لهجة القوم إلى الطعن في العلماء، والحملة الشديدة على التيار الإسلامي في البلاد، عسى أن يقتنع الناس أنّ العلمانيين خيرٌ لهم!! ولكن الناس يعلمون الفرق بين من ينظر إليهم نظرة القطيع، ويخلّط بين طعنٍ ومديح، ويتغير كما الحرباء، وبين أهل العلم الذين عاشوا سنين عددًا بين الناس، يدعونهم، ويعلمونهم، ويبشرونهم، ويحاولون بعث الروح المسلمة الكامنة فيهم، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .... وباءت حيلة تلك النخبةُ بالفشل!! لم يبق إذن إلا الدعوة إلى إسكات الناس، والخروج عن اختيارهم، والتشكيك في أهليتهم للاختيار، اتساقًا مع مفهوم القطيع إياه، فليُلغ الاستفتاء، ولتجُبّ رغبتُهم ما بعده، ولتؤجل الانتخابات، وليوضع الدستور على أعينهم، ليرضوا ويسخط الشعب، لقد تركتهم الثورة المصرية في العراء، وبان لهم موقعهم الحقيقي من الشعب، وظهر جليًّا أن المنافسة الشريفة هي عدوهم الحقيقي، فعجبًا لمن تدبر، يعرف أن شرف نخبتنا المزعوم لم يظهر إلا في عهد الطغيان، وتبدد الزعم وتجلّى الخزي في زمان العدل، أفلا يعقلون؟!
__________________
|
#7
|
|||
|
|||
الدولة العلمانية مثال للتعصب الأعمى وكبت الحريات .. موضوع هام للباحثين عن عالم أفضل !
الدولة العلمانية مثال للتعصب الأعمى وكبت الحريات .. أولا : هل تسمح الدولة العلمانية لأصحاب الأديان باتخاذ العقيدة أساسا للإنتماء والولاء والبراء ؟؟؟ أم أنها لا تقيم لعقيدة المتدينين وزنا بل تقدم عليها رابطة الدم والعنصرية ورابطة حبة الطين وحبة الرمل ....؟؟؟؟؟؟ ثانيا : هل تقبل الدولة العلمانية بتطبيق ما توجبه الشريعة الإسلاميه على أبنائها من النزول على حكم الله ورسوله والتسليم لهما أم أنها ستقوم بعملية مسخ لكل مظاهر الحياة وتكبت حريات المتدينين في ممارسة شعائرهم التي يقدسونها ..؟؟؟؟ ثالثا : هل سيكون في الدولة العلمانية مسألة كمسالة الجزية في الدولة الإسلامية أم أنها ستجبر جميع المواطنين على الدفاع عنها حتى من لا يؤمن بمبادئها؟؟؟؟ هل ستأخذ مالا مقابل الدفاع عن المسلمين وحمايتهم أم أنها ستشترط عليهم أن يدافعوا عن أفكار لا يؤمنون بها .. تشترط عليهم أن يقدموا أرواحهم فداء لعقيدة لا يعترفون بها …..؟؟؟؟ إلى متى ستظل أمريكا تجبر المسلمين على الانضمام إلى جيشها وأن يقدموا أرواحهم في حروبها ..إلى متى ستظل أمريكا تجبر إخواننا المسلمين على الدفاع عن أفكار لا يؤمنون بها بل وقتال إخوانهم في بلاد الأرض متى ستطبق الحل الإسلامي في أمور خطيرة مثل هذه وتحترم معتقدات مواطنيها؟؟؟؟؟ رابعا : هل ستقيم الدولة العلمانية حد الردة أم أنها ستترك البلاد لفتنة المجاهرة بالكفر وفتنة تغيير الأديان وما أدراكم ما فتنة تغيير الأديان أم أنها ستطبق تعاليم الدولة المسلمة وتقيم حد الردة فمن أراد أن يكفر فليكفر في بيته لكن لو أظهر كفره فهذا يجر من الفتن واستشراء القتل والحقد والتباغض بين البشر ما الله به عليم وما إلى ذلك من الفتن نتيجة ترك المرتد لدينه ...؟؟؟ خامسا : هل ستقيم الدولة العلمانية حد لل****** أم أنها ستترك البلاد للعبث والمجون وتنتهك حرمات النساء الشريفات .. وما عدد الشهود هل شاهد واحد يكفي في الدولة العلمانية وكل من هب ودب يتهم النساء ويقع في أعراضهن أم أن الدولة العلمانية ستضطر إلى اللجوء إلى التشريع الإسلامي الذي يعاقب الزاني وفي نفس الوقت يجعل عدد الشهود اربعا حتى لا تكون حرمات النساء لعبة في يد كل ماجن ...؟؟؟؟؟ سادسا : هل للدولة العلمانية اتجاه واحد أم أنها تيارات ينهش كل تيار في التيار الذي يليه وتتلاعن التيارات فيما بينها وكما قال مكسيم رودسون الكاتب الماركسي الشهير عندما قال الحقيقة أن هناك ماركسيات كثيرة بالعشرات والمئات ولقد قال ماركس أشياء كثيرة حتى الشيطان يستطيع أن يجد فيه نصوصا تؤيد ضلالته .. أم أن الدولة العلمانية لها قسم يمثل الثبات والخلود كما الدولة الإسلامية وقسم يمثل المرونة والتطور ..؟؟ ففي الكون أشياء ثابتة من أرض وسماء وأشياء فرعية تتطور من جزر تنشأ وبحيرات تجف وكل نظم الكون والحياة بهذه الصيغة أمور ثابتة وأمور تتطور كما الإسلام لكن العلمانية كل يوم بدين وكل يوم بمنطق وهذا يبعث على الخوف والقلق ......!!!!! والآن لنذهب إلى مزيد تفصيل بخصوص الأمور التي أنا ذكرتها آنفا ونحاول أن نلقي الضوء على الرؤية الإسلامية لهذه الأمور وكيف أن الدولة الإسلامية هي الوحيدة التي شهد لها العالم بالمثالية هي الوحيدة التي مثلت حرية الفكر حرية البحث العلمي حرية التصور حرية الفهم .. بشرط ان هذه الحريات لا تطغى على حريات الآخرين .. أولا : في حرية تطبيق الأديان نجد الدولة المسلمة تسمح لكل صاحب ديانة أن يطبق ديانته في كنف الدولة المسلمة ويبلغ من احترام الحرية الدينية عند المسلمين أن يقبلوا زواج المجوسي من ابنته ما دامت شريعته تبيح له ذلك .. وفي المغني ( وهو من أكبر كتب الفقه ) في هذا الكتاب توجد هذه المسألة : مجوسي تزوج ابنته فأولدها بنتا ثم مات عنهما فلهما الثلثان .. إن الإسلام لم يقم البتة على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو إرغامهم على تقييد طقوسهم بمعابدهم كما تفعل الدولة العلمانية الديكتاتورية .. انظروا ماذا يفعلون في أخواتنا المسلمات في فرنسا إنهم يصرون على خلع حجابهن بأي دين في الدنيا كلها بل وبأي إلحاد تستطيع حكومة أن تتدخل في الطقوس الدينية لمجموعة من البشر ... مالكم أنت ومال أخواتنا المسلمات العفيفات ... ما دخلكم بزيهن ؟؟؟؟ فرنسا صاحبة أكبر معرض للتقليعات والأزياء في الدنيا كلها تعارض حجاب أخواتنا الطاهرات بأي دخل هذه الحكومة العلمانية القذرة تتدخل هذا التدخل السافر وتجبر أخواتنا الطاهرت على التعري .... ثانيا : مسالة الجزية من مسائل الرحمة في الدولة الإسلامية .. فقد أوجب الإسلام على أبنائه (الخدمة العسكرية) وناط بهم واجب الدفاع عن الدولة، وأعفى من ذلك غير المسلمين، وإن كانوا يعيشون في ظل دولته.ذلك أن الدولة الإسلامية دولة(أيديولوجية) أي أنها دولة تقوم على مبدأ وفكرة، ومثل هذه الدولة لا يقاتل دفاعًا عنها إلا الذين يؤمنون بصحة مبدئها وسلامة فكرتها . . وليس من المعقول أن يؤخذ شخص ليضع رأسه على كفه، ويسفك دمه من أجل فكرة يعتقد ببطلانها، وفي سبيل دين لا يؤمن به فكانت الجزية مقابل الدفاع عنه وحمايته .. وها هو أبو عبيدة حين أبلغه نوابه عن مدن الشام، بتجمع جحافل الروم، فكتب إليهم أن يردوا الجزية عمن أخذوها منه، وأمرهم أن يعلنوهم بهذا البلاغ: "إنما رددنا عليكم أموالكم، لأنه قد بلغنا ما جُمع لنا من الجموع، وإنكم اشترطتم علينا أن نمنعكم (أي نحميكم) وإنا لا نقدر على ذلك . وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشروط، وما كتبنا بيننا وبينكم، إن نصرنا الله عليهم" ويقول الدكتور نبيل لوقا بباوي في كتابه انتشار الإسلام بالسيف بين الحقيقة والافتراء : إن الجزية كانت تأتي أيضاً نظير التمتع بالخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمواطنين مسلمين وغير مسلمين ، والتي ينفق عليها من أموال الزكاة التي يدفعها المسلمون بصفتها ركناً من أركان الإسلام ، وهذه الجزية لا تمثل إلا قدرا ضئيلا متواضعاً لو قورنت بالضرائب الباهظة التي كانت تفرضها الدولة الرومانية على المسيحيين في مصر ، ولا يعفى منها أحد ، في حيث أن أكثر من 70% من الأقباط الأرثوذكس كانوا يعفون من دفع هذه الجزية ، فقد كان يعفى من دفعها: القُصّر والنساء والشيوخ والعجزة وأصحاب الأمراض والرهبان. فمتى تتعلم الدولة العلمانية هذه المبادىء السامية متى ترقى إلى هذا الفكر الرائع .... ثالثا : حد الردة ..والردة عن الإسلام ليست مجرد موقف عقلي ، بل هي أيضاً تغير للولاء وتبديل للهوية وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام التي كان عضواً في جسدها وينتقل بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها ويعبر عن ذلك الحديث النبوي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: [ التارك لدينه المفارق للجماعة ] [ رواه مسلم ] ، وكلمة المفارق للجماعة وصف كاشف لا منشئ ، فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة والمفارقة للجماعه في أي أمة من الأمم تعد خيانة عظمى عقوبتها القتل لما في ذلك من الفتن العظيمة وتهييج الرأي العام ونشر التباغض والطائفيات بين أصحاب الأديان المختلفة . فمن أراد أن يكفر فليكفر في بيته لكن أن يظهر كفره أو تركه لدينه أمام الناس فإن هذا يفتح باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه .. فالردة تعامل معاملة تهمة الخيانة العظمى التى تعاقب عليها الدول بالقتل. فقتل المرتد في الشريعة الإسلامية ليس لأنه ارتد فقط ولكن لإثارته الفتنة والبلبلة وتعكير النظام العام في الدولة الإسلامية. تحول الإنسان من دين إلى دين كفيل بفتنة عظيمة لا يعلم مداها إلا الله وليس أقرب من حالة الفتاه المصرية زوجة الكاهن التي أعلنت إسلامها منذ شهور فقامت الدنيا ولم تقعد وخرجت مظاهرات النصارى تملأ شوارع مصر وحدث شغب وفساد عظيم ؟؟؟فتنة كهذه لا يعلم مداها إلا الله وإلى اليوم الفتاه لا يعرف عنها أحد وقد اختفت تماما .. ولو ظهرت مرة أخرى ستعود الفتنه إلى أوجها وسيموت فيها خلق كثير .. لذلك من مقاصد الإسلام الأساسية منع الفتن والفتنة أشد من القتل ولو أراد أحدهم أن يترك دينه فليتركه في بيته لماذا يدعو وينادي أنه ترك دينه ويتباهى بذلك هل هذا يريد إلا الفتنه؟؟ يريد إلا الخيانة لمن معه ؟؟؟ هل ستسمح الدولة العلمانية بفتنة كتلك أم ستقبع الفتنة قبل ظهورها وتطبق الحل الإسلامي..؟؟؟ رابعا : الإسلام بطبيعته بما أنه الدين الذي ختم الله به الشرائع والرسالات فقد أودع الله فيه عنصر الثبات والخلود وعنصر المرونة والتطور وهذا من روائع الدين عند تطبيقه فهي آيه من آيات عمومه وخلوده وصلاحيته لكل زمان ولكل مكان .. الثبات على الأصول والكليات والمرونة في الفروع والجزئيات .. الثبات على القيم الدينية والأخلاقية والمرونة في الشئون الدنيوية والعلمية فقد جاء الإسلام ليتسق مع طبيعة الحياة الإنسانية نفسها ففيها عناصر ثابتة باقية ما بقي الإنسان وعناصر مرنة قابلة للتطور والتغير وهي الأمور الخاصة بمراعاة اقتضاء المصلحة كالتعزيرات وغيرها ... للموضوع بقية ان شاء الله تعالى
__________________
|
#8
|
|||
|
|||
إستمر فى إبداعك ، و نتابع بشغف ، و لا حرمنا الله من قلم يكتب بإخلاص لنصرة الأيدولوجية الإسلامية على ما عداها من الأيدولوجيات المعاصرة الباطلة .
__________________
|
#9
|
|||
|
|||
اقتباس:
معظم الموضوع منقول بتصرف عن اساتذتى فى منتدى حوارى يختص بالحوار مع المخالفين امثال اللادينين والعلمانينن وغيرهم وإن شاء الله أكمله متى يسر الله لى
__________________
|
#10
|
|||
|
|||
خطايا المشروع العلمانى و مآلاته فى الوطن العربى
خطايا المشروع العلمانى و مآلاته فى الوطن العربى ..رؤية إيمانية
http://www.alukah.net/Culture/0/4173...7%D9%86%D9%89/
__________________
أبو عبد الله |
#11
|
|||
|
|||
بارك الله فيك اخى الفاضل
__________________
|
#12
|
|||
|
|||
جزيت الخير يا أ / سامر
__________________
أبو عبد الله |
#13
|
||||
|
||||
جزيت خيرا اخي الفاضل
__________________
|
#14
|
|||
|
|||
اقتباس:
ما شاء الله بارك الله فى قلمك
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|