ذم الفحش والبذاءة في واحة الشعر
قال الشاعر:
بُــسُــطُ الأَيْـدِي إِذَا ما سُـئِلُوا *** نُفُعُ النَّائِـلِ إِنْ شيءٌ نَـفَعْ
مِنْ أُناسِ لَيْسَ في أَخْلاقِهِمْ *** عَاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ
وقال طلحة بن عبيد الله:
فلا تعجلْ على أحدٍ بظلمٍ *** فإنَّ الظلمَ مرتعُه وخيمُ
ولا تفحشْ وإن مُلئتَ غيظًا *** على أحدٍ فإنَّ الفحشَ لومُ
وقال آخر:
لسانُك خيرٌ وحدَه مِن قبيلةٍ *** وما عُدَّ بعدُ في الفتى أنت حاملُه
سوى البخلِ والفحشاءِ واللؤمِ والخنا *** أبتْ ذلكم أخلاقُه وشمائلُه
إذا القومُ أمُّوا سُنةً فهو عامدٌ *** لأكبرِ ما ظنوا به فهو فاعلُه
وقال مسكين الدارمي:
وإذا الفاحشُ لاقَى فاحشًا *** فهناكم وافق الشَّنُّ الطَّبق
إنما الفحشُ ومَن يُعنى به *** كغرابِ السوءِ ما شاء نعق
أو حمارِ السوءِ إن أشبعتَه *** رمَح الناسَ وإن جاع نهق
أو غلامِ السوءِ إن جوعتَه *** سرقَ الجارَ وإن يشبعْ فسق
أو كعذرى رفعتْ عن ذيلِها *** ثم أرختْه ضرارًا فانمزق
أيُّها السائلُ عما قد مضَى *** هل جديدٌ مثلُ ملبوسٍ خَلق
وقال آخر:
توقَّ مِن الناسِ فحشَ الكلامِ *** فكلٌّ ينالُ جنى غرسِه
فمَن جرَّب الذمَّ في عرضِه *** كمَن جرَّب السمَّ في نفسِه
وقال الشاعر:
أحبُّ مكارمَ الأخلاقِ جهدي *** وأكرهُ أن أجيبَ وأن أُجابا
وأصفحُ عن سبابِ الناسِ حِلمًا *** وشرُّ الناسِ مَن يهوَى السِّبابا