المدَاراة في واحة الشعر
قال الشافعي:
وداريتُ كلَّ الناسِ لكنَّ حاسدي***مداراتُه عزَّت وعزَّ منالُها
وكيف يُداري المرءُ حاسدَ نعمةٍ***إذا كان لا يرضيه إلا زوالُها؟
وقال أحمد الخطابي:
ما دمتَ حيًّا فدارِ النَّاس كلَّهم***فإنما أنت في دارِ المدَاراةِ
من يَدرِ دارى ومن لم يَدرِ سوف يرَى***عما قليلٍ نديمًا للنداماتِ
وقال القاضي التنوخي:
القَ العدوَّ بوجهٍ لا قطوبَ به***يكادُ يقطرُ من ماءِ البشاشاتِ
فأحزمُ النَّاسِ من يلقَى أعاديَه***في جسمِ حقدٍ وثوبٍ من مودَّاتِ
الرفقُ يمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه***وكثرةُ المزحِ مفتاحُ العداواتِ
وقال زهير:
ومَن لم يُصانعْ في أمورٍ كثيرةٍ***يُضرَّس بأنيابٍ ويُوطَأ بَمنْسِمِ
وقال النمر بن تولب:
وأبغِضْ بغيضَك بُغضًا رويدًا***إذا أنت حاولتَ أن تحكما
وأحبِبْ حبيبَك حبًّا رويدًا***فليس يعولك أن تصرما
وقال علي بن محمد البسامي:
دارِ مِن الناسِ مَلالاتِهم***مَن لم يدارِ الناسَ ملُّوه
ومكرمُ النَّاسِ حبيبٌ لهم***مَن أكرمَ الناسَ أحبُّوه
وقال آخر:
تجنبْ صديقَ السوءِ واصرمْ حبالَه***وإن لم تجدْ عنه محيصًا فدارِه
وأحببْ حبيبَ الصدقِ واحذرْ مراءَه***تنلْ منه صفوَ الودِّ ما لم تمارِه
وقال عبد الله السابوري:
مَن لم يكنْ لعيشِه مُداريًا***عاداه مَن كان له مواليًا
ولا غِنى للفاضلِ الكبيرِ***عن المدَاراةِ ولا الصغيرِ
يستجلبُ النفعَ بها الحكيمُ***ويدركُ الحظَّ بها المحرومُ
مَن وارب الناسَ يخاتلوه ***ومَن يصانعهم يجاملوه
قال الشاعر:
وإذا عجزتَ عن العدوِّ فدارِهِ***وامزحْ له إنَّ المزاحَ وفاقُ
فالنَّارُ بالماءِ الذي هو ضدُّها***تُعطي النضاجَ وطبعُها الإحراقُ