ذم اليأْس والقنوط في واحة الشعر
قال ابن دريد: أنشدني أبو حاتم السجستاني:
إذا اشتملتْ على اليأْسِ القلوبُ --- وضاق لما به الصدرُ الرحيبُ
وأوطأتِ المكارهُ واطمأنتْ --- وأرستْ في أماكنِها الخطوبُ
ولم ترَ لانكشافِ الضرِّ وجهًا --- ولا أغنى بحيلتِه الأريبُ
أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ --- يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ --- فموصولٌ بها الفرجُ القريبُ
وقال آخر:
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى --- ذرعًا وعندَ اللهِ منها المخرجُ
كملت فلما استحكمتْ حلقاتُها --- فُرِجتْ وكان يظنُّها لا تفرجُ
وقال ابن القيِّم:
باللهِ أبلغُ ما أسعَى وأدركُه --- لا بي ولا بشفيعٍ لي مِن الناسِ
إذا أيستُ وكاد اليأْسُ يقطعُني --- جاء الرجا مسرعًا مِن جانبِ اليأْسِ
وقال النابغة في اليأس الممدوح:
واليأْسُ مما فات يُعقِبُ راحةً --- ولربَّ مطمعةٍ تكون ذباحَا
وقال القحطاني:
ولأحسمنَّ عن الأنامِ مطامعي --- بحسامِ يأسٍ لم تشبْهُ بناني