عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 20-06-2016, 05:51 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,823
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(16) الـــعــــــطــــــــــار

هـــــو: حسن محمد محمود العطار. الإمام الشيخ العلاّمة

مولده: وُلِد بالقاهرة في سنة 1766م.

كان أبوه فقيرًا يعمل عطارًا، من أصل مغربي وكان له إلمام بالعلم، وكان حسن يساعد والده في دكّانه، ولما رأى منه الوالد حُباً للعلم، وإقبالاً على التعلم شجّعه على ذلك، فأخذ يتردد على حلقات العلم بالأزهر.

شــيـــوخــــه: الإمام العلامة/ محمد مرتضى الزبيدي، وفضيلة الشيخ/ محمد الأمير. وفضيلة الشيخ/ محمد الصبان، وفضيلة الشيخ/ أحمد يونس. وفضيلة الشيخ/ عبد الرحمن المغربي. وفضيلة الشيخ/ أحمد السجاعي، وفضيلة الإمام الشيخ/ أحمد العروسي، وفضيلة الإمام الشيخ/ عبد الله الشرقاوي، وفضيلة الإمام الشيخ/ محمد الشنواني، وفضيلة الشيخ/ عبد الله سويدان، وفضيلة الشيخ/ محمد عرفة الدسوقي؛ وغيرهم.

صــفـــاتــــه: يُذكَر أنه كان طويلاً بعيد ما بين المنكبين واسع الصدر أسمر اللون خفيف اللحية صافي العينين حاد النظر حاد الفطنة شديد الذكاء ... جَدٌّ في التّحصيل، حتى بلغ من العلم في زمن قليل مبلغاً تميز به واستحق التّصدي للتّدريس ولكنه مال إلى الاستكمال، واشتغل بغرائب الفنون والتقاط فوائدها كالطب والفلك والرياضة.

موقفه من الحملة الفرنسية: عندما احتل الفرنسيون مصر سنة 1798م، كان العطار في الثانية والثلاثين من عمره، وبدلاً من مجابهة هذا العدوان فرّ إلى الصّعيد خوفاً على نفسه من أذاهم؛ ومكث العطار في الصعيد نحو 18 شهراً تقريباً، لكنه عاد بعدها إلى القاهرة بعد استتباب الأمن، وعندما عاد إلى القاهرة تعرّف ببعض علماء الحَملة، واطّلع على كتبهم وتجاربهم وما معهم من آلات عِلمية فلكية وهندسية، كما اشتغل بتعليم بعضهم اللغة العربية، فأفاد منهم واطلع على علومهم، واشتغل أثناء الحملة الفرنسية بالتّدريس في الأزهر.

سفره خارج مصر: وبعد ذلك ارتحل إلى بلاد الروم والشام والأراضي الحجازية سنة 1802م، ومن المُرجَّح أنه هرب بعد خروج الفرنسيين من مصر، لِما كان له من علاقات جيّدة معهم أثارت عليه سخط رجال الدين ... وقد زار تركيا ونزل بعاصمتها القسطنطينية، وأقام في ألبانيا مدة طويلة وسكن ببلد تدعي اشقودره من بلاد الأرناؤوط وتزوج بها ثم دخل بلاد الشام سنة 1810م وعمل هناك في التدريس وأقام بها خمس سنين.

مهمة إصلاح البلاد: ثم عاد إلى مصر سنة 1815م، وكانت الأمور في مصر قد استقرّت وصارت ولاية البلاد لمحمد علي باشا، فعاد إلى التدريس بالأزهر، وكان له اتصال خاص بسامي باشا وأخويه باقي بيك وخير الله بيك ضابط مصر وله عليهم مشيخة وبواسطتهم ولِقُربهم من محمد علي باشا كان يلقاه فيُجلِّه الأخير ويُعظّمه ويعرف فضله ... كما كان حريصاً على مساعدة محمد على في تطوير مصر، فكانت له يد في إنشاء المدارس الفنية العالية مثل الألسن والطب والهندسة والصيدلة ... وكان العطار قد أخذ على نفسه أن يعدّ الرجال الصالحين للقيام بمهمة الإصلاح، ومن أهم من أعدهم لذلك تلميذاه رفاعة الطهطاوي، ومحمد عياد الطنطاوي.

لم يكتفِ الشيخ العطار بذلك، بل إنه استغل قربه من محمد علي والي مصر، وثقة الوالي به، وأوعز إليه بضرورة إرسال البعثات إلى أوروبا لتحصيل علمها، وأوصى بتعيين تلميذه رفاعة الطهطاوي إماماً لأعضاء البعثة العلمية إلى باريس، وأوصى الطهطاويَّ بأن يفتح عينيه وعقله، وأن يدوّن يوميات عن رحلته، وهذه اليوميات هي التي نشرها الطهطاوي بعد ذلك.

فالشيخ العطار رُزِق حظاً كبيراً من التوفيق في الدعوة إلى إصلاح التعليم بالبلاد كلها، فالمدارس العالية الفنية التي أنشئت بمصر في ذلك العهد كالهندسة والطب والصيدلة، هي الاستجابة الحقيقية لدعوة العطار وتطلعاته ومناداته بحتمية التغيير للأحوال في البلاد.

نشأة التعليم الطبي: حدث يوماً أن حاول أحد الطلاب أن يفتك بالطبيب كلود بك وهو يمارس تشريح جثة في مشرحة مدرسة الطب بأبي زعبل، فهمّ بأن يطعنه بخنجره مرتين ولكن الطلاب حموه، من أن يصاب بسوء فوقف شيخ الأزهر "حسن العطار" في امتحان مدرسة الطب يصدع برأي الدين في تعليم الطب ويشيد بفائدته في تقدّم الإنسانية فكانت هذه الشجاعة في إحقاق الحق بمثابة الفتوى التي اعتبرت نقطة انطلاق للتعليم الطبي، وذلك بفضل الله على لسانه.

كما كان للشيخ العطار موقف متكامل من مشكلات مجتمعه الثقافية والتعليمية والأدبية والسياسية، حاول أن يُشخّص هذا الواقع ويحدد جوانب الضعف فيه، كما نادى بضرورة تغييره ورسم برنامج هذا التغيير وعهد بأمانة هذا الشيء ومستقبله إلى تلاميذه من بعده.

أوّل محرر لأول جريدة عربية مصرية: اختير العطار كأول محرر لأول جريدة عربية مصرية وهي الوقائع الرسمية التي أنشأها محمد علي سنة 1828م، وجعلها لسان حال الحكومة والجريدة الرسمية للدولة، ولعل سر اختياره كأول محرر للوقائع المصرية يكمن وراء جمال أسلوبه في الكتابة.

ولايته لمشيخة الأزهر: أصبح العطار شيخاً للأزهر الشريف وهو في الخامسة والستين من عمره، وذلك سنة 1830م، وظلّ في هذا المنصب لمدة 5 سنوات.

كان العطار شاعراً، ومؤلفاً للكتب، ومحققاً للمخطوطات، كتب الشعر التعليمي والموشحات وشعر الوصف والرثاء والمدح والهجاء، وكتب ورسائل في قواعد الإعراب والنحو والمنطق وآداب البحث والتّشريح والطّب والصيدلة وفي الهندسة والبلاغة، وكيفية عمل الإسطرلاب والربعين المقنطر والمجيب وإتقان رسم المزاول الليلية والنهارية ورسائل في الرمل؛ وغير ذلك ... وذلك إلى جانب تصانيفه في العلوم الشرعية.

قــالـــوا عــنـــه: عَرف الكثيرون فضل الشيخ/ حسن العطار في العِلم، وأهمية دوره في إيقاظ مصر وإصلاحها.

- فقال عنه الجبرتي: "صاحبنا العلامة، وصديقنا الفهامة، المنفرد الآن بالعلوم الحكمية، والمشار إليه في العلوم الأدبية، وصاحب الإنشاء البديع والنظم الذي هو كزهر الربيع".

- وقال محب الدين الخطيب: " كان العطار متضلعاً في العلوم الرياضية فضلاً عن العلوم الشرعية والعربية".

- وقال عبد الرحمن الرافعي: "كان الشيخ حسن العطار من علماء مصر الأعلام، وامتاز بالتضلع في الأدب وفنونه، والتقدم في العلوم العصرية، وكان هذا نادراً بين علماء الأزهر".

- وقال علي مبارك: "اشتغل بضرائب الفنون والتقاط فوائدها".

- وقال الطهطاوي: "كان له وُلُوع شديد بسائر المعارف البشرية".

ومــن أقـــوالـــه:

- "إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها، ويتجدّد بها من المعارف ما ليس فيها".
- "مَن سَمَتْ هِمّته به إلى الاطلاع على غرائب المؤلفات، وعجائب المصنّفات، انكشفت له حقائق كثير من دقائق العلوم، وتنزّهت فكرته إن كانت سليمة في رياض الفهوم".

وفــاتـــه: توفي الشيخ العطار في سنة 1835م، وله 69 سنة.

__________________
رد مع اقتباس