الوفاء في واحة الشعر
قال الشاعر:
ذهب الوفاءُ ذهابَ أمسِ الذاهبِ***فالنَّاسُ بين مخاتلٍ ومواربِ
يغشون بينهم المودةَ والصفا***وقلوبُهم محشوةٌ بعقاربِ
وقال علي بن أبي طالب:
مات الوفاءُ فلا رفدٌ ولا طمع***في النَّاسِ لم يبقَ إلا اليأسُ والجزعُ
فاصبرْ على ثقةٍ باللهِ وارضَ به***فاللهُ أكرمُ مَن يُرجى ويُتَّبعُ
وقال علي بن مقرَّب:
لا تركننَّ إلى مَن لا وفاءَ له***الذئبُ مِن طبعِه إن يقتدرْ يثبِ
وقال آخر:
عشْ ألفَ عامٍ للوفاءِ وقلَّما***ساد امرؤٌ إلا بحفظِ وفائِه
لصلاحِ فاسدِه وشعبِ صدوعِه***وبيانِ مشكلِه وكشفِ غطائِه
وقال آخر:
ما أهونَ الإنسانَ إنَّ وفاءَه***إمَّا اتقاءُ أذًى، وإمَّا مغنمُ
عظمتْ على أخلاقِه أكلافه***وهو المصيَّرُ في الحياةِ المرغمُ
نفض الترابُ الضعف في أعراقه***وابنُ الترابِ الصاغرُ المستسلمُ
وقال آخر:
إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ***واللؤمُ مقرون بذي الإخلافِ
وترى الكريم لمن يعاشرُ منصفًا***وترى اللئيمَ مجانبَ الإنصافِ
وقال آخر:
ذهب التكرُّم والوفاءُ مِن الورَى***وتصرَّما إلَّا مِن الأشعارِ
وفشت خياناتُ الثقاتِ وغيرِهم***حتى اتهمنا رؤيةَ الأبصارِ
وقال الرِّياشيّ:
إذا ذَهَب التكرُّم والوَفاءُ***وباد رِجالُه وبَقِي الغُثَاءُ
وأَسْلَمني الزَّمانُ إلى رِجالٍ***كأمْثالِ الذِّئابِ لها عُواءُ
صَديقٌ كلَّما استَغْنيت عنهم***وأَعْداءٌ إذا جَهَدَ البَلاءُ
إذا ما جئتهم يَتدافَعوني***كأنِّي أجربٌ آذاه داءُ
أقولُ ولا أُلاَم على مَقالٍ***على الإخوانِ كُلِّهم العَفاءُ
وقال آخر:
إذا قلتَ في شيءٍ نَعمْ فأتمَّه***فإنَّ نعم دينٌ على الحرِّ واجبُ
وإلَّا فقلْ لا تسترحْ وتُرِحْ بها***لئلا يقولَ النَّاسُ إنَّك كاذبُ
وقال آخر:
لا كلَّف اللهُ نفسًا فوقَ طاقتِها***ولا تجودُ يدٌ إلا بما تجدُ
فلا تعِدْ عدةً إلَّا وَفيت بها***واحذرْ خلافَ مقالٍ للذي تعِدُ