|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مِش لازم تكون "مُلتحى" كى تطالب بالشريعة
ذهبتُ إلى التحرير فى جمعة الشريعة9 نوفمبر، وتمنيتُ أن ألتقى فيها بغير ملتحين وغير مسلمين وغير إسلاميين من جميع التيارات السياسية، وقبلها مباشرة كتبتُ بيانًَا بصفتى الحزبية ووزعته تحت عنوان "الشريعة تجمعنا"؛ لا تجمع فقط الإسلاميين والأحزاب والحركات الإسلامية، إنما المصريون جميعًا.. لأن الشريعة الإسلامية كمرجعية حضارية لجميع المصريين تقف بهم فى وجه التحديات، وكمرجعية تشريعية تُعيد إلينا جميعًا تميزنا وعافيتنا وتقضى على العَبث والفساد، وتحقق العدل والحرية والمساواة، ونبنى بها مصر على أسس سليمة. تمنيتُ أن ألتقى بإخوانى ومشايخى من التيار الإسلامى، وتمنيتُ أيضًا أن ألتقى بكل الناس على اختلاف عقائدهم؛ لأن الشريعة التى تقول: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائلَ لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".. تجمعنى بهم. تمنيتُ أن ألتقى هناك بقوميين وناصريين وليبراليين واشتراكيين؛ فالشريعة تجمعنى بهم على المطالبة بمقاصدها الكلية، المطالبة بالحرية والعدل والمساواة وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية وحقوق المرأة وحفظ كرامتها، والعدالة الاجتماعية ورعاية الفقراء وكفالة العاطلين. وتمنيتُ أن ألتقى فيها بأحد المسيحيين مُطالبًا بها معى؛ فالشريعة ترْعى ذمة أهْل الكتاب وتضمن لهم حُقوق المُواطنة وتحْمى حُرياتهم وتؤمنهم على أرْواحهم ودمائهم وأموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم. تمنيتُ لو شاركت النسَاء والأطفال والفتيات؛ فالشريعة هى التى تحْمى سياج الأسرة المصرية، التى هى آخر حصون الأمة المتماسكة فى وجه الاختراق الغربى الشرَس، وهى التى تحمى مجتمعاتنا وأمتنا العربية من مزيد من التمزق والتشتت والانقسام والانشطار. تمنيتُ لو شارك معى فى هذه الجمعة ليس الإخوان ولا السلفيون فحسب، بل جميع الثوار الذين شاركوا وأسهموا فى دحر الاستبداد والطغيان؛ فالشريعة هى أقوى ضامن وأعلى وأمتن حائط صَدْ فى وجه محاولات عودة الاستبداد ورءوس الفساد والفوْضَى والقهْر والكَبْت، وهى التى ستحمى ثورتنا من الانهيار أو التقهقر.. وهى أقوى ضامن لمواصلة مطاردة المفسدين وقطع الطريق أمامهم ليتوقف نزيف السَرف والبذخ المهووس، ولتعود للمريض وللفقير والمواطن العادى ولذوى الحاجات حقوقهم فى مال الله.. وهى التى ستنقذ مجتمعاتنا من الغرق والتردى والتخلف والرجعية. فى مليونية 9 نوفمبر.. تمنيتُ لو جمعتنا الشريعة كمصريين على الخير، على الوحدة والتعاون، على المُشاركة الفعالة فى الإنتاج والإبداع والنهضة، وليس فقط كإسلاميين. تمنيتُ لو جمعتنا على نبذ الخلاف والانقسام والتكفير السياسى والتخوين، وكعنوان كبير للمرحلة وكخطوة سريعة وحاسمة وحقيقية فى طريق التغيير والإصْلاح والتنمية. أزعمُ أننى دققتُ كثيرًا فى الوجوه والملامح فوجدتُ الكثيرين فى الميدان بلا انتماءات فعلية لأى تيار إسلامى، بل كثير ممن حملوا الرايات السوداء سألناهم هل يدركون مغزاها السياسى وإلى ما ترمز؟ فأجابوا بالنفى، فقط يعرضها الباعة فيشترونها، فلا هم قاعدة ولا يحزنون، وأغلبيتهم شباب بدون لحية وبدون سابق انتماء لأى تنظيم. كانت منصة الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية هى الأقوى، وهى الجامعة لكل التيارات ولكل الرموز من جهاديين ومستقلين وسلفيين وإعلاميين وضباط شرطة سابقين ملتحين.. إلا أننى تمنيتُ أن يصعد ويتحدث الآخرون من مختلف التيارات وغير الملتحين أيضًا ليعبروا عن أشواقهم للشريعة بطريقتهم، فنحن قد نختلف فى بعض التفاصيل إلا أننا لا نختلف أبدًا على مرجعية الشريعة وحاجتنا إليها. هشام النجار
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|