عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 06-06-2016, 03:59 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,823
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(13) الــشـــنـــــوانـــــــي

هـــــو: محمد علي منصور الشنواني، الشافعي المذهب. الإمام الشيخ

مــولـــده: وُلِد الشنواني بقرية شنوان الغرف، بمحافظة المنوفية، وإليها نُسِب؛ ولا يُعرَف تاريخ مولده.

نشأته ومراحل تعليمه: تتلمذ على يد كثيرين من أعلام عصره، منهم: فضيلة الشيخ/ عيسى البراوي، تفقه عليه ولازم دروسه وقرأ عليه، وقد أجازه الشيخ/ البراوي بعد أن أعطاه جُلّ ما عنده واطمأن لعِلمه، لأن الشيخ/ الشنواني كان ذكيًّا فطناً جيد الحِفظ، فأولاه شيخه عنايته واختصه بنفسه لاجتهاده وأدبه.

أخلاقه: عُرف الشيخ بالسّماحة وشدّة الحياء والتّواضع ... ومِن تواضعه أنه كان لا يحب التّزاحم على المظاهر الدنيوية، فلم ينافس غيره في التّدريس بالجامع الأزهر وإنما قنع بإلقاء دروسه بالجامع المعروف بالفاكهاني بالعقادين بالقرب من داره في خوشقدم، فأقبل عليه الطلبة وانتفعوا بعلمه وأرائه وتوجيهاته، كما انتفعوا بأخلاقه وآدابه.

قال عنه الجبرتي: "الفقيه العلاّمة، النّحرير الفهّامة؛ كان مهذّب النّفس مع التّواضع والانكسار والبشاشة لكل أحد، ويُشمّر ثيابه ويخدم نفسه ويكنس الجامع ويسرج القناديل".

منزلته: كان الشيخ/ الشنواني مع تواضعه وزهده وعزوفه عن الاتصال بالحكّام لا يتردد في إبداء النّصيحة لهم وفي الشّفاعة عندهم، فكان الشيخ من قادة الشعب، شارك في مُقاومة الحملة الفرنسية، وقد حاول الوالي أن يستولي على كل أراضي الدّولة وأن يتخذ العلماء مَطيّة حيث أفهمهم أنه سيترك أراضيهم لهم يزرعونها بمعرفتهم ويستغلونها، فتصدّى له الإمام/ الشنواني وطالبه بالإفراج عن الأوقاف المحبوسة للطلبة، فوافقه، ثم طالبه بإلغاء أمر الاستيلاء على بقية الأراضي، فرفض.

ولايته مشيخة الأزهر: لما توفي الإمام الشيخ/ عبد الله الشرقاوي رحمه الله، توجّهت الأنظار إلى الشيخ/ الشنواني، فتغيّب عن بيته واختفى عن العُيون! ولكن الباشا أمر القاضي أن يجمع المشايخ عنده ويتفقوا على شخص يكون خالياً من الأغراض، فأرسل القاضي إليهم فحضرت جمهرتهم، فسأل القاضي: هل بقي أحد لم يحضر؟! فقالوا: لم يتأخر عن الحضور إلاّ ابن العروسي، والهيثمي، والشنواني.

فأرسل إليهم فحضر ابن العروسي والهيثمي، فقال القاضي: وأين الشنواني؟! لا بُدّ من حضوره! وأرسل إليه رسولاً فذهب إلى بيته وعاد، فقال: إنه غائب عن داره منذ ثلاثة أيام، وقد ترك رسالة جئت بها إليكم. ففتح القاضي الرسالة وقرأها على جمهرة العلماء، وهي: "بسم الله الرحمن الرحيم ... وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ... إننا نزلنا عن المشيخة للشيخ/ بدوي الهيثمي".

فعند ذلك قام الحاضرون وضجّ المشايخ، فقال بعضهم: إنه لم تثبت له المشيخة بعد حتى ينزل عنها لغيره. وقال بعضهم: لا يكون شيخاً إلاّ مَن يدرس العلوم في الأزهر ويفيد الطلبة. فتدخل القاضي ليُنهِي الِخلاف، فهدّأ من روعهم، وسألهم: مَن الذي ترضونه؟! قالوا نرضى الشيخ المهدي. ووافق الجميع، وقاموا وصافحوه؛ وكتب القاضي بهذا الأمر إلى والي مصر/ محمد علي باشا، وانفضّ الجميع، وركب الشيخ/ المهدي إلى بيته في موكب كبير وحوله المشايخ وطوائف الطلبة، وأقبل الناس على بيته للتهنئة، وانتظر الجميع موافقة الوالي على هذا القرار.

ولكن محمد علي باشا رفض تعيين الشيخ/ المهدي للمشيخة؛ لأنه صاحب تاريخ حافل في الزّعامة ورفض الضيم، فمحمد علي لا يقبل شيخاً يتدخل في شؤون الحُكم ويقود العلماء والطلبة في مقاومة المظالم كما كان كبار مشايخ الأزهر يفعلون؛ ولهذا اشترط في شيخ الأزهر أن يكون خالياً عن الأغراض، وهو لم ينسَ أنّ مشايخ الأزهر هم الذين عزلوا الوالي السابق، وهم الذين عيّنوه، فاضطر الباب العالي إلى النزول، ومَن يملك العَزل والولاية يكون خطرًا على بابا دولته التي بدأ في تكوينها.

لِذا فقد أرسل محمد علي باشا جنودَه في طلب الشيخ الشنواني، فجَدُّوا في البحث عنه، حتى عُثِر عليه في المكان الذي اختفى فيه بمصر القديمة؛ فأخبروه بطلب الوالي له، فذهب معهم.

ثم أرسل محمد علي باشا إلى المشايخ بالحُضور إلى مقرّه بالقلعة، فلما حضروا وجدوا الوالي وعنده الشيخ/ الشنواني، فأعلن محمدُ علي الشيخَ الشنوانيَ شيخًا للجامع الأزهر، ولم يعترض الشيوخ على جعل الشيخ الشنواني شيخًا للأزهر الشريف.

ثم عاد الشيخ/ الشنواني إلى بيته في جَمْع كبير وموكب رسمي عظيم، وكانت داره صغيره متواضعة لا تتسع لهذا الموكب ولوفود المهنئين! فأنزله السيد المحروقي في دار "بان الزليجي" بحارة خوشقدم، وأرسل إليه الطباخين والفرّاشين والأغنام والأرز والحطب والسّمن والعَسَل والسّكر وغير ذلك من لوازم الطعام؛ وأوقف عَبيده وخَدَمه لخدمة القادمين، وازدحم الناس على الشيخ الشنواني مُهنئين له وأتواْ أفواجًا؛ وكان ذلك في يوم الثلاثاء 20 أكوبر لعام 1812م، ولما كان يوم الجمعة ذهب الإمام الشيخ/ الشنواني على الجامع الأزهر، فصلّى الجمعة، وازدحمت عليه الجماهير مُهنئين له.
هذا ولم يترك الشيخ رحمه اللهُ مكانَه في الدّرس بعد تولّي المشيخة.

وفـاتـــه: تُوفي الشنواني في يوم الأربعاء، 23 نوفمبر، لعام 1817م، وصُلِّيَ عليه بالجامع الأزهر في مشهد عظيم، ودُفِن بتُربة المجاورين.

__________________
رد مع اقتباس