عرض مشاركة واحدة
  #1400  
قديم 23-12-2013, 10:56 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم الوَهن في واحة الشِّعر
قال الملتمس:


مَن كان ذا عَضُدٍ يدرك ظلامتَه --- إنَّ الذَّليلَ الذي ليست له عَضُدُ



تنبو يداه إذا ما قلَّ ناصرُه --- ويمنعُ الضَّيمَ إن أثرى له عددُ



ولا يقيمُ على ضيمٍ يُسَامُ به --- إلَّا الأذلَّان: عِيرُ الحيِّ والوتدُ



هذا على الخسفِ مربوطٌ برمَّتِه --- وذا يُشَجُّ فلا يرثي له أحدُ



إنَّ الهوانَ حمارُ الأهلِ يعرفُه --- والحرُّ ينكرُه والجَسْرَةُ الأجُد



وقال الشَّريف المرتضى:


يا طالبَ الدُّنيا على ذلٍّ بها --- اعززْ عليَّ بأن أراك ذليلًا



ما لي أراك حَلُمتَ في طلبِ الغنى --- ولربَّما صغرتْ يداك ثقيلًا



لو كنتَ تعقلُ أو تشاورُ عاقلًا --- كان الكثيرُ وقد ذللت قليلًا



ذَلَّ امرؤٌ جعل المذلَّةَ دهرَه --- طلبَ المغانمِ منزلًا مأهولًا



عدَّ المطامعَ كيف شئتَ وخذْ بها --- ملءَ اليدين مِن العفافِ بديلًا



وإِذا فجعْتَ بماءِ وجهِكَ لم يُفدْ --- إن نلتَ مِن أيدي الرِّجالِ جزيلًا



وقال -أيضًا-:


إذا شئتَ أن تلقَى الهوانَ فلُذْ بمن --- يُرْجَى لنفعٍ أو لدفعِ مضرَّةِ



فهامُ الرِّجالِ الآنفين عزيزةٌ --- إن حُمِّلتَ منًّا لذي المنِّ ذلَّتِ



وعدِّ عن الأطماعِ فهي مذلَّةٌ --- ولو خالطتْ شُمَّ الجبالِ لخَرَّتِ



فويلٌ لنفسٍ حُلِّئَت عن مرامِها --- وويلٌ لنَفسٍ أُعطيت ما تمنَّتِ



وليس بخافٍ قبحُ حرصٍ على غنى --- ولكنْ عقولٌ بالضَّراعةِ جُنَّتِ .



وقال آخر:


إنَّ الأذلَّةَ واللِّئامَ معاشرٌ --- مولاهم متهضَّمٌ مظلومُ



فإذا أهنتَ أخاك أو أفردتَه --- عمدًا فأنت الواهِنُ المذمومُ .

__________________